أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 22

الموضوع: ( الحبُّ في زمن الحرمان )

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد محمود محمد شعبان أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    المشاركات : 2,176
    المواضيع : 158
    الردود : 2176
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي ( الحبُّ في زمن الحرمان )

    ( الحبُّ في زمن الحرمان )


    وقفتْ أمام المرآة تنظر لوجهها الذي يسكن فيه الجمال بكل معانيه ، من منبت شعر رأسها وحتى أسفل ذقنها ومقدمة نحرها ،....ولكنّ نظرات الحزن التي تبدو في عينيها قد غيبت هذا الجمال عن يقظته وحيوته ونشاطه وحولته إلى جمال ذابل وحزين .
    ـــ : فتلك الهالات السوداء أسفل عينيّ لم تكن موجودة من قبل ، وتلك التجاعيد التي تظهر بخدي لم تكن موجودة من قبل ، كيف ذلك ؟؟ أنا ما زلت في عشرينيتي ، ويظهر أني الآن في أواخر الأربعين .
    تناولت علبة الدهن ( الكريم ) وأخذت منها على أصبعها ، وبدأت تضعه على أماكن التجاعيد والهالات السوداء .
    ويداعب فكرَها الآن بعضُ المواقف الحميمية معه.... ، وقبل سفره الأخير ، والحياة مليئة بالحب ولا شئ غير الحب
    ـ : في وقت لم أحرم من أي شئ .... في آخر مرة كان فيها هنا بجانبي ، وهو الذي وضع الكريم على وجهي وقال لي : إنه يحب أن أهتم دائما بجمالي حتى لا يذبل ... كم كانت يداه ناعمتين كيد طفل تسافر في كل مكان من وجهي ، وتستقر فيه ، وتعيش معه .
    تنظر الآن إلى خزانة الملابس ( الدولاب ) ، وهوظاهر خلفها في المرآة تلتفت وتسير إليه بخطوات هادئة ....إنها تتذكره الآن وهو يعطّرها ويضع ( البرفان ) التي تحبه على صدرها ، ـ : كان دائما يحضره لي عندما يعود من السفر .... ،ومنذ رحلته الأخيرة ، وأنا أنتظره يدخل عليّ ببذلته .. بذلة الطيار الأنيقة التي يبدو بها كنسرٍ قوي البنيان شامخا ، أبيض كبدر السماء ، أسود الشعر كسكينة وطمأنينة السَّحر ..... وطــلـَّته عند رجوعه تشعرني بالأمان وكأنني غريبة مسافرة في مكاني ، وعندما أراه ...يعود قلبي لوطنه الذي تغرب عنه وقتا طويلا ..... ما زلت أذكر صوته الناعم منذ لقاءنا الأخير ، وهو يقترب من وجهي ويلامسه ويداعبه بشفتيه السميكتين النديتين ، و يهمس بأذني : وحشششششتيييييني أوي ..... يا رووووح قلبي ) .. يكون عندها كالطفل الذي يرى لعبته التي غاب عنها وقتا طويلا .. فهو يحملها ويقبلها ويرفعها ، ويخفضها .... ما أجمل أوقات الحب معك يا حبيبي !! وما أقصرها ــ أيضا ــ !! ... كل هذا الطيف الجميل يهدهدني بل يزلزلني يا حبيبي الغائب .. أبدا .. أبدا لن أنساك .. فأنت كهفي الذي آوي إليه ، وأنسى فيه متاعبي ، وأنت مغتسلي البارد الذي أتتطهر فيه من أوجاعي ومتاعبي .
    وصلت إلى ( الدولاب ) فتحته .. الفساتين المرصوصة بدقة وعناية ، وكثير منها ما زال مغلَّفا ولم يلبس .. وكلها تفوح منها رائحة الذكريات الجميلة ، وكلها هدية
    من حبيبيها ( هشام )
    ــ : هذا أحضره لي من رحلته إلى الهند ، و... هذه ( العباية ) من ( خان
    الخليلي ) عندما كنا نتجول معا عاشقين ملأ الفرح حياتهما ... غرَّين غير عابئين بمشاكل الحياة وهمومها ، .. أما هذا القميص الأحمر الشفاف فهو من ( فرنسا ) بلد النور والجمال ... ذوقك جميل يا هشام تُحسن اختيار الألوان دائما تعلم ما أريد وتقرأ خواطري وتشم رغباتي وتلمس أحاسيسي ، أنت تعيش بداخلي وتتجول في عقلي ، وأقوم معك برحلاتطويلة وجميلة ...... كل ذلك وأكثر لم أجده في غيرك يا حبيبي .. يا من ملكت أمري ، وتحكمت في كل تصرفاتي ... بحبي لك ، وكأنني دمية تحركها خيوط المحبة والعطف وهي تتحرك كما يريدها صاحبها ... لقد أطلت الغيبة هذه المرة ـ يا حبيبي ـ ما عدت قادرة على الانتظار ... الانتظار كائن مرعب يهدد كياني ، ويخترق أوصالي ،و يعبث برغباتي .. أنت حقا متميز .... ومتفرد ، ولا أعرف السبب .. أهو لأنك حبي الأول ؟.. أم لأنك توصلت إلى أزرار عقلي فأنا بين يديك كالكمبيوتر تغذيه بما تحب وتريد ... ، ويعطيك هو ما تحب وتريد .
    وما زلت أبحث عنك في الوجوه الطائرة حولى كالحدءات تحاول أن تنهشني ، بل هي تفترسني الآن ... الآن يا حبيبي .. أمد إليك يدي فانتشلني وانقذ ما تبقى من بعضي .
    المكان يعج بالضيوف ، والرجال هنا أكثر من النساء ، والنساء يخطبن ود الرجال ، وحول كل واحد خمسة أو أكثر ، ... وتسألني أمي :
    ــ إيه رأيك في احمد ابن طنت ( شاهي ) ؟
    ــ هوفين ده ؟
    ـ أهو قدامك جنب (صافي ) .. شوفي البت ها تكلو بعنيها ازاي .
    ـ آآه .. ما بيعجبنيش ( وتلفت نظرها عنه ويبدو أنها تتفرس بعض الوجوه )
    ـ طب إيه رأيك في المهندس ( وسام ) ؟ .. طيِّب وابن حلال .
    ــ أنا عارفه عنه حاجات أكتر من اللي تعرفيها انتي يا ماما !!
    ـ طب ........( لم تستطع أمها أن تكمل .. حيث قاطعتها )
    ـ يا ماما يا حبيبتي أنا عارفاهم كلهم ، وأحسن واحد فيهم ما يستهلش إنك تجيبي اسمه ـ حتي ـ على لسانك .. كلهم زبالة ... صدقيني !!
    أعود لبيتي ومرآتي الحبيبة والتي يطل منها وجهك الجميل يا حبيبي ، وأنت تقف بجانبي وتنثر شعري ، وتختار ما تحب أن ألبسه لك ، ليتك لم تسافر ـ يا حبيبي ـ هذه المرة !! ليتك لم تسافر يا حبيبي هذه المرة !!
    ـ : إنني أنتظره الآن ... لقد همس في أذني أثناء الحفلة ، وقال : هجيلك الليلة دي ... استانيني الساعه اتناشر .
    تر ى هل سيحضر ؟ ترى هل سيتأخر كعادة الآخرين ؟ أنا الآن أشتاق لمعرفته وأشتاق إلى اكتشاف أسراره .. ترى هل سيكون مميزا ؟ .. أم سيكون كغيره ممن عرفتهم ... بعد سفرك وغيابك الطويل بعد رحلتك الأخيرة المشئومة ... ـ يا حبيبي ـ ... نعم أنت حبيبي ، وما زلت حبيبي ، ولن يعوض حرماني منك أحد غيرك .

    "" أنا الآن كشجرة التوت في أيام الشتاء . ""

    انتهت بحمد الله

    بقلم / محمد محمود شعبان ( حمادة )
    مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية ـ
    التعديل الأخير تم بواسطة كاملة بدارنه ; 31-01-2012 الساعة 03:52 PM سبب آخر: حذف الإيميل وأرقام هواتف

  2. #2
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.52

    افتراضي

    أسرتني هذه القصة فلم أملك لنفسي هروبا أو توقفا .
    أقل ما يقال أنها رائعة
    براعة الكاتب في الوصف والسرد والاستدعاء والحوار ظاهرة ومتميزة .
    لا أحبذ استعمال العامية وخلطها بالفصيح - دون ضرورة تخدم القصة نفسها - وكان من الممكن لكاتب متمكن مثلك أن يجد العبارات الفصيحة المناسبة لتحل محلها .
    تسلسل وتصاعد الحدث موفق إلى حد كبير .
    الخاتمة مدهشة وتفتح المجال لتآويل متعددة .
    المبدع حمادة الشاعر ، سأقرأ دائما إن شاء الله .
    لك التحية والتقدير
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.15

    افتراضي

    قرأته بالأمس وكان ماتعا وراقت لي الفكرة والمضمون وطريقة السرد
    ولكن كما ذكر د. مازن استوقفني كثير استخدام ألفاظ غير فصحى بالنص
    دمت أديبنا الفاضل بألق وبهاء
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية رشدي مصطفى الصاري أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : الرياض المملكة العربية السعودية
    العمر : 57
    المشاركات : 164
    المواضيع : 16
    الردود : 164
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    من يرى بعين المحب ويرصد دقات قلبه
    لابد من أنه يملك إحساس الأديب ورومانسية الأدب
    أعجبني تجوالك في روح هذه العاشقة المخلصة..
    والتي أبت روحها المقارنة، ومفارقة الزمن لمن كان له النظرة الأولى..
    تقبل اعجابي وودي
    عيناك شاردتان ماذا تبغيان هل تبحثان عن الأليف
    ياحلم عينيك ورؤياهما ماتا مع الانسان والزمن الشريف

  6. #6
    الصورة الرمزية محمد محمود محمد شعبان أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    المشاركات : 2,176
    المواضيع : 158
    الردود : 2176
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشدي مصطفى الصاري مشاهدة المشاركة
    من يرى بعين المحب ويرصد دقات قلبه
    لابد من أنه يملك إحساس الأديب ورومانسية الأدب
    أعجبني تجوالك في روح هذه العاشقة المخلصة..
    والتي أبت روحها المقارنة، ومفارقة الزمن لمن كان له النظرة الأولى..
    تقبل اعجابي وودي
    الشكر كله لك أخي رشدي على مرورك الراقي وذوقك الرفيع

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Feb 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.72

    افتراضي

    قصة رائعة ..
    حينما تحب المرأة لا ترى الا من تحب
    فهي اصدق من الرجل في حبها

    شكرا للجمال والمتعة

  8. #8
    الصورة الرمزية محمد محمود محمد شعبان أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    المشاركات : 2,176
    المواضيع : 158
    الردود : 2176
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ذيب سليمان مشاهدة المشاركة
    قصة رائعة ..
    حينما تحب المرأة لا ترى الا من تحب
    فهي اصدق من الرجل في حبها

    شكرا للجمال والمتعة
    الشكر كله لك أخي محمد ولمرورك الكريم .. نتعلم منك الكثير

  9. #9
    الصورة الرمزية مؤيد عبدالله الشايب شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    المشاركات : 434
    المواضيع : 62
    الردود : 434
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    فكرة رائعة استطعت صياغتها بمهارة .. سرد أخاذ يأخذك حتى النهاية أو اللانهاية .... سلمت

  10. #10

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لوعة الحرمان!
    بواسطة فوزي الشلبي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 23-06-2015, 07:02 PM
  2. (( منطق الحرمان ))
    بواسطة موسى غلفان واصلي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-03-2015, 01:26 AM
  3. طلاب آخر زمن، لأ ونظار آخر زمن!
    بواسطة ماجدة ماجد صبّاح في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-10-2007, 10:28 PM
  4. الرقص على إيقاع الحرمان !!
    بواسطة علي المعشي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 08-03-2006, 06:59 PM
  5. معانى إنسانية (2) الحرمان من الحبيب
    بواسطة سيد يوسف في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 05-12-2005, 11:57 AM