الشتاء يرحل والفراشات تعود
فى بلادى ....
كانت الأيام تمضى كالشتاء
الصباحات صقيع
والليل أوله واخره سواء
فى بلادى ...
مات كل الأنبياء
واستقالت سنبلات القمح
وازهار الربيع
والفراشات المزركشة البديعة
وكل الأولياء .
فى بلادى ....
كان أباء كبار يغرسون الخوف فينا
كن جبانا
خائفا
خاضعا
مستكينا
راكعا
كن كل مايعطيك معنى الانحناء
كن كالزواحف
تستظل السور
إياك أن تكفر
وتنظر للطيور
اياك ان تغفل بأنك قد ولدت لكى تموت
وفوق رأسك تاج مرضاة الشقاء
إياك إلا بالجمود
والتبلد والركود
والتصبر والصمود
واحترم كل الجنود
واحترق من أجل أن يعلو الوطن
ويعلو قادة الوطن
ويعلو سادة الوطن
هم يولدون لكى تصير الشمس مصباحا لهم
ويسكنون الى الجوار ..فى متاهات العلاء
فى بلادى ..
كنا حينما نلعب ..نحذر بعضنا بعضا
قوانين حفظناها..
من قصور الأغنياء العالية لانقترب
من حدائق لهوهم لانقترب
فكلابهم لاتكترث
لايفهمون فى اللعب
فى بلادى..
دخلت السجن الشتاء
فى يناير
عاد للأسماع صوت الأنبياء
اعبدوا الله القدير
ثم صلوا واستطيبوا بالدعاء
وانشروا دين العدالة
وامقتوا دين الجهالة
حطموا أوثانكم
فكوا أساور قيدكم
واعلموا علم اليقين بأنكم
للشمس أبناء ..وأبناء الضياء
أنتم الأعلون فيها
أنتم الطيب المخضب فوق أعناقها
أنتم النجمات فى صدر السماء
فى بلادى ..
عانق التحرير فتيان الحياة
تراقصت جنباته ..
تمايلت أحجاره ..
واسنشقت أجواءه عبقا طليقا
معلنا أن لامكانا للطغاة
لامكان لمن أراد ذات يوم
أن يموت ربيعنا
ونظل فى برد الشتاء
فى بلادى ...
قد بنى الأجداد أهراما
وجيل يناير قد بنى للأهرام وطنا
بلا فرعون
بلا عجلات عسكره المدجج
بلا برق
بلا رعد
بلا غيم
يخبئ عن سمر الوجوه ..ألوان السماء
هيثم عبدربه السيد ...11/3/2011
رد مع اقتباس
