أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هي والبحر

  1. #1
    الصورة الرمزية اشرف نبوي أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : DOHA
    العمر : 58
    المشاركات : 973
    المواضيع : 256
    الردود : 973
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي هي والبحر

    يممت وجهي شطر البحر وحملت أوراقي وقلم رصاص وبعضا من هم تناثر بالوجدان ، تمازج صوت الموج مع تناثر حبات الرمال بوقع خطواتي . خواء كاد أن يبتلع وجودي ، المكان خال إلا من أوراق تتطاير بهواء تشرين البارد وغيومه الغاضبه ، عشقي للبحر لا يتنامي إلا مع أشهر الشتاء ، أخلوا به كما يخلوا العاشقين ببعضهما ، يبوح لي بكل الأسرار حين أحتضنه بعيناي وتحلوا الكتابه ويصفوا الفكر عندها فقط ، عودني البحر شتاء علي دفء الحضن وزخم الحرف فصارت أحرفي لا تولد إلا بهكذا طقس ولا تزهر إلا في حضن شذرات من رذاذه الذي يداعب وجهي ، شرعت في معانقة يراعي لاحرفي التي غابت في كأبة واقع ينتزع إنسانية الهمس ليستبدلها بصخب الماده ،
    تسربت بين أناملي الاحرف واكتست الصفحه بالأحرف ، فسرت النشوه في جسدي كمن نفخت فيه الروح ، لاح شراع من بعيد تبسمت وأنا أتابع تأرجحه بين نسمات البحر ، أكملت تاركا ليراعي حرية التنقل بين الأفكار ، أطلت شمس خريفيه علي خجل فسري بعضا من دفء في المكان تلفت فاذ بي أراها مقبله ، تعلق نظري بها وهي تخطوا الهوينا قبالة موقعي علي بعد بضعة أمتار ، كان بصرها معلقا بالموج وضعت كرسيها بأناقه ولممت عبائتها وجلست في هدوء والابتسامه لم تفارق ثغرها ، ظللت محملقا جهتها بضعة ثوان قبل أن يلفحنى رذاذ البحر ليعيدني إلي قلمي وأوراقي ، توقف نزف الحرف وقد إنشغل فكري بهذا البهاء الذي أطل رقة علي غير موعد ،
    حاولت أن اثبت نظري علي أحرفي لكنه كان يعصى وقاري ليذهب متابعا حركات شالها المرفرف كطير فرح ، تسمرت نظراتي جهتها قبل أن تلوح منها نظره عفويه شابها بعضا من قلق ، أومئت لتحيتها وقد اضطرب القلم بيدي فتبعثرت أوراقي ، تبسمت وهي ترد التحيه وتيمم وجهها جهة الموج من جديد ، قمت الملم أوراقي التي تطايرت ، سحبتني أوراقي جهتها في تطايرها ، مالت لتلتقط ورقة ، وقفت محملقا صامتا وقد فصلتني عنها خطوه ، مدت يدها بالورقه والتقت أعيننا لبرهة ، إبتسامتها رائعه رغم ما يشوبها من حيره ، همست شاكرا وأنا بين رغبتي في التواصل وخجلي من تطفلي أتردد ، عادت لتحملق في الأمواج فوجدت خطواتي تحملني إلي حيث كنت ، عبثا حاولت أن أواصل سطر أحرفي ،
    تملكتني رغبة جامحه في الحديث إليها ، لا أدري لما ، فلست مراهقا ولا يوجد ما يميزها عن غيرها من النساء ، جمالها هادئ لكنها ليست فاتنه ، علا هدير الموج وتناثر رذاذه من جديد فأعادني إلي أحرفي ، تابعت الكتابه وقد استولى علي قلمي وجودها الذي سحبني إلي جزر الحلم ،
    قامت تتهادي لمست الماء باطراف أناملها ، ثم عاودت السير باتجاهي ، ابتسمت وهي تحاول إزاحه شالها لتتبدي ملامحها بوجهها الطفولي عن قرب ، تمنيت أن أحتويها بذراعي ، تابعت الكتابه ونظري مثبت عليها ، أقتربت أكثر مالت مقتربه من أوراقي ، شعرت بأن لحظه لثم وجنتيها قد دنت ، مالت أكثر فأكثر ، وفي لحظه قفزت لتختفي داخل أوراقي توقف قلمي مع أخر ظهور لطرف شالها المرفرف بسعادة
    https://www.facebook.com/bakows/

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,124
    المواضيع : 317
    الردود : 21124
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    بين النثر والقصة كانت تلك المقطوعة فائقة الروعة
    أبدعت وأجدت نسج الحروف، ورسمت صورة بريشة سحرية
    وخيال محلق ومشاعر رقراقة
    أسلوب سردي مميز، ومقدرة فنية بارعة تصويرا وبناء
    مشهد رسم بالإحساس المرهف في نثيرة نبضت بالمشاعر فتوهجت فيها الحروف
    ما أجمل الوقوف على شاطئ كلماتك.
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3