أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: بين المودودى وسيد قطب

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي بين المودودى وسيد قطب

    سيظل الجدل حول هذه الشخصية دائراً وستظل لأفكاره وكتاباته تأثيرها فى واقع الحركات الإسلامية والمجتمعات، وما علينا الا الاجتهاد فى ترشيد الرؤية وطرح التفاصيل أمام الأجيال بحيادية وموضوعية وعمق ، عسانا نؤدي واجبنا بما تمليه علينا التطورات والمستجدات وتحري مصلحة الأمة ومصلحة الاسلام وأوطانه .

    هو أديب وناقد أدبي وكاتب له ما له وعليه ما عليه وهناك كثير من كتاباته فيها الجيد الكثير والمفيد فى ترسيخ الإيمان وتذوق النص القرآنى بأسلوب أدبي رصين وبتصوير فنى شائق، لكن فيها الكثير من الأفكار المطلقة والمصطلحات التي ينبغي ضبطها على ميزان الشرع، والواقع حتى لا تستخدم فى غير موضعها وحتى لا يساء فهمها مثل مصطلحات الطاغوت والجاهلية والحاكمية.. الخ .

    كتابات الأستاذ سيد قطب ومواقفه كان لها سياقها الزمنى وظروفها الخاصة وواقعها وحتى ظروفها وملابساتها الخاصة بشخصيته وخصوماته السياسية ، وكان للخصومة والعداوة الشديدة التى طرأت مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد فترة وفاق وتعاون أثرها الكبير فى كتاباته وتنظيراته، التى كان لها انتشارها الواسع جداً فى أوساط الحركة الاسلامية بكافة تنويعاته منذ الستينات إلى اليوم، وكان لها دوراً سلبياً فى معظم الأحيان فى توجيه دفة الأحداث إلى الصدام والمواجهة والعزلة والعداء، بدلاً من الاندماج والتعايش والتعاون والتواصل.

    أرى أن كُتاباً إسلاميين معاصرين لسيد قطب وغير معاصرين له كانت مؤلفاتهم وانتاجهم الثرى العميق المتكامل أولى باهتمام الحركة الإسلامية أو على الأقل كان يجب أن تنال جانباً من الاهتمام والانتشار فى أوساطها لضبط المسار الفكرى والمعرفى وإحداث التوازن المطلوب وضبط الأداء الحركى بمحددات الشرع والواقع مثل مؤلفات محمود عباس العقاد - وهو أستاذ سيد - والبهى الخولى وأحمد أمين ومحمد الغزالى ومصطفى السباعي ومحمد اقبال وعبد العزيز حمودة والشعراوى وعبدالله دراز والمراغى وجاد الحق وجمال حمدان .. إلخ، لكن تركيز الحركة الإسلامية على مؤلفات كاتب واحد بعينه صب فى غير صالح التنوع وإثراء الساحة بالأفكار والرؤى التى تميل لضبط المصطلحات والارتباط بالواقع وتشريحه وإيجاد حلول منطقية لتحدياته وأزماته، مقابل الميل لحلول ورؤى حالمة بأفكار مطلقة ووتصورات محلقة فى خيال الأدباء والشعراء تحت ضغط خصومات وعداوات شديدة مع السلطات والدول.

    من يقرأ مؤلفات الرجل ويتابع مسيرته ويتأمل مواقفه يقف على الفكرة العامة التى استحوذت تماماً على فكره وكيانه وأراد لها التطبيق السريع على الأرض بعد بذل الجهد الكبير ومواصلة الليل بالنهار لتنظيرها ووضع إطارها الفكري فى مؤلفاته، فقد كان إعدامه بسبب تورطه فى تنظيم 65م الذي حاول الانقلاب على الحكم من خلال الاتصال بخلايا إخوانية بالجيش، أى أنه سعى بالفعل لإقامة الحكم والدولة الإسلامية على أنقاض الدولة الجاهلية التى تحدث عنها كثيراً فى مؤلفاته، وقال لمن معه "أما نقضى عليهم أو يقضوا علينا".

    فى كتابه " منهاج الانقلاب الاسلامى " يرد الشيخ أبو الأعلى المودودى – وقد تأثر سيد به كثيراً – على هذا المسعى الانقلابى المتعجل فيقول : " أنه لو خول المسلمون اليوم أن يؤسسوا دولة فى بقعة من بقاع الأرض لما استطاعوا أن يقوموا بادارة شئونها، وتسيير دفتها وفق المبادئ الاسلامية ولا ليوم واحد، فإنكم معشر المسلمين لم تعدوا المعدات اللازمة ولا هيأتم العوامل الكافية لتنشئة رجالكم وشبابكم على الطراز المخصوص للتفكير والخلاق الذى تحتاج اليه الدولة الاسلامية لتسيير دفة أمرها وتنظيم دوائرها العديدة " .

    والحكم الراشد والدولة الراشدة لا تنهض من فراغ إنما على أكتاف مجتمع راشد أرادها وقررها لنفسه.

    ثم يقول المودودي " أولئك الذين يظنون ان من المستطاع أن ينفذ التشريع الاسلامى طفرة دون تدرج ، هم الذين يتيحون للذين يبتغون الفرار من الاسلام أن يعترضوا على الاسلام وأن يسخروا من فكرة اعادة نظامه فى العصر الحاضر وأن يستخفوا بالمطالبين بها " .

    أعتقد أن ارتباط هذا التاريخ وهؤلاء الرموز وأفكارهم بما يجرى من أحداث فى واقعنا اليوم، يدفعنا للتفصيل وإعادة قراءة هذه الأحداث والأفكار من زوايا ورؤى أكثر شمولاً وعمقاً -

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد العياشي قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    المشاركات : 37
    المواضيع : 6
    الردود : 37
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الحكم الراشد والدولة الراشدة لا تنهض من فراغ إنما على أكتاف مجتمع راشد أرادها وقررها لنفسه.

    يكفي أن نستشرفَ فكرُه النير من هذه الجزئية التي حوت رُكاماً فكرياً عميقاً , في نظرته إلى أمر الأمة من هذه الزاوية الهامة
    فعلاً أنّ سيد قطب قد بالغَ حيناً في قيام الحكم الإسلامي ومبدأه الخلافة , الأمة ليست مهيأة بدليل مِصر , التي حين شعرت كما تزعم بـ (خطر)
    قيام دولة إسلامية شمّر الجميع عن ساعديه لينقلب , ويوقف شرعةَ محمد صلى الله عليه وسلم , ودعواهم أنهم تخابروا مع إيران
    إن المسلم اليوم ليس كمسلم الأمس , قد غرق في شهواته إلى الثمالة فلا يقدر على العيش دون أن يعوم في بحر تحفه المفاسد والرغائب من كلّ جانب واتجاه

    أشكرك أخي هشام موضوع شيق والتعليق عليه يطول إلا أن البيان في القليل أجدر به .....

  3. #3
    الصورة الرمزية الطنطاوي الحسيني شاعر
    في رحمة الله

    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    المشاركات : 10,902
    المواضيع : 538
    الردود : 10902
    المعدل اليومي : 1.77

    افتراضي

    صراحة اخي الكريم هشام لم أقرأ للشهيد قطب رحمة الله عليه سوى
    في ظلال القرآن وبعض الكتب الاخرى ليس فيها ما ذكرته حضرتك باتصاله بخلايا اخوانية او ما تسميه انت خلايا في الجيش وهل كل التهم التي
    كان يوجهها عبدالناصر للاخوان حقيقية هذا شيئ في كلام و صدام المهم
    انا من خلال قراءتي لظلا القرآن كان يدهشني رحمة الله عليه بكيفية التصور الاسلامي ومجتمع الفضيلة و كانت تأخذني شروحاته لعميق الفكر التقدير ولكن فعلا
    كان ينحى بنا بعض الاحايين للعزة ومحاولة بناء مجتمع فاضل من جديد على انقاض القائم بدلا من تغييره ودعوته وتأهيله فهذه الجزئية معك كل الحق فيها
    رحمة الله عليه كان كبيرا في كلماته ونحن صغار ننحي بكلامه كل منحى و الرجل نفسه صحح الظلال و بعض كتبه اكثر من مرة وهو حي ولكن بعض الخلق لا يحيون الا ما يتم اتهامه به
    المهم اوافقك في انه كان لابد للحركة الاسلامية ترشيد المناهج و اختيار اكثر من مؤصل حتى تتضح الرؤيا والتي تداركنا الله بها بعد فترة الظلال وتداركت الحركة نفسها بطرح الكتب التي تحمل الاسلام الوسطي و انت طرحت بعض الاسماء
    ولكن كان ذلك في نهاية الثمانينات وبداية التسيعينات
    تحليل رائع وجميل و مقارنة نحتاج اليها ويحتاج اليها الجيل
    تحياتي اخي الفاضل الاديب النجار

  4. #4
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    مرور أولي
    وسأعود بإذن الله تعالى لاحقاً ..
    لنرى رأي سيد قطب في الانقلاب العسكري ، وقصة تورطه في تنظيم 65 ..


    تحياتي



    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  5. #5
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    ـ هناك مبالغة في تصوير أن أفكار سيد قطب تشكلت تحت ضغط السجن والتعذيب ، فكتاباته كما هو واضح لكل قارئ لها تعبر عن فكر أصيل ، وليس مجرد ردّة فعل ..

    ـ سيد قطب لا يؤمن بالانقلاب العسكري ، ولا باستخدام القوة في عملية التغيير ، وسوف يتفاجأ الكثير من هذا الكلام ، ولكني أقول وبكل ثقة : هؤلاء المتفاجئون إما أنهم لم يقرءوا كتب سيد قطب أو أنهم جزءوا فكره ، ولم يأخذوه بالكلية ..

    ـ سيد قطب يرى أن تطبيق الأحكام الشرعية من فوق على الناس غير صحيح ، بل لا بدّ للناس أن يقتنعوا بهذه الأحكام أولاً ..

    ـ إذن ما هو رأي سيد قطب في طريقة بناء الدولة الإسلامية ؟

    نلخص رأيه من الظلال :
    1 ـ تبليغ الناس الدين الإلهي ودعوتهم إليه ، وتعرية الجاهلية وزيفها ، يقول في الظلال : ( إن نقطة البدء في أية حركة إسلامية هي تعرية الجاهلية من ردائها الزائف واظهارها على حقيقتها شركاً وكفراً ... ) .. إذ ( تجيء العقيدة من مصدرها الإلهي متمثلة في تبليغ الرسول وعمله على عهد النبوات أو متمثلة في دعوة الداعية بما جاء من عند الله وما بلغه رسوله على مدار الزمان ) .. حتى ( تغيير ما بأنفسهم ليغير اللّه ما بهم من الشقوة والنكد والعذاب الأليم الذي هم فيه مبلسون ) ..

    2 ـ ( بعد ذلك فيستجيب للدعوة ناس؛ يتعرضون للأذى والفتنة من الجاهلية الحاكمة السائدة في أرض الدعوة . فمنهم من يفتن ويرتد ، ومنهم من يصدق ما عاهد الله عليه فيقضي نحبه شهيداً ومنهم من ينتظر حتى يحكم الله بينه وبين قومه بالحق ) ..

    3 ـ ( هؤلاء ـ أي من صدق الله وثبت ـ يفتح الله عليهم ، ويجعل منهم ستاراً لقدره ، ويمكن لهم في الأرض تحقيقاً لوعده بنصر من ينصره ، والتمكين في الأرض له ، ليقيم مملكة الله في الأرض ـ أي لينفذ حكم الله في الأرض ـ ليس له من هذا النصر والتمكين شيء ، إنما هو نصر لدين الله ، وتمكين الله في العباد ) .

    إذن رأيه في إقامة دولة إسلامية :
    دعوة وتبليغ ـ استجابة بعض الناس ـ ثبات وصبر ـ تمكين
    وليس هناك أي مجال لاستخدام العنف والقوة والاكراه ..

    وهذا المعنى نقرؤه في كتاباته العديدة ..

    يقول في كتابه ( دراسات إسلامية ، فصل كيف ندعو الناس ؟ ) :
    ( إن الحكومة الإسلامية لا تقوم إلا إذا اقتنع الناس أو غالبيتهم بالصورة التي يرسمها الإسلام للحياة، و عرفوا كيف تكون حياتهم و علاقاتهم و حقوقهم و واجباتهم وتكاليفهم كلها لو قامت حياة إسلامية. و لا يكفي أبداً أن ندعوهم اليوم إلى الإسلام في اختصار و إجمال كما كان يدعوهم الرسول صلى الله عليه و سلم، ففي ذلك الزمان لم تكن هنالك نظريات اجتماعية مفصلة تقابل الدعوة الإسلامية. و ما دامت للإسلام نظريات أكثر تقدماً من كل ما عرفته البشرية اليوم، فلماذا لا نعرض للناس هذه النظريات مطبقة على الحياة الحاضرة بكل علاقاتها و ملابساتها و حاجاتها، حين ندعو الناس إلى الإسلام ) .

    ويقول في مقدمة الظلال ، وفيه ردٌ على ما تفضلت به أستاذ هشام بأن سيد قطب أراد التطبيق السريع لفكره على الأرض ، فها هو يصرح بأن الطريق طويل والاستعجال غير صحيح :
    ( ومن ثم فإن المنهج الإلهي موضوع للمدى الطويل ـ الذي يعلمه خالق هذا الإنسان ومنزل هذا القرآن ـ ومن ثم لم يكن معتسفاً ولا عجولاً في تحقيق غاياته العليا من هذا المنهج . إن المدى أمامه ممتد فسيح ، لا يحده عمر فرد ، ولا تستحثه رغبة فان ، يخشى أن يعجله الموت عن تحقيق غايته البعيدة ؛ كما يقع لأصحاب المذاهب الأرضية الذين يعتسفون الأمر كله في جيل واحد ، ويتخطون الفطرة المتزنة الخطى لأنهم لا يصبرون على الخطو المتزن ! وفي الطريق العسوف التي يسلكونها تقوم المجازر ، وتسيل الدماء ، وتتحطم القيم ، وتضطرب الأمور . ثم يتحطمون هم في النهاية وتتحطم مذاهبهم المصطنعة تحت مطارق الفطرة التي لا تصمد لها المذاهب المعتسفة ! فأما الإسلام فيسير هينا لينا مع الفطرة ، يدفعها من هنا ، ويردعها من هناك ، ويقومها حين تميل ، ولكنه لا يكسرها ولا يحطمها . إنه يصبر عليها صبر العارف البصير الواثق من الغاية المرسومة .. والذي لا يتم في هذه الجولة يتم في الجولة الثانية أو الثالثة أو العاشرة أو المائة أو الألف . . فالزمن ممتد ، والغاية واضحة ، والطريق إلى الهدف الكبير طويل ، وكما تنبت الشجرة الباسقة وتضرب بجذورها في التربة ، وتتطاول فروعها وتتشابك .. كذلك ينبت الإسلام ويمتد في بطء وعلى هينة وفي طمأنينة . ثم يكون دائما ما يريده الله أن يكون . . والزرعة قد تسقى عليها الرمال ، وقد يأكل بعضها الدود ، وقد يحرقها الظمأ . وقد يغرقها الري . ولكن الزارع البصير يعلم أنها زرعة للبقاء والنماء ، وأنها ستغالب الآفات كلها على المدى الطويل ؛ فلا يعتسف ولا يقلق ، ولا يحاول إنضاجها بغير وسائل الفطرة الهادئة المتزنة ، السمحة الودود .. إنه المنهج الإلهي في الوجود كله .. ولن تجد لسنة الله تبديلاً ) ..

    ويقول في الظلال :
    ( لا قيمة ولا وزن في نظر الإسلام للانتصار العسكري أو السياسي أو الاقتصادي؛ ما لمم يقم هذا كله على أساس المنهج الرباني ، في الانتصار على النفس ، والغلبة على الهوى ، والفوز على الشهوة ) .

    يقول في ( لماذا أعدموني ) :
    ( وبالتالي لا يكون الوصول إلى اقامة النظام الاسلامي وتحكيم الشريعة الاسلامية عن طريق انقلاب في الحكم يجيء من أعلى، ولكن عن طريق تغير في تصورات المجتمع كله ـ أو مجموعات كافية لتوجيه المجتمع كله ـ وفي قيمه وأخلاقه والتزامه بالإسلام يجعل تحكيم نظامه وشريعته فريضة لا بد منها في حسهم ! ) .
    ويقول :
    ( كما أنها تشغل نفسها بمطالبة الحكومات بتطبيق النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية بينما المجتمعات ذاتها بجملتها قد بعدت عن فهم مدلول العقيدة الإسلامية والغيرة عليها، وعن الأخلاق الإسلامية.. ولابد إذن أن تبدأ الحركات الإسلامية من القاعدة : وهي إحياء مدلول العقيدة الإسلامية في القلوب والعقول، وتربية من يقبل هذه الدعوة وهذه المفهومات الصحيحة، تربية إسلامية صحيحة. وعدم إضاعة الوقت في الأحداث السياسية الجارية. وعدم محاولات فرض النظام الإسلامي عن طريق الاستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تطلب النظام الإسلامي لأنها عرفته على حقيقته وتريد أن تحكم به ) .

    يقول في ( معالم على الطريق ) :
    ( وجانب آخر من طبيعة هذا الدين يتجلى في هذا المنهج القويم . إن هذا الدين منهج عملي حركي جاد .. جاء ليحكم الحياة في واقعها ، ويواجه هذا الواقع ليقضى فيه بأمره .. يقره ، أو يعدله ، أو يغيره من أساسه .. ومن ثم فهو لا يشرِّع إلا لحالات واقعة فعلاً ، في مجتمع يعترف ابتداء بحاكمية الله وحده ..
    إنه ليس " نظرية " تتعامل مع " الفروض " ! .. إنه " منهج " ، يتعامل مع " الواقع " ! .. فلا بد أولاً أن يقوم المجتمع المسلم الذي يقر عقيدة : أن لا إله إلاَّ الله ، وأن الحاكمية ليست إلا لله ويرفض أن يقر بالحاكمية لأحد من دون الله ، ويرفض شرعية أي وضع لا يقوم على هذه القاعدة ..
    وحين يقوم هذا المجتمع فعلاً ، تكون له حياة واقعية ، تحتاج إلى تنظيم والى تشريع .. وعندئذ فقط يبدأ هذا الدين في تقرير النظم وفي سن الشرائع لقوم مستسلمين أصلاً للنظم والشرائع ، رافضين أصلاً لغيرها من النظم والشرائع ..
    ولا بد أن يكون للمؤمنين بهذه العقيدة من سلطان على أنفسهم وعلى مجتمعهم ما يكفل تنفيذ النظام والشرائع في هذا المجتمع حتى يكون للنظام هيبته ، ويكون للشريعة جديتها .. فوق ما يكون لحياة هذا المجتمع من واقعية تقتضي الأنظمة والشرائع من فورها ) .

    ولا أظن أن ما قدمناه من كلام سيد قطب يحتاج إلى شرح وتوضيح ، فهو واضح تماماً في أن المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية إنما تقومان على قناعة الناس بهذا الدين أولاً ، وليس بالانقلاب العسكري والتغلب على السلطة ..



    تحياتي ودعواتي





  6. #6
    الصورة الرمزية الطنطاوي الحسيني شاعر
    في رحمة الله

    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    المشاركات : 10,902
    المواضيع : 538
    الردود : 10902
    المعدل اليومي : 1.77

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطنطاوي الحسيني مشاهدة المشاركة
    صراحة اخي الكريم هشام لم أقرأ للشهيد قطب رحمة الله عليه سوى
    في ظلال القرآن وبعض الكتب الاخرى ليس فيها ما ذكرته حضرتك باتصاله بخلايا اخوانية او ما تسميه انت خلايا في الجيش وهل كل التهم التي
    كان يوجهها عبدالناصر للاخوان حقيقية هذا شيئ في كلام و صدام المهم
    انا من خلال قراءتي لظلا القرآن كان يدهشني رحمة الله عليه بكيفية التصور الاسلامي ومجتمع الفضيلة و كانت تأخذني شروحاته لعميق الفكر التقدير ولكن فعلا
    كان ينحى بنا بعض الاحايين للعزة ومحاولة بناء مجتمع فاضل من جديد على انقاض القائم اي بتغييره ودعوته وتأهيله
    رحمة الله عليه كان كبيرا في كلماته ونحن صغار ننحي بكلامه كل منحى و الرجل نفسه صحح الظلال و بعض كتبه اكثر من مرة وهو حي ولكن بعض الخلق لا يحيون الا ما يتم اتهامه به
    المهم اوافقك في انه كان لابد للحركة الاسلامية ترشيد المناهج و اختيار اكثر من مؤصل حتى تتضح الرؤيا والتي تداركنا الله بها بعد فترة الظلال وتداركت الحركة نفسها بطرح الكتب التي تحمل الاسلام الوسطي و انت طرحت بعض الاسماء
    ولكن كان ذلك في نهاية الثمانينات وبداية التسيعينات
    تحليل رائع وجميل و مقارنة نحتاج اليها ويحتاج اليها الجيل
    تحياتي اخي الفاضل الاديب النجار
    اعتذار واجب اخي هشام فقد اشكل علي في فهم الرجل من كثرة ما كنا فيها من مظاهر الجاهلية في كافة المناحي وتطابقها مع الجاهلية الاولى في التصور والافعال بيد ان مجتمعنا يفرق عنهم في الاسلام
    والايمان
    تحياتي وشكري لكم
    كما اشكر الاديب الفاضل بهجت الرشيد على تذكيرنا بالاستدلالات من كلام الشهيد رحمة الله عليه وليس بعد ذلك دليل
    دمت اخوة افاضل اكارم ونفع الله بكم امته امين

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2013
    المشاركات : 553
    المواضيع : 40
    الردود : 553
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    سيد قطب - رحمه الله - كان كاتباً أديباً ولم يكن يوماً عالماً لذا الاستدلال بأقواله في مسائل شرعية ليس صائباً من الأساس .........

المواضيع المتشابهه

  1. نكرةٌ...وسيد المعارف .
    بواسطة سمو الكعبي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 02-02-2008, 12:13 AM
  2. ملاحظات هامة حول ماكتبه يوسف القعيد عن سيد قطب والثورة ؟؟
    بواسطة محمد شعبان الموجي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-11-2004, 06:09 PM
  3. قصيدة عبد الوهاب قطب المشاركة في مهرجان عكاظ(المبنى فقط)في رثاء شيخ المجاهدين ياسين
    بواسطة نزار الكعبي النجفي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-10-2004, 05:03 AM
  4. إلى أمير المجاهدين وسيد المقاومين السيد حسن نصر الله
    بواسطة سعيد الشبيب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 20-06-2004, 09:42 AM
  5. أخي انت حر طليق لشهيد سيد قطب
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 28-04-2004, 11:15 PM