تقول الأسطورة : أن طائر العنقاء ( الفينيق ) الذي يمتاز
بالقوة و الجمال عندما يموت يحترق و يصبح رمادا
و من الرماد يولد طائر عنقاء جديد أشد قوة
*****
عاجلاً أم آجلاً
هذه الأرض التي أحرقتموها
بين دقات الطبولْ
في الحين تنساكم
إذا ما الطير عادت بالأغاني للحقولْ
و استردت عطرها أوراقها
ورد البيادرْ
و استفاقت من سبات القهر
أوصال الفصولْ
هذه الأرض التي أدخلتموها
عصر أحقاد التترْ
و انتشرتم كالجراد
في جذور الرمل في وجه القمرْ
و افترستم عشبها
و استبحتم في مجونٍ طهرها
و اخترقتم خصب ميلاد الشجرْ
هذه الأرض التي لوثتموها بالضجرْ
عاجلاً أم آجلاً
في الحين تنساكم
و تمحو ما تبقى في الحكايا
من خطاكم
عندما تشرق نوافير الضياء
كي تعانق فوق صدر الريح
حبات المطرْ
لم تكن أرض الحضارة
غير فلاح و بستان و طائرْ
غير موال توشى بالهوى
يستلهم الألحان من بوح المشاعرْ
لم تكن غير أغانيها الطليقةْ
و انبلاج الروح في فجر الخليقةْ
و اشتعال الشوق في سحر الضفائرْ
لم تكن أرض الحضارة
موطنا للبوم للغربان أو وكراً لغادرْ
أو سياجاً قد قضى
في أسره عشق مغامرْ
من سباها الفرح من أردى الخيولْ
من سقاها الموت في ماء الهطولْ
من أسال الدم و الأوجاع
فيها كالسُيولْ
هذه الأرض التي عبأتموها يا مغولْ
بالمآسي و العساكرْ
هذه الأرض التي لا لن تموت
رغم طوفان المجازرْ
عاجلا أم آجلاً
ينبثق من صخرها
مليون ثائرْ
يصنعون العاصفةْ
من جنونِ الرعد في الغيم الذبيحْ
من خوابي البرق في القلبِ الجريحْ
و انتفاضات القلاع النازفةْ
انها الأرض العتيقةْ
مثل عنقاء غريقةْ
في لهيب البؤس في رحم الحريقةْ
صوتها شقّ المدى
يمتدُ في ليل السوادْ
حاملاً في جوفه
تاريخ أوجاع البلادْ
و اختراق الحلم أجداث الرقادْ
و انعتاق النفس من ثوب
المنافي و الحدادْ
انها الأرض العتيقة
من مخاض النار من رحم الرمادْ
بعثها لا لن يطولْ
فانتظر يا فجر
أنباء الوصولْ