أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 24

الموضوع: المولد النبوي أدلة المانعين والمجيزين

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : استانبول
    المشاركات : 1,527
    المواضيع : 99
    الردود : 1527
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي المولد النبوي أدلة المانعين والمجيزين

    الاحتفال بالمولد النبوي بين المجيزين والمانعين ..رأيت في الآونة الأخيرة الكثير من المقالات التي تشنع على المحتفلين وتخرجهم من دائرة الإسلام ، وأ{ى أنه من الأمور المختلف فيها .. فلذلك رأيت أن أنقل هذا النص !!!

    يقول الشيخ منجي أحد علماء الأزهر : قد اختلف العلماء حول شرعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وانقسموا بين مؤيد ومعارض، وكان من أشد المنكرين لذلك المعارضين له؛ باعتباره بدعة مذمومة الشيخ "تاج الدين اللخمي وقد يكون الفاكهاني" رحمه الله والذي يقول: "لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها البطّالون، وشهوة نفس اعتنى بها الأكّالون".
    وقد انبرى الإمام "السيوطي" رحمه الله للرد عليه وتفنيد مزاعمه وإبطال حججه..

    وهذا رد السيوطي رحمه الله :

    ألّف الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رسالة سماها:
    (حسن المقصد في عمل المولد) وهي مطبوعة ضمن
    كتابه (الحاوي للفتاوي)،
    نقل فيها انتقادات المنكرين، وأجوبة المقرّين،
    ثم أبدى رأيه خلال مناقشتهم في أدلتهم وسنورد ملخصاً لما جاء فيها:

    قال الإمام السيوطي:

    {الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
    فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول،
    ما حكمه من حيث الشرع؟
    وهل هو محمود أومذموم؟ وهل يُثاب فاعله أو لا؟
    الجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس
    وقراءة ما تيسر من القرآن،
    ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وما وقع في مولده من الآيات، ثم يُمَدّ لهم سِماطٌ يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك، هو من البدع الحسنة التي يُثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم، وإظهار الفرح والإستبشار بمولده الشريف}.
    ثم أورد الإمام السيوطي قول الفاكهاني الذي ينكر عمل المولد
    ويصفه بقوله:
    (بالبدعة المذمومة، وأنه لا أصل له في الكتاب أوالسنة، ولم يُنقل عن أحد من الصحابة أو التابعين أو علماء الأمة، وأننا لو أدرنا عليه الأحكام الخمسة لقلنا: إما أن يكون واجباً أو مندوباً أو مباحاً أو مكروهاً أومحرّماً، فهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً، لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة ولا التابعون المتدينون، و لامباحاً لأن الإبتداع في الدين ليس مباحاً، فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً أو حراما). ثم أورد الفاكهاني قول الإمام أبي عمرو بن العلاء حيث قال: (الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم هو بعينه الشهر الذي توفي فيه، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه)). انتهى
    ويرد الإمام السيوطي بقوله:
    أما قوله: (لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة) فيُقال عليه:
    نفي العلم لا يلزم نفي الوجود، وقد استخرج له إمام الحفاظ ابن حجر أصلاً من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً ثانياً وسيأتي ذكرهما بعد هذا.
    وقوله: (بل هو بدعة أحدثها البطالون) إلى قوله: (ولا العلماء المتدينون، فيُقال عليه:
    قد تقدّم أنه أحدثه ملك عادل عالم، هو: (المظفر) صاحب إربل، وقصد به التقرب إلى الله تعالى، وحضر عنده فيه العلماء والصلحاء من غير نكير منهم، وارتضاه ابن دحية رضي الله عنه وصنف له من أجله كتاباً، فهؤلاء علماء متدينون رضوه وأقروه ولم ينكروه، وقوله: (ولا مندوبا) يُقال عليه: إن الطلب في المندوب تارة يكون بالنص،
    وتارة يكون بالقياس، وهذا وإن لم يرد فيه نص ففيه القياس على الأصلين الآتي ذكرهما.
    وقوله: (ولاجائز أن يكون مباحاً)، كلام غير مسلّم، لأن البدعة لم تنحصر في الحرام والمكروه، بل قد تكون أيضا مباحةً ومندوبة وواجبة، قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: البدعة في الشرع هي إحداث مالم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة، وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد:
    البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة، والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة ، فإذا دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة...... الخ ، وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي رحمه الله قال: المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما ما أُحدث مما يُخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً فهذه البدعة الضلالة، وما أحدث من الخير لاخلاف فيه لواحد من هذا
    فهذه محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قيام شهر رمضان: (نعمت البدعة هذه) يعني أنها مُحدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها ردّ لما مضى. هذا آخر كلام الشافعي.
    وقوله: ( أنه شهر وفاته صلى الله عليه وسلم أيضا)، فيقال:
    أن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم علينا، ووفاته أعظم المصائب لنا،
    والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون والكتم عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح ولا غيره، بل نهى عن النياحة والجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته.
    ثم ينقل السيوطي قول الإمام ابن حجر عندما سُئل عن عمل المولد فقال: أصل عمل المولد بدعة لم تُنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا، قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قَدِم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى، فنحن نصومه شكراً لله تعالى، فيُستفاد منه فعل الشكر لله على ما منّ به في يوم معين من إسداء نعمة أودفع نقمة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي، نبي الرحمة في ذلك اليوم؟
    ثم يقول الإمام السيوطي – رحمه الله -:
    وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عقّ عن نفسه بعد النبوة، مع أنه ورد أن جدّه عبد المطلب عقّ عنه في سابع ولادته، والعقيقة لاتُعاد مرة ثانية، فيُحمل ذلك على أن الذي فعله صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين وتشريع لأمته، ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين بن الجزري قال في كتابه المسمى: (عرف التعريف بالمولد الشريف) ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له ما حالك؟ فقال في النار، إلا أنه يُخفف عني كل ليلة اثنين، وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا – وأشار لرأس أصبعه – وأن ذلك باعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي صلى الله عليه وسلم، وبإرضاعها له -الحديث موجود في البخاري-
    في كتاب النكاح، ورواه عروة بن الزبير مرسلاً} فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم به، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يُسرّ بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يُدخله بفضله جنات النعيم، وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدمشقي في كتابه المسمى: (مورد الصادي في مولد الهادي): قد صحّ أن أبا لهب يُخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الإثنين لإعتاقه ثويبة سروراً بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أنشد:

    إذا كان هذا كافراً جاء ذمّه*** وتبت يداه في الجحيم مخلدا
    أتى أنه في يوم الإثنين دائماً*** يُخفف عنه للسرور بأحمدا
    فما الظن بالعبد الذي طول عمره*** بأحمد مسروراً ومات موحدا
    .

  2. #2
    الصورة الرمزية احمد خلف قلم فعال
    تاريخ التسجيل : May 2011
    الدولة : الإمارات حالياً
    المشاركات : 1,348
    المواضيع : 200
    الردود : 1348
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    أخي الفاضل الأستاذ أبو شهاب
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أما بعد
    اسمح لي أن أدلي بدلوي
    بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
    الكلام مجزوء فأين كل أدلة المانعين
    هذا من ناحية ومن ناحية ثانية الإتباع يقتضي فعل السنة من.... (فعل الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم ....وترك ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم)
    فلو سلمنا جدلاً أن المولد بدعة حسنة ...أقول لقد فات على الصحابة الكرام وهم من كانوا حوله واختارهم الله لنبيه صلى الله عليه وسلم-إشارة لحديث عنه صلى الله عليه وسلم-(
    عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال قيل يا رسول الله أنحن خير أم من بعدنا ؟ قال:
    لو أنفق أحدهم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه
    الراوي:يوسف بن عبدالله بن سلام المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي المطلقة - الصفحة أو الرقم: 55
    خلاصة حكم المحدث: حسن
    أقول لقد فاتهم الكثير من الحسنات لعدم الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم
    والقصد من الاحتفال (كما يقول التعبد بتلاوة القرآن او الذكر ) وهذه عبادة
    والعلماء يقولون الأصل بالعبادات التوقف عند النصوص ( التي جاءت في القرآن و عن النبي صلى الله عليه وسلم
    إذ القصد التقرب إلى الله بذلك )
    وأنقل لك الأدلة
    وأترك لك الحكم وللقاريء الكريم -إذ القصد التبيين ..لا المراء-

    فهذه قاعدة من القواعد الفقهية، ومعناها أن العبادات لا يجوز الزيادة عليها،
    فيتوقف عند الحد الوارد عن الشارع فيها ،
    لأننا متعبدون بما شرع الله تعالى لنا ،
    بخلاف المعاملات ، فالأصل فيها الإباحة والزيادة وعدم الوقوف على الصور الواردة فيها من الكتاب والسنة،
    وذلك أن العبادة لله ، والله تعالى يتعبدنا بما يشاء ، فهي حق خالص له،
    ومن هنا، فإن الاجتهاد في العبادات محدود جدا ، أما المعاملات ، فهي مبنية على الاجتهاد ، وتنوع الصور، واختلافها من زمان لزمان ، ومن مكان لمكان ، أما العبادة فهي واحدة مع اختلاف الزمان والمكان .
    وخلاصة القاعدة أن العبادات ثابتة ، والمعاملات متنوعة متغيرة ، هذا هو الأصل من حيث الإجمال لا التفصيل.
    يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي في منظومة القواعد الفقهية بتصرف يسير :
    الأصل في العبادات التحريم. فلا يجوز للإنسان أن يتعبد لله -عز وجل- بعبادة،
    إلا إذا ورد دليل من الشارع بكون تلك العبادة مشروعة.
    ولا يجوز لنا أن نخترع عبادات جديدة، ونتعبد الله -عز وجل- بها، سواءً عبادة جديدة في أصلها، ليست مشروعة، أو نبتدع صفة في العبادة ليست واردة في الشرع، أو نخصص العبادة بزمان أو مكان.
    كل هذا من البدع المحرمة في الشريعة، ودليل تحريم البدع،
    وعدم جواز التعبد أي عبادة الله -عز وجل- بها- قوله سبحانه:" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ"، فالأصل الاتباع.
    وقوله -جل وعلا-: "وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
    وقوله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ"
    ، وقوله -عز وجل-:" أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ" .
    فالتشريع حق خاص بالله -عز وجل-
    ويدل على ذلك -من السنة- حديث عائشة الصحيح:
    من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد وفي رواية: من عمل عملا ليس عليه أمرنا، فهو رد ،
    وفي حديث العرباض أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
    " وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" كما في النسائي.
    إذا تقرر ذلك، فإن هذه القاعدة قاعدة عظيمة، تحصل بها حماية الشريعة من التحريف والتبديل. فإنه لو قيل بجواز اختراع عبادات جديدة، لكان ذلك وسيلة إلى تبديل الشريعة، ووسيلة إلى وصف الشريعة بكونها ناقصة،
    وأننا نأتي نكملها ونزيد فيها،
    ووسيلة إلى الطعن في كون النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتما للأنبياء والرسل.
    ومن أمثلة العبادات غير المشروعة: ما يفعله بعض الناس من التقرب لله -عز وجل- بالتصفيق أو بالرقص والغناء، هذه إذا فُعلت على جهة العبادة تكون بدعة مخالفة للشريعة. ومثل الاحتفال برأس السنة، ...، ومثل ذلك أيضا: إذا كان العمل لم يرد فيه إلا دليل ضعيف،
    فإنه يحكم بكونه بدعة؛ لأنه لا يصح تقرير عبادة جديدة بواسطة الحديث الضعيف. ...
    وإذا نذر الإنسان عبادة غير مشروعة، فإن نذره لا ينعقد، ولا يجب عليه الوفاء بذلك النذر، ولا يجب عليه كفارة.
    ودليل ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا واقفا في الشمس فسأل عنه فقيل: هذا أبو إسرائيل. نذر أن يقوم في الشمس، ولا يقعد ولا يستظل، وأن يصوم. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مروه أن يقعد ويستظل، وأن يتم صومه"
    فأمره بالوفاء بنذر العبادة المشروعة،
    وهو الصوم، ونهاه عن الوفاء بنذر العبادة غير المشروعة،
    وهي الوقوف وعدم الاستظلال، ولم يأمره بالكفارة.
    إذا تقرر ذلك، فقد يأتي الفعل غير المشروع زيادة على الفعل المشروع،
    فيكون أصل الفعل مشروعا، ولكن الزيادة ليست مشروعة، فحينئذ الزيادة لا شك أنها باطلة. ولكن هل تعود على أصل الفعل بالإبطال؟
    نقول: الأفعال على صنفين:
    الصنف الأول: ما تكون الزيادة متصلة بالمزيد عليه، فحينئذ تبطل المزيد عليه.
    مثال ذلك: من صلى الظهر خمس ركعات، فإن صلاته كلها باطلة؛ لأن الركعة الزائدة متصلة بالأربع.
    النوع الثاني: زيادة منفصلة، فحينئذ لا تعود على أصل الفعل بالإبطال.
    مثال ذلك: من توضأ أربع مرات، فالمرة الرابعة بدعة، لكن لا تعود على الغسلات الثلاث بالإبطال؛ لكونها منفصلة عنها.

    والله أعلم
    واشكرك لمتابعة القراءة
    كن ابن من شئت واكتسب أدبا....يغنيك محموده عن النسب

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : استانبول
    المشاركات : 1,527
    المواضيع : 99
    الردود : 1527
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    أخي الكريم أحمد خلف ..
    بارك الله فيك ، من المعروف أن الأمور مباحة مالم يرد نص بحرمتها !
    فاين نص التحريم ؟
    أدلة المانعين لاتتعدى سطرين وحديث البدعة !! فمن أين آتيك بأراء أخرى ..!

    ورأي هؤلاء الأئمة التي أمامك ماتقول عنها ؟!!هل تعتقد أن السيوطي أو ابن حجر أو النووي رحمهم الله أو من تابعهم لم يكن يدر بخلدهم مايدور أنت بخلدك الآن ؟! يعني ألم يصل إليهم هذه الأحاديث التي سقتها أنت ؟

    وهل تتوقع أن الصحابة في حياتهم قد قاموا بكل الأعمال التي يجب أن نقوم بها إلى قيام الساعة ؟ حتى نمنع! أشياء في المستقبل ؟!

    في بداية أمر الدعوة كان الصحابة رضي الله عنهم يمنعون من كتابة القرآن ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يمنع الصحابة من تدوين الحديث مارأيك الآن ؟
    كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يمنع قراءة الكتب السماوية مثلما فعل مع عمر رضي الله عنه ، أما الآن ماذا ترى في قراءتها أنت ؟
    يعني كل فترة ولها أولوياتها لايجوز الاهتمام بأمور في زمن إرساء قواعد الدين بأشياء قد تشغل عن أساسيات هذا الدين من أجل تثبيته في النفوس.. وليس الاحتفال بالمولد هو الوحيد الذي لم يخصص له الصحابة وقتا في حينها .. فأبو بكر رضي الله عنه لم يفكر بعدد ركعات صلوات التراويح واجتماع الناس عليها ، ولكن في زمن عمر رضي الله عنه رأى أن الأمر بحاجة إلى ترتيب ..
    وجمع القرآن لم يخصص له أبو بكر رضي الله عنه الوقت وجاء بعده عمر وعثمان رضي الله عنهما وجمعاه..
    والأحاديث النبوية كذلك متى تم جمعها ؟
    وما معنى الحديث الصحيح الذي يقول أن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة دينها ؟
    وعندي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد فعل الاحتفال من قبل ! فلا تستغرب ..
    ثم أن الاحتفال ليس بعبادة يأثم تاركها حتى ندخلها ضمن الفرائض ، ومن قال أنها فريضة ؟ عدَّها من النوافل ، وباب النوافل يتسع ..
    ثم أن الاحتقال لايخالف معلوما من الدين بالضرورة ، فالناس تجلس تتذاكر سيرته العطرة عليه الصلاة والسلام ، وتدعو إلى التأسي بها ، في وقت كان يمنع في بعض البلاد من أي نشاط يمت إلى الإسلام بصلة فأنت لم تعش في بلاد أعجمية وعربية ظالمة ، الناس فيها يبحثون عن وسيلة يجتمعون من خلالها ، كان القرآن الواحد والكتاب الإسلامي يدور بيوت المدينة كلها من أجل تداوله وقراءة مافيه .. أما من يرقص ويملأ معدته فهذا لايمكن أن تدخله تحت أي مسمى وليس مخصوص بالمولد ! ننبذه حتى ولو رأيناه في رأس السنة الميلادية !!
    أما اجتماع الناس في هذه المجالس فكانت فرصة للمسلمين كي يتنفسوا من خلاله الإسلام ..
    في الرأس أمور كثيرة أخي المفضال .. فجزاك ربي الخير . ولا أشك بغيرتك ولكن أرى أن في الأمر متسع ..
    أرجو أن تتأمل جيدا أخي الكريم والأمة من محيطها إلى محيطها تحتقل ، هل يعقل أن نخرجهم من الملة ؟!
    مع عاطر تحيتي ،

  4. #4
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي



    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

    كنت أظن أن من سيتكلم في عدم شرعية الاحتفال النبوي ،

    سيركز على نبذ الممارسات التي تعرفها بعض الطرق في ذكرى المولد الشريف،

    و على العادات القبيحة التي ابتدعها العامة ، من مأكولات و ألعاب و مفرقعات

    و ولائم ، لا تكون إلا في هذه الفترة من السنة الهجرية لموافقتها لتاريخ ميلاد النور صلى الله عليه و سلم ،

    و زيارات للقبور و الأولياء و اختيار مثل هذه المناسبات الدينية لممارسة كثير من الخرافات و الشعودة .

    لكن تفاجأت بمنع الاحتفال بالمولد النبوي بصفة عامة و على إطلاقه ،

    و الحكم عليه على اعتبار أننا نتعبّد به الله تعالى ، و ما تلاه من الدخول إلى تعريف العبادة ،

    ( و هذا لا أجد له مسوّغا ، لأننا نعلم كما تعلمون أن ذكرى المولد ليست من مستلزمات التديّن ) .


    و ما يجري على ذكرى المولد النبوي بهذا المنطق المانع ، يجري على كل المناسبات الدينية ،

    الإسراء و المعراج ، غزوة بدر ، فتح مكة ، الهجرة ،،،،

    كل هذه المناسبات يجب أن لا نقف عندها في موعدها كي لا نعتبر مبتدعين ـ خارجين عن الملة و الدين ؟؟؟!!!!

    و الدعاء الذي هو مخّ العبادة يجب أن نحذر من أن ندعو الله بكلام لم توثقه المراجع الدينية ، حتى لا نبتدع في العبادة ؟؟؟!!!!

    تخيلت نفسي يوم القيامة في مشهد في حضرة ربّ العزة ،

    أعترف أمامه أنني في كل ذكرى للمولد النبوي تقريبا ، أجتمع مع أفراد أسرتي و عائلتي و الجيران و الأصدقاء ،

    نتدارس شيئا من كتاب الله و سيرة نبيه صلى الله عليه و سلم ، و نتواصى بالالتزام بالشرع ،

    و نحن نعلم و نذكّر أن وقوفنا عند الذكرى ليس واجبا دينيا ، أو فرضا تعبّديا .

    فنتفرق من مجمعنا و قد جدّدنا العهد لله تعالى ، و زاد حبنا للنبي صلى الله عليه و سلم و آل بيته و الصحابة .

    و هذا ليس في المولد النبوي فقط بل نستغل كل مناسبة لذلك ، للأثر الذي تتركه فينا .

    و سألت ربّي : هل هذا يُغضبك ؟؟؟ و سألت نبي الرحمة : هل هذا يغضبك ؟؟؟

    في هذا الزمن الذي نرى فيه التردّي الأخلاقي في كل اتجاه ننظر فيه ،

    و نلاحظ ابتعاد كثير من الناس عن الحنيفية البيضاء ، هذا الزمن الذي أصبحت

    فيه الدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم مسلم ، ولو بآية ،

    هذا الزمن الذي يستغل فيه الدعاة كل فرصة لتنبيه الغافلين ، و إرشاد التائهين ،

    و تعليم الجاهلين ، أليست ذكرى المولد النبوي فرصة ممتازة للدعوة ؟؟

    و مناسبة ترقّ لها القلوب لارتباطها بحبيب القلوب الطاهر النقي الزكيّ ؟؟؟

    إن الحكم على الأمور على إطلاقها دون تفصيل حالاتها و جوانبها و خصوصياتها ،

    و هذه النظرة الأحادية الإقصائية في المواضيع الدينية و الفكرية ، تولّد في القلب حزنا

    و مرارة و إحباطا و لا أراها تعبّر عن ديننا كما يجب ،

    بل تركّز على دائرة المنع و تغفل عن دائرة السماح التي هي أكبر و أرحب بكثير .


    سامحوني ، كان هذا مجرد خاطر ،

    لا شواهد لدي أحفظها الآن بخصوصه من مكتوب القرآن و السنة ،

    لكن شواهدي عليه من روح القرآن و السنة لا تغيب عني أبدا .

    هدانا الله و إياكم لما يحبّه و يرضاه ، و نسأل الله أن يبيّن لنا

    و يهدينا سواء السبيل ، و أن يتجاوز عنا و يغفر لنا ما لا نَعلمه و يَعلمه سبحانه .

    تحية لصاحب الموضوع الأستاذ أحمد ،

    و شكرا للجميع .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  5. #5

  6. #6
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي

    وجدت هذه الكلمة عن الاختلاف و آدابه فأحببت أن أضيفها إلى هذا الموضوع ،

    أرجو أن تكون فيها إضافة و فائدة لزوار الموضوع .



  7. #7
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي

    إليك يا أخي أحمد الغنام و إلى كل الأعضاء و الزوار الكرام ،

    أقدّم مقتطفا من أحد دروس الأستاذ العلامة مصطفى بنحمزة ، عالم مدينة وجدة المغربية و أحد كبار علماء المغرب ،

    و العالم الإسلامي ، أطال الله عمره و أدام عليه نعمة العلم و الصحة و السلامة .




    ========

    حريّ بكل من يتطرق لمثل هذه المواضيع أن يميز أثناء بحثه بين العمل الذي يراد به التعبّد لله عز و جل ،

    و العمل الذي له مقاصد دعوية تعليمية .

    تحية للجميع .

  8. #8
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    مناقشة شبه مقيمي المولد :

    هذا ، وقد يتعلق من يرى إحياء هذه البدعة بشبه أوهى من بيوت العنكبوت ، ويمكن حصر هذه الشبه فيما يلي :

    1- دعواهم أن في ذلك تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم :

    والجواب عن ذلك أن نقول : إنما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته صلى الله عليه وسلم ، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي ، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم لأنه معصية ، وأشد الناس تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة رضي الله عنهم ، كما قال عروة بن مسعود لقريش : ( أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداًُ صلى الله عليه وسلم ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدّون النظر إليه تعظيماً له ) البخاري 3/178 رقم 2731 ، 2732 ، الفتح : 5/388 ، ومع هذا التعظيم ما جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً ، ولو كان ذلك مشروعاً ما تركوه .

    2- الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان :

    والجواب عن ذلك أن نقول : الحجة بما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم النهي عن البدع عموماً ، وهذا منها ، وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة وإن كثروا : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) الأنعام/116 ، مع أنه لا يزال بحمد الله في كل عصر من ينكر هذه البدعة ويبين بطلانها ، فلا حجة بعمل من استمر على إحيائها بعد ما تبين له الحق .

    فممن أنكر الاحتفال بهذه المناسبة شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم " ، والإمام الشاطبي في " الاعتصام " ، وابن الحاج في " المدخل " ، والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي ألّف في إنكاره كتاباً مستقلاً ، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه " صيانة الإنسان " ، والسيد محمد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة ، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقلة ، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، وغير هؤلاء ممن لا يزالون يكتبون في إنكار هذه البدعة كل سنة في صفحات الجرائد والمجلات ، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة .

    3- يقولون : إن في إقامة المولد إحياءً لذكرى النبي صلى الله عليه وسلم .

    والجواب عن ذلك أن نقول : إن ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم تتجدد مع المسلم ، ويرتبط بها المسلم لكما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم في الآذان والإقامة والخطب ، وكلما ردد المسلم الشهاتين بعد الوضوء وفي الصلوات ، وكلما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في صلواته وعند ذكره ، وكلما عمل المسلم عملاً صالحاً واجباً أو مستحباً مما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه بذلك يتذكره ويصل إليه في الأجر مثل أجر العامل .. وهكذا المسلم دائماً يحيي ذكرى الرسول ويرتبط به في الليل والنهار طوال عمره بما شرعه الله ، لا في يوم المولد فقط وبما هو بدعة ومخالفة لسنته ، فإن ذلك يبعد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبرأ منه .

    والرسول صلى الله عليه وسلم غني عن هذا الاحتفال البدعي بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيره كما في قوله تعالى : ( ورفعنا لك ذكرك ) الشرح/4 ، فلا يذكر الله عز وجل في أذان ولا إقامة ولا خطبة وإلا يذكر بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وكفى بذلك تعظيماً ومحبة وتجديداُ لذكراه وحثاً على اتباعه .

    والله سبحانه وتعالى لم ينوه في القرآن بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنما نوه ببعثته ، فقال : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ) آل عمران/164 ، وقال : ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ) الجمعة/2

    4- وقد يقولون : الاحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه ملك عادل عالم ، قصد به التقرب إلى الله !

    والجواب عن ذلك أن نقول : البدعة لا تُقبل من أي أحد كان ، وحُسن القصد لا يُسوغ العمل السيئ ، وموته عالماً وعادلاً لا يقتضي عصمته .

    5- قولهم : إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة لأنه ينبئ عن الشكر لله على وجود النبي الكريم !

    ويجاب عن ذلك بأن يقال : ليس في البدع شيء حسن ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري 3/167 رقم 2697 ، الفتح 5/355 ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( فإن كل بدعة ضلالة ) أخرجه أحمد 4/126 ، والترمذي رقم 2676 ، فحكم على البدع كلها بأنها ضلالة ، وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ، بل هناك بدعة حسنة .

    قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين : ( فقوله صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة " من جوامع الكلم ، لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أخرجه البخاري 3/167 رقم 2697 ، الفتح 5/355 ، فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة ) انتهي جامع العلوم والحكم ، ص 233

    وليس لهولاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح : ( نعمت البدعة هذه ) صحيح البخاري 2/252 رقم 2010 معلقاً ، الفتح 4/294

    وقالوا أيضاً : أنها أُحدثت أشياء لم يستنكرها السلف ، مثل : جمع القرآن في كتاب واحد ، وكتابة الحديث وتدوينه .

    والجواب عن ذلك أن هذه الأمور لها أصل في الشرع فليست محدثة .

    وقول عمر : ( نعمت البدعة ) يريد : البدعة اللغوية لا الشرعية ، فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه ، إذا قيل : إنه بدعة ، فهو بدعة لغة لا شرعاُ ، لأن البدعة شرعاً ما ليس له أصل في الشرع يرجع إليه .

    وجمع القرآن في كتاب واحد له أصل في الشرع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القرآن لكن كان مكتوباً متفرقاُ ، فجمعه الصحابة في كتاب واحد حفظأً له .

    والتروايح قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تُفرض عليهم ، واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها أوزاعاً متفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته ، إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلق إمام واحد كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا بدعة في الدين.

    وكتابة الحديث أيضاً لها أصل في الشرع ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة بعض الأحاديث لبعض أصحابه لما طلب منه ذلك ، وكان المحذور من كتابته بصفة عامة في عهده صلى الله عليه وسلم خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم انتفى هذا المحذور ، لأن القرآن قد تكامل وضبط قبل وفاته صلى الله عليه وسلم ، فدوّن المسلموت السنة بعد ذلك حفظاً لها من الضياع ، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيراً ، حيث حفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم من الضياع وعبث العابثين .

    ويقال أيضاً : لماذا تأخر القيام بهذا الشكر على زعمكم فلم يقم يه أفضل القرون من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ، وهم أشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر ، فهل كان من أحدث بدعة المولد أهدى منهم وأعظم شكراُ لله عز وجل ؟ حاشا وكلا .

    6- قد يقولون : إن الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ينبئ عن محبته فهو مظهر من مظاهرها ، وإظهار محبته صلى الله عليه وسلم مشروع !

    والجواب أن نقول : لا شك أن محبته صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين - بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه - ولكن ليس معنى ذلك أن تبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا ، بل محبته تقتضي طاعته واتباعه ، فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته ، كما قيل :

    لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحبّ لمن يحب مطيع

    فمحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي إحياء سنته ، والعض عليها بالنواجذ ، ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال ، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة ، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع ، وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين ، فإن الدين مبني على أصلين : الإخلاص والمتابعة ، قال تعالى : ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) البقرة / 112 ، فإسلام الوجه لله الإخلاص لله ، والإحسان هو التابعة للرسول وإصابة السنة .

    7- ومن شبههم : أنهم يقولون : إن في إحياء ذكرى المولد وقراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المناسبة حثاً على الاقتداء والتأسي به !

    فنقول لهم : إن قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتأسي به مطلوبان من المسلم دائماً طوال السنة وطوال الحياة ، أما تخصيص يوم معين لذلك بدون دليل على التخصيص فإنه يكون بدعة " وكل بدعة ضلالة " أخرجه أحمد 4/164 ، والترمذي 2676 ، والبدعة لا تثمر إلا شراً وبعداً عن النبي صلى الله عليه وسلم .


    قال صلى الله عليه وسلم : ( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعيلكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ) أخرجه أحمد 4/126 ، والترمذي رقم 2676 ، فبين لنا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف بمن نقتدي عند الاختلاف ، كما بين أن كل ما خالف السنة من الأقوال والأفعال فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة .

    وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي لم نجد له أصلاً في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا في سنة خلفائه الراشدين ، إذن فهو من محدثات الأمور ومن البدع المضلة ، وهذا الأصل الذي تضمّنه هذا الحديث وقد دل عليه قوله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاًُ ) النساء /59

    والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم ، والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرجوع إلى سنته بعد وفاته ، فالكتاب والسنة هما المرجع عند التنازل ، فأين في الكتاب والسنة ما يدل على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي ؟ فالواجب على من يغعل ذلك أو يستحسنه أن يتوب إلى الله تعالى منه ومن غيره من البدع ، فهذا هو شأن المؤمن الذي ينشد الحق ، وأما من عاند وكابر بعد قيام الحجة فإنما حسابه عند ربه .


    كتاب حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال ص 139

    المصدر / الإسلام سؤال وجواب
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!

  9. #9
  10. #10
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. يارسولي/بمناسبة المولد النبوي
    بواسطة قوادري علي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 08-04-2009, 12:27 PM
  2. إلى ربيع المولد النبوي
    بواسطة سيد سليم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 22-03-2006, 01:43 PM
  3. في المولد النبوي - قصيدة
    بواسطة ياسر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 01-05-2005, 10:38 PM
  4. في ذكرى المولد النبوي الشريف
    بواسطة رمضان عمر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-05-2004, 01:11 AM