ألسنا أشد قسوة على أنفسنا من غيرنا علينا؟
كم تمنيتُ لو أستطيع أن أكون أنا كاملة،كي أقول الحقيقة كاملة دون مواربة، وكي أمارس الحب دون الاكتراث بألم النهايات المرتبة سلفاً،
لكنني ابنة أبي،ذاك الذي كان يسافر كثيراً،سرقته مني الدروب،وحين عاد عاد بنصف أبوة ونصف ذاكرة خالية مني، وكم أكره أنصاف الأمور،حين كبرتُ،كم تمنيت ومازلتُ أريد رؤيتي في عينيه،تماما كما كنتُ أراني عندما كان يعود حاملاً إليّ قصص الأبطال وقطعة قماش بابلية،تماما كما لو كنتُ طفلته المدلّلة.
لكنه عملّني أن أحترف الصمت كلّما سافر،كما علّمني بأن لا جدوى من تكرار الطلب"ابقى ،لا تسافر"