الشارع

الشارع


في بلادي هو بيت لكل يائس بائس مخذول ..
وهو أيضا مسكن ” لأبي فاروق ” يفترش الأرض .. يلتحف السماء
يراقب الفضاء ، ويحفظ بعض آيات الذكر والفرقان
يُتمتمها يُدمدمها وينشر فيها البركات …يحب الجميع ، يعشق السميع،
يداعب الصغار والكبار والأشجار والأحجار …!
يحمل الأقلام ، يكتب الأشعار ، لا يتابع الأخبار..
وليس له أهل ولا مال ولا دار..
يكتفي بأكل القليل ولبس الكثير..
في يوم من أيام الشتاء
والثلج الذي ملأ الأرض..والفناء..
وُجد (أبو فاروق) مفارقًا إلى العلياء ..
يجلس إلى جذع النخلة مبتسمًا.. قابضًا على قلمه..
وقد خط آخر وصاياه..
"ما أجمل الحياة.."

الله الله يا ياسمينة
ماأجمل الحياة حقا
أغبط أبا الفاروق على ماكان يتمتع به من سعادة لاينالها الكثير
فالمال والزاد ومتع الحياة هي أسباب البلاء والشقاء
رائعة أنت أيتها الأديبة
تحاياي

الأديبة الفلسطينية الواعدة : ياسمين

كانوا يلقبونك بأصغر أديبة فلسطينية ، وربما أصغر أديبة عربية ، وهو ما كنا وما زلنا نفتخر به ، فهنيئاً لنا بك
أما الآن وقد كبرت ما شاء الله ، فاني أتوقع أن ينضج قلمك وأن يبدأ في التحول من مرحلة الهواية الى مرحلة الاحتراف ، وأن تضعي قدميك على أول الطريق ، لتختاري بدقة ما تريدين
كنت أراقب أعمالك منذ البداية وأرى أنك قد اخترت القص القصير جداً ، كأسلوب تعبرين فيه عن همومك وهموم الوطن ، وتنتصرين فيه للأرض والشجر
هذا جميل ، وان كنت أنصحك بتنويع خياراتك الأدبية ، والكتابة بأكثر من جنس ، لاغناء تجربتك أكثر
لو جئنا لهذا العمل ، كقصة قصيرة جداً
نجد أن القصة لها بطلين
الأول هو الشارع
والثاني هو أبي فاروق كما سميته
والأول ، يحتضن الثاني
حتى يموت الثاني ، وهو متمسك بشجره وقلمه
ليخط قبل أن يموت جملة لم يكتبها أغنى الأغنياء
ما أجمل الحياة !
الملاحظة الأولى : أن هذه الجملة ليست وصية ، وانما هي جملة بأسلوب التعجب ، لا أرى أي وصية في الأمر
الا لو كانت الوصية المبطنة : استمتعوا بهذه الحياة ، فهي تستحق ...

الملاحظة الثانية : أن الحدث يكون عاماً في أغلب قصصك ، وهو قد يبتعد باي قصة عن أهم ما فيها
أما التخصيص ، وتغليب الحركة والدراما هو الذي يخلق حالة الدهشة ، ويجعل العمل خالداً في عقل من يقرأه

الملاحظة الثالثة : أنك تميلين في قصصك الى استخدام الجناس والسجع ، وهو أمر جيدٌ في الشعر ، لكنه يضعف أي عمل نثري ما لم نكن نتحدث عن المقامة
أنظري معي :
يحب الجميع ، يعشق السميع .... لا أدري ماذا تقصدين بالسميع ( هل هي بتشديد الميم مع الكسرة ، من يستمعون للآخرين أو كما نقولها لمن يستمع للأغاني مثلاً )
الصغار والكبار والأشجار والأحجار
يكتب الأشعار ، لا يتابع الأخبار..
شتاء - فناء - علياء
وكذلك استخدام المترادفات ، التي كانت زائدة مثل :
الذكر والفرقان ( فكلاهما واحد )
وكذلك : يُتمتمها يُدمدمها

ناهيك عن استخدام الطباق ، وحتى القصص الشاعرة التي تناولها استاذنا محمد الشحات لا تحف بكل هذه المحسنات في سطور قليلة

نصيحتي هي : لا تلزمي نفسك بالسجع واكتبي ما يجول في خاطرك فحسب ، نوعي المواضيع التي تكتبين فيها ، والأجناس الأدبية التي تكتبين بها ، واقرئي لآخرين ، شاركي الكتاب هنا نصوصهم وعلقي عليها واستفيدي من تجارب الآخرين ،
لو ظن أحدنا أنه وصل القمة فانه سيتهاوى سريعاً ، وكلنا يتعلم كل يوم من الآخرين ..

هذه نصيحتي أختي الفاضلة ، وأنا من أشد المتحيزين لقلمك ، وأتمنى أن يسطع اسمك ونجمك في سماء فلسطين والعالم العربي
خذي بها أو اتركيها ، ولن تجدي مني الا كل ترحيبي

دمت بخير

"ما أجمل الحياة.."



كم نفتقد هذه الجملة في حياتنا !!!!!!!

نص قوي الفكرة موفق في زاوية الطرح
أخشى انه أثقله ميلك للمحسنات فيما لا يحتمله باعتقادي نص القصة القصيرة جدا، حيث يستغنى عن كل مفردة لا تخدم أصل النص

أهلا بك أيتها الكريمة في واحتك

تحيتي

من عاش نقيا صافيا بسيطا محبا للناس
لم تأخذه الدنيا بزخرفها
فهو محب للآخرين
فهو محب للحياة ببساطتها
طرح جميل وصورة راقية لعيش بسيط
شكرا لك

شكرا لك

كأنك أردت هنا أن تجمعي كل فنون الأدب في نص واحد فأثر هذا سلبا على مستوى النص ، فلقد لمست الشعر والنثر والقص ههنا ، وحبذا كل صنف بخصائصه ومقوماته ليكون أبهى وأكثر ألقا!

قلمك مميز ومبدع ونحن نعلم هذا ولكن لا تحمليه فوق ما يحتمل ولا تستعجلي في تأكيد قدراته فالأيام أمامك طويلة.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي