[COLOR=#FF0000]بِقَلَم ِ/مُحَمَّدٍ مَحْمُوْدِ شَعْبَانَ ( حَمَادَةَ الشَّاعِرِ)
مِصْرَ ـ الزَّقَازِيْقِ ـ مُحَافَظَةِالشَّرْقِيَّةِ ـ
( مُرُوْرُك يُسْعِدُنِي ، أمَّا تَرْكُ رأيك فسوف يسعدني أكثر ، ومهما يكنْ فَلنْ أَغْضَبَ ..
وإنْ لمْ يكنْ لك تسجيلٌ ـ في واحةِ الْخَيرِ ـ فَلْيَكن الآنَ ، و في هذا أبلغُ السَّعْدِ ..
أَتَمَنَّى لك الاسْتِمْتَاعَ وَالنَّفْعَ بما فيها .. مَوَدَّتِي )[/COLOR]
إِخْوَانِِيَّاتُ ـ حَمَادَة الشَّاعِرِ ـ ( 1 ) ( غَـابَةُ التَّسَاؤُلَاتِ )
إلى متى سأظلُّ أُحادِثُ صَمتَكَ ، كُلَّما اقْتربْتُ منكَ ؟
وأسافرُ خلفَ بصرِكَ ـ كلَّما أشحْتَ عنِّي ـ باحثًا عنْ نظرةٍ تُندِّي أوراقَ عَلاقَتِنَا التي قاربتِ الذُّبُولَ .
أَغْتَبِطُ العيونَ والابتساماتِ إذْ تَفِدُ عَليكَ ، فتتلقَّفُها تلقُّفَ المُضيفِ إحسانًا وإكرامًا .
عزيزةٌ هي النفسُ عندما ترتطِمُ بسدِّ التجاهلِ والتَّهميش ِ.
ولأنَّ الصَّدَّ بينَ الأَخِلَّاءِ سدٌّ كثيرُ الثَّغراتِ .. يمكن لأحدِهما اختراقُه ، وبسهولةٍ ( فيمرُّ أحدُهما بالآخرِ
كالمارِّ على ( النُّونِ المُخْفَاةِ ) يقف بمقدار حركتين .. يسْتَرِقُ السَّمْعَ أوالبصرَ ..ويُمَثِّلُ بانْحِنَاءٍ أنَّه يلتقطُ شيئًا ما ، سقط منه ، أو يربط حبلَ حذائِه ـ المربوطَ أصلًا ـ ، وحثيثا يُولِّي عندما يشعرُ أنَّ الآخرَ وقعتْ عينُه عليه ).. إلا أنَّ ذلك ، أو شيئًا منه لم أرَهُ منْكَ ـ يا صديقي ـ حتى ولو مصادفةً.
وبدأتُ أتوهُ في غابةٍ منْ التَّساؤُلاتِ مُنَقِّبًا عنْ جَرِيْرَةٍ واحدةٍ لأُسجنَ بها في نفسي ، وأنعزلُ عن عالمٍ
كان يضمُّنا خارجَ حدودِ الزَّمانِ والمكانِ .، حتَّي سَكَنَتِ الحيرةُ أغوارَ فكري ، واستوطنتْ .
• لماذا ـ يا صديقي ـ أمَمْتَ ( قَضِيبًا ) مُخَالفًا ، وقد كُنَّا قطارين يمشيان متوازيين
إلى لا نهايةِ الحبِّ والتفاهم ِ؟
• ألم تكنْ تُضْبط ُالساعاتُ على موعدِ مقابلتِنا ، حتى يقالَ : لقدْ حضرَا ( بِيجْ بنْ ) ؟
• أما زِلْنا عَقْلًا واحدا تتمخَّضُ عنه فكرةٌ واحدةٌ ، وفي لحظةٍ واحدةٍ ؟
• لماذا قد تحَََََََََََََََوَّل قلبُك إلى فَدَّانٍ بل أفدنةِ كراهيةٍ وحُنْقٍ ؟ مَن الذي عَزقَ ، وحَرَثَ ،
وبَذَرَ ، ورَوَىْ ؟ ومتى ؟
• هل تزالُ تذكرُ قولَكَ : ( إنَّ رُوحَيْنَا سُكَّرٌ ولبنٌ ذَابَا في بعضِهما ولا يمكنُ حَلُّهما أبدًا ؟ .. كيف عصَتِ الطبيعةُ ـ يا صديقي ـ نامُوسَها ، فتَشَظَّتِ الجزيئاتُ مِنَّا ، وتَباعدتْ ، ثم تَبَخَّرَتْ إلى طبقاتِ المجهولِ العليا .
• أتذكر ـ كما أذكر ـ ما كنتَ تردده حتى وقتٍ قريبٍ ( الأخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلَّا المُتَّقِينَ ) ، وعند ( المتقين ) تُشكِّل ُبسبابةِ وإبِْهامِ يُمْنَاكَ زاويةً قائمةً ، فتَلمسُ سبابتُكَ صدري ، وإبهامُكَ صدرَك ؟ ..
عُدْ لي يا صديقي فإن قارورةَ الصَّبْرِ ـ في يدي ـ بدأتْ تَنْفَدُ ، وبعدَها لا أدري ماذا سَأُعَاقِرُ ؟ .. ، أو مَنْ سَأُنادِمُ ؟ مَنْ ـ تُراهُ ـ سوفَ يَجْذِبُ زِمَامِيَ الذي أَفْلَتَّهُ مِنْ يدِكَ ؟ مَنْ سَيُسَامِرُ ليلِيَ الطَّويلِ ؟ مَنْ سَيُدَاوِيَ دَائِيَ الأَلِيمَ ؟ مَنْ ؟ مَنْ ؟
• وكيفَ ـ يا صديقي ـ سيواجِهُ زَورقُ صَداقَتِنا الصغيرُ انْحِدَاراتِ نَهْرِ الدَّسائسِ والوِشاياتِ الشَّدِيْدَةَ ، وَقَدْ بَاتَ كلُّ واحدٍ مِنَّا يُجِدِّفُ بِمِجْدَافِهِ الصَّغيرِ عَكسَ اتِّجاهِ الآخرِ ؟ .. وَهَا أَنَا ذَا ـ يا صديقي ـ غُصْنٌ لَعِبتْ به الريحُ ، فكسرتْهُ ، وما بَرِحتْ تُطَوِّحُهُ كالْعصفِ المَأْكولِ ، وأمُدُّ يدي لكَ عبرَ الَّلا وَعْيِ صَارِخًا :
أَيَا سَمِيْرِيْ بِلَيْـــلٍ لا أُطَــاوِلُهُ .. أَيَا طَبِيبِي بِدَاءٍ لا أُصَـــابِرُهُ
قَدَّ الوُشَاةُ بِنَصْلِ الحِقْدِ خَاصِــرَتِي .. وَقَدْ تَوَلَّى وِدَادَ الْقَلْبِ شَاطِـرُهُ
جُرْحُ الْغَرِيْبِ كَمَنْ بِالْبَحْرِ .. يَنْخُزُهُ .. أَمَّا الصَّديقُ كَمَنْ بِالْبِئْرِ .. يَحْفِرُهُ
ولَلدَّسِيْسَةُ رأسٌ .. قـُـمْ لِتَقْطَعَهُ .. سَيْفُ اليقين ِ يَشُجُّ الشَّكَّ يَكْسِرُهُ
• أما تَرى ـ يا صديقي ـ أنَّ الذِّئَابَ كُلَّما افْترقْنَا تَقْتَرِبُ حَثِيثَةً ؟
• أما ترى ـ يا صديقي ـ أنَّ الكِبْرَ غَرْقَدٌ يَرْعَاهُ الْخِلافُ فيُمِدُّ مُكُوْثَه ؟
عُدْ لي ـ يا صديقي ـ نُشْعِلِ النَّارَ في وُجُوهِ الذِّئابِ صَداقةً .
عُدْ لي ـ يا صديقي ـ نجتَثُّ بوِحْدَتِنا جُزُورَ الْغَرْقَدِ وَسَاقَه .
عُدْ لي ـ يا صديقي ـ رُوْحًا لِجَسَدٍ مَيِّتٍ يَسْعَى بَينَ الأحياءِ .
عُدْ لي ـ يا صديقي ـ وَطَنًا لِغَرِيبٍ يَعِيْشُ وَسَطَ بَيْتِهِ وأَهْلِهِ .
عُدْ لي ـ يا صديقي ـ تَبْصِرَةً لِعَقْلٍ سَلَتْهُ الفكرةُ ، وَهَجَرَهُ صَوَابُهُ ، وهو مَعْدُودٌ مِنَ الرَّاشِدِيْنَ.
وَعِنْدَمَا يَحِينُ مَوْعِدُ لِقَائِنَا الْمُعْتَادِ تَمْرُّ دقائِقُهُ عَلَىَّ تَقُدُّني قَدًّا ، وكأنَّها رَصَاصَاتٌ تُنْتَزَعُ ـ بِيَدِ الْبَيْنِ ـ انْتَزَاعًا مِنْ جَسَدٍ يَقِظٍ غَيْرِ مُخَدَّرٍ .
ذِرَاعَايَ ـ يا صديقي ـ بابا الرِّضَا والتَّسامُحِ مَفْتُوحانِ على مِصْرَاعَيْهِمَا ، وَنْفْسِي نَفْسُ أُمٍّ لا تُؤْوِي الْكُرْهَ أَبَدًا .. تُنْسَى فَتَذْكُرُ .. وتُجْحَدُ فَتَشْكُرُ .. وتُظْلَمُ فَتَعْذِرُ ، وتَغْفِرُ .
عُدْ لِي ـ يا صديقي ـ ، فأَنَا مُحْتَاجٌ إِلَيْكَ .
=====================
تَمَّتْ بِحَمْدِاللهِ ، واللهُ مِنْ وَرَاءِ الْقَصْدِ