عذرا إليك وسادتى
أَوِسَادَتِى ! ... الآنَ أَدْرَكَ خَاطِرى
كَمْ كُنْتُ أَرْقُدُ غَافِلاً وجَهُولا
حُمِّلْتِ مِنِّى كَالْجِبَالِ مَرَاجِلاً
فِى كُلِّ يَوْمٍ بُكْرَةً وأَصِيلا
حُمِّلتِ حرَّ الوَجْدِ فى حَلَكِ الدُجَى
وُسقِيتِ دمعاً لا يَردُ غَليلا
رأسٌ كَرَقْصِ القِدْرِ فى ثَوَرَانِه
موجٌ تَلاطَمَ فى الفؤادِ وَبِيلا
مُذْ صِرْتُ أَجْرَعُ مِنْ كُؤوسِ مَآتِمى
والموتُ يَقْرَعُ فى الطريق طبولا
أَوِسَادَتِى قَدْ فَاضَ مِنْكِ الكَيْلُ كمْ
قَدْ ضَاقَ ذَرْعُكِ تَشْتَكِينَ ثَقِيلا
ما كُنْتُ أَدْرى مَا دَهَاكِ مِنَ الضَنَى
أرْزَاءُ تَتْرى صَبْرُ مِثْلِكِ عِيلا
يا لَيْتَنِى أُوتِيتُ فَهْمَ مَقَالَةٍ
أو أنَّ أُذْنِى تُحْسَنُ التَأْويلا
نَجْوَاكِ غَمْضٌ لا يَبينُ مُرَادُهَا
شَكْوَاكِ مَا أَبْقَتْ عَلَيكِ دَليلا
قَدْ كنتِ صاحِبَتِى وأنتِ شهيدةٌ
أحْلامَ عُمْرٍ كَائداً وجميلا
أَنْتِ الطفولةُ والشْبَابُ وَرِدَةٌ
نَحْوَ المَشِيبِ فَأرْغَمَتْه أُفُولا
بُشْراكِ إنِّى راحلٌ أَزِفَ الرَدى
أُبدِلْتُ مِنْكِ مِنَ التُرَابِ مَقِيلا
فَعَسَاكِ بَعْدِى تَسْعَدينَ ويُجْتَلَى
رُزْءُ الجِبالِ وتَأْلَفينَ بَدِيلا
وعَسَاكِ إنْ نلتِ المَسَرَّةَ تَغْفِرِى
أو تَذْكُرِى تحتَ التُرابِ خَليلا
قــــَدْ سَـــاءَه مَا جَــرَّه مـُتـَأَسْـفَـاً
مَنْ يَقْبَلِ العُتْبَى يَرْدُ القِيلا
أحمد محمد عراقى
الكويت 12/12/2011