سأحدثكم عن طرطور
قال : ملأتَ الكونَ صراخاً قفْ يا أحمق في الطابورْ كي تلعقَ عورةَ مولانا و تنال الحظوةَ مشكورْ قال : جعلتَ الحبةَ قبة قلتُ : القبة في المستورْ يعلمُ ربي كيف نَجَوْتُمْ من هذا الشعب المقهورْ يعلم ربي كيف أتيتمْ و قفزتمْ من فوقِ السورْ من قطّرَ في دَمنا ذلاً من جعلَ الآمنَ مذعورْ من أحرقَ قمحَ سنابلنا و تولى فرحاً مسرورْ من لوّثَ ماءَ جداولنا من أغرقَ روحي ببثورْ من خدّرَ لحنَ أغانينا حتى صارت دون شعورْ من أخرجَ فتنةَ ماضينا من عتمةِ طرسٍ مهجورْ من أخفى قصة حاضرنا في قمقمِ خوفٍ مسحورْ فجــميع معاركنا زيــفٌ و ربيع حــدائــقنا بــورْ و كلام جرائدنا سخفٌ و صراخ منابرنا زورْ و ذئابُ السلطةِ تتبعنا ترصدُ ما كتبَ المذكورْ فشربنا نخبَ مواجعنا و حَلَبْنا لبنَ العصفورْ و نسينا ليلَ مآسينا كي يرضى عنا طرطورْ و أضعنا الحاضر و الماضي و جلسنا فوق الخابورْ نسألُ من شوّه دنيانا من جعلَ الصادقَ مغمورْ فجميع حكايا سهرتنا قيء أحاديثٍ و قشورْ فصباحُ تُفتشُ عن زوجٍ و أمينة تركبُ حنطورْ هيفاءُ ستلبس "بكيني" و مهندُ قد قبّل نورْ من يكتبُ شعراً موزوناً أو يكتبُ بوحاً منثورْ و العاشقُ يجلسُ مكتئباً في وكرِ اللذةِ مخمورْ و القاتلُ يبحثُ عن صيدٍ و القاضي عبدٌ مأمورْ و الثائرُ يبحث عن وطنٍ و الطالب غــرٌّ فــرفورْ و السارقُ يحرسُ مسجدنا و الزاني نجمٌ مشهورْ و الكاتبُ يَرْتقُ أسفله و الشاعر وغدٌ مأجورْ و مذيع الحلقةِ مبتهجٌ لن ينسى خبراً منشورْ لا تسمعْ أحداث الساعة كُلْ جرجيراً أو فوسفورْ كي تبقى الراية عالية و تنام الليلة منصورْ و الشيخ الزاهد إمعةٌ يسبحُ في دمنا المهدورْ و يعدُّ الآن لخطبته كي يلقيها في الجمهورْ كي يُخبرنا كيف نُفرقُ بين الشاطرِ و المشطورْ لا ترفضْ نعمةَ مولانا لا تتــكبَّرْ يــا مــغرورْ آثام الماضي قد غُفِرتْ و الذنب الحاضر مغفورْ فركبنا جحش مخازينا كي لا نُـذْبحَ بالساطورْ نسألُ ربــاً لن ينسانا من يعتقنا من طرطورْ من يعطي الأمة عزتها من يوقظ جسما مقبورْ من يحيي روحاً قد ماتتْ من يصلحُ قلباً مكسورْ فدمشق تأنُّ مآذنها من خسةِ كلبٍ مسعورْ و القدسُ تنادي من سقطوا بين شهيدٍ أو مأسورْ و القردُ يداعبُ خصيته يمرحُ في صخبٍ و حبورْ لن يتركنا دون وريثٍ و سيأتينا بالغندورْ كي يحكمنا دهراً آخر و يغيّر نص الدستورْ سنقول لقاتلِ عزّتنا يا قَدَر الذلّ المسطورْ قد تخنق كلّ معانينا قد تمحو كتباً و سطورْ لكن و برغم مواجعنا و برغم الحرف المحذورْ و برغم جميع مآسينا و برغم الأفق المحظورْ سيطيرُ الفكرُ بأجنحةٍ و يحطّ على أرضِ النورْ ليعانق فجرَ أمانينا و يودع ليلَ الديجورْ ليدقّ نواقيس الثورة و ليخلع عرشَ الطرطورْ