|
غادرتُ حبكِ متعباً فتذكري |
|
|
ما عاد نجمكِ في المسايا آسري |
قد عاشَ دهراً لا يفارق قبّتي |
|
|
يشجي السهادَ و يستبيح مشاعري |
قد أخبرتْ عني الحكايا غصّة |
|
|
فوأدتها و الوجد أرضَ خواطري |
و حملتُ عشقاً قد تَرقرقَ دَمْعه |
|
|
فوق الضفافِ على مواجعِ أنهري |
في رحلةٍ فوق الهوى أشواكها |
|
|
قد قطعتْ شريانَ حزني الأبهري |
ما كان عشقي أو جنوني نزوة |
|
|
أو زيف بوحٍ في رسائلِ طائري |
فلمن كتبتُ قصائداً لا تنتهي |
|
|
حتى ظننتُ قصائدي للبحتري |
و رأيت قيساً يستعير ملاحمي |
|
|
و جميل بثنة في الهوى و اليشكري |
سطرتُ حبكِ في مقامات الندى |
|
|
و حسبتُ أني في المقامِ زمخشري |
و نقشتُ وجهكِ في الكواكبِ كلها |
|
|
حتى رآك الناسَ فوق المشتري |
و طرقتُ أبواب المذلةِ لم أجدْ |
|
|
لنزيفِ عشقي راغباً أو مُشتري |
صاحبتُ من أجل القبول خلائقاً |
|
|
أصبحتُ نقاشاً و حتى سمكري |
و أقمتُ في أرضِ الذئابِ مسارحاً |
|
|
و لعبتُ أدوار الهوى و البربري |
أعطيتُ أقنعة المسوخ ملامحاً |
|
|
و ملأتُ أوعية الموائد جمبري |
ألبستُ أصنامَ الزمانِ قلائداً |
|
|
و قطعتُ أجنحةَ الخيالِ بخنجري |
أتقنتُ ثرثرةَ المجالسِ مُرْغماً |
|
|
قدمتُ للخرفانِ بعض جواهري |
فرفضتِ ما بَذَل الفؤاد ببسمةٍ |
|
|
و سخرتِ من ضعفي و دهشة منظري |
فلجمتُ عَرْبدة الحروفِ مفارقاً |
|
|
و تبعتُ دربَ اللهِ مثل الأزهري |
صليتُ أشكو للإلهِ لواعجاً |
|
|
و أقمتُ في زمنِ الصداعِ شعائري |
قَصرّتُ أثوابَ التكبّرِ زاهداً |
|
|
حيناً كصوفيٍّ و حيناً أشْعري |
ما كنتُ أعرف من سيأخذُ بَيْعتي |
|
|
و أضعتُ ما بين المذاهبِ منْبري |
ما عدتُ أعرف للمراكبِ دفة |
|
|
ففقدتُ في موجِ الضياعِ منائري |
و حَسبتِ أشعارَ القلوبِ خرافةً |
|
|
و ضَحكتِ من صوتي و عفّة معشري |
و حظرتِ تجوال المشاعر كلّها |
|
|
و وقفتِ عند البابِ مثل العسكري |
لكن زيفكِ يا ملاكي قد هوى |
|
|
ما عاد طيفاً مُلْهِماً لتفكري |
لكن زيفكِ ما أمات قصائداً |
|
|
نُقِشَتْ بوحيٍ من خيالٍ عبقري |
أو شتّتَ الأحلامَ في قلبِ الصدى |
|
|
أو قدّ حرفاً من شعورِ دفاتري |
لن تقتلي دفق الضياء بداخلي |
|
|
هذه القصائد من مدادِ الأبحرِ |
لن توقفي نجماً يطوف مدائني |
|
|
لن تسكتي غيم الحروفِ الممطرِ |
لن تدركي صوت الحياة بدوحتي |
|
|
لن تفهمي لغة السماء بأسطري |
فإذا حرقتِ الآنَ لحمَ قَصائدي |
|
|
ستضوعُ رائحةَ الشواءِ بعنبري |
لن أسأل الأيامَ كيف المنتهى |
|
|
أو هل لدربِ متاهتي من آخرِ |
هيا اظهري ما شئتِ زيفكِ و ارحلي |
|
|
كي تحصد الأحلام شعرَ بَيادري |