|
ظلمٌ وكؤوسٌ وضجرْ |
على ظهرِ موجٍ أسودِ اللونِ أركبُ |
يباغتني والليلُ يرخي سدولَه |
ومثلَ مدادٍ فوق دنيايَ يُسكَبُ |
ذُهلتُ، فكم ماجَ الظلام بأضلعي |
ليَخرُجَ شعراً باكياً حينَ أكتبُ |
وسامرتُ حزني فالكؤوسُ قصائدٌ |
وأمضيتُ كلَّ الليلِ أسقي وأشربُ |
تعلمتُ ألا أستجيبَ إلى الهوى |
فإن الهوى يشدو لدمعي ويطربُ |
أعيشُ أسيراً في تفاصيل غربتي |
وكلُّ دروبي في النهاياتِ تكذبُ |
فهل من صديقٍ يذرفُ القلبُ عندَه |
دموعَ انكسارٍ نارُها تتقلَّبُ |
وهل من أخٍ يشتاقُ قلبي لضمِّه |
فأعطيه روحاً كالرياحين تعذُبُ |
كأني وهذا الدهرُ يصنع شقوتي |
عشقتُ حكاياتٍ بها أتعذَّبُ |
وحولي حقيرٌ داعرٌ ومنافقٌ |
ككلبٍ له وجهٌ قبيحٌ وأجربُ |
يحاولُ طعني عامداً متعمداً |
ويحسدُ أحلامي بحقدٍ وينعبُ |
ألا أيها الظلم الذي ملأ الفضا |
بربكَ هل يومٌ سيأتي وتذهبُ |
تحطُّ على رأسي كنسرٍ مرفرفٍ |
ومخلبُه في عظمة الرأس يُنشَبُ |
ومن قال إن العرض يحفظه الفتى |
إذا لم يخالطْ من يغالي وينهبُ ؟ |
فإن الذي يمسي على الله كاذبا |
فليس له في الناس أمٌّ ولا أبُ |
يلاحقهم في كل أرضٍ وملةٍ |
ويشتمهم في كل يومٍ ويضربُ |
وليس الذي قال التدينُ شيمتي |
بأهلٍ لها إلا خلوقٌ وطيبُ |
ولي غادةٌ تكوي فؤادي بحبها |
وتمنعني من نفسها حين أطلبُ |
فيغمرني شوق عظيم لروحها |
ولكنها تأتي كشمسٍ وتغرُبُ |
تجاذبني في الليلِ أحلى حديثها |
ولكنني في عشقِها أتعذبُ |
تزيد عليَّ الظلم حتى تميتني |
كضوءٍ دنت منه الفراشات تلعبُ |
أنا لغتي نورٌ ونفسي كريمةٌ |
كأني وأفكاري مع الحزنِ كوكبُ |
فيا ليتني طفلٌ يغني لأمه |
ويلعبُ مع وجه الحكايا ويهربُ |