ماذا أقـول وقـول الحـق يعقبـه
جلد السياط وسجـنٌ مظلـمٌ رطـبُ
وإن كذبت فـإن الكـذب يسحقنـي
معاذ ربـي أن يُعـزى لـي الكـذب
وإن سكت فـان الصمـت ناقصـة
إن كان بالصمت نور الحق يحتجب
لكننـي ومصيـر الشعـب يدفعنـي
سأنطق الحق إن شاؤوا وإن غضبوا
عصابتان همـا، إحداهمـا حكمـت
باسم العروبـة لا بعـثٌ ولا عـرب
وآخرون لباس الديـن قـد لبسـوا
والدين حرَّم ما قالوا ومـا ارتكبـوا
عصابتان أيا شعبـي فكـن حـذرًا
جميعهم من معين السوء قد شربـوا
أيقبـل البعـث أن تثـري زعانفـه
باسم النضال ثراء مـا لـه سبـب
من أين جاؤوا بـه حقًـا وجلّهـم
مـا زانهـم أبـدًا عـلـم ولا أدب
ولا تشقـق كـف فـوق معـولـه
في الحقل يومًا ولا أضناهم التعـب
ولا تجلـى علـى أيديهـم هــدف
ولا تحـررت الجـولان والنـقـب
هل السماء بكت من فوقهـم فرحًـا
فراح يهطل منهـا المـال والذهـب
لا تكذبـوا إنهـا أمــوال أمتـنـا
ومن غذاء بنيها كـل مـا سلبـوا
كم قد سمعنـا بهيئـات تحاسبهـم
لتسترد إلى الجمهـور مـا نهبـوا
فما رأينا سـوى قـول بـلا عمـل
كم في تصرفهم من عجبـة العجـب
عـلا برتبتـه (لـص) ورتبـتـه
من سوئه انخفضت.. ولتخجل الرتب
إني لأخجـل أن أحصـي معائبهـم
أنّى ذهبت تجلَّـى العيـب والعطـب
قالوا: النقابات قلنـا: إنهـا كـذب
كم لعبة بمصير الشعب قـد لعبـوا
اختاروا لكـل قطـاع لاعبًـا حذقًـا
ونصبوه نقيبًا بئـس مـن نصبـوا
ومجلس الشعب كل الشعب يعرفـه
ويعرف الناس هل جاؤوا أم انتخبوا
قالوا: وجبهتنا؟ قلنا: لقـد صدقـوا
يوم البيان بما قالـوا ومـا كتبـوا
اذ قـال قائلهـم: إنّـا سمـاسـرة
نمشي كما يقتضيه العرض والطلب
لم يصدقـوا بحديـث غيـره أبـدًا
ومـا عـداه لعمـري كلـه كـذب
سيعلمـون جميـعًـا أي منقـلـب
يوم الحساب وما فيه هـم انقلبـوا
قالوا حماة عماها الحقد فاضطربـت
يا للعجب عرين البعـث يضطـرب
لو يذكرون حماة الأمس مـا فعلـت
بالظالميـن وبالاقطـاع لانتحـبـوا
كانت وكان بنوها خير مـن رفعـوا
للبعـث راياتـه خفـاقـة تـجـب
لما رأوكـم نكبتـم عـن مبادئكـم
فإنهـم شرفًاعـن حبكـم نكـبـوا
ألم تكن حلب الشهبـاء ساحتهـم؟
ألم تدكي كيـان الفـرد يـا حلـب
ألم تثوري بوجه الانفصـال؟ وهـل
أغضى على عاره أبنـاؤك النجـب
واللاذقية مهد البعـث مـا فعلـت؟
حتى أثير علـى ساحاتهـا الشغـب
مباحث السوء شاؤوا أن تشب بهـا
نار الخـلاف وقـد أغراهـم اللهب
قالت لهم وجراح الحـزن تؤلمهـا
لا تحلمـوا بخـلاف كلنـا عـرب
آل الفقيد عـزاء أن محنتكـم مـن
محنة الشعب لا تجدي بها الخطـب
لئـن نكبتـم بحـر صـادق فطـن
فحسبكم أن كل النـاس قـد نكبـوا
يرضـى فقيدكـم دربًـا يوحـدنـا
وليس يرضى إذا تاهت بنـا شعـب
سيسقط الغيث فـي أرضـي وقـد
ظمئت، وينجلـي الليـل والسحـب
يبقى مدى الدهر صوت لا بديل لـه
الله أكبـر إنَّــا كلـنـا عــــــــــرب