أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: مصدر تفكير الأديب المسلم والأديب ...

  1. #1
    الصورة الرمزية فريد البيدق أديب ولغوي
    تاريخ التسجيل : Nov 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,698
    المواضيع : 1052
    الردود : 2698
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي مصدر تفكير الأديب المسلم والأديب ...

    (1)
    مصدر تفكير الأديب المسلم والأديب العلماني

    الأديب المسلم تكون أصول دينه على ذُكْرٍ منه خلال تجربته الأدبية بدءا من الفكرة إلى اختيار الشخصيات إلى آخر ما يتصل بالتجربة الأدبية وعناصر تكوينها التي تناولها مقال "التجربة الأدبية عند الأديب المسلم".
    أما الأديب العلماني فهو يهمل دينه مما قد يوقعه في الكفر.
    كيف؟
    لم أكن أعلم أن موت رأس الكنيسة هذا الأسبوع سيجعل بعض من يرون أنهم أدباء من المسلمين يقدمون تجارب أدبية يتركون فيها دينهم من أجل الظهور والإعلام والدعاية.
    كيف؟
    مات الأنبا شنودة فخرج علينا علاء الأسواني بمقال قصصي أو قصة قصيرة يُظهر الأنبا في الجنة ويقيم حوارا بينه وبين "عماد عفت" أحد مسئولي دار الإفتاء المصرية ومسلم آخر، ويشترك معهم الملاك الحارس ونصرانيان آخران.
    يقول علاء الأسواني في قصته القصيرة "من يستقبل البابا شنودة؟!" المنشورة في أكثر من مكان إلكتروني:
    (لا يمكن وصف هذا المكان لأنه فريد من نوعه، يفوق قدرتنا على التخيل .. سوف نعتبره، على وجه التقريب، حديقة شاسعة مليئة بأشجار كبيرة مثمرة وزهور رائعة الجمال، تتمايل بفعل موجات من نسيم منعش لا مثيل له.. الحديقة لها بوابة مستديرة مكللة بالورود، يقف أمامها رجل وسيم ملتح يرتدى ثوبا ناصع البياض ويشع من وجهه نور غريب.. فى أنحاء الحديقة ينتشر آلاف البشر الذين تبدو عليهم آثار النعمة والفرحة. بين الحين والحين يتوجه الرجل إلى البوابة ليستقبل الوافدين الجدد.. بالأمس وقف الرجل ليستقبل البابا شنودة، الذى تقدم نحوه بخطوة مستقيمة نشيطة.. اختفت التجاعيد تماما من وجه البابا واستقام ظهره وتخلص من الآلام وارتد شعره أسود تماما، كأنما عاد إلى العشرينيات من عمره... انحنى الرجل وقال:
    - أهلاً وسهلاً يا قداسة البابا شرفتنا.
    تطلع البابا حوله بدهشة وقال:
    - أهلا يا ولدى.. ما اسمك؟!
    - أنا الملاك الحارس.
    - كيف عرفت بمجيئى؟!
    - أنا أعرف كل شىء عن ضيوفى، لأننى مكلف باستقبالهم.. اتبعنى من فضلك.
    تقدم الملاك الحارس وخلفه البابا شنودة.. مشيا فى ممر بين الأشجار تحيط به صفوف من الأزهار الملونة. فى نهاية الممر فوجئ البابا بأربعة أشخاص واقفين يبتسمون ويلوحون كأنهم ينتظرون وصوله. لاحظ أن أحد الواقفين شيخ معمم يرتدى قفطاناً. لوح لهم البابا بحرارة. أصبحت حركة يده الآن أقوى بعد أن استرد صحته تماماً.. وقف الملاك الحارس بين البابا ومستقبليه وقال بصوت مرح:
    - كل ضيوفنا المصريين كانوا يريدون أن يكونوا فى شرف استقبالك.. لكننا اخترنا هؤلاء الأصدقاء الأربعة كممثلين عن زملائهم.. فليتقدم كل واحد فيكم ويعرف نفسه.
    تقدم الشيخ وصافح البابا قائلا:
    - السلام عليكم يا قداسة البابا. أنا اسمى الشهيد عماد عفت من شيوخ الأزهر ...).
    واستمر يُجري الحوار على هذا النسق الذي يعطي مثالا حيا على توظيف الكفر في الأدب، فأنتج أدبا كفريا صادم القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين وما هو معلوم من الدين بالضرورة.
    كيف؟
    قررت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء كما ورد في كتاب "فقه النوازل .. دراسة تأصيليةتطبيقية"، محمد حسين الجيزاني، المجلد الثاني، دار ابن الجوزي، ص56 و58- في معرض دحضها فكرة "وحدة الأديان" ما لا يجب أن يغيب عن ذهن المسلم عقديا لا سيما إذا كان أديبا يكتب ليؤثر في فكر وسلوك الآخرين، ولا سيما في نظرته إلى دينه الحق الإسلام مقابل غيره من الأديان الباطلة:
    أولا: إن من أصول الاعتقاد في الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة، التي أجمع عليها المسلمون- أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبق على وجه الأرض دين يتعبد الله به سوى الإسلام، قال الله تعالى: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [آل عمران: 85]، والإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان.
    ثانيا: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أن كتاب الله تعالى (القرآن الكريم)، هو آخر كتب الله نزولا وعهدا برب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبق كتاب منزل يتعبد الله به سوى القرآن الكريم، قال الله تعالى: "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ" [المائدة: 48].
    ثالثا: يجب الإيمان بأن التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان، كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم، منها قول الله تعالى: "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ" [المائدة: 13]، وقوله جل وعلا: "فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ" [البقرة: 79]، وقوله سبحانه: "وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" [آل عمران: 78].
    ولهذا فما كان منها صحيحا فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال عليه الصلاة والسلام: "أفي شك أنت يا ابن الخطاب ؟ ألم آت بها بيضاء نقية ؟! لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي " رواه أحمد والدارمي وغيرهما.
    رابعا: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أن نبينا ورسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، كما قال الله تعالى: "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ" [الأحزاب: 40]، فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد صلى الله عليه وسلم. ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حيا لما وسعه إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك، كما قال تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ" [آل عمران: 81]. ونبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وحاكما بشريعته، وقال الله تعالى: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ" [الأعراف: 157].
    كما أن من أصول الاعتقاد في الإسلام أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم عامة للناس أجمعين، قال الله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" [سبأ: 28]، وقال سبحانه: "قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا" [آل عمران: 158] وغيرها من الآيات.
    خامسا: ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم، وتسميته كافرا، وأنه عدو لله ورسوله والمؤمنين، وأنه من أهل النار كما قال تعالى: "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ" [البينة: 1]، وقال جل وعلا: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ" [البينة: 6]. الآية وغيرها من الآيات.
    وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به- إلا كان من أهل النار".
    ولهذا فمن لم يُكَفِّر اليهود والنصارى فهو كافر؛ طردا لقاعدة الشريعة (من لم يُكَفِّر الكافر بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر).
    (2)
    إن كل من يرون أن الأعمال هي أساس دخول الجنة بغض النظر عن المعتقد الموافق للقرآن والسنة النبوية كما تقول اللجنة في المرجع السابق يهدفون إلى: {إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد، ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله، والله جل وتقدس يقول: "قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ولا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ولا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ولا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" [التوبة: 29] ، ويقول جل وعلا: "وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" [التوبة: 36]}.
    ويتجاهلون قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33]، و{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [الفتح: 28].
    ويصطدمون مع قوله تعالى: {قَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: 17].
    احرص على أن تنادي أشياء حياتك الإيمان وشريعة الله تعالى!

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي


    هو " ما لا يجب أن يغيب عن ذهن المسلم عقديا لا سيما إذا كان أديبا يكتب ليؤثر في فكر وسلوك الآخرين، ولا سيما في نظرته إلى دينه الحق الإسلام مقابل غيره" ، لكن من نتحدث عنهم من الدباء لا يمثلون الديب المسلم، ولا تزعم نصوصهم أن لدى اي منهم رغبة بالتاثير في فكر وسلوك الآخرين إلا بما يخدم توجهاتهم العلمانية وانبطاحهم تحت أقدام الغربي الذي اتخذوه سيدا وربا.

    موضوع قيّم أديبنا الكبير

    اهلا بك في واحتك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
  4. #4
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي



    مرور أولي

    وسأعود بإذن الله تعالى ..


    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  5. #5
  6. #6
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    بعض المسلمات ..

    الأولى : نحن المسلمين نؤمن بجميع أنبياء الله تعالى ورسله ، ونؤمن بالكتب التي جاؤوا بها من قبل الله تعالى ، فنؤمن بموسى عليه السلام وبالتوراة ، ونؤمن بعيسى عليه السلام والإنجيل ، ومن لم يؤمن بهؤلاء الأنبياء والرسل أو بأحدهم يكون كافراً خارجاً عن ملة الإسلام .

    الثانية : إن الكتب التي بأيدي اليهود والنصارى اليوم ، والتي تسمى بـ ( الكتاب المقدس ) بعهديه القديم والجديد ، محرفة حدث فيها التبديل والتحريف والزيادة والنقصان ، قال تعالى : ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) ) البقرة .
    وقال تعالى : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) ) المائدة .
    وكذلك فإن البحث العلمي الدقيق في هذه الكتب أثبت بأنها مكتوبة على يد البشر ، وأنها ليست وحياً من الله تعالى ..

    الثالثة : أرسل الله تعالى نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً ، هادياً إلى الله تعالى وسراجاً منيراً ، وقد ختم الله به الرسالة والنبوة ، وجعل شريعته خاتمة الشرائع ، فمن لم يؤمن به صلى الله عليه وسلم أو بالشريعة التي تلقاها وحياً من الله تعالى ، فهو كافر ، وفي الآخرة من الخاسرين : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (85) ) آل عمران . ويقول صلى الله عليه وسلم ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) رواه مسلم .

    وبناءً على هذا ، فالمؤمن هو الذي يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالإسلام ، وما عداه فهو كافر غير مؤمن ..

    ورب قائل يقول : إن اليهود والنصارى مؤمنون ، أي إنهم ليسوا ملاحدة ..
    أقول : وعلى هذا القول فكل البشر مؤمنون ، لأنه ليس هناك إنسان لا يؤمن بشيء ، فهناك من يؤمن بالأحجار والنجوم والكواكب والأبقار والصرصور أو الفأرة ، حتى الملاحدة يؤمنون بالطبيعة ..
    فهل يسمي هؤلاء مؤمنون أيضاً ، أم أن الوصف قاصر على اليهود والنصارى فقط !!!
    فلنستمع إلى قول الله تعالى :
    ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) المائدة .
    ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسَّنَّ الذين كفروا منهم عذابٌ أليم ) المائدة .
    ( وقالت اليهود يدُ الله مغلولة . غُلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) المائدة .
    ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ) آل عمران .
    ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون ) التوبة .


    والمشكلة أن بعض الناس يتصورون أن العيش مع غير المسلمين في بلد واحد لا يكون إلا برفع شعارات ( التقارب بين الأديان ) و ( الاختلاف شكلي وليس جوهري ) و ( ماكو ـ أي لا يوجد ـ فرق ) و ( نبذ التعصب الديني ) و ( الإخاء الديني ) ، وإلا فإنه لا عيش ، بل حروب ودماء واضطهاد ..
    وهذا محض وهم ، فإن أهل الكتاب عاشوا في ظل الدولة الإسلامية من عهد النبي وحتى اليوم في حرية لم يجدوها في ظل أي دين آخر ، ودائماً كان الحضن الإسلامي لهم فيه الخير والسلامة ..
    ومع هذا ظل المسلمون محافظون على دينهم وعقيدتهم ، يرون بطلان عقائد اليهود والنصارى ، كما ألفوا كتباً في الرد عليهم وتفنيد مزاعمهم .
    إن العيش معاً لا يعني الذوبان والتميع والاختفاء في الآخر ، لا يعني مجاملة الآخر على حساب الدين ، أو تملق الآخر على حساب العقيدة والقيم والأخلاق ، لا يعني التنازل ـ ولو بمقدار حبة خردل أو اصغر ـ من الدين والعقيدة ..

    ولذلك فإن ( وحدة الأديان ) أسطورة وخرافة ..
    وتصوير ( بابا شنودة ) يتقلب في الجنة مع علماء المسلمين ، مهزلة سخيفة ..

    إن مذهب أهل السنة في عموم المسلمين عدم القطع لأحد منهم بجنة أو نار ، فكيف يقطع هؤلاء لمن قال بالتثليت أنه في بحبوحة الجنة ؟

    يقول الشيخ بكر أبو زيد : ( إن الدعوة إلى هذه النظرية الثلاثية: تحت أي من هذه الشعارات: إلى توحيد دين الإسلام الحق الناسخ لما قبله من الشرائع، مع ما عليه اليهود والنصارى من دين دائر كل منهما بين النسخ والتحريف، هي أكبر مكيدة عُرفت لمواجهة الإسلام والمسلمين، اجتمعت عليها كلمة اليهود والنصارى بجامع علتهم المشتركة ( بغض الإسلام والمسلمين ). وغلفوها بأطباق من الشعارات اللامعة، وهي كاذبة خادعة، ذات مصير مروع مخوف. فهي في حكم الإسلام : دعوة بدعية، ضالة كفرية، خطة مأثم لهم، ودعوة لهم إلى ردة شاملة عن الإسلام، لأنها تصطدم مع بدهيات الاعتقاد، وتنتهك حرمات الرسل والرسالات، وتبطل صدق القرآن، ونسخه لجميع ما قبله من الكتب، وتبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع، وتبطل ختم النبوة والرسالة بمحمد عليه الصلاة والسلام ، فهي نظرية مرفوضة شرعاً ، محرمة قطعاً بجميع أدلة التشريع في الإسلام من كتاب وسنة، وإجماع وما ينطوي تحت ذلك من دليل وبرهان ) .
    ويقول الدكتور فهد الرومي: ( وما تلكم الدعوة ( وحدة الأديان ) في حقيقتها إلا تذويب للأديان وامتصاص لعداوتها لليهودية، وحينما يتم التقريب بين الأديان فإن العلمانية - حتماً - هي النتيجة، وحينئذ يسهل القضاء عليها لتزول الأديان كلها وتتحقق أهداف الماسونية من طريق جديد- بل أهداف الصهيونية ) .



    استاذنا العزيز فريد البيدق

    شكراً على هذا الطرح المميز



    دعائي وتحياتي ..






















  7. #7

المواضيع المتشابهه

  1. توكل كرمان : (الإسلام مصدر إلهام لا مصدر تشريع)!
    بواسطة طارق السكري في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-02-2012, 08:00 PM
  2. الأدب سلاح .. فمتى يستخدمه الأديب المسلم الملتزم بالإسلام؟
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-01-2012, 11:06 PM
  3. حق المسلم على المسلم
    بواسطة مصطفى امين سلامه في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-05-2011, 10:50 AM
  4. حق المسلم على المسلم
    بواسطة رقية عثمانية في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-02-2010, 07:22 PM
  5. حرمة المسلم على المسلم
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ الدِّينِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-12-2007, 04:58 PM