قَصِيدٌ فِيهِ لَاحَ الْحَرْفُ دَفّاقَا
أَتَى بِالنُّورِ أَطْيَافًا وَأَطْوَاقَا
حُرُوفُكَ نَافِعٌ بِالْحِكْمَةِ اتَّشَحَتْ
لِتَزْرَعَ فِي ثَنَايَا السَّطْرِ مِيْثَاقَا
وَتَنْسِجُ مِنْ شُعُورِ الْحُبِّ قَافِيَةً
تُطَوِّقُ مِنْ عُقُودِ الفُلِّ أَعْنَاقَا
رَأَيْتُكَ شَاعِرًا بِالْحَقِّ مُعْتَصِمًا
يُجَسِّدُ فِي دُرُوبِ الصِّدقِ أَخْلَاقَا
يُعَلِّقُ فِي سَمَاءِ الْمَجْدِ أَنْجُمَهُ الـــ
زَهَتْ بِالْحُبِّ تَرْوَي مَنْهُ آَفَاقَا
بَدَوْتَ كنجمة ألقت أشعتها
بِوَاحَتِنَا التِي تَختَالُ إِشْرَاقَا
فَكُنْتَ بِأَجْمَلِ الأَشْعَارِ مُنْتَشِيًا
وَكُنتَ لِمَدْحِ خَيْرِ الْقَوْمِ سَبَّاقَا
بِمَجْدِ أَمِيْرِنَا العُمَرِيِّ يَحْتَفِلُ الـــ
قَصِيدُ وَيَنْبَرِي لِلْمَجْدِ تَوَّاقَا
بِبَابِ سَمِيرِنَا تَزْهُو قَصَائِدُنَا
وَيَبْدُو الْحَرفُ فِي نَجْوَاهُ عِمْلَاقَا
وِإِنْ سُقْنَا لِوَصْفِ نَدَاهُ أَحْرُفَنا
مَلَأنَا مِنْ بَدِيعِ الْقَولِ أَوْرَاقَا
حَكِيمٌ تَعْرِفُ الْأَقْوَامُ حِكْمَتَه
بَلِيغٌ لَمْ نُشَاهِدْ مِنْهُ إِطْرَاقَا
حَلِيْمٌ عَادِلٌ سَمْحٌ بِمَكْرُمَةٍ
لَهُ الأَمْجَادُ تَطْوِي الْأَرضَ أَشْوَاقَا
فَمَا بَالَغْتَ حِيْنَ بَدَأتَ مُفْتَتِحًا
(كَمِثْلِكَ لَمْ يُلاقِ الطُّهرُ إِنْ لَاقَى)
وَقَدْ أَنْصَفْتَ حِيْنَ أَتَيْتَ مُمْتَدِحًا
وَقُلْتَ مَقَالَةً أَحْيَيتَ أَذْوَاقَا
(بُيُوتِ الشِّعْرِ ضَاقَتْ مِنْ مَضَاجِعِنَا
وَبَاتَ الشِّعْرُ بِالْعُمَرِيِّ خَلَّاقَا)