|
شهرٌ أطلَّ علـى العبـاد بفرحةٍ |
يـا مـن أراد العفـو بالرحمـاتِ |
قد جئت هيَّـا فاسمعـوا لمقالـتي |
فعسى تنالـوا الخيـر بالبركـاتِ |
قد صُفِّد الشيطـان عـنك فدع ليَ |
روحاً تتوق إلـى علا الجنَّـاتِ |
فالله شرَّفني فأين المرتجي |
رحمـات عفـوٍ خُتِّمـت بهبـاتِ |
فالعتـق أسماهـا و خُصَّ لقائمٍ |
في ختـم أيَّامـي فأيـن رُعاتـي |
يا مـن أنـاخ ركابـه في دوحتي |
هيَّا استعـدَّ فقـد دنـت لحظاتـي |
قم وفي خشوعٍ للإله مناجياً |
واصل قيـام الليـل بالصلـواتِ |
و دعِ الدموع على الخدود غزيرةً |
سكباً و نزفـاً مُحْـرِقَ الوجنـاتِ |
قل يا إلهي قد أتيتك باكياً |
قبل الرحيل فقـد دنـت زفراتـي |
يا ربِّ من ذا أرتجـي متوسلاً |
من يغفر الـزلاَّت قبـل مماتـي |
يـا ربِّ إنِّـي في الذنوب ممرَّغٌ |
قد ضاع منِّي العمر في الشهـواتِ |
و تبعت في جُـلِّ الحيـاة أمانـياً |
لم أدركِ المعشار طـول حياتـي |
و مضت سنوني بل و ضاعت همَّتي |
و الشَّيب أيقظني كـذاك عصاتـي |
فنظرت في ماضي السنين و علَّني |
أجـدِ الدليـل فجاوبـت آهاتي |
أفسدت فرضي و الصيام جرحته |
و نقضت عهدي بل نسيت صلاتي |
و جوارحـي أفسدتُهـا بتهوُّري |
مرَّغتها في الوحلِ بيـن عـراتِ |
عظمت ذنوبيَ بل و زادت شقوتي |
و عظيم عفوك مطلبـي و مناتـي |
يا ربِّ حقِّق ما رجوت و عافني |
و امنن بعتقٍ كـي أنـال نجاتـي |
فأنا الضَّعيف أنا الفقيـر و حالـتي |
كالمرتجـي مـاءً بوسـط فـلاةِ |
إن ما حظيت العفو منـك فليس لي |
أحـدٌ يقيـل لكـلِّ ذي العثـراتِ |
يا ربِّ فارحمني و حقِّق مطلبي |
و استر إلهي الذَّنـب و الـزَّلاتِ |