هواجس الروح على سرير المساء..!!

بأريج النعيم يفوح هذا المساء
حيث أريج آذار
و الربيع اخضرار
حروف ناعمة على أهداب الرياح
بأطايب المسك
و نسائم الأزهار

لن يخبو سنا المساء
من ضياء ..
يتسلل من حرفك
الوضاء ..
و من أريج شذاك المنثور
نعانق أفق السماء

عندما يأتي المساء
تكبلني قيود الذكرى
أخشى حلكة الليل البهيم
وحده ضياء روحك
يعكس نوري
و هواك الناعم يفك أسري

عندما يأتي المساء
أعانق المدى
أتلمس أناملها الناعمة
تخطفني لحظات الحنين
فألجأ إلى القمر..أستعير من سناه ضياءها

عندما يأتي المساء
المدينة تغلق أبوابها
فتصبح الملامح أجمل
حيث الأبواب تتآلف
و بنعمة السماء تسعد

حين يهبط الليل
تؤججك حيرة الرحلة
تطلق سراح حبك
تعانق أجنحتك الريح
تغلق نوافذ الوطن
وبشرود المجانين
تمضي مع أنغام ما وراء البحار
وفضاء الحرية
فأتيقن أنك لا تحب إلا ذاتك

عندما يأتي المساء
تصحبني أفكاري
كصدى صوت متضخم في الهواء
يرتج كياني........
فأنكمش تحت هزات النداءات

عندما يأتي المساء
أرسم على خد السماء
أملا أخضر..
و بين الغروب والشروق،
أراقب سحب الوهم..
أداعب إغفاءات الحلم ،
و في عيني مساحات
شوق و انتظار.........

عندما يأتي المساء
أبني عشي على أغصان القمر
أفرشه بخيوط أحلامي و ذكرياتي
أستضيء بنور النجوم
و من ألوان الشفق ألون حياتي
عندما يأتي المساء..
أتقن لغة الصمت الأسير
أنثر الحقيقة حرفا
ألملم الجرح العسير

هذا المساء...
أقبل جبينك الغر يا قدر
من جلطة الكرى
هبت الرياح متعرجة
وسط ظلام محاق
حريري همسها
تنزف عطرا ورديا
تركب الهوى
و على موجها المستقيم
أستعيد هدوئي الحالم