هواجس الروح على سرير المساء..!!

هذا المســـــــــــــــــــــ ـــــــــاء
قبسٌ من النور
في الصدرِ اشتعل
اِكتنفني شعورُ عرافةٍ
تفكُّ طلاسمَ سؤالٍ
متنكر برداء الليل
أطبقتُ جفناً على جفن
و بعد برهة .......
تلاشى الوشاحُ فجأةً
يومئ بسقوط أزمنة الفصول

حين يأتي المساء
أهيم في دروب الأسرار
أبحث عن القرار
أتلمس في الحزن عن بقايا الأخيار
لا ألفي إلا الغبار
أهو صنع الأقدار أم بطش الأشرار
؟؟ !!!

مساء أمس
و أمس المساء
أيقنت أن المساءات تتشابه
مهما تغير العنوان
يجتمع الشوق و الشوك
يضيع طعم الذكرى
و تتكسر مرآة الحقيقة
بتغير الأسماء

عندما يأتي المساء
على صهوة الحلم
تسافر بنا الذكريات الآسرة
نحو مرارة الأسى
و حلاوة الأمل
و بين اللونين ..
ننتفض ..نهتز بكبرياء
نسير.. نحو ضفاف المجهول

كلما أفل شعاع أمل النهار
و بهت لون الرجاء
المساءَ .. أستحضر وأسترحم
ومن الصدمة ..من الذهول
من ارتعاشة السؤال
و رصاصة الجواب
أجوب مدن الصمت
لتسري الروح
في غياهب الليل
و تسمو النفس إلى الذروة

سألني المساء في دهشة
عن صمتي ..عن كلامي ..
و عن قصائد الانتحار
أجبته و بداخلي جنون الاعتراف
و قد فارقتني روحي
أنا و أنت ..
يلفنا صمت السماء
و عمر يرتل أنشودة احتضار

بعد رحلة الشقاء
تتراخى الجوارح
ترتسم البسمة البهية على الشفاه
تتيه العيون العطشى في زخم التأملات
فتمضي الآهات و الحسرات
وبمغازلة نجوم الليل
تسكن القلوب الحائرة
بنظرات عابرة
بتمتمات حنين مجنون
و على الورق..
تسطر أجمل المفردات
و أحلى حروف الأشعار
وبمعانقة السطور
تتلاشى كل مقاييس أبجديتي
و كنحلة أمتص رحيق الكلام
أداعب أنغام السمفونيات
أغني لحن وتر اللقاء
معلنة نشوة الانبعاث
فتستكين الروح و الجسد الحزين
لتبتدئ ملحمة الموت المؤقت

هذا المساء
كبحت الحلم المستحيل
ربطت عنق الأنفاس
المعصمَ قيدت
و القلم.....
لأستنشق هواء حلم
ارتمى في أوصالي
و كما العشب
ينمو و يكبر
لحلم يهطل مطرا
و في الروح يدندن
نبضا.......

عندما يأتي المساء
أرتل أصفى دعاء
فهو فصل الخطاب
و نور الرجاء

عندما يأتي المساء
يهيج الأفق الغائم
تتمزق الشرايين حزنا
يتفجر الدمع بركانا
تغني أنشودة الحلم المفقود
نستفيق على حقيقة منسية