هواجس الروح على سرير المساء..!!

هذا المســـــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ اء ..
بكثير من التأثر
استحضرت المشهد الرهيب
للماضي البعيد
و الدمعة في المقلة
تنسرب و تزيد
بكثير من التأثر
تذكرت الموكب المهيب
والروح تلبى نداء الرب
لهادم اللذات المريد
ولعطش الدنيا
تقول هل من مزيد
بكثير من التأثر
سمعت صفير الموت
يدب في النفس ..
يسري في المسام
في الوريد..
يهمس ..
هل لك يا إنسان من رصيد؟؟

و في هذا المساء
بأنين الرياح تعرت الأشجار.. ذبلت الأزهار ..
و من أنينها انبعثت ألحان الأشعار
لسنا كالأبدية
فعلى أوتار الأنفاس الأخيرة نحتضر
و نحو العدم نرحل

هذا المســــاء
أرتشف فنجان قهوتي
بحرقة الوداع
أنثر آخر لون من ألواني
أعلنها استـــــــــــــراحة
أحاسيس..
مشاعر .. أوهام
و أحلام كانت معلقة
لا أدري متى العودة
لكن سأعود
حتما سأعود
مادام في القلب نبض

هذا المساء
نزفتُ على الأوراق البيضاء
فراغاتِ الزمن
منعتُ شراييني من الركض
و بحنجرةٍ مبحوحة
أعلنتُ صرخةَ التجوال
بين قضبانِ السجن
لأسمعَ صدى صوتك
من وراءِ القضبان

عندما يأتي المساء
أعانق الليل ..أرافق القمر
أكسر الأشرعة ولأجلك أسهر

على سرير هذا المساء
شرخٌ في القلب
مرارةٌ في اللسان
عينان تبرقان
في عتمة الليل النائم
عن النور تبحثان
وللكون تعزفان زفرات الأحزان

في عنق الليل
في الحلق يتكوم الكلام
تمسي الروح كالركام
ألم و أمل يتناوبان

إلهي .. إليك أحمل حيرتي
ساح الدم في الوجدان
سال الدمع الهتّان
تلقفه قلبي الحيران
فما لي سواك ربي
تغسل روحي والجنان

هذا المساء ؛ اختلت خلايا الجسد و اضطربت
ساد الصمت و الرؤية انعدمت
و بين مدارات الصراع ؛ أفل نجم البوح

من مخاض هذا المساء
حاولت أن ألملم شتات عش تفرق
أن أبلسم جراح فرحة اغتيلت على خد السماء ،
لكن أبى القمر إلا أن يقيم لها مأتما معتقا بالكبرياء ..
و على إيقاع الوداع !!
تردد صدى اللحظات الخاطفة من صوت مبحوح بالبراءة..

هذا المساء
عَلى شاطئِ الرَّاحة ،
اعتليتُ أمواجَ البحرِ الهادئ ؛
لتغمرني سعادة طفل يقفز في رغوة ،
و في جذل ، يترنح في قلب رمال البحر

الذات بؤرة الكلمات و وعاؤها ..
الكلمات تخرج إلى الوجود
لتجسد هذه الذات ..فتأتي شفافة معتمة
هكذا أحسست في أواخر هذا المساء