|
لأجل الشام نهتف ثائرينا |
فيكسر عزمُنا هبل اللعينا |
أليس الحر يرفض ظلم يوم |
وهذا الظلم جاوز أربعينا |
سنينَ تجرع الأحرار فيها |
كؤوس الصبر مترعة أنينا |
تعانِقُ ضفتا بردى الليالي |
فَتُنكر في العيون دما سخينا |
كَبُرنا يا شآمُ على المآسي |
و أدْمَنَّا هواكِ فعانقينا |
نزعنا رِبقة الظلام عنا |
ولمْ نحتجْ على شرف يمينا |
وقد علمت شعوب الأرض طرا |
بأنا لن نهون ولن نلينا |
و أنا الواهبون لهم حروفا |
فلولا الحرف ما رفعوا جبينا |
و أنا أكرم الفرسان خيلا |
و أكثرُ أنبياءَ و مرسلينا |
و أنا قِبلة الغرباء حتى |
لَنُطعِمُهُمْ وَ نمْكُثُ جائعينا |
لنا الخُلُق الكريمُ فنحنُ أوْلى |
بأنْ نحيا الحياةَ مُكَرَّمينا |
أيحسبُ خِفَّةً بشارُ أنا |
سنتركه و ماهرَ سادرينا |
سيلعنُ حافظا وَ بَنيهِ رَبِي |
ويدخلُهمْ جهنمَ داخرينا |
لعَمْرُ الله قدْ ذبحوا الأماني |
و خانوا العرض و البلد الأمينا |
إليكَ إليكَ يا بشار فارْحَلْ |
أبيْنا أنْ نُقِرَّكَ ما حَيينا |
هوى الوهم القديم فلا خُلودٌ |
و أعياك الصراع و ما عَيينا |
ومن عجبٍ تقول لنا اسجدوا لي |
متى كنا لمثلك ساجدينا |
بأي ذريعة بشارُ هانتْ |
عليك دموعنا فتجور فينا |
بأي ذريعة بشار دُكتْ |
مآذنُ مسلمينَ مُسالمينا |
بأي ذريعة فُقِأَتْ عيونٌ |
و أضحى الآمنون مُشردينا |
تُرى ما ذنبُ حنجرة (المُنمي) |
و ماذا عن أصابع مبدعينا |
أتقتل صِبيَةَ الحي الحزانى |
وتطمع أن نظل مُطأطِئينا |
وشيخا قد قتلتَ على تُقاهُ |
و حورا مثل طُهرِ المسك عِينا |
رصاصك يُخطئ الجولان جبنا |
و غَدرا يَقْنصُ المتظاهرينا |
و إنْ عربٌ بكوا ألما و ضَجُّوا |
بعثتَ وزيرك الغث السمينا |
حماةَ دِيارنا للشام حق |
عليكم فامنَعوا الأسد الهجينا |
أَلا لا يَبْعَثَنْ بشار جيشا |
فنبعثَ جيشنا الحر المتينا |
فإنا المُسمِعون إذا هتفنا |
وإنا الغالبون إذا غُزِينا |
و إنا الصادقون إذا نطقنا |
وإنْ قيل الإبا قُلنا عُنِينا |
لنا وطن ترصعه المعالي |
نعيش على ثراه مُوحدينا |
سيهدي قاسيون غدا صباهُ |
فتمتلأ القصائد ياسمينا |
كتبتُ على السفوح بيان شعر |
لأبقى في الهيام بها قرينا |
و ذُبتُ على دمشق أسى وإني |
على بعدي لأقربهم حنينا |
فإنْ سألوك عنْ شنقيط يوما |
فقُلْ حفظتْ عهود الأكرمينا |
أليس الأهل أهلك حيث حلوا |
ولو كان الزمان بدا حزينا |
لأجل الشام نهتف ثائرينا |
فيكسر عزمُنا هبل اللعينا |