|
يا وَاحةَ الْخَيْراتِ يَا هَطَّالةَ الدِّيَمِ |
يَا مُنْتَدى الْفُرْسَانِ يَا خَفَّاقَةَ الْعَلَمِ |
سِيري عَلى وَجْهِ الزَّمَانِ تَبَاهِيًا وَ دَعِي |
مَنْ بَاتَ يُغْلِيهَا مِنَ الثَّوَرَاتِ في الْحِمَمِ |
كَمْ ذَا تَرَبَّى فِي مَرَابِعِ عِزِّهَا وَ نَمَى |
كَمْ أَحْيَتِ الآحْياءَ بَلْ أَزْكَتْ مِنَ الْعَدَمِ |
كُنَّا كَزُغْبِ الْحَرْفِ فِي شَرَكِ الرَّدَى مُزَقًا |
فَاطَّالَقَتْ أطيارَنَا الْوَاحاتُ مِنْ نَغمِ |
مَنْ لَا يردَّ الْفَضْلَ للْأهلِينَ مِنْهُ جَنَى |
مَنْ يُرجِعَ الأفضالَ ذُو فَضْلٍ وَ ذُو كَرَمِ |
يَا واحةً كهُدىً تَجُبِّينَ الْمَدى خَبَثاً |
وَ أَحَالَ بحرُ الْعَذبِ لَفَحَاتٍ إِلَي كُرُمِ |
وَ رَضَابُ طِيبُكِ لَوْ تُذِيْبِيْه عَلى جَبَلٍ |
لَأَحَسَّ صِدقَ الْحُبِّ فَانْصَاعَتْ قُرَى الْحُلُمِ |
سِيري وَ عَيْنُ اللهِ رَاعِيَةٌ لَكُمْ قُدُمًا |
مُزْنًا مِن الْإِبْداعِ أَمْ مُزْنًا مِنَ الدِّيَمِ |
مِنْ مُّخْلِصِينَ عَلَوْتِ مِنْ إِخْلَاصِهِمْ قَدَرا |
كَسَفِينَةِ الْأحْبَابِ تَمْخُرُ غَايَةَ الْهِمَمِ |
رُبَّانُ دَرْبِكِ مَاضِيًا كَالنُّورِ في ثقةٍ |
وَ يُرَشِّدَ الْخُطُواتِ لَا زَلَّتْ حِجَى قَدَمِ |
وَ يُوَزِّعَ الْخَيْرَاتِ وَالْعِرفَانُ مَنْهَجُهُ |
فَاسْعَدْ بِهَا يَا سَارٍ مِمِّا نِلْتَ مِنْ نِّعَمِ |
تَاللهِ نَحْسَبُهُ مَنَارَاتٍ لَنَا عَلَمًا |
قَدْ أَخْلَصَ الِإبْداعَ فَاْنسَاقتْ رَحَى القَلَمِ |
يَا وَاحَةَ الْإِلْهَامِ مِثْلَ الْمُؤْمِنينَ عَطَا |
لَمَعَانُ نَجْمُكِ صَاعِداً رَاقٍ مِنَ الْقِمَمِ |
أَفْرَاسُ جِيْلُكِ نَبْعُ مَدْرَسةٍ وَ مَلْحَمَةٍ |
عَطَّاءةٌ مِدْرَارَةٌ بَرَّتْ نَدَى الْْقَسَمِ |
نِبْرَاسُ شُورَتِنَا بِأَوْطَانِ نُؤَمِّلُهَا |
قرآنُنَا فِيها لَنِعْمَ الْهَادِ وَ الْحَكَمِ |
يُبْقِيكِ رَبَّاهُ مَدَى الْآَزْمانِ مَرْحَمَةً |
لِتُؤَسِّسِينَ الْحبَّ فِي دَرْبِ الَّذِي يَرُمِ |