هُمَامًا أَقبَلتَ ، وَرِيَاضًا أَتَيتَ فِي وَاحةٍ تُرَابُهَا الشِّعْرُ وَسَمَاؤُهَا الفِكْرُ وَنَباتُهَا النَّهْجُ السَّليمُ وَالخُلُقُ القَويمُ. هِيَ وَاحَةٌ أُسِستْ عَلى التَّقوَى مِنْ أَوَّلِ يَومٍ وَقَفًا للهِ تَعَالى رَايَتُهَا الحِفَاظُ عَلى الهُوِيَّةِ وَمُحَاربَةُ التَّبَعِيَّةِ ، وَالغَارسُونَ مِن أُولِي الهِمَّةِ وَالذِّمَّةِ ، وَالحَاصِدونَ هُمْ أَبْنَاءُ الأُمَّةِ ، فَمَا فَتِئنَا نَغْرسُ وَيَحْصُدونَ ، وَنُكْرِمُ وَيَجْحَدُونَ وَنَعْفُو وَيَجْهلُونَ إِلا قَلِيلٌ مِنْ كِرَامِ مُنْصِفينَ يَرَونَ الحَقَّ حَقَّا فَيَلتَزِمونَهُ ، وَيَتَحَرَّونَ الصِدْقُ دَرْبًا فَينْتَهِجونَهُ ، وَيَشْهَدُونَ بِالذِي يَرْفَعُهُمْ فِي عُيُونِ الخَلْقِ فَيَرتَقونَ.

وَإِنِّي أَرَاكَ أَيُّهَا الهُمَامَ رَبَّ حَرْفٍ مُطِيعٍ وَصَاحِبَ أَدَبٍ رَفِيعٍ أَقْبَلْتَ بِهِ جَوْهَرًا إِلى حَيث مَنْ يُدْرِكُونَ قَدْرَهُ وَيُجِلُّونَ قَدْرَتَهُ وَيَشُدُّونَ مِنْ عَزِيمَتِهِ وَيَسْعَونَ بِهِ وَمَعَهُ إِلى مَشَارِفِ الإِبْدَاعِ وَمَفَارِشِ الإِمْتَاعِ بِإقْنَاعٍ وَانْتِفَاعٍ.


وَهَا قَدْ مَدَّ لَكَ الكِرَامُ النَّمَارِقَ مِنْ كُلِّ سَامِقٍ وَوَامِقٍ فَأَقْبِلْ تَجِدْ مَا يَصْبُو إِلَيهِ كُلُّ حُرٍّ بَرٍّ ، وَمَا يَرْنُو إِلَيهِ كُلُّ ذِي نَظَرٍ نُهُوضًا بِالأُمَّةِ لُغَةً وَفِكْرًا وَأَدَبًا. وَإِنَّا لَنَسْعَدَ بِكُلِّ مُقْبِلٍ كَرِيمٍ وَنُفْسحُ لَهُ المَكَانَ وننزل المَكانَةَ ، وَنَأْمَلُ أَنْ يَحْمِلَ مَعَنَا رِسَالَةَ الوَاحَةِ النَّاهِضَةَ وَأَنْ يَبَشِّرَ بِهَا كُلَّ مَاجِدٍ نِحْريرٍ.


أَهْلا وَمَرحَبًا بِكَ هُنَا فِي وَاحَةِ الخَيرِ حَيْث الغِرَاسُ الحَصْبُ والمَورِدُ العَذْبُ وَالأَرَبُ النَبِيلِ.


تحياتي