أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الفرق بين الزوجة والمرأة في القرآن الكريم .. وَهْمٌ بدأ ينتش

  1. #1
    الصورة الرمزية فريد البيدق أديب ولغوي
    تاريخ التسجيل : Nov 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,698
    المواضيع : 1052
    الردود : 2698
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي الفرق بين الزوجة والمرأة في القرآن الكريم .. وَهْمٌ بدأ ينتش


    الفرق بين الزوجة والمرأة في القرآن الكريم .. وَهْمٌ بدأ ينتشر

    (1)
    قرأت معلومة الفرق بين المرأة والزوجة في القرآن من قبل، فلما وجدتها تتكرر كثيرا وجب أن أبين الخطأ فيها ومصدره.
    تشترط هذه المعلومة للزوجة أن تكون على دين زوجها وبينهما نسل وذرية، وتأتي بآيات لتؤكد هذا. ولو اقتصرنا على الآيات التي يستشهد بها صاحب المعلومة لبدا الأمر مستقيما، على الرغم من وجود آية يستدل بها تضاد ما يخلص إليه من نتائج ستأتي لاحقا.
    لكننا لو أكملنا استقراء آيات القرآن في المجال الدلالي ذاته للمسنا خطأ السابق وانحرافه.
    كيف؟
    أ- الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن له عقب من أمنا زينب، وعلى الرغم من ذلك يقول الله تعالى عنهما: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا} [الأحزاب: 37].

    ب- والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن له ذرية من زوجاته إلا من أمنا خديجة، وعلى الرغم من ذلك يقول الله تعالى له في غير حياتها: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 28]. ويقول: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6].
    وهذه الآية استدل بها صاحب الفكرة على كلامه على الرغم من نفيها فكرته؛ لأنهن ليس لهن ذرية منه صلى الله عليه وسلم.

    ج- ويقول تعالى مبينا أن الإيمان والكفر هما محور الاتصال والانفصال بين الزوجين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ } [الممتحنة: 10، 11].

    ومن يزيد الاستقراء قد يجد أكثر من دليل يضاد ما خلص إليه صاحب الفكرة الذي اكتفى بجانب واحد من الآيات وأهمل الجانب الآخر الذي يكمل بحث الموضوع، ويجعل نتائجه التي اشتهر أمرها محل نزاع وعدم تسليم.
    وما أخشاه –على الرغم من وجود حسن الظن- أن يكون شيعيا أو متأثرا بهم، ويهدف من ذلك في مرحلة آتية إلى استغلال ذلك في الهجوم على أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها.
    (2)
    وبعد هذا التقديم الذي لا بد منه أنقل لكم الفكرة حسب تصور صاحبها الذي لا أعرفه وإنما أعرف فكره الذي ينشره عنه كثيرون.
    ***
    الفرق بين الزوجة و المرأة في القرآن الكريم
    عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين نلحظ أن لفظ "زوج" يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها، وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما، فإن القرآن يطلق عليها "امرأة" وليست زوجاً، كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما.
    ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، وقوله تعالى: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا".
    وبهذا الاعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم، في قوله تعالى:
    "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ".
    وبهذا الاعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وسلم"أزواجاً" له، في قوله تعالى:
    "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ".
    فإذا لم يتحقّق الانسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى "امرأة" وليس "زوجاً".
    قال القرآن: امرأة نوح،وامرأة لوط، ولم يقل:زوج نوح أو زوج لوط، وهذا في قوله تعالى: "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا". إنهما كافرتان، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي، ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي. ولهذا ليست "زوجاً" له، وإنما هي "امرأة" تحته.
    ولهذا الاعتبار قال القرآن: امرأة فرعون، في قوله تعالى:
    "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ"؛ لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية، فهي مؤمنة وهو كافر، ولذلك لم يتحقّق الإنسجام بينهما، فهي "امرأته" وليست "زوجه".
    ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين "زوج" و"امرأة" ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، أن يرزقه ولداً يرثه.
    فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب، وطمع هو في آية من الله تعالى، فاستجاب الله له، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة.
    عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة"، قال تعالى على لسان زكريا: "وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا". وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه، وأنه سيرزقه بغلام، أعاد الكلام عن عقم امرأته، فكيف تلد وهي عاقر، قال تعالى: "قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُوَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء".
    وحكمة إطلاق كلمة "امرأة" على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها، رغم أنه نبي، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة، وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية.
    ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما، كان في عدم إنجاب امرأته، والهدف "النسلي" من الزواج هو النسل والذرية، فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة.
    ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر، فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة، ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة".
    وبعدما زال المانع من الحمل، وأصلحها الله تعالى، وولدت لزكريا ابنه يحيى، فإن القرآن لم يطلق عليها "امرأة"، وإنما أطلق عليها كلمة"زوج"، لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة.
    قال تعالى: "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ".
    والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي "امرأة" زكريا في القرآن، لكنها بعد ولادتها يحيى هي "زوج" وليست مجرّد امرأته.
    احرص على أن تنادي أشياء حياتك الإيمان وشريعة الله تعالى!

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jun 2011
    الدولة : الأردن
    المشاركات : 2,155
    المواضيع : 89
    الردود : 2155
    المعدل اليومي : 0.46
    من مواضيعي

      افتراضي

      رائعة هذه المعلومات القيمة!‏
      جميل هذا الرفد
      محبتي والتقدير

    • #3
      الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
      تاريخ التسجيل : Oct 2009
      المشاركات : 9,824
      المواضيع : 195
      الردود : 9824
      المعدل اليومي : 1.85

      افتراضي

      دليل على الإعجاز اللّغوي في القرآن الكريم
      شكرا لك أستاذنا على المعلومات الهادفة القيّمة
      بوركت
      تقديري وتحيّتي

    • #4
      شاعرة
      تاريخ التسجيل : Jan 2010
      الدولة : على أرض العروبة
      المشاركات : 34,923
      المواضيع : 293
      الردود : 34923
      المعدل اليومي : 6.71

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فريد البيدق مشاهدة المشاركة
      ج- ويقول تعالى مبينا أن الإيمان والكفر هما محور الاتصال والانفصال بين الزوجين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ } [الممتحنة: 10، 11].


      فهمنا من المقدمة الواضحة هنا ان محور الاتصال والانفصال بين الزوجين هو الإيمان والكفر، وأن ليس لعدم الإنجاب أي اعتبار في ذلك
      وفهمنا من ما جاء في مقالة الفكرة موضوع النقد أن الأنثى في حالة عدم تحقق الانسجام والتوافق في الزواج سميت امرأة ولم تسم زوجا

      فهل أراد أديبنا البيدق نفي فكرة خص مسمى امرأه بظروف متعلقة بالزواج، وإطلاق المسمى على المرأة في حال عدم تحقّق التوافق بين الزوجين بغض النظر عن أسبابه؟
      أم نفي فكرة إطلاق مسمى امرأة عن من لم تنجب وثبوتها في حال عدم التوافق في الآيمان والكفر؟


      موضوع هام ولعله يحتاج مزيدا من التوضيح
      أهلا بكم ايها الكريم

      تحيتي
      تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    • #5

    المواضيع المتشابهه

    1. المرأة ة و الزوجة في القرآن
      بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى البَلاغَةُ العَرَبِيَّةُ
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 07-07-2011, 02:31 PM
    2. الفرق بين الوجوه والنظائر في القرآن الكريم وبين تفسير المفرد
      بواسطة فريد البيدق في المنتدى المُعْجَمُ
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 21-02-2011, 06:44 PM
    3. الفرق بين الرجل والمرأة في الذكاء
      بواسطة عطاف سالم في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
      مشاركات: 22
      آخر مشاركة: 18-07-2007, 11:53 PM
    4. اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ
      بواسطة نعيمه الهاشمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
      مشاركات: 13
      آخر مشاركة: 24-12-2005, 09:04 PM
    5. دراسة تظهر أكثر من 2400 فرق بين الرجل والمرأة
      بواسطة زاهية في المنتدى الاسْترَاحَةُ
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 24-12-2005, 07:24 PM