أحدث المشاركات
صفحة 1 من 8 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 75

الموضوع: التوسل خلاف ما يري الصوفية والسلفية

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    الدولة : مصر
    العمر : 44
    المشاركات : 250
    المواضيع : 45
    الردود : 250
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي التوسل خلاف ما يري الصوفية والسلفية

    السلام عليكم إدارتنا الموقرة أرجو تعديل العنوان كما هو في محتوي الموضوع..فالخطأ التقني يتكرر معي ويمنعني من طرح عنوان المقال كما هو


    بقلم/ سامح عسكر

    التوسل خلاف ما يري الصوفية والسلفية

    رحم الله أبي القاسم الشابي الذي قال بأن الحياة صراع فبدّلها البعض إلي صراع الحياه..وسواءا كانت هذه أو تلك فثبوت الصراع في الدنيا بدهي، بل تكاد أن لا تجد مجالا أو منطقة أو مجموعة من البشر إلا وكان الصراع فيهم حاضرا –بطبقاته-كنتيجة حتمية لسنة التدافع...تظهر أنواع الصراعات تلك فتأخذ أشكالا أقرب إلي صورة الشخص المُخيلة إليه ، فيري نفسه طرفا أصيلا حاملا للحق في مواجهة الباطل، وبغرور الإنسان وتناظره وحِرصه علي الإنتصار يبعد عن النجعة وتزداد الهَوّة..

    بعيدا عن مؤلفات الصوفية والسلفية حول التوسل والتي لا تكاد تخلو من التبرير والأدلجة..أري أن قضية التوسل بحاجة للتوضيح من مجال آخر أكثر خصوصية للإنسان في عقله وثقافته وعُمق استقراءه..وكأن المسألة لدي ليست بحاجة إلي علم أكثر ما هي بحاجة حقيقية إلي عقل..فالعِلم غالبا ما يرتبط بالمعلومة كمغذي أولي، أما لو تحالف العلم مع العقل حينها سيُفنّد المعلومة ويطرحها للتساؤل وهذه أولي مراتب العلم الحقيقية...السؤال ..وعدم التسليم للموروث دون محاججته وإخضاعه للشك.. هذا فيما دون الأمر فيه بالتسليم...

    قد يقول قائل بأن قضية التوسل تمس أصول الدين وتجرح التوحيد ولا ينبغي التهاون فيها..وهذا معه حق إذا أكّد الإحتمال...وقائل آخر يقول بأن التوسل جائز وهو قول جمهور أهل السلف والخلف ولكن يفعله المتوسلون بشروط تحفظ دينهم وحبهم لأولياء الله الصالحين وهذا أيضا معه حق..فقد قرأت بحثا قويا في موقع ملتقي الإخوان المسلمين يُثبت فيه أن التوسل جائز وهو قول الجمهور...إذا نحن أمام طرفين..الأول يفعل والثاني يُنكر..ولكن لم يسأل أحد منا من قبل ماذا لو لم يلتزم كل فريق بضوابط الفعل والإنكار؟..هذا ما أود الإِشارة إليه كمُدخل لفهم تلك القضية التي تسببت في شقاق بين المسلمين وتشيعهم لفرق متناحرة تقاتل بعضها علي التافه والعظيم..

    إن الطرف المُدافع عن التوسل يدافع عنه لاعتقاده بأنه لازم من لوازم حب الولي الصالح..ومنهم من يري في التوسل وسيلة فطرية تدفعه رغباته الإيمانية بالاستزادة من سيرة المتوسل فيه..وكأنه يري القدوة العملية في ذهنه حاضرة وبحاجة لإخراجها من حيّز الصورة إلي حيّز الفعل..أغلبهم يعلمون ضوابط الفِعل ولا ينساقون وراء أهوائهم التي أحيانا تخرج بهم عنه المألوف فيرتكبون جُرما عظيما..لكن وفي الغالب يقع هذا الطرف أسيرا للعُزلة..فيعبد الله بحواسه قبيل عقله وينساق وراء عاطفته الجياشة -التي يتميز بها عن الآخرين..فتُسقطه عبادته في براثن العُزلة والجهل بالتركيبة المجتمعية والسياسية والثقافية المحيطة به..فيري مصطحات العصر-المتداولة-شذوذا عن العقائد ويُخضع الأحدث لمعتقده ، ولن يقع في ذلك المأزق كل متفتح من ذلك الطرف يعلم معني الحب والإيثار أشمل مما درسه وتلقاه علي أيدي مشايخه فيسع صدره وعِلمه الآخرين.

    أما الطرف المحارب للتوسل فحاله أشبه بحال المدافع وقد يفوقه سوءا..وكأن قضية التوسل ليست بحاجة إلي هجوم أو دفاع أكثر من حاجتها للعقل الذي يضع لها معايير خارج الفهم الموروثي المُقيّد بمظروفية الزمان والمكان..فحال الهجوم لن يخلو من الأخطاء ولو لم يراجع ذلك الطرف أخطائه فستُهدم شخصيته لأنه لا حقيقة كاملة دون الخطأ والإعتبار منه..وحال ذلك الطرف علي خطر عظيم..فالهجوم الدائم قد يقلب الإنسان إلي وحش كما أشار "فريدريك نيتشة" بضرورة أخذ الحذر عند مقاتلة الوحوش لئلا يُصبح المقاتل وحشا...هذا هو الإنسان ضعيف المَلكة، تدفعه حواسه للحُكم والفِعل دون وضع حواجز تحول بينه وبين الغلو.. وبإمكاننا أن نري تلك الوحوش الإفتراضية في مجتمعاتنا بوضوح...

    ستري أن أكثر المحاربين للتوسل قلوبهم غُلف ولا تتقدس لديهم القدوة إلا بخضوعها لهوي المحارب ورأيه، فهم يرون التوسل فِعلا جارحا للعقيدة وهؤلاء أرجح أنهم مقصرون في واجب التربية الإيمانية أوالتثقيفية التي تجعل مقاصد الإسلام وروح شريعته نبراسا أمام أعينهم ،وأكثر هؤلاء صناع للفِتن فتَحكّمِهِم في أنفسهم بسيط مع وجود حافزهم أقوي..ولو أعملوا عقولهم لوقفوا علي أن التوسل هو فكرة قبل أن يكون فِعلا..ولن يُجابه الفكرة سوي الفكرة المضادة الخالية من الإقصاء أو التهميش الذي قد يضع الهدف المقصي في خانة الضعف مما سيجلب لها الأنصار..أما الفكرة المضادة الصحيحة هي قيام الفرد علي ذاته بالتثقيف والإحتكاك والحضّ عليه، وأن يهَب نفسه للحُبّ والإيثار..وأن لا يَعجل بزوال المُنكر -وإلا لم يكن منكرا..وأن يقوم علي إِشغال فراغه وفراغ الناس ، وأن يعمل كحلقة مجتمعية لقتل الجهل بالتحريض علي معرفة أوجه الخِلاف وتدارسها ببيّنة عقلانية وروحية شرعية..


    بينما ستري أكثر المدافعين عن التوسل يُفرغونه من مضمونه الداعي إلي حبّ الولي والإقتداء بسيرته وتقليده في عبادته..فينقلون التوسل من مجال العبادة والتطهير إلي مجال التعصب للفكرة..فالمحارب يترصدهم ولو لم يدافعوا ستُمحى هويتهم وهوية الأولياء...ولو أعملوا عقولهم سيجدوا أن لا حاكم عليهم سوي أنفسهم..سواءا بقي القبرأم ذهب أو ضعفت فكرة التوسل أو قويت فالتوسل في مكنونهم دافع للعبادة أكثر منه شرطا أو وسيلة..فهم الذين يصنعون ويحملون التوسل..وبإمكانهم زرعه كفكرة في قلوب الأجيال دون التعرض للدافع أصلا ، هذا الدافع الذي ومن كثرة الدفاع عنه وإبرازه كفكرة مقدسة أو جائزة مُدافع عنها ستوضع في قفص الإتهام وسيُشار إليها كمُنكر لدى العامّة..

    من تلك الظواهر وقفت علي رأيا وسطا أسيقه كالتالي:

    1-أن قوله تعالي"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان"..هو قول كاف لاختصار طريق الدعاء وعدم التكلف.

    2-ضرورة الحضّ علي حُبّ الأولياء وتدارس سيَرهم لزرع القدوة أمام الأبناء..خاصة أننا شعوب بحاجة ماسّة إلي إظهار قدوات تتسم باللين والزُهد والحبّ والمقامات الربّانية والعِرفان.

    3-يتميز الصوفيون بإنكار ذواتهم وتنمية اجتماعياتهم..فالتصوف –كفكرة- تغرس لديهم الإيثار والزُهد..وهاتين القيمتين كافيتان لبناء مجتمع ناجح مترابط.

    4-يتميز السلفيون بغيرتهم علي العقيدة..ولكن من الغيرة ما قتل والتكلف يودي إلي المهالك.

    5-أري أن علي الطرف المحارب للتوسل عليه بناء ذاته وإنسانيته بعيدا عن فكرة الوصاية علي الآخر التي تستحوذ علي عقله، إضافة إلي إظهارها للاقتداء بها ظهورا لا رياء فيه ومُفعم بالإخلاص والربانية..

    6-ضرورة الحِفاظ علي الآثار الإسلامية ومن بينها قبور الأولياء ومقاماتهم..فأي أمة تفرّط في آثارها ينقطع الحبل بينها وبين ماضيها..

    -أخيرا لا أري في قضية التوسل حاجة للزهد عن الخوض فيها..وكأنها قضية تراث إسلامي مختلف عليها بين الفقهاء..وإلا لن نُراوح أمكنتنا وسنظل في دائرة الخلاف تتسع وتضيق حسب مستوي العِلم وجُهد العلماء..من الضروري بل من الواجب النظر إليها برؤية أكثر عصرية مما قُرئ عنها في الكُتب...

  2. #2
    الصورة الرمزية مكي النزال شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : عمّان
    المشاركات : 855
    المواضيع : 21
    الردود : 855
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    قد يقول قائل بأن قضية التوسل تمس أصول الدين وتجرح التوحيد ولا ينبغي التهاون فيها..وهذا معه حق إذا أكّد الإحتمال...وقائل آخر يقول بأن التوسل جائز وهو قول جمهور أهل السلف والخلف ولكن يفعله المتوسلون بشروط تحفظ دينهم وحبهم لأولياء الله الصالحين وهذا أيضا معه حق.
    ليتك تورد المعلومة مع سندها أخي العزيز..
    مع التقدير

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    أخي الكريم أراك تكثر الحزّ وتخطِئ المفْصَلَ ، ولم تأتِ لا بآية ولا بسنة ولا بقول معتبر لأهل العلم ...وصدق الحافظ ابن حجر إذ يقولُ في فتح الباري / من تكلّم في غير فنّه أتى بهذه العجائب ...
    وإليك رأي شيخ الاسلام ابن تيمية في التوسل –والطلب والدعاء من النبي والصالحين
    :

    كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج: 27 ص: 83

    وأما القسم الثالث وهو أن يقول اللهم بجاه فلان عندك أو ببركة فلان أو بحرمة
    فلان عندك أفعل بى كذا وكذا فهذا يفعله كثير من الناس لكن لم ينقل عن أحد من
    الصحابة والتابعين وسلف الأمة أنهم كانوا يدعون بمثل هذا الدعاء ولم يبلغنى
    عن أحد من العلماء فى ذلك ما أحكيه إلا ما رأيت فى فتاوى الفقيه أبى محمد بن
    عبدالسلام فإنه أفتى أنه لا يجوز لأحد أن يفعل ذلك إلا النبى صلى الله عليه
    وآله وسلم إن صح الحديث فى النبى صلى الله عليه وآله وسلم ومعنى الإستفتاء قد
    روى النسائى والترمذى وغيرهما ( أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم علم بعض
    أصحابه أن يدعو فيقول اللهم أنى أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبى الرحمة يا محمد
    يا رسول الله إنى أتوسل بك إلى ربى فى حاجتى ليقضيها لى اللهم فشفعه فى ) فإن
    هذا الحديث قد إستدل به طائفة على جواز التوسل بالنبى صلى الله عليه وآله
    وسلم فى حياته وبعد مماته وليس فى التوسل دعاء المخلوقين ولا إستغاثة
    بالمخلوق وإنما هو دعاء وإستغاثه بالله لكن فيه سؤال بجاهه كما فى سنن ابن
    ماجه ( عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر فى دعاء الخارج للصلاة أن
    يقول اللهم أنى أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاى هذا فإنى لم أخرج أشرا
    ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة خرجت إتقاء سخطك وإبتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذنى
    من النار وأن تغفر لى ذنوبى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) قالوا ففى هذا
    الحديث أنه سأل بحق السائلين عليه وبحق ممشاه إلى الصلاة والله تعالى قد جعل
    على نفسه حقا قال الله تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين ونحو قوله كان على
    ربك وعدا مسؤولا وفى الصحيحين ( عن معاذ بن جبل أن النبى صلى الله عليه وآله
    وسلم قال له يا معاذ أتدرى ما حق الله على العباد قال الله ورسوله أعلم قال
    حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا أتدرى ما حق العباد على
    الله إذ فعلوا ذلك فإن حقهم عليه أن لا يعذبهم ) وقد جاء فى غير حديث كان حقا
    على الله كذا وكذا كقوله من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن تاب
    تاب الله عليه فإن عاد فشربها فى الثالثة أو الرابعة كان حقا على الله أن
    يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار وقالت طائفة
    ليس فى هذا جواز التوسل به بعد مماته وفى مغيبه بل إنما فيه التوسل فى حياته
    بحضوره كما فى صحيح البخارى ( أن عمر إبن الخطاب رضى الله عنه إستسقى بالعباس
    فقال اللهم إنا كنا إذا اجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك
    بعم نبينا فاسقنا فيسقون ) وقد بين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنهم كانوا
    يتوسلون به فى حياته فيسقون وذلك التوسل به أنهم كانوا يسألونه أن يدعو الله
    لهم فيدعو لهم ويدعون معه ويتوسلون بشفاعته ودعائه كما فى الصحيح ( عن انس بن
    مالك رضى الله عنه أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان بجوار دار
    القضاء ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم يخطب فإستقبل رسول الله صلى
    الله عليه وآله وسلم قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وإنقطعت السبل
    فادع الله لنا أن يمسكها عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
    يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية
    ومنابت الشجر قال وأقلعت فخرجنا نمشى فى الشمس ) ففى هذا الحديث أنه قال إدع
    الله لنا أن يمسكها عنها وفى الصحيح ( أن عبدالله بن عمر ذكر قول أبى طالب فى
    رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقو ل : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
    ثمال اليتامى عصمة للأرامل
    فهذا كان توسلهم به فى الإستسقاء ونحوه ولما مات توسلوا بالعباس رضى الله عنه
    كما كانوا يتوسلون به ويستسقون وما كانوا يستسقون به بعد موته ولا فى مغيبه
    ولا عند قبره ولا عند قبر غيره وكذلك معاوية ابن أبى سفيان إستسقى بيزيد بن
    الأسود الجرشى وقال اللهم إنا نستشفع إليك بخيارنا يا يزيد إرفع يديك إلى
    الله فرفع يديه ودعا ودعوا فسقوا فلذلك قال العلماء يستحب أن يستسقى بأهل
    الصلاح والخير فإذا كانوا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان
    أحسن ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع التوسل والإستسقاء بالنبى والصالح بعد
    موته ولا فى مغيبه ولا إستحبوا ذلك فى الإستسقاء بالنبى والصالح بعد موته ولا
    فى مغيبه ولا إستحبوا ذلك فى الإستسقاء ولا فى الإستنصار ولا غير ذلك من
    الأدعية والدعاء مخ العبادة والعبادة مبناها على السنة والإتباع لا على
    الأهواء والإبتداع وإنما يعبد الله بما شرع لا يعبد بالأهواء والبدع قال
    تعالى ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله ) وقال تعالى (
    ادعوا ربكم تضرعا وخفية أنه لا يحب المعتدين ) ( وقال النبى الله عليه وآله
    وسلم أنه سيكون فى هذه الأمة قوم يعتدون فى الدعاء والطهور)وأما الرجل إذا
    اصابته نائبة أو خاف شيئا فإستغاث بشيخه طلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع فهذا
    من الشرك وهو من جنس دين النصارى فإن الله هو الذى يصيب بالرحمة ويكشف الضر
    قال تعالى ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد
    لفضله ) وقال تعالى ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا
    مرسل له من بعده ) وقال تعالى ( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم
    الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن
    شاء وتنسون ما تشركون ) وقال تعالى ( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا
    يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة
    أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ) فبين أن من
    يدعى من الملائكة والأنبياء وغيرهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا فإذا
    قال قائل أنا أدعو الشيخ ليكون شفيعا لى فهو من جنس دعاء النصارى لمريم
    والأحبار والرهبان والمؤمن يرجو ربه ويخافه ويدعوه مخلصا له الدين وحق شيخه
    أن يدعو له ويترحم عليه فإن أعظم الخلق قدرا هو رسول الله وآله وسلم وأصحابه
    أعلم الناس بأمره وقدره وأطوع الناس له ولم يكن يأمر أحدا منهم عند الفزع
    والخوف أن يقول يا سيدى يا رسول الله لم يكونوا يفعلون ذلك فى حياته ولا بعد
    مماته بل كان يأمرهم بذكر الله ودعائه والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه
    وآله وسلم قال الله تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم
    فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله
    وفضل لم يمسسهم سوء وإتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) وفى صحيح البخارى
    ( عن ابن عباس رضى الله عنهما أن هذه الكلمة قالها إبراهيم عليه السلام حين
    القى فى النار وقالها محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعني وأصحابه حين قال لهم
    الناس إن الناس قد جمعوا لكم وفى الصحيح ( عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم
    أنه كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب
    العرش الكريم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم ) وقد روى
    أنه علم نحو هذا الدعاء بعض أهل بيته وفى السنن ( أن النبى صلى الله عليه
    وآله وسلم كان إذا حزبه أمر قال يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث ) وروى( أنه علم
    ابنته فاطمة أن تقول يا حى يا قيوم يا بديع السموات والأرض لا إله إلا أنت
    برحمتك أستغيث اصلح لى شأني كله ولا تكلنى إلى نفسى طرفه عين ) ولا إلى أحد
    من خلقك وفي مسند الإمام أحمد وصحيح ( أبى حاتم البستى عن إبن مسعود رضى الله
    عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ما أصاب عبدا قط هم ولا حزن
    فقال اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتى بيدك ماض في حكمك عدل فى
    قضاؤك أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحدا من
    خلقك أو إستأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور
    صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى وغمى إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحا
    قالوا يا رسول الله أفلا نتعلمهن قال ينبغى لمن سمعهن أن يتعلمهن ) ( وقال
    لأمته إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته
    ولكن الله يخوف بهما عباده فإذا رأيتم ذلك فإفزعوا إلى الصلاة وذكر الله
    والإستغفار ) فأمرهم عند الكسوف بالصلاة والدعاء والذكر والعتق والصدقة ولم
    يأمرهم أن يدعوا مخلوقا ولا ملكا ولا نبيا ولا غيرهم ومثل هذا كثير فى سنته
    لم يشرع للمسلمين عند الخوف إلا ما أمر الله به من دعاء الله وذكره
    والإستغفار والصلاة والصدقة ونحو ذلك فكيف يعدل المؤمن بالله ورسوله عما شرع
    الله ورسوله إلى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان تضاهى دين المشركين والنصارى
    فإن زعم أحد أن حاجته قضيت بمثل ذلك وأنه مثل له شيخه ونحو ذلك فعباد الكواكب
    والأصنام ونحوهم من أهل الشرك يجرى لهم مثل هذا كما قد تواتر ذلك عمن مضى من
    المشركين وعن المشركين فى هذا الزمان فلو لا ذلك ما عبدت الأصنام ونحوها قال
    الخليل عليه السلام وإجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من
    الناس ويقال إن أول ما ظهر الشرك فى أرض مكة بعد إبراهيم الخليل من جهة عمرو
    بن لحى الخزاعى الذى رآه النبى صلى الله عليه وآله وسلم يجر أمعاءه فى النار
    وهو أول من سيب السوائب وغير دين إبراهيم قالوا أنه ورد الشام فوجد فيها
    أصناما بالبلقاء يزعمون أنهم ينتفعون بها فى جلب منافعهم ودفع مضارهم فنقلها
    إلى مكة وسن للعرب الشرك وعبادة الأصنام والأمور التى حرمها الله ورسوله من
    الشرك والسحر والقتل والزنا وشهادة الزور وشرب الخمر وغير ذلك من المحرمات قد
    يكون للنفس فيها حظ مما تعده منفعة أو دفع مضرة ولولا ذلك ما أقدمت النفوس
    على المحرمات التى لا خير فيها بحال وإنما يوقع
    النفوس في المحرمات الجهل أوالحاجة فأما العالم بقبح الشىء والنهى عنه فكيف
    يفعله والذين يفعلون هذه الأمور جميعها قد يكون عندهم جهل بما فيه من الفساد
    وقد تكون بهم حاجة إليها مثلالشهوة إليها وقد يكون فيها من الضرر أعظم مما
    فيها من اللذة ولا يعلمون ذلك لجهلهم أو تغلبهم أهواؤهم حتى يفعلوها والهوى
    غالبا يجعل صاحبه كانه لا يعلم من الحق شيئا فإن حبك للشىء يعمى ويصم ولهذا
    كان العالم يخشى الله وقال أبوالعالية سألت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله
    وسلم عن قول الله عز وجل ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة
    ثم يتوبون من قريب ) الآية فقالوا كل من عصى الله فهو جاهل وكل من تاب قبل
    الموت فقد تاب من قريب وليس هذا موضع البسط لبيان ما في المنهيات من المفاسد
    الغالبة وما في المأمورات من المصالح الغالبة بل يكفى المؤمن أن يعلم أن ما
    أمر الله به فهو لمصلحة محضة أو غالبة وما نهى الله عنه فهو مفسدة محضة أو
    غالبة وإن الله لا يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليهم ولا نهاهم عما
    نهاهم بخلابه عليهم بل أمرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم ولهذا وصف
    نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم
    الطيبات ويحرم عليهم الخبائث.اهـ
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع بن المدني السملالي ; 08-04-2012 الساعة 12:38 AM

  4. #4

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    الدولة : مصر
    العمر : 44
    المشاركات : 250
    المواضيع : 45
    الردود : 250
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    الأخ الكريم ربيع بن المدني السملالي

    أشرنا أننا لن نلتزم في هذه الرؤية بأدلة أحد الفريقين فكيف تطالبني بالدليل وأنت قرأت الإشارة..وأراك عرجت لإثبات رأيك دون اعتبار للرأي الآخر..صادرت علي المطلوب بطرحك لرأي شيخ الإسلام بن تيمية رغم قرائتك لمعلومة البحث بقول الجمهور بالجواز..فكان الأولي أن تبحث عن البحث وترد عليه أو تسألني عنه..

  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    الدولة : مصر
    العمر : 44
    المشاركات : 250
    المواضيع : 45
    الردود : 250
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    التوسل خِلاف ما يري الصوفية والسلفية

    مرضاة الله بيت القصيد(1-2)

    إذا كان الجميع يسعي –بطريقته- لتحصيل مرضاة الله إذا فحين اختلافهم حول الأشياء فخلافهم ينبع من تصورهم لها..وبالتالي لا صورة واحدة يجتمع عليها الفُرقاء وإلا سينتفي تعدد المصاديق،حينها وجب بحثهم عن أصول الخِلاف –لتوحيد الصورة- ومحاولة حلّه طمعا في نيل الحقيقة المُطلقة..فالعائق الذي يمنع البحث عن أصول الخِلاف هو نفسه من اعتقد في رأيه وفِعلهِ الحق، والإنسان بفِطرته باحث عن الحقيقة ومع ذلك ليس هو الحقيقة..فلا من حارب التوسل مُحقا ولا من دافع عنه كان ناجيا..

    أحاول أن أستجمع تلك الصورة للرجل الذي يقف متمسحا بالمشهد داعيا بجاه الولي وقد يستغيث بذات الولي، فالصورة المُنطبعة في ذهنه لرجل صالح له مقام عظيم عند الله، فكان تصرفه وكأنه يعتقد بالواسطة بينه وبين الله أن اشفع لي يامولانا عند ربي ، إنني مأزوم ومهموم إنني مخطئ عاصي ،هذا الرجل مِسكين ضل طريق الله من أوسع أبوابه"أن ادعوني فإني قريب".. يبحث عن السعادة ولكن قلة علمه بطريق السعادة حالت بينه وبين تحصيلها بطريق آخر غير هذا الطريق..فهو يعتقد أن السعيد غير مُحتاج وأن الأثرياء هم السعداء، وبحسب منطقه لن نري ثريا يفعل ما يفعله المتوسلون بتلك المشاهد..

    صورة أخري لرجل يقف بذات المشهد ويفعل ما فعله الأول..ولكنه يدعو دعوات عِرفانية كي يري الله بقلبه بعدما عجز عن رؤيته بحواسه، فهو يهيم شوقا في حب الله متأسيا بالرجل الصالح صاحب المشهد، يدعو من خير الدنيا والآخرة فهو علي عِلم بما يقول وصورة الرجل الصالح لا تفارق خياله..يري أن ذلك كان مسلكا للسلف وللخلف فلا يشك بما يفعل..هذا رجل صالح ولو اختصر دعائه دون الرجل الصالح لما خسر شيئا ولم يكن لينتقص من صاحب المشهد ولو مثقال ذرّة..فقد تكلّف بدعائه بدليل أنه سعي لمعرفة الله بقلبه ثم تحول الواسطة بينه وبين ربه فكيف يتصل الحبل العِرفاني وبينهما وسيط.

  7. #7
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    الدولة : مصر
    العمر : 44
    المشاركات : 250
    المواضيع : 45
    الردود : 250
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    التوسل خِلاف ما يري الصوفية والسلفية

    مرضاة الله بيت القصيد(2-2)

    وعلي النقيض من رواد ذلك المشهد أري رجلين أحدهما غار علي دين الله عِلما بعدما عَلم أن هذا السلوك كان فِعل الأولين من الكَفرة والمشركين ولكن عدم تمكنهم من أنفسهم وضبطهم لعلومهم انداحت لهم -وورثتهم -المسألة باعتقاد النفع والضرر من دون الله، فلا يجلس في المكان إلا وأنكر علي من فَعل..فكان تصرفه شهوة ساعة وكأنها غايته في الدنيا –أن يمنع- ومن أجل ذلك وُجد،فيُهمل نفسه بجهله للولاية وأصحابها الأتقياء الأنقياء الذين وصفهم ربهم بأنهم لاتتجافي جنوبهم عن المضاجع ويدعون ربهم خوفا وطمعا، ولو فعل لعَرف معني المنع الذي قام، أن لا منع إلا بعِرفان وأن شهوته قد تحول بينه وبين إصلاح ما ظن أنه فاسد..

    القضية لديه بحاجة إلي ضبط نفسي وعقلي يقيمان الدين في النفس قبل البحث عنه في ذوات وأفعال الآخرين، وتلك هي الحكمة أن أصلح نفسك قبل أن تصلح الآخرين وإلا شاب فِعلك فسادا من حيث أردت الإصلاح، وتُصبح وحشا من كثرة مقاتلتك للوحوش..وما عِبته عليهم بعدم الضبط والتمكن وقعت فيه يامسكين، فرأوك جافيا مجافيا..غليظا فجا فانعقدت لديهم الآمال في غيرك وصِرت شر من يُمثل قضية وأتاها من حيث لا يعلم..

    بينما الآخر كان لديه المنع.."نزعويا"..فهو جاهل بسلوك السلف والخلف..ولديه رأي واحد أن هذا شِرك عظيم وأصحابه ليسوا بشرا خطائين ولكنهم فاعلين متعمدين..رافضا للحوار مُقلدا عظيما لسلفه الأولين الذي ظن بجهله أنهم سلف الأمة المختارين..فقادته نزعته إلي التقوّل علي الولي الصالح بعلم أو بدون فوقع في الإثم العظيم أن انتقص من أولياء الله وقام علي هدم القدوة في أذهان من رجاها وسعي إليها..هؤلاء في الأًصل ليسوا مخلصين فعبادتهم لله -يسعون إليها- رهبة وخوفا دون الطمع والرغبة وإلا انعكس ذلك علي سلوكهم وصاروا كمثل الأول الذي قام بالمنع علما وفهما للقضية وللموضوع ، أن نواجههم في مهدهم قبل أن نراهم مشركين..

    الفارق بين الأول والثاني هو نفسه الفارق بين البناء والهدم..فالثاني أقرب إلي الهدم منه إلي البناء، ولكن الأول ليس ببعيدعن الهدم فقد يهدم نفسه دون أن يدري، والإثنان علي قاعدة معرفية ليست متينة..فعبادتهم لربهم تجاوزت المعرفة بالله بأن عبدوا ربهم-بظنهم- خوفا وطمعا دون سلوك الحُبّ أن يُحبّوا الله فهو الواحد الذي يستحق العبادة والأهلية، فيُحبونه ومن فرط حبهم ينسون الخوف والطمع ولو أنهم في قرارة أنفسهم راجين خائفين،فيتوجهون بقلوبهم في رحابه ويضعون عن أنفسهم الوهم وهوى النفس ولا يقعون أسرى لتلبيس الشيطان عليهم.. فيعرفون معني العبادة ، وأن تنعكس عبادتهم علي سلوكهم فتتهذب ملكاتهم، وتخفق قلوبهم لمن يُحب الله ولو بطريق ليس كطريقهم..

  8. #8
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    ( ضرورة الحِفاظ علي الآثار الإسلامية ومن بينها قبور الأولياء ومقاماتهم..فأي أمة تفرّط في آثارها ينقطع الحبل بينها وبين ماضيها )


    ( عن أبي الهياج الأسدي قال قال لي علي بن أبي طالب ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته )
    رواه مسلم في صحيحه

    ( عن ثمامة بن شفي حدثه قال كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة بن عبيد بقبره فسوي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمر بتسويتها )
    رواه مسلم في صحيحه

    ( عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه )
    رواه مسلم في صحيحه


    وعلى ضوء هذه الاحاديث فلا ضرورة ..

    والصلة بيننا وبين ماضينا .. رجالاً وعلماء وأبطال .. لا تكون عن طريق القبور ، وإنما عن طريق العلم والمعرفة والعمل ..

    ..................

    لي عودة بإذن الله تعالى ..







    تحياتي ..
    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  9. #9
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    الدولة : مصر
    العمر : 44
    المشاركات : 250
    المواضيع : 45
    الردود : 250
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    أشكركم أخانا بهجت الرشيد..ورغم الخِلاف إلا أنني أحترم الخِلاف..قضايا هدم الأضرحة هي في عِداد الموبقات التي تزرع الشحناء والبغضاء بين المسلمين.."واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصّة" فالفكر لا يُواجه إلا بالفكر

  10. #10
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    الدولة : مصر
    العمر : 44
    المشاركات : 250
    المواضيع : 45
    الردود : 250
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    التوسل خلاف ما يري الصوفية والسلفية

    الحاجة إلي العقل والنص أولى من الحاجة إلي النص

    قضية التوسل ليست نصية أكثر منها روحية وعقلية..لها جانب نصي فيما يُعرف بالدليل، وهو لدي الفقهاء مختلف فيه بين ما يصلح لأن يكون دليلا وما لا يصلح للاستدلال..القضية طويلة ومُعقدة وقد قرأت قولا للإمام حسن البنا رحمه الله يُجيز فيه التوسل بالأفعال والمنازل ولزمه مع حب العبد للصالحين..ومن الغريب أن نري إماما كالعِزّ بن عبدالسلام وهو صوفي النزعة والهوى والطريقة ولكنه كان من ضمن المانعين..في المقابل تري إماما كالشوكاني وهو سلفي النزعة والهوى ولكنه كان من المُجيزين..إذا نحن أمام قضية لا ترتبط بعِلم ولا بنص أكثر من ارتباطها بالعقل الكاشف لذلك النص وبالروح التي تستشعر هذا السلوك..

    أعظم طريقة تكشف سلوك الإنسان وتضعه في مواجهة بين عقله ومبادئه هي إخضاع الأشياء للسؤال...هكذا..لماذا هذا ولماذا تلك وماذا سيحدث لو..من هنا أقف علي أن الأدلجة الموِجهة لكلا الطرفين المختلفين مرتبطة بالكسل العقلي أكثر من ارتباطها بنص أيا كان درجة صِحته وقول الفقهاء فيه..أيضا ترتبط بالنزعة التقليدية أكثر من التجديدية..فكِلا الطرفين مُقلدين ومن الصعب إقناعهما بخِلاف من نشأ عليه كل فريق..لذلك أري الحاجة ماسة للخروج من بوتقة التقليد واعتبار أن ما ألِفَهُ الأولون خاضع للسؤال لاعتباره صادرا من قول غير معصوم..هكذا ستُحل إشكالية التوسل بكل سهولة..وبغض النظر عن الدخول في حوارات الهدف منها البحث عن ما يوافق الهوى والنزعة أكثر من تقصي الحقيقة..

    إن أصل علاقة المسلم بالمخالف هو الإستيعاب لا تعزيز الخِلاف وكأنها حرب بين خير وشر، فلا من حارب التوسل كان مقلدا للنبي ولا من دافع عنه كان متأسيا به..كمثل تلك الخِرقة المتقطعة التي إذا ما أجمعنا القول عليها بتجميعها وخياطتها وتأهيلها للملبس....فالخِرقة المتقطعة هي الدين وقِطعها المتناثرة هي فهمنا الجزئي له...فإذا ما سلكنا العمل علي تجميع الخِرقة بانت لنا واتضحت صورة الدين بأسمي قيمه ورِفعته وكماله.. فتلك النزعة الوحدوية ضرورية لفهم الدين فهما كليا يُقرب لنا فهم سلفنا الصالح له..

صفحة 1 من 8 12345678 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أقوال جمهور العلماء في مسألة التوسل
    بواسطة سامح عسكر في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 38
    آخر مشاركة: 20-04-2012, 01:22 PM
  2. كتاب التوسل أنواعه وأحكامه
    بواسطة عبد الرحيم بيوم في المنتدى المَكْتَبَةُ الدِّينِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 19-04-2012, 07:46 AM
  3. هل رمضان يجعل علاقة الناس ببعضهم البعض تتغير على خلاف سائر الأيام؟
    بواسطة فاطمة أولاد حمو يشو في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 18-09-2008, 04:14 AM
  4. إليك يا صدّام ....شعر مولود خلاف
    بواسطة مولود خلاف في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-01-2007, 03:35 PM
  5. خلاف مع محمود درويش
    بواسطة رمضان عمر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-03-2004, 02:07 AM