الصَّمْتُ يَـجْلِدُ وَالـوَسِيلَةُ تَصْفَعُ
وَالـهَذْرُ يَشْهَدُ وَالطُّفولَةُ تُصْرَعُ
وأَسَىً تَجُودُ بِهِ الشُّعُوبُ وَتَكْتَفِي
بِالبَاكِيَاتِ الشَّاكِيَاتِ وَتَقْنَعُ
فَكَأَنَّ بَارِقَةَ السِّلاحِ صُرَاخُنَا
وَكَأَنَّ رَاشِقَةَ الرِّمَاحِ الأَدْمُعُ
وَكَأَنَّنَا نَهْبٌ لِكُلِّ كَرِيهَةٍ
هَيْجَاءَ شَقَّتْ بِالرَّدَى مَا تَـجْمَعُ
حَمْرَاءَ مَا صَبَّتْ كُؤُوسَ مُدَامَةٍ
إِلا وَسَاقِي الـمَوَتِ بِالدَّمِ يَتْبَعُ
قَانَا وَغَزَّةُ وَالدِّمَاءُ سَخِينَةٌ
وَالَعَيْنُ تَشْخَصُ وَالقُلُوبُ تُرَوَّعُ
وَبِنَارِهَا صَبْرَا وَشَاتِيلا اكْتَوَتْ
وبِكَرْبِلاءَ العَامِرِيَّةُ تَقْطَعُ
حِينَ الطُّفُولَةُ مُزِّقَتْ أَشْلاؤُهَا
فِي حِضْنِ أُمٍّ طَوَّقَتْهَا الأَذْرُعُ
يَا أُمَّةَ الإِسْلامِ جَارَ عَدُوُّكُمْ
فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ يَفَظُّ وَيَفْظُعُ
مَا انْفَكَّ يَلْطِمُنَا الـهَوَانُ بِكَفِّهِمْ
فِتَنًا تَكَادُ لَـهَا الصُخُورُ تَصَدَّعُ
وَيَسُومُنَا الخَسْفَ العَدُوُّ وَقَدْ عَدَا
حَتَّى أَتَتْ أَحْقَادُهُ تَتَذَرَّعُ
طَالَ الـخُنُوعُ بِكُمْ فَأَهْدَرَ عِزَّكُمْ
وَسَقَاكُمُ بِالذُّلِ مَا لا يُـجْرَعُ
الغَرْبُ قَدْ أَقْرَى السُّيُوفَ رِقَابَكُمْ
وَالـمَوتُ فِيكُم جَائِعٌ لا يَشْبَعُ
أَحْقَادُهُ قَدْ رَوَّعَتْ أَوْطَانَكُم
وَبِنَصْلِهِ مُهَجُ العُرُوبَةِ تُقْطَعُ
شَتَّانَ بَيْنَ مُقَاوِمٍ فِي عِزَّةٍ
وَمُقَامِرٍ نَـحْوَ التَّخَلُّفِ يُسْرِعُ
الـحُرُّ يَأْنَفُ أَنْ يُدَنَّسَ عِرْضُهُ
مَهْمَا تَكَلَّفَ ، وَالرَّبِيْبَةُ يَخْضَعُ
وَالـحُرُّ يَرْضَعُ مِنْ شُمُوخِ أَبِيَّةٍ
وَالعَبْدُ مِنْ ثَدْيِ الْخِيَانَةِ يَرْضَعُ
وَالـحُرُّ لا يَرْضَى الـحَيَاةَ عَلَى القَذَى
وَالعَبْدُ يَرْضَى بِالـهَوَانِ وَيَـهْجَعُ
يَا نُكْسَ قَوْمٍ ، يَا لِسُوءِ مَآلِـهِمْ
إِنْ قَامَ بِالأَمْرِ الـخَصِيُّ الأَجْدَعُ
مِنْ كُلِّ مَسْلُوبِ العَزِيـمَةِ بَأْسُهُ
فِي الـمُهْطِعِينَ وَبؤْسُهُ إِنْ أَقَلَعُوا
مَلأُوا الكُرُوشَ عَلَى العُرُوشِ وَفَاخَرُوا
فَكَأَنَّ أَدْنَى الـمُلْكِ فِيهِمْ تُبَّعُ
مَنْ رَامَ فِيهِمْ لِلكَرَامَةِ عَزْمَةً
فَبِغَيرِ خَيْبَاتِ الـمُنَى لا يَرْجِعُ
تَخِذُوا الـمَوَاقِفَ فِي الـخُطُوبِ بِـخِسَّةٍ
فَأَخَسُّ مِنْهُمْ مَنْ يُطِيعُ وَيَهْطَعُ
إِنَّ القُبُورَ تَكَادُ يَصْرُخُ أَهْلُهَا
أَمَّا القُصُورُ فَفِي الـهَوَى تَتَمَتَّعُ
فِي غَزَّةَ الأَبْطَالُ تُقْتَلُ غِيلَةً
وَالقُدْسُ وَالأَقْصَى أَسَىً يَتَوَجَّعُ
وَالتِّينُ وَالزَّيْتُونُ فِي الوَطَنِ الذِي
يَشْكُو إِلَى الرَّحْمَنِ وَهْيَ تُقَلَّعُ
يَشْكُو أَذَى الإِخْوَانِ حِيْنَ تَجَهَّمُوا
لا هُمْ بَكَوا أَرْضًا وَلا هُمْ أَرْجَعُوا
وَالشَّعْبُ فِي لِبْنَانُ يَنْزِفُ جُرْحُهُ
وَدِمَاءُ طُهْرٍ بِالشَّهَادَةِ تَضْرَعُ
وَخَرِيرُ حِزْبِ اللهِ يَزْأَرُ فِي الوَغَى
وَالْجَهْلُ يَلْهُو فِي الرُّبُوعِ وَيَرْتَعُ
فِي كُلِّ يَوْمٍ لِلتَّغَوُّلِ قِصَّةٌ
وَطُبُولُ رَقْصٍ فِي الإِذَاعَةِ تُقْرَعُ
صَرَخَتْ نِسَاءُ الْمُسْلِمِينَ بِـحُرْقَةٍ
لَكِنَّ مُعْتَصِمَ الـهُدَى لا يَسْمَعُ
دَاسَتْ لَـهُمْ صُهْيُونُ كُلَّ مُقَدَّسٍ
فَتَسَاءَلُوا بِالعَجْزِ: مَاذَا نَصْنَعُ؟
يـَخْشَونَ أَمْرِيكَا وَقَدْ ضَمِنَتْ بـِهِمْ
فِي كُلِّ عَرْشٍ خَائِنًا يَتَرَبَّعُ
قَالُوا: التَّعَقُّلُ وَالسَّلامُ خَلاصُنَا
وَالحَسْمُ فِي سُبُلِ الوَغَى لا يَنْجَعُ
وَتَبَادُلُ السُّفَرَاءِ خَيْرُ سِيَاسَةٍ
وَالشَّجْبُ فِي شَرِّ المَكَارِهِ يُوقِعُ
يَا مَنْ ظَنَنْتُمْ بِالسِّيَاسَةِ مَخْرَجًا
أَوْ بِالسَّلامِ سَلامَةً لا تُخْدَعُوا
السِّلْمُ عَنْ ضَعْفٍ بِكَفِّ دَنِيَّةٍ
كَالقَوْلِ فِي حِلْمٍ وَنِدُّكَ أَمْنَعُ
السِّلْمُ كَالتَّسْلِيْمِ بَلْ هُوَ أَفْظَعُ
فَدَعُوا السَّلامَ لِمَا يَقُولُ الـمِدْفَعُ
بِالـحَزْمِ تُقْضَى الـحَادِثَاتُ فَتَنْقَضِي
وَالسَّيْفُ يـَمْنَعُ مَنْ يَـجُورُ وَيَرْدَعُ
يَا أَيُّهَا الأَبْطَالُ فِي سَاحِ الوَغَى
يَا مَنْ بِـهِمْ رَأْسُ الكَرَامَةِ تُرْفَعُ
لا تَيْأَسُوا إِنْ خَانَكُمْ مُتَآمِرٌ
أَوْ إِنْ سَعَوا مَا بَيْنَكُمْ أَوْ أَوْضَعُوا
فَهُناكَ أَفْئِدَةٌ تَـهِيمُ تَعَلُّقًا
بِالثَّائِرِينَ ، وَأَعْيُنٌ تَتَطَلَّعُ
قُوْمُوا إلَى عِزِّ الْحَيَاةِ وَقَدِّمُوا
مَعْنَى الكَرَامَةِ وَالفِدَاءِ وَأَسْمِعوا
لا تُطْفِئُوا سُرُجَ القُلُوبِ بِحَسْرَةٍ
فَالـحُزْنُ أَذْكَى مَا تُطِيقُ الأَضْلُعُ
اللهُ أَكْبَرُ وَالطُّفُوْلَةِ تَعْتَلِي
هِمَمَ الرِّجَالِ إِلَى النِّزَالِ وَتَشْجُعُ
وَحِجَارَةُ النَّصْرِ الـمُبِيْنِ سِلاحُهُمْ
فَاللهُ يَرْمِي وَالسَّوَاعِدُ تَدْفَعُ
وَالنَّصْرُ فِي أَرْضِ الـجَنُوبِ بِعِزَّةٍ
هُوَ فِي الصُّمُودِ وَأَهْلُهَا لا تَرْكَعُ
لَو كَانَ حِزْبَ اللهِ لاتَّبَعَ الهُدَى
أَو كَانَ نَصْرَ اللهِ لا يَتَذَرَّعُ
يَا مَنْ أَبَيتَ الذُّلَّ تَهْزَأُ بِالرَّدَى
يَا أَيُّهَا البَطَلُ الذِي لا يَـخْنَعُ
تَفْدِيكَ أُمَّتُكَ التِي أَبْكَيتَهَا
فَخْرًا وَأَسْرَابُ العَدُوِّ تُفَزَّعُ
تَفْدِيكَ لا يَسْبِي البَهَاءُ عُيُونَهَا
لَكِنَّ بَدْرَكَ فِي النَّوَائِبِ يَسْطَعُ
مَا انْفَكَّ يَحْقِرُكَ الكَثِيرُ لِقِلَّةٍ
وَيَرَونَ أَنَّ الدَّفْعَ فِيهِ الـمَصْرَعُ
وَلَطَالَمَا ضَنَّ الـحَدِيدُ بِنَصْرِهِ
حَتَّى أَتَى رُغْمًا بِعَزْمِكَ يَهْزَعُ
مَا إِنْ تَنَاثَرَتِ القَنَابِلُ حَولـَهُمْ
حَتَّى تَنَادَوا لِلفِرَارِ وَأَسْرَعُوا
وَكَشَفْتَ زَيْفَ الزَّعْمِ أَنَّ جُيُوشَهُمْ
لا تَنْثَنِي قَهْرًا وَلا هِيَ تُمْنَعُ
وَلَقَدْ تَكِلُّ مَعِ الزُّنُودِ سَوَاعِدٌ
وَلَقَدْ تُفَجِّرُ بِالزِّنَادِ الإِصْبَعُ
فَالـجَهْدُ إِلا مَا يـَجِدُّ مُبَدَّدٌ
وَالـمَجْدُ إِلا مَا يَصُونُ مُضَيَّعُ
يَا مَنْ طَعَنْتُمْ بِالتَّخَاذُلِ إِخْوَةً
مَا عَادَ فِي جَسَدِ الأُخُوَّةِ مَوْضِعُ
لا الصَّمْتُ يُنْجِيكُمْ مَتَى احْتَدَمَ الرَّدَى
دَرْءًا وَلا حُسْنُ الطَّوِيَّةِ يَشْفَعُ
إِنْ كَانَ فِي قَهْرِ الوُلاةِ شَنَاعَةٌ
فَالقَهْرُ مِنْ دَعَةِ التَّذَرُّعِ أَشْنَعُ
إِلا تَهُبُّوا لِلجِهَادِ وَتَنْفِرُوا
فَأَشَدَّ أَصْنَافِ العَذَابِ تـجَرَّعُوا
يَا بْنَ العُرُوبَةِ خُذْ بِأَسْبَابِ العُلا
فَالـمَرْءُ لا يَجْنِي سِوَى مَا يَزْرَعُ
دَعْ عَنْكَ عَذْلَ الْـمُخْبِتِينَ وَغَدْرَهُمْ
وَارْفَعْ لِعِزِّكَ بَيرَقًا لا يُنْزَعُ
إِمَّا قَضَيتَ فَقَدْ كَسِبْتَ شَهَادَةً
وَإِنِ انْتَصَرْتَ فَأَنْتَ أَمْنَعُ أَرْفَعُ
يَا رَبِّ قَدْ جَارَ الضَّلالُ عَلَى الـهُدَى
فَإِلَيكَ نَـجْأَرُ بِالدُّعَاءِ وَنَضْرَعُ
يَا رَبِّ إِنَّا الظَالِمُونَ وَإِنَّـمَا
بِعَزِيزِ نَصْرِكَ يَا مُهَيْمِنُ نَطْمَعُ
إِنْ كَانَ مَا نَلْقَى العَذَابُ بِذَنْبِنَا
فَلَكَ الرِّضَا لَكِنَّ عَفْوَكَ أَوْسَعُ
هِيَ فِتْنَةٌ سَوْدَاءُ يَصْبِرُ مُؤْمِنٌ
فِيهَا احْتِسَابًا وَالـمُنَافِقُ يـَجْزَعُ
حَتَّى إِذَا عَبَدَ الْمُلُوكَ حُثَالَةٌ
شِرْكًا بِرَبِّ العَالَمِينَ وَلَـمْ يَعُوا
كَانَتْ بـِجُنْدِ الحَقِّ نُصْرَةُ دِيْنِهِ
فَانْصُرْ إِلَهِي مَنْ لِذِكْرِكَ يَخْشَعُ