نهايات جديدة لقصص قديمة

نهايات جديدة لقصص قديمة

هذا العالم، في هذا الزمن، يحتمل نهايات كثيرة، أكثر مما نتخيل.
هذه بعضها.. كما وصلتني، ولعلكم توافقون صاحبها الذي لا أعرفه في بعض النهايات.
عدّلتُ بعضها تعديلاً أراه مناسباً .
لكم التحيّة
الدكتور عثمان قدري مكانسي

نظراَ للتطور الحضاري والاجتماعي فقد ارتأت اللجنة العليا للقصص أن
تقوم بتعديل بعضها لتوائم الأحوال الاجتماعية في الوقت الراهن،
و نعرض هنا التعديلات على هذه القصص :
1- قصة ليلى والذئب /
عندما شاهدت ليلى الذئب في الغابة ودلته على بيت جدتها اتفقت معه على قتل جدتها الغنيّة
كي ترثها و وكانت قد وعدته بعمولة مناسبة إن ساعدته في التخلص منها !!!!

2- قصة علي بابا والأربعين حرامي /
بعد نقاش طويل و اجتماعات و مباحثات بين علي بابا والأربعين حرامي
اقتنع علي بابا بآرائهم، و صار عنوان القصة الجديد (الواحد والأربعون حرامي.)

3- قصة الأميرة والشرير /
بعد أن خطف الشرير الأميرة و أخذها إلى قصره في أعلى الجبل، ذهب البطل لإنقاذها، ووصل إلى الشرير بعد عناء وشرع بقتاله. و فجأة قالت الأميرة: توقفا قليلاَ،
وسألت البطل: هل لديك قصر لأسكن فيه؟؟ قال البطل: لا.
قالت: هل لديك أموال لتصرف علي؟ قال: لا.
قالت:إذاَ لماذا أتيت ؟؟؟ قال:لأنقذك و أصبح أميرا.
قالت: (إذاً أنت داخل على طمع. )! ثم هجمت الأميرة على البطل و أنقذت الشرير من بين يديه وعاشت هي و الشرير في سعادة وهناء.

4- الأميرة والأقزام السبعة /
بعد أن أرسلت زوجة الأب الصيادَ لقتل بياض الثلج ، و لم يقتلها.،سألت المرآة: من أجمل امرأة في البلاد ؟؟ قالت المرآة: بياض الثلج.
فذهبت إلى أخصائي تجميل و بعد عدة عمليات تجميل ونفخ عادت زوجة الأب إلى المرآة وسألتها: من أجمل امرأة في البلاد؟؟
فقالت المرآة: أنت ياسيدتي. ففرحت زوجة الأب بنفسها ونسيت أمر بياض الثلج.
أما بياض الثلج فقد عاشت بسعادة وهناء وتزوجت القزم نعسان.

5- علاءالدين والمصباح السحري /
بعد أن رأى علاء الدين الأميرة، طلب من جنّيِّ المصباح أن يبني له قصراَ أكبر من قصر الملك فبناه له. و لكنْ في اليوم التالي جاء موظفو البلديّة وأغلقوا القصر بالشمع الأحمر وفرضوا على علاء الدين غرامات مالية كبيرة لأنه بنى القصر دون ترخيص.
فرك علاء الدين المصباح بيديه و خرج الجني من المصباح فقال له علاء الدين: أريد مبلغاَ يكفي لدفع الغرامة ، فليس معي ذلك المبلغ الضخم الذي ( لبّسونيه) أي: فُرِض عليّ
فقال الجني: ياسيدي المبلغ كبير جداَ وحتى أنا لا أستطيع دفعه.
فقال علاء الدين : إذاَ احمل القصر واهرب به إلى بلاد بعيدة.
ولكن علاء الدين لم يستطع التخلص من دفع الغرامة رغم إخفاء القصر لأن الغرامة تم تسجيلها، و عليه أن يدفعها ،ثم يعترض بعد ذلك. و أضيفت إلى علاء الدين تهمة جديدة وهي تخريب الاقتصاد الوطني بتهريب القصور إلى خارج البلاد.
ورجع المارد تعبانَ غاضباً، ودك علاءَ الدين بالمصباح جزاء وفاقاً .

6- قصة سندريلا /
انتظرت سندريلا طويلاَ ولم تظهر الساحرة،
فخطر ببالها ما ليس بالحُسبان! قامت و قصت تنورتها لتصبح قصيرة و قصت أكمام قميصها، و قصت قميصها من ناحية البطن فصار ثوبها ( مودرن) وكأنها عارية مثل نساء وفتيات هذا الزمان، ثم صعدت إلى غرفة أختيها وملأت وجهها بالماكياج وذهبت إلى الحفلة.
و عندما وصلت إلى الحفلة ظانّة أنها ستأسر قلب الأمير بلباسها فوجئت بكل الفتيات يلبسن مثلها وما هي إلا واحدة منهن.
أما الأمير فكان ينتظر صديقته الدلّوعة الغنية التي تعرّف عليها في الجامعة كي يعرفها على أهله و يعلن خطبتهما.
وعادت سندريلا بخيبة الأمل ،لكنّ رجلاً من مرافقة الأمير حنّ عليها أوأعجب بها و عرض عليها الزواج فوافقت على الفور، ثم تبين فيما بعد أنه يريد أن يضحك عليها و لا يريد الزواج منها فعادت إلى بيتها بكرامتها.
و عاشت سندريلا في بيت خالتها إلى أن خطبها أبوسعيد بائع الفجل.

ولعل لديكم نهايات اخرى ؟؟

السّلام عليكم دكتور عثمان قدري ...
يجمع الكثير من علماء الإنتروبولوجيا (علم الإنسان أو الأنسنة) على أنّه لا يجوز التّلاعب والتّغيير في مضامين الحكايات الشّعبيّة، وإن كانت تلك المضامين لا تلائم حياة العصر. ونقرأ اليوم لكتاب قصصا اعتمدت على (موتيفات) أساسيّة مأخوذة من الحكايات الشّعبيّة، لكنّها طوّرت وكتبت باللّغة الفصحى مع إضافات من عند الكاتب، وكأنّنا أمام نصّ جديد لكنّه ليس تراثيّا ...وهناك قصص وحكايات تراثيّة لكنّها كتبت باللّغة الفصحى مثل ليلى والذّئب وسندريلا وغيرها... هناك من أيّد ذلك للاستفادة من التّراث، وتوظيفه بأساليب جديدة، وهناك من عارض وطالب بإبقاء المواد التّراثيّة على ما وصلت إلينا مثل الدّكتور شريف كناعنه المختص بالدّراسات التّراثيّة ...
"فالحكاية الشعبية في أبسط مفاهيمها هي: القصة السائرة في المجتمع، التي لم تدون في كتب، ونقلت مشافهة، ولم يعرف قائلها الأول وهي في الأصل مجموعة من الأخبار تتصل بتجارب الإنسانية منذ القدم واتصالها بهذه التجارب يعني أنها وجدت حيث ومنذ وجد الإنسان ويجوز لنا الاعتقاد بأن الحكاية الشعبية نشأت أولاً على أيدي رواة متأدبين، ثم أهملتها الطبقات الخاصة، إلا أن العامة تلقفتها واحتفظت بها بعد أن هضمتها، ومنحتها طابعها الشعبي فاستقرت هذه الحكايات في الحياة الشعبية، ومما يشجع على هذا الاعتقاد أن الحكاية الشعبية ما هي إلا رافد من روافد الذهنية الشعبية التي أبدعت المرويات القولية، والفنون اليدوية الشعبية، وهذه جميعاً تنطبق عليها فرضية أن ما تتخلى عنه الطبقات المثقفة، تتلقفه الطبقات الشعبية وأوضح ما يكون ذلك في ميدان الأزياء الشعبية.

إن الحكاية الشعبية من هذه المنطلقات تعني سيرة بطل، عبر الأحداث، يحملها مشافهة الراوي، أو القاص، أو الإخباري، وقد حوت جعبة الإخباريين في مختلف العصور العربية، صوراً من سير الأبطال، وحوادثهم، ونقلها الإخباريون على شكل قصص شعبية مثيرة للعامة، بأساليب مشوقة، عكست الحياة الاجتماعية العربية، ومثلت نفسية الأمة العربية، ومما يدل على وعي مبكر في تقويم الخرافات والأساطير الشعبية أن ابن خلكان (يروي)، أن الخزرجي ادعى إرضاع الجن، وزعم لهارون الرشيد، أنه بايع الجن لولي عهده، فقربه (الرشيد)، وكان الخزرجي يضع على الجن والشياطين والسعالي، أشعاراً حساناً فقال له الرشيد: "إن كنت قد رأيت ما ذكرت فقد رأيت شيئاً عجباً، وإن كنت ما رأيته فقد وضعت أدباً".
فالحكاية الشعبية إذن نسيج يحيكه البطل بفاعليته، وما يواجه تلك الفاعلية من عوامل مساعدة أو معوقة عبر حقبة تاريخية، ثم ينتقل هذا النسيج مشافهة لجيل حقبة تاريخية تالية، مع ما يسود هذا النقل من تحريف، أو تبديل، أو تغيير، مع الاحتفاظ على خط سير البطل من البداية للنهاية. ويستمر النقل لأجيال تالية، ليصبح البطل، كأنه مادة كيماوية في مختبر، يجرب عليه كافة المؤثرات التي تنضج تجربته، وتصنع منه المثل.. وغير هذه الامتدادات التاريخية القصصية، تصور الحكاية أسس البناء الثقافي، والاجتماعي، والاقتصادي، والنفسي، والبيئي، للبطل ومواطنيه عبر الحقب التي عاشوها.

لذلك نجد في القصص الشعبية –اليوم- أكداساً من تراث الأجيال المتعاقبة، والعصور الحضارية المختلفة"، وليس عجيباً أن نجد فيها رواسب الوثنية والسحر، والمردة، والشياطين، والرقى، والشعوذات إلى جانب الملائكة والأنبياء والصديقين، وأبطال العصور المتأخرة. وهكذا التقت أذواق العصور المختلفة من تاريخنا حول تعبير قصصي شعبي، إننا نجد الإنسانية وقد تجلت على سجيتها وعلى طبيعتها الفطرية مكشوفة في تلك الألوان المختلفة لذلك التراث الشعبي القصصي، حيث تبدو هناك بكل غرائزها، ونزعاتها، وكل معتقداتها ومقدساتها، وتصوراتها وأوهامها عن الكون والحياة.

يعتبر علماء التراث، أن الفنون القولية، هي موقع القلب من التراث، والحكاية الشعبية هي رأس الفنون القولية، لما لها من ميزات، الأثر والتأثير في المتلقى، وطريقة السرد والوصف، التي تكشف كنه النفس البشرية في أوضح صورها، كذلك فإن فاعلية البطل عبر الحدث، تعكس صراع الإنسان مع واقعه، وتفاعله مع هذا الواقع، وهذا يفيد في الدراسات الأنثروبولوجية، والاجتماعية، والاقتصادية لتلك الحقب التاريخية التي عاشها البطل. ( الحكاية الشّعبيّة - عمر عبد الهادي)
عذرا على الإطالة أستاذنا
تقديري وتحيّتي

أقدر للأستاذ كاملة البدارنة هذه الكلمة المفيدة ، وأشكرها لاهتمامها البادي ، والمعلومات التي قدّمَتْها
ما نقلته مع بعض التعديلات في نهايات مقترحة للقصص المشهورة هذه تعبيرٌ عن أسفِ الأديب لتغير الأخلاق الثابتة عند شريحة كبيرة من الشعوب وغلَبة المادية والمصالح الآنيّة على الناس وضعف القيم الأصيلة
لك تحيتي القلبية ومودتي

د. عثمان تغييرك لنهايات القصص التراثية التي نعرفها جميعاً في مختلف الدول

عكس فداحة التغير الذي طرأ على الكثير من عاداتنا و قيمنا و لكن بالرغم من ذلك فإن الأمر يبقى

محصوراً في الهالكين من الناس ممن ارتضوا أن يغيروا عاداتهم و المبادئ التي تربوا عليها للأسوأ, لأن المتمسكين بتلك العادات

والموروثات سيبقون مثالاً و قدوة. سخرية موفقة و لاذعة لواقع مؤلم وفقت بكتابتها.

رد الأستاذة كاملة بدرانة رد جميل و غني

أغلب القصص و الموروث الأدبي ورد مشافهة للكثير من الأسباب منها مثلاً قلة نسبة المتعلمين القادرين

على الكتابة مقارنة بالأُميين , و سرعة انتشار الأخبار و القصص مشافهة لكونها وسيلة الترفيه و التواصل الرئيسية

فبالنظر إلى موروثنا الشعبي نجد الكثير منها نقل مشافهة و يكون الكاتب مجهول الهوية و مثل ذلك في اللغة الانجليزية القصيدة

الطويلة بيولف التي وجد مخطوطها لكن اسم الكاتب مجهول وهذا الامر يجعل التركيز ينصب على ال theme كأساس بغض النظر عن الكاتب.

موضوع جميل أشار تبادلاً جميلاً للآراء

دمتما بكل خير
تحاياي

أستاذة صفاء
سلام الله عليك ورحمة منه وبركات.. جعل الله أيامك صافية من كل ما يكدرها كصفاء اسمك .
ذكرني ما رسمتِه من ألم لتغير المفاهيم عند كثير من المعاصرين بأبيات شعرية أقول فيها :

قـَلبـوا مـوازيـن الحيـا == ةِ وأكثـَروا فيها الظنـونْ
وطغتْ تفاهاتٌ وأُصّــــــِــــلَ في مرابعـهـا الجـنـونْ
فـالـفسْـقُ رمـزُ تـقـدّمٍ == والـعُـرْيُ أُسٌّ لـلـفـُنـونْ
والغـدرُ صار مهـارةً == والكفـرُ" تفكيـرٌ رصيـنْ"
أمّـا الخـيـانـةُ والنــذا == لة ُ والصفاقـةُ والمجونْ
فهي السبيل إلى بلو == غ المجد والشرف المصونْ
هذا زمان الكآبة يا أختاه ، الصبور فيه ذو همّة عالية وقدم في الثبات راسخة
اللهم اجعلنا منهم

هذه القصص أسهمت بشكل أو بآخر في رسم فكرنا وشخصياتنا
وانسحبت آثارها على صغارنا مباشرة بسردها عليهم وغير مباشرة بما أخذوا عنا ويأخذون

في تغيير النهايات سخرية مرة
وشيء آخر أوجعنا

تحيتي