أتأمّل وجهكِ تمام الغياب، لستُ أعلمُ يا أنتِ كيف سألملمُ خيوط طيفكِ و إن فارقتُكِ قبل أمتارٍ تفصلنا
أنا في الحافلةِ هُنا، تضجّ حولي أصواتُ الجِياع لقروش، و أنتِ هناك تتلذّذين ربّما، تتألّمين... أيضا ربّما،
تحملني إليكِ احتواءاتُنا بعيدتيّ الحضور، مشبعتين بنا... أيضا ربّما، فما زال في القلبِ شيءٌ لي منكِ.
لا زلتُ أذكُرُ كيف التقينا قبل سنين، ولا زلتُ أذكرُ كم كُنّا بعيدَتيْ كُلِّ شيء، ترى.؟!!! ما كنهُ الّذي ألصق روحينا هكذا..؟
أهو الكرى الّذي سكن عينيكِ و هدهد على جفني ذات برد؟
لستُ حتّى أدري كم ابتسامةً حصدنا، فقد كانت أكثر من إداركي للعدّ،
و لستُ شيئا أدري غير خيبةِ قلبي حين غادرتِنا للعمل هنا، فاستضفتُ الغياب طويلا، و تعلّلتُ بوجهكِ الـ تقمّص كلَّ رؤاي!!
فصرت أسمع حتّى جنونك يحتلّني ذات شحِّ صفاء.
ياااااااااااه يا صفاء
كم يغريني الغياب شوقا، و أتلذّذ به ملئك..!!
يتراءى لي كفُّ عمّان ملوّحاً، تملئين راحته جليّة الطّفولة،
غزيرة الأماكن الّتي تملكين رطوبة ملامحها المتفتّتة في صحن الوقت،
تجتاحني إذ ذاك مزاميرالجوع فأحترف العطش ردّا للجميل والقبيح، دون الخوض في هوائيّة حالي
....
و أشتااااااااقكِ...
الرّوح العطشى
10-4-2012