(موت الإنسانية ) التك اواى ومعاهدة العيش والملح

موت الإنسانية

اسمحوا لي أن أحدثكم اليوم عن ظاهرة خطيرة فى حياتنا
وهى ظاهرة ندركها جميعا ونشكو منها جميعا ونشارك فيها جميعا
وهى ظاهرة موت الإنسان بداخلنا وموت المشاعر والعلاقات الاجتماعية والإنسانية بيننا
قديما كانت العلاقات الاجتماعية والإنسانية موجودة بيننا وكانت الصداقة قيمة كبيرة فى حياتنا نهتم بها ونحافظ عليها ونرعاها
اليوم استبدلنا علاقتنا بالبشر لنقيم علاقة غريبة وعجيبة مع أشخاص المسلسلات التليفزيونية الذين أصبحنا ننتظرهم وأصبحت حياتهم هى محور اهتماماتنا وأحاديثنا
وأصبحنا نقضى معظم الوقت نتابع تفاصيل حياتهم حتى لم نعد نمتلك الوقت الذى يمكن فيه أن نزور الأقارب والأصدقاء وإذا حدث نقضى تلك الزيارة فى متابعة هذه الشخصيات التليفزيونية أو الحديث عن آخر أخبارها
وضاعت حياتنا
وأصبح التليفون هو الوسيلة الوحيدة لصلة الرحم
وهكذا ساهمت التكنولوجيا مع أشياء أخرى كثيرة فى قتل العلاقات الاجتماعية والإنسانية وجاء دور الإعلام بكل أجهزته على راس هذه الأشياء بعدما ساهم فى محاربة الاهتمام بالآخر واسماه التدخل فى أمور الآخرين وماتت العلاقات بالجيران بدعوى احترام الخصوصية حتى وصلنا إلى فرح فى شقة وعزاء فى الشقة المقابلة
حتى داخل الشقة الواحدة اختفت معاهدة العيش والملح بعدما اختفت اللمة حول السفرة وأصبح الجميع من أتباع التيك اواى
وهكذا حمل الحب حقائبه ورحل من حياتنا
وأصبح معظم وقتنا أمام التليفزيون الذى نظل مصلوبين أمامه حتى يأتى النوم
واختفت من حياتنا تلك اللحظة التى كان يقضيها الإنسان مع نفسه بالفراش يحاورها ويحاسبها عما فعلت وعما يتمنى أن تفعل حتى ياتى النوم
وهكذا ماتت العلاقات مع الآخرين وانتهت علاقتنا بأنفسنا
أخشى إذا استمر ذلك أن يموت المجتمع الذى يجمعنا بعدما يتحول إلى مجموعة من الجزر الاجتماعية المنفردة والمنفصلة والتى تتباعد عن بعضها يوما بعد يوم
وأخشى أن يموت بداخلنا الإنسان
أرجوكم
لنعمل جميعا على إحياء الإنسان بداخلنا وليعمل كل منا على أن يخصص بعض دقائق كل يوم يحاول فيها أن يتعرف على ذلك الكائن الذى يعيش معه فى نفس الجسد
وليعمل كل منا قدر استطاعته لتعود العلاقات من جديد بين تلك الجزر الاجتماعية المنفصلة لعلنا يوما نستطيع أن نصل بينها لتعود كمجتمع انسانى نسعد بالعيش فيه
أرجوكم
لا تسمحوا للإنسان بداخلنا أن يموت
مها

الله عليك يا دكتوره مها
دائما ما تتطرقين إلى مواضيع في غاية الأهمية و الحساسية .
و هذا الموضوع الذي تناولتيه اليوم و الذي تحدثتي فيه عن بناء الإنسان ، علاقته بنفسه و بالآخرين كان يشغلني كثيرا و كنت قد فكرت في الكتابة فيه إلا أن قلمي لم يسعفني
عموما فالأرواح جنود مجندة و ربما استطعتِ ببديهة و شفافية و حس عال أن تترجمي أحاسيسي و مشاعري بطريقة لأغبطك عليها فلله درك أيتها الرائعة .
نعم لقد اصبحت التكنولوجيا الحديثة بقدر ما فيها من فائدة عظيمة للإنسان إلا أنها في المقابل أصبحت وبالاً عليه أيضا . فنحن نقتل حتى علاقاتنا بأنفسنا بالجلوس ساعات و ساعات أمام شاشة التلفاز أو النت .
الأسرة لم تعد تناقش مشاكلها و قل الكلام بين الأزواج بعضهم البعض من جدة و مع أبنائهم من جهة أخرى . فالكل منشغل إما بمتابعة مسلسل أو نشرة أو برنامج .
المؤسف في هذا الأمر أن معظم الشباب من الجنسين أصبحوا يتخذون الممثلين و المطربين الذين يعايشونهم ليل نهار قدوة لهم . فترى الشاب يقلد هذا و الفتاة تريد أن تصبح كالممثلة هذه و هلم جرى .
المشكلة إذن معروفة و لكن هل فكرنا في الحلول .
نعم .. انا شخصيا بدأت أضع حدا لهذه الظاهرة في بيتي بتقليل عدد ساعات المتابعة للتلفاز و إن حدث فيكون فيما هو مفيد فقط .
ثم أنه يجب ( و هذا ما أفعله ايضا ) تخصيص وقت و لو ساعة في اليوم يتناقش فيها كل أفراد الأسرة مع بعضهم و يفضي الأبناء إلى آبائهم و يحدثونهم حتى في أدق أمور حياتهم .
كذلك تخصيص كتاب معين أو قصة يقرأها فرد من أفراد الأسرة كل حسب مستواه العلمي و سنه . يتناول هذا الكتاب بالقراءة و التلخيص و يقوم قارؤه بشرح ما فهمه من الكتاب ليفيد به الآخرين .
تخصيص يوم واحد في الأسبوع تخرج فيه الأسرة بعيدا عن جو المنزل في رحلة بحرية أو برية مثلا يتناولون فيها طعامهم خارج المنزل حيث الهواء الطلق و الطبيعة الجميلة و تكون أمامهم فرصة كبيرة للحوار و المناقشة .
هذه بعض الحلول كما أراها و أحاول تطبيقها مع افراد اسرتي و أظن أن كل شخص لو حاول لقضينا على هذه الظاهرة ,
و أرجو أن يطرح هذا الموضوع للنقاش لكي نعلم رأي كافة الأعضاء في المشكلة التي طرحتها الدكتورة مها و كيفية حل هذه المشكلة الإجتماعية الخطيرة .

دمتِ في الألق سيدتي و إلى مزيد من الموضةعات المهمة
بارك الله بك و أشكرك على مجهوداتك التي بدأت تؤتي ثمارها .
و تقبلي ودي و احترامي
د. جمال مرسي

عندما يتحث الدكاترة لا بد أن يصغي التلاميذ.

تحية تقدير لهذا الطرح المميز.

موضوع مهم جداً يمس حياة كل إنسان منا ويلمس زوايا المشاعر والأفكار بشكل قوي ومباشر.

أسعدني أن وجدت من يدعو إلأى أن نعود إلى فضيلة الود والتراحم بين النفوس وقد كنت رجوتها أن تعم عنا في الواحة كنبراس يوم أسستها على مبدأ الود والأسرة الواحدة.

الموضوع لا شك عظيم وشامل ويحتاج إلى التداول وتبادل الرأي وأؤيد بقوة اقتراح أخي الحبيب د. جمال بأن نطرح هذا الموضوع للنقاش وتبادل الرأي والخبرة في هذا الأمر لعل أن نفيد أو نستفيد أو أن نجد سبلاً لإحياء الإنسان في ذاته.

أسمحوا لي بتوجيه الدعوة لكم جميعاً للمشاركة في هذا الموضوع المهم ليس كما شارك أخي الكريم الدعيكي بالصمت أو الشكر بل بأكثر من ذلك بكثير. كما إنني سأقوم بنقل الموضوع إلى منبر الحوار والمناقشة لنعيد إحياء أسلوب مناقشة تميزت به الواحة دوماً ينبع من فكر كريم ورأي سديد واحترام متبادل.


هذا رد تقدير وسأعود محاوراً مجدداً في مرات عدة.


تحياتي لفكر كبير

السلام عليكم

د جمال مرسى اسعدنى وجودك ومداخلتك الكريمة وتجربتك الاكثر من رائعه المفيدة اتمنى ان تكتب لنا عن صفه ماتت وتفتقدها اليوم ارجوا ان تبوح بها هنا

والدى ابو محمد ..الم اقل لك ليس المهم المكان الذى نجلس فى بداخل القطار المهم ان نركب القطار افضل الف مره من الجلوس على المحظة وندب حظنا لصمتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟
لانى اعتبر الصمت سلبيه وياريت يكون بوحك عن الصمت


د سمير العمرى اقدم لك شكرا خاص على تثبيتك الموضوع واطرائك على الطرح واتمنى ان تكون هناك استجابه من اعضاء المنتدى للبوح


هذه الصفحة ملك لكل الاعضاء انا اريدها مساحة حره لبوح
للبوح عن العلاقات الانسانيه التى فقدناها
واليوم انا اتيت لكم بعلاقه اخرى وهى الصداقة
هناك اسئله اتمنى ان اجد لها اجابه
طرحتها فى موضوعى
واتمنى منكم اختيار صفة افتقدنها ولتبوحوا بها
انها مساحة حره للبوح
هناك صفات مثل
الشهامة
والنبل
والشجاعة
والحب
والصدق
والحلم فى الزمن الخطأ
والوفاء
والفن
كلها اشياء فقدناها كيف فقدت وكيف تنستعيدها

اليوم ساكتب على الصداقة

الصداقة

الصداقة معدن نقى تختبر صلابته وقت الشدة. قد تجد حولك آلاف الأصدقاء إذا أقمت حفلا ، ولكنك لا تجد شخصا واحد منهم إذا واجهك مشكلة في عصر التكنولوجيا استبدلنا الصديق بمجموعة زائفة من الآلات.

دعوني اليوم أرى وجهاً آخر لموت الإنسانية في أحد أهم مميزاتها ألا وهى الصداقة.



الصداقة كلمة كلما كتبتها اقشعر جسدي واهتز بشدة.

أحتاج صديقي وقت محنتي وأتمنى أن أجده بجواري في ساعات حزني ، أن أشعر بيده تنتشلني من دوامة سقوطي حين تظلم الدنيا ، وأن أجده ينير لي شمعة يحاول بها أن يفتح أبواب سجني المغلقة.

ولكم أشعر بالحزن كلما ضاع منى صديق. خسارة المال تعوض لكن خسارة الناس لا تعوض. أنها لا ريب الثروة الحقيقية التي تجلب للنفس السعادة وتملأ القلب بالرضى.

والصداقة كما الحب أمر اختياري فلا أفرض صداقتي على أحد ولا هو يجبرني عليها إذ ليس للصداقة اتفاق مسبق ولكن هناك ميل قلبي وانسجام فكري قد يحكمه الصدفة أو العقل وفيه تفاهم واتفاق غير معلن على المشاركة والوفاء.



اليوم أسالك لم مات الصديق؟ وكيف مات؟؟

هل ماتت الصداقة بموت الإنسانية أم ماتت الإنسانية بموت الصداقة؟ أين ذهبت اتفاقية العيش والملح؟

أين ذهب ذلك الوفاء الذي كان يدفع الصديق ليقدم روحه مفتدياً صديقه ومنتصراً له.

الآن أصبحت الصداقة أكذوبة كبيرة وما عاد يربط البشر الآن سوى المصالح وعندما تسقط المصالح يسقط معها آخر أقنعة الصداقة.

ولعل السؤال يفرض نفسه اليوم كيف أختار صديقي؟

كيف أجد وسط أكوام الأوراق المالية المزيفة عن ورقة واحدة صحيحة؟ كيف أجد صديقي الذي أودعه خزائن أسراري فلا يبيعني في أول مزاد أو يعرضها في أول بوتيك يلتقي فيه مع رفاق السوء؟



ما أكثر المذابح التي يتعرض لها الناس في جلسات الأصدقاء إذ يستباح العمر والسمعة والقيمة ففي كل ليلة ضحية جديدة تتسلل إلى أعماقها الخناجر والكل يطعن باسم الصداقة.

الصداقة أيها الأحبة إحساس عميق في دواخل النفس وليس أجندة تليفونات تجمع آلاف الأرقام وآلاف العناوين ولا تجد في الأجندة اسما واحد تأتمنه على لحظة صدق أو سر من أسرار.

لكم أشعر بوحدة شديدة كلما غاب عنى صديق وكلما مات صديق في قلبي تمنيت لو أعدت له الحياة لو وجدته فجأة يستعيد نبضه وينهض واقفا وأتمنى وأنا أوسده أيام عمري أن يكون صادقاً مخلصاً فإن زللت سمعت كلمة عتاب أو رجاء أو نصيحة.

ما أكثر أصدقائي الذين واريتهم في أعماقي وأنا حزينة فخسارة الصديق خسارة عمر والعمر لا يرجع أبدا إلى الوراء.

السلام عليكم
ما دام الحديث عن الصداقة تحضرني ابيات أظنها للشافعي رضي الله عنه او لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه آمل ان تنال إعجابكم :ـ

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في ود يجيء تكلفا فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الود منصفا

( صديق صدوق صادق الود منصفا) ويا ليت كل أصدقاءنا من هذا النوع.

لحظة صدق
تبحثين عن الانسان فى زمن قتل الانسان
سيكون لى عودة وحديث طويل سيدور بيننا
فما اروع ان يكون هناك انسان
جمال النجار

الدكتورة مها :

الطريق لايوصل إلا بعد أن ينتهي , و ما كان له نهاية حتما كان لة بداية , و البداية ربما كانت لرجل حاول تأمين مستقبل أبنائه , فضيعهم في السنين التي تتشكل فيها ملامح شخصيتهم , ربما لا يعرف أن الولد الصالح رزق .. فضيع هذا بذاك , و يضرب المثل الأمثل علي أفضلية المال علي العلاقات الاجتماعية .
و ربما كانت البداية لرجل كعامة الناس يكدح في عمله ولا يستطيع أن يوفي الحد الادني لمطالب أسرته , وربما أحس بالعجز و بفشله في أداء مهامه كرب أسرة , فكان هروبه إلي المقهي و حاشية السوء .

يقول رسول الله صلي الله عليه و سلم "كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته "
و قال أيضا " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت انه سيورثه "

و نحن بالاساس لم نكمل الطريق , و لن يكون من الذكاء أن ننتظر النتائج

قديما بينما نحن أطفالا نلعب في روضة المنيل كان الشيخ عبد السلام أطال الله بقاه يجري مسابقة بيننا و كان الذي يسرد أكبر متوالية من جيرانه في العمارة و الفلل و العمارات المجاورة ينال الجائزة و التي كانت غالبا مصاحبته لصيد الاسماك في مركب نيللي .
و لم أعرف قيمة ولا معني ما كان يفعله إلا عندما وقعت تفجيرات المحيا في الرياض و كنت خارج مصر و قرئت من الضحايا أسرة مصرية أب و أم و طفلين اسم الام كان مميزا "فتحية محمد بيومي أبو سريع" نعم كنت أسرد هذا الاسم للشيخ عبد السلام منذ عشرين عاما مضت بالتمام و الكمال .

د. مها شكرا لك

د. مها

شكرا