أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عدنان الغول سيف الإسلام المسلول

  1. #1
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي عدنان الغول سيف الإسلام المسلول

    عدنان الغول .. سيف القسّام المسلول

    بقلم / نضال حمد :


    لا شكّ أن استشهاد القائد المجاهد عدنان الغول و رفيقه القائد عماد عباس خسارة فادحة للمقاومة الفلسطينية ، لأن كليهما من القادة الميدانيين ، المصنّعين للمتفجرات ، و المخترعين للصواريخ القساميّة الفعالة في حرب تحرير غزة أولاً .. فالأول من الوزن الثقيل جدّاً في حماس و من المستوى القسّامي الأول على غرار يحيى عياش و أبو هنود و الشريف و صلاح شحادة ... و الثاني أيضاً من المجاهدين الذين عاهدوا الله على تحرير فلسطين ، و لم يحيدوا عن عهدهم .

    لقد كانت الغارة الصهيونية التي أدّت لاستشهاد الغول و عباس غارة ناجحة و دقيقة جداً أيضاً ، و لعلّ عوامل كثيرة تتداخل في هذا الموضوع منها الميداني و المخابراتي و الصدفة . فقد يكون الرصد الصهيوني نجح بعد سنوات من مطاردة الشهيد في رصده و استهدافه بدقّة ، كما قد يكون أحد العملاء استطاع الوصول إليه و الإبلاغ عن مكان وجوده بواسطة أجهزة متطوّرة و حديثة ، و قد يكون تصادف وجوده أو مروره في تلك المنطقة مع وجود أو مرور عميلٍ أو مخبرٍ ما أو مع تحليق لطائرة تجسّسٍ و رصد في سماء القطاع .. لكن في كلّ الحالات فإن الجريمة حدثت و الخسارة كبيرة و الضربة موجعة و الردّ يجب أن يكون موجِعاً و مميّزاً عبر استهداف البنية الأمنية و العسكرية و المخابراتية للاحتلال في كلّ فلسطين المحتلة .

    لقد كان الشهيد عدنان الغول سيفاً مميزاً من السيوف القسّامية المسلولة بوجه أعداء فلسطين و الحياة ، و كان يداوي الداء بالدواء و لا يهادن ، بتار في حدّه و مرفوع بوجه أعداء الحياة و فلسطين . رافق الراحل المهندس يحيى عياش في رحلة الثورة المستمرة و العمليات الضاربة ضد الاحتلال ، و بعد استشهاد قائد القسّام و مهندس حماس يحيى عياش في عملية اغتيالٍ منظّمة يوم الخامس من يناير/ كانون الثاني 1996 ، ثم تحوّل الغول من مساعد إلى قائدٍ يحمل الهمّ و المسؤولية و كان على قدرِ مسؤوليّته، مناضلاً و مجاهداً آمن بالثورة و المقاومة سبيلاً و بالكفاح المسلح و الجهاد طريقاً مقدّساً لاسترداد البلاد و عودة العباد . كما أن الشهيد عماد عباس ليس أقلّ قدراً من الشهيد عدنان الغول لأنهما معاً كانا يشكّلان ثنائيّاً قسّامياً لا يعرف الكلل و الملل ، يجاهدان سراً و علانية في سبيل القضية . إن خسارتهما في ضربةٍ غادرة لا بدّ ستؤثّر في المقاومة قليلاً لكنها ليست الضربة الأولى و لن تكون الأخيرة التي تتعرّض لها المقاومة الفلسطينية عموماً و حركة حماس خصوصاً . لذا فقد اعتادت المقاومة على التضحية بقادتها و كوادرها و مجاهديها من أجل أن تستمرّ المقاومة و يستمر الجهاد في سبيل دحر الاحتلال عن أرض فلسطين و بناء الدولة الفلسطينية المستقلة .

    كان الصهاينة يعتبرون الغول و عباس من أهم خبراء المتفجرات و تصنيع صواريخ القسّام التي جعلت من شمال قطاع غزة جنوب لبنان جديد . و قد وضع الصهاينة نصب أعينهم تصفية قادة و كوادر حماس و المقاومة الفلسطينية بكلّ تلاوينها أملاً في وضع حدٍّ لإطلاق الصواريخ و لعملية تصنيعها . هذا و كان خبراء المتفجرات من الفلسطينيين على رأس قائمة المطلوبين للتصفية ، خاصة أن هؤلاء كانوا بالنسبة للصهاينة مسؤولين عن العمليات الاستشهادية و القصف الصاروخيّ ، و كان لا بدّ من تصفيتهم عاجلاً أم آجلاً . و هذه العملية الغادرة التي أودت بحياة الشهيد الغول و هو من أبناء و سكان حيّ المغراقة في جنوب قطاع غزة ، لم تكن الأولى لكنها كانت الأخيرة ، فقد تعرّض في السابق لعدة محاولات اغتيال (إسرائيلية) فاشلة ، و كان من أقدم المطلوبين للصهاينة حسبما أعلنت مصادر في حركة حماس . و كان الصهاينة في محاولات اغتيالٍ سابقة استهدفت عدنان الغول و فشلت ، تمكّنوا من قتل اثنين من أبنائه هما بلال (2001) و محمد مع ابن عمه (2002) ، كما قاموا بتدمير منزل الغول في عملية خاصة .

    إن الجنازة المهيبة و الضخمة للشهيدين الغول و عباس تعتبر استفتاءاً فلسطينياً جديداً على نهج المقاومة و تمسّكاً بالخطّ المقاوم الذي يرفض التسليم للمشروع الصهيوني الأمريكي . و ما خروج مئات الآلاف من الفلسطينيين في تشييع الشهداء سوى الدليل القاطع على أن هذا الشعب لا زال بخيرٍ و أن المقاومة لا زالت بخير و أن على السلطة الفلسطينية أن تنهض من نومها و تضمّ جهودها لجهود الآخرين و تقدّم مشروعاً جدياً للوحدة الوطنية يضمّ الجميع بشكلٍ جديّ و عمليّ لا صوري ، و يكونوا في إطار جبهة وطنية عريضة تقود نضال الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الوطنية الحاسمة و العصيبة من عمر فلسطين ، مرحلة الصراع على كلّ الجبهات السياسية و الأمنية و العسكرية و الاقتصادية و التطبيعية و التثقيفية . و أفضل حلٍّ للقيام بهذه المهمة يبدأ بحلّ السلطة الفلسطينية و إعلان تشكيل قيادة طوارئ وطنية إسلامية تقود الشعب الفلسطيني في السلم و في الحرب عبر تمسّكها بالثوابت الوطنية و عبر التعامل مع الواقع الإقليمي و الدولي و المحليّ بعقلانية .

    إن الوفاء للشهداء يكون بتصعيد نهج الجهاد و الكفاح و برصّ الصفوف و تفويت الفرصة على الأعداء و برامجهم المعدّة لتخريب و هدم الساحة الفلسطينية من داخلها . كما يكون بالالتزام بمبادئ المقاومة و بمواصلة المسيرة حتى تعود فلسطين إلى شعبها و يعود أهل فلسطين اللاجئين إلى أرضهم المحرّرة و دولتهم المستقلة . هذا هو مشروع الجهاد و المقاومة الذي مثّله كلّ شهداء مقاومة شعبنا منذ انطلقت في نهاية الخمسينات من القرن الماضي و حتى يومنا هذا .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2

المواضيع المتشابهه

  1. عدنان يحرقني الأسى عدنان
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 16-12-2010, 10:31 PM
  2. طب بها نفسا يا عدنان ( الى الشهيد عدنان البحيصي)
    بواسطة مصطفى بطحيش في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 18-01-2009, 01:18 AM
  3. عضو جديد بدعوة من الأخ عدنان الإسلام
    بواسطة خليل انشاصي في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 28-02-2006, 06:51 AM
  4. غول الكتائب-مهداة إلى روح الشهيد عدنان الغول
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 05-11-2004, 03:15 PM