تعقيب على قول أستاذي د . مختار

إن من أكثر ما يدهشني , أمر في غاية الأهمية ,
للحجر الذي يشبه الإنسان أو الحيوان .... يقال عنه تمثال , و الذي لا يشبه شيئا معينا يقال عنه منحوتة , و لا يقال تمثالا .
والموسيقى الموزونة بإيقاع معين يقولون عنها مقطوعة موسيقية , و التي ليس لها إيقاع يسمونها تقاسيم و لا يسمونها مقطوعة .
والكلام الذي له بداية وحبكة وخاتمة يقولون عنه قصة , والذي ليس له بداية و لا حبكة و لا نهاية لا يسمونه قصة بل ربما مقالة أو بوح أو رسالة .... .
إلا في الشعر يريد دعاة الحداثة المندسون تشويه لغتنا الأم , فأي كلام حتى و إن كان لا معنى له يحاولون إلصاقه بالشعر ,
يا أخي قولوا عنه ما شئتم من مسميات مستحدثة تناسب حداثته , و لكن لا تقولوا عنه شعرا .
فالجلد له طبيعة و تركيب و ملمس و شكل يختلف فيه عن الصوف , فهل سمعتم عاقلا يسمي الصوف جلدا ؟.
والشعر له تركيب وقوام وشكل وموسيقى , كل هذه الأمور مجتمعة جعلته شعرا ,
فاتني بما يشبهه حتى ألحقه بنسبه , لكن لا تأتيني بلقيط فأنا لن ألحقه بنسب الشعر .


تحباتب للجميع ومحبتي
و أشكر الأخت زليخة أنها أخرجت هذا من جوفي ,
إذ إنه لو بقي محصورا لقتلني .