باسم الوطن ..باسم الشعب ..باسم الذي لم تسمه رغم ارتواء الوضوح من ينابيع الغموض , كنت تزرع اللهب وتراقص الحريق في كل مكان ..
وكان الجميع يحصد النتيجة وهم منكفئون على إطفاء الحرائق, كانت مناجلهم الدموع ورائحة الشواء التي لطمت النوافذ وأيقظت الرقاد ..كان الجميع يكنسون في الشوارع إدعاءاتك القومية, وللأسف لم يبق حتى هرم أنهكته بيادر القات ولا طفل يسحب حقيبته المدرسية بين الأزقة منتعلا حذائه المقطوع .
نجحت في أن تخطف نظرات الإعجاب من وجوهٍ لم يلامسها ضوء الفرح رغم طابور الانتظار. وكانت النتيجة إنك مازلت ترقص على نجمة نيشان آفلة بحكم الصدأ, ولكن هيهات من يسمعك اليوم ..؟
نسيت أن أخبرك شيئا مهما ..! إنه من السهل حمل جواز دبلوماسي في جيب عرف احتواء عملة فراغها دجل و امتلائها الخرافة قبل رنين معدن قد تصرفه الريح , ومن السهل أن تنتقل بين أحضان المطارات , ومن السهل حمل حقيبة سياسية لا تمت بصلة بكل هذا الكلام الذي يغمس فيه شعبنا المغلوب رغيفه .. بل من السهل أن تبدو أمام البعض الذين يؤمنون بك فقط لصلة قبلية قديمة ضاربين عرض الحائط بمن سيذبح على يديك ككبش فداء سبقه الأضحى بطلا ولو كان من صنع الدخان. ولكن لا تستعجل.. سيأتي اليوم الذي ستقطع فيه على يديك أوراق روزنامة الندم. لأن ذئبين من أصدقائك أنقطع بينهما الجسر وكلاهما كانا يحفران للآخر قبرا .
لي ثمة سؤال يحيرني .. جاوب إذ أردت أو لا تجاوب..
هل كنت تقف على موضع الشرخ من ذاك الجسر لتغرق بين *كِلوما و*قبة الخراب ؟
أم مازلت ترتق ما انقطع من الوصال بين ذئاب طالت أذنابها في الغبن وكنت الأسوأ فيهم ..لأنك كنت تصافح خمس جهات بيديك , لا أظن الخمسة تقبل القسمة على الإثنين ..لا أظنها ..!!
على فكرة.. الحقيبة اللندنية القديمة لا تتوافق مع بيارج أمريكية , أمازلت تجمع بين الأضداد؟
تذكرت الآن كيف استطعت أن تجمع بين نظريات ماركس والرؤية الامبريالية بينما بيدك اليمنى مسبحة وكيف تكبدت لسعات رمضاء الصيف عندما عبرت الحدود فقط لتشرب كوكا كولا .
*كلوما : شبه خليج في مدينة عصب بـ ارتريا
*قبة الخراب : بين خليج تاجوراء والعاصمة جيبوتي .