ألم .. وأمل ..

بهجت الرشيد
رأيتها حزينة ذابلة
وكانت في الماضي كأيام الربيع
مقبلة مستبشرة ..

لماذا وكيف ؟
لقد حولوا أزهاري الربيعية
إلى ورقة ذابلة تتساقط كأيام الخريف ..

مسحت الدمع من عينيها
وأسررت لها
أيا فاطم لا تبكي
خذي بيديك قرآنك
واقرئي على مسامعنا العطشى
آية
ثم آية ..
تروي الأرواح الظامئة
تذهب الأحزان ..
وتهدي الحيران ..
ثم هلمي بنا
لتنشدي لنا
قصيدة من إبداعات أشعارك ..
وارسمي بفرشاتك الذهبية
ذات العبق القديم
نهراً ثم نهراً
هما دجلة والفرات
بألوان لوحاتك ..
أيا فاطم تبكين ؟
أما تعلمين ..
أن وجهك المشرق .. فجر ..
لليل حالك ؟

املئي الدنيا حلماً
املئيها فرحاً وأملاً
من إشراقات آمالك ..
وإن كان الشوك في فؤادي
فما باله في فؤادك ..
دع الشوك لفؤادي
وخذي لفؤادك
باقة من مجموع أزهارك ..

واكسري الصمت المرير
وأيقظي الصوت الكسير
فوق أسطح المنازل
والمآذن
والشوارع
هاتفة للزهرة الذابلة ما بالك ؟
هي أيام حزينة وستمضي
ولسوف نقطف سوياً أزهار الربيع ..

قالت
وقد اشتد بكاها
وجرى سيل من مقلتاها
أنا لا أبكي جزعاً
خوفاً أو هلعاً ..
أنا أبكي
علّ قلباً يحيى بعد موتٍ
أو يصحو من سبات
أو يُقبل قبل فوتٍ
قبل إعصار عات

أبكي أمة
طال غيابها واغترابها
أمست بلا نجم سماؤها
بلا أسوار بابها
أبكي
علّها تعي ما بها
أو حلّ في ديارها

يا صاح ..
قالت
إن دمعي رافدٌ
ينتهي حزنه في دجلة
فإن لم أبكي
فمن سيروي ماءها وترابها ؟