كتبتُها حينَ كانت غزّة الطّاهرة تُنتَهَكُ ، يُقَدّ قميصُها من قُبُلٍ ومن دُبُر .. وهي تستغيثُ بإخوتِها ( المُعتصمين ) في مقاصفهم يطربون!! تماماً كحال سوريّتي الحبيبة اليوم ...
مِنْ غَزّة
سألتُها :
مِنْ أينَ يا سَمْراءُ
في وَجْهِكِ هذا المَجْدُ
والإباءُ
والعِزّهْ ؟!
أجابَني مِنْ وَجْهِها
أنفٌ أشَمٌّ
قَدْ عَلَتْهُ الكِبْرياءُ :
إنّني مِنْ غَزّهْ ..
مِنْ غَزّةٍ ، أرضِ الرّباطِ
حيثُ صارَ الموتُ ماءَها
وصارَ الصّبرُ
خُبْزا
مِنْ غَزّةٍ
حيثُ يُعَطّرُ الثّرى
في كلّ يومٍ
ألفُ جُثّهْ
مِن غزّةٍ
حيثُ الدّواءُ ، والغِذاءُ
عَزّا
وأتخِمَتْ بُطونُكمْ أنتمْ
بما طابَ
وما لَذّ !
من غزةٍ
حيثُ النّداءُ
هَزّ صَخْرَ الأرض
لكنْ قلبُكُمْ
ما اهتزّ !
من غزّةَ
حيثُ بَكى من منظرِ الأشلاءِ
كُفّارٌ
وأعداءُ
ولمْ نسمعْ لكُمْ
ركزا !
أحْيَتْ بيَ السّمراءُ
حينَ انتسَبَتْ
كَرامتي
فصاحَ من نفسي الحَياءُ :
قُمْ بنا الآنَ
إلى غزّهْ ..