أحدث المشاركات
صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 48

الموضوع: أسئلة وإجابات على هامش قصيدة كَذَبَ الشعر للمبدع مكي النزال

  1. #31
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي


    ما هو النقد؟

    النقد لغة هو تناول الدراهم تمييزا لها بين جيد ورديء ، وهي كذا إعطاء الدراهم باليد مباشرة ثمنا للشراء فهي ضد النسيئة. والنقد اصطلاحا هو تناول لكل أمر تمييزا بالإشادة بما هو جيد وجميل والإشارة لكل ما هو دون ذلك ، وهذا يعني أن النقد يتناول العمل الأدبي والعمل الفني والعمل الفكري وكل أداء أو إبداع إنساني.
    والنقد الأدبي في ظني وظن كل أديب جاد هو روح الأدب وعينه المبصرة لا يرتقي إلا إذا ارتقى ولا يهوي إلا إذا هوى ، فلا أدب راق بدون نقد راشد وهاد ، ولا نقد هام بدون أدب مستحق ، فالمرء لا ينقد الدراهم إلا ما يحب من أشياء ويثمن من أمور ، وكذا النقد دليل تثمين وتقدير ودفع مباشر بالنقد لا بالنسيئة بما يعني أن مجرد تناول أي نص بالنقد هو تقدير له ومدح ، ذلك أن المرء لا ينقد ما لا يستحق.


    مستويات النقد ومحاوره

    للنقد مستويات ومحاور فمستوى التناول النقدي للنص يرتكز عموما على أمرين أساسيين ؛ الأول هو مستوى النص وقيمته والثاني هو مستوى الناقد وتخصصه. أما مستوى النص فيفرض على الناقد أن يتناوله بمستواه تماما كما يتم تناول بالتقييم مستوى طالب في الدراسة الثانوية فيشاد بما كتب في حين ينتقد ويرد نفس النص لو كان كتب من خريج كلية لغة عربية ، ولو كتب خريج لغة عربية وأدب نصا يشاد به فإنه ينتقد ويرد لو كان من أستاذ باعتبار القدر والقدرة ، وعليه فإن النقد للنصوص يتفاوت مستوى بتفاوت مستويات الأديب والناقد. أما المرتكز الثاني فيتعلق بتخصص الناقد في مجاله فأستاذ العروض يكون نقده معتبرا حين يتعلق الأمر بالعروض ويقدم على من سواه ولا يعتد به كثيرا فيما سواه من لغة ونحو وبلاغة ، وأستاذ اللغة والبلاغة يكون مقدما في مجاله ولا يعتد كثيرا في تناوله لما ليس من تخصصه وهكذا. وأنصف ما يكون النقد وأشمل ما يكون من ناقد أو صاحب حرفة أدبية يتناول الأمر من جميع جوانبه في بوتقة واحدة لأنه يربط حينها بين المتداخلات من المجالات الفنية المختلفة للنص.
    والنقد كما قلنا لا يكون إلا للمستحق من النصوص للتناصح والتفاعل الهادف أما الانتقاد المجرد فيكون للنصوص الرديئة وللتعليم ، وحين يكون التناول النقدي للنص من أعلى مكان فهذا يعني إشارات للصواب والأصوب وللحسن والأحسن وليس إشارات للصواب والخطأ أو للجميل والقبيح ، وفي هذا المستوى النقدي يكون الإجلال للنص ولصاحبه وليس العكس ، ولا يكون إلا من باب الحفاوة بالنص لا الانزعاج منه.


    ما هو المطلوب من أجل عمل نقدي جاد؟

    1- العلم والمعرفة: وهذا أمر أساسي ومهم ، ولا يعني بالضرورة تخصصا بشهادات جامعية بل بعلم ومعرفة ، وخير من يعرف جودة الحرفة ودقة تنفيذها هو زميل الحرفة ممن يمارسها فليس أفضل حكما على مائدة صنعت من خشب إلا نجار خبير.
    2- النزاهة والتجرد: لعل هذا هو أحد أهم مرتكزات العمل النقدي في زمن بات النقد فيه للأسف يخوض فيه كل خائض ويستخدمه كسلاح يجمل القبيح لمن شاء ويقبح الجميل لمن شاء ويكون غالبا لغرض ما أو لطلب ما. والعمل النقدي متى تجرد من الغرض الشخصي وكان نزيها لم يخدم العمل الأدبي فحسب بل الأدب ككل.
    3- الموضوعية: فالتناول الموضوعي للنص والتركيز على مضمونه مبنى ومعنى بعيدا عن التوجه الشخصي هو أساس صدق ونجاح أي نقد ، وأي خروج عن محور موضوعه يفسده ويفسد به.
    4- الرؤية الشمولية: وهذا يكون بتناول النص من جميع الجوانب وإدراك قيمة التداخل الفني بين العناصر والمحاور ، ثم الرؤية الشمولية من خلال منح الشاعر حقه في أن ننطلق من منطلقاته الأساسية ونحترم قدراته ونظهرها ولا يكون في الإشارة للأمور برأي أو برؤية ما يمثل تهوينا للنص أو لصاحبه.


    ما هي معيقات المشهد النقدي الحالي؟

    1- فقدان الناقد الحقيقي الذي يختص بالنقد الشمولي بدون أن يكون له مطامع أو مطالب أو أغراض. لا يوجد ناقد يحرص على تناول الأعمال الأدبية بجهد لا يكون من ورائه مكسب مادي له في زمن الماديات ، أو أن يضيع وقته وجهده في تناول نص يعود عليه بالأذى من صاحب النص متى أشار لبعض رأي أو رؤية وإن أشاد بالنص في صفحات.
    2- الإعجاب بالرأي: حين يتحصن كلّ من الأديب والناقد ببرجه العاجي ويحولان التناول النقدي للنص إلى تناول ذاتي للشخص لا يسمع أحدهما للآخر ولا يقدر أحدهما للآخر ما يبذل من جهد ووقت في تبادل المعرفة والتناصح لما فيه الخير.
    3- طبيعة العمل في الشابكة: هذا مما يزيد هذه الأمور سوءا ، وفي هذا ما يطول الحديث عنه من عجائب وغرائب ذلك أن الأمة العربية إلا من رحم ربي ينظرون للعمل من خلال الشابكة كمجرد لهو أو قضاء لوقت فراغ ، وتعامل مع أشباح لا مع أرواح ، وعدم التزام أو جدية في التناول ناهيك ما يتعرض له بعض الأدباء من تمجيد في مواقع الشابكة من أعضاء يعتمدون ردود الشات والنسخ واللصق والتصفيق الأعمى أو الأعشى.
    4- العصبية القبلية: فكل أديب يتعصب لمن هم من بلده أو من "شلته" أو "رد الفضل" بمدح مقابل مدح ومساندة مقابل مساندة أو تحزب ضد من لا يحب أو غير ذلك مما يبتعد عن الأساس الذي يجب أن يكون عليه الأمر وهو مستوى النص أدبيا بعيدا عن أية حسابات أخرى.


    وردا على سؤال هل يجب أن يأذن الأديب بتناول نصه نقديا أقول: نعم ولا.
    نعم متى كان ذلك متاحا وعرفنا أن الأديب ممن يتحسس عند تناول نصه فيحسن استئذانه وليس يلزم ، وإن رفض فله ذلك على أن لا يكال له المديح فيكون في هذا ما يشوش على المتلقين خصوصا من يتعلمون منهم.
    ولا لأن الأديب حينما ينشر نصه فهو يعلن أنه متاح لكل من يقرأه وليس فقط لمن سيصفق له ، والنص هو ملك صاحبه ولكنه أيضا يصبح لمن يقرأه حق في أن يرى فيه ما يشاء ، وللأديب الحق في أن يفند كل رأي بما يشاء، كل بما يراه في حوار موضوعي يتناول النص والرأي تفنيدا وتأكيدا بأدلة منطقية جازمة وبتناول علمي موضوعي جاد.
    وهذا الأمر يكون أكثر لزوما وانطباقا في حالة العمل التفاعلي الذي تمثله المواقع التفاعليه كالواحة فكما نرحب بالمدح والثناء في مواضع يجب أن لا نستنكف أن نرحب بالنقد النزيه والجاد بنصح صادق في مواضع أخرى.


    هل النقد يوجه لصاحب النص؟؟

    كلا مطلقا. النقد يجب أن يتناول النص ومتى خرج عن هذا طعن في مصداقيته وفي أربه. فالنقد هو نقد للنص الأدبي لا يكون المقصود فيه صاحب النص بشكل خاص بل هو تناول للعموم يوجه لكل من شاء أن يقرأ أو يتعلم أو يحاور ، وليس حربا بين شخصين بل هو حب لنص والتفات إليه بما يستحق من بذل وقت وجهد ليكون فيه تعميم النفع والفائدة والرقي بالأدب وباللغة فلا يوجد نص معصوم ولا أديب معصوم مهما بلغ شأوه في نظر نفسه أو في نظر الآخرين.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #32
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي


    ردا على سؤال الفاضلة نداء حول أن نقد أو انتقاد ألفاظ أو صور أو معاني في نص ما يعني تقييد حرية الأديب في التحليق بلغته الخاصة وأسلوبه الخاص ومواضيعه الخاصة ، ويعني إلزامه بكتابة ما يريد الناقد أو المنتقد؟؟

    أقول:

    من حيث الأساس جل التناول النقدي - إن لم يكن كله - في مستوى النقد من أعلى مكان هي رؤى ولمسات إبداعية رقيقة ودقيقة تتفاوت فيها الرؤى أحيانا ائتلافا واختلافا ، للأديب أن يأخذ بالرأي أو أن يدع لا غضاضة.

    الذي يلزم الأديب التزامه هو ما يمثل خطأ واضحا في اللغة أو في المعنى أو في التوظيف في تلك المواضع المحددة ، وأما غير ذلك فهي تداولات بالرؤية الحرفية التي تحدثت عنها ومقارنة بين الحسن والأحسن والجيد والأجود والجميل والأجمل ، وهذا لا يعني بالضرورة أن الأمر يسير باتجاه واحد بل قد يقوم الناقد بتناول نقطة يكتشف بتواصل الأديب وشرحه لها بشكل علمي وموضوعي ما يضيف إليه ويفيده ويدرك أنه إما قرأ بشكل مغاير أو أنه بالفعل تعلم شيئا جديدا ، أعنى أن الناقد أيضا ليس معصوما من خطأ أو شطط أو جهل أو سهو.

    أما ما تكرر كثيرا بأنني أفرض على الأديب أن يقول ما أريد فهذا مما لا يستقيم عقلا ولا منطقا ذلك أن ما كتب الأديب وما سيتكتب قد كتبه هو لا أنا ، وما كتبت أنا وما سأكتب قد كتبته أنا لا هو ، ولا يصح في الأفهام أن يكتب هو ما أريد أو أن أكتب أنا ما يريد فلا هو سيكتب ما كتبت ولا أنا يمكن أن أكتب ما كتب. هكذا ببساطة وبدون تعقيد.
    وأزيد بأن لكل إنسان الحق في أن يكتب ما شاء وقتما شاء وكيفما شاء ، ولكن ليس له الحق في أن يصادر حق غيره في رؤية مغايرة أو قراءة مختلفة ، ولا أن يسوّغ لنفسه ما يخالف قواعد اللغة مثلا أو يجافي منطق العقل مثلا فإن من يكتب ليسمع الآخر عليه أن يكون متقبلا لرأي هذا الآخر فيأخذ منه ما يحسن ويدع عنه ما لا يصح أو ينصف دون غضب أو صخب وإنما بالحوار الهادف وأدب الاختلاف. وليس ثمة من بلغ الكمال من البشر خلا الرسل بعصمة الخالق فكل يؤخذ منه ويرد عليه كبيرا كان أو صغير ، والحكمة ضالة المؤمن وهدف كل حصيف أنى وجدها فهو أحق بها.


    ردا على سؤال التوظيف للمفردة أقول:

    لقد كفاني رد الكريمين الأديب الكبير وليد عارف الرشيد والشاعر المبدع أحمد رامي القول في هذا فهما قد لخصا الأمر بأمثلة واضحة بينة ، فالتمايز بين الأدباء والفنانين وغيرهم لا يكون بعموم الأداء بل بالدقائق والرقائق فهي التي تميز دقة الحرفة عن الحرفة تماما حين يعزف قدير ومتمكن كلاهما سيبدوان للعامة سواء ولكن الخبراء هم من يضعون أيديهم على مواطن الإبداع في لمسات دقيقة ورقيقة تضيف للنص وتؤثر في المتلقي وتميز بين الأداء.

    دعوني ألخص هذا أيضا بمثال حي من بيت شعري ما.

    عِــــتَــــابِــــي إِذَا جَـــــارَ الــــــكِـــــــرَامُ مَــــثُــــوبَـــــةٌ
    وَعَـــــفْـــــوِي إِذَا جَــــــــــارَ الـــلِــــئَــــامُ عِـــــقَــــــابُ

    ماذا لو كان البيت:

    عِــــتَــــابِــــي إِذَا جَـــــارَ الــكِـــــــرَامُ عُقُــــوبَـــــةٌ
    وَعَـــــفْـــــوِي إِذَا جَــــــــــارَ الـــلِــــئَــــامُ ثـَـــــوَابُ

    البيت الثاني صحيح لغة وعروضا وتركيبا وأسلوبا وغرضا تماما كما البيت الأول. هل يعني أن البيتين يستويان؟؟
    الجواب كلا ، فالبيت الأول أفضل بكثير من البيت الثاني بسبب توظيف المفردة في سياق أدق وقدم معنى جديدا فكان البيت إبداعا على مستوى المعنى يستوقف الذائقة الراقية تأملا على عكس البيت الثاني الذي يمثل نظما لأمر معروف ومعتاد. هنا لعب التوظيف دورا أساسيا في تحقيق اللمسة الإبداعية فحول البيت من نظم مستهلك عادي إلى بيت يستوقف بمعناه ويبرز القيمة الإبداعية للبيت بهذا التعديل البسيط.

    وهنا مثال آخر لتوضيح التوظيف بشكل مختلف قليلا:

    وَكَـــــــمْ مُـــــــدَّعٍ فِـــــــي اللهِ حُــــبِّــــي فَــــــــإِنْ رَأَى
    قُــــــــدُورًا لِــطَـــهْـــوِ الــــغَــــدْرِ سَـــــــالَ لُــــعَـــــابُ

    ماذا لو كان البيت:

    وَكَـــــــمْ مُـــــــدَّعٍ فِـــــــي اللهِ حُــــبِّــــي فَــــــــإِنْ رَأَى
    قُــــــــدُورًا لِــطَـــهْـــوِ الــــغَــــدْرِ سَــــــــالَت دُمُـــــوعُ

    هل البيت الثاني كالأول صحيح ومنضبط؟؟
    الجواب نعم كلا هما صحيح ومناسب لمعنى ما ، ولكن كما رأينا الأول يعطي معنى معاكسا للثاني فالأول دليل خيانة ومشاركة في الغدر والثاني دليل تألم ورفض له ووفاء للصاحب. طيب ما الذي يجعل التوظيف مناسبا من أحدهما دون الآخر؟؟
    هنا يكون للسياق الدور في تحديد مدى صحة التوظيف فإن كان السياق في القصيدة يشتكي غدر الصديق وخيانة الصاحب فإن دموع تصبح مستهجنة في السياق ومربكة للمعنى ويكون اللعاب هو الأنسب ، وإن كان السياق يتحدث عن الوفاء وعن التزام الصاحب صاحبه استهجن اللعاب واستعذبت الدموع.

    هذا ناهيك عما يتعلق بفقه اللغة من حيث ما تمنح المفردة بذاتها أو في سياقها من معان تفهم ولا تكتب وسأسوق مثالا واحدا يوضح ما أقصد هنا.

    نقول لوصف حدوث تجمع للناس:

    احتشد القوم
    وتجمهر القوم
    وتوافد القوم
    وتكاثر القوم
    وتكالب القوم
    وتهافت القوم
    وتجمع القوم
    ..
    ..
    إلخ

    المعنى العام يصف الحدث الذي نريد ولكن كل مفردة تصف طبيعته بين معنى طيب ومعنى غير طيب ومعنى مناسب ومعنى غير مناسب ، والعامل المحدد للمفردة الصحيحة هو المعنى المراد والسياق الذي جاء فيه ، وأرجو أن يكون هذا كافيا لتوضيح أهمية توظيف المفردة في النص الأدبي توظيفا دقيقا وصحيحا ومناسبا للمعنى المراد وللسياق الذي جاء فيه.


    الرد التالي سيكون في تناول النص الرائع للأديب المبدع مكي النزال بتناول علمي موضوعي وبرأي لا نلزم به أحدا.

    تحياتي

  3. #33
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.39

    افتراضي

    كلام جامع مفصل ... بارك الله بك أستاذنا الحبيب :
    الآن خطر ببالي سؤال وهو من محض تجارب شخصية وهو سؤال حساس ومهم على الأقل بالنسبة لي :
    هل يعني تحديد ناقد ما أو قارئ أو شاعر آخر لمواقع خلل في توظيف الكلمة في عمل شعري أن الناقد أو القارئ أفضل شاعريةً أو أكثر مراسًا وخبرةً ؟.. أم أن هناك حالات يكون بها المراقب الخارجي أقدر على الرؤيا الأدق أو أنها حالات متنوعة يمكن أن تأتي بتباين الخبرة والشاعرية ويمكن أن تأتي من شخص أقل شأنًا وقد يكون ليس شاعرًا أصلًا ؟؟؟؟
    طبعًا أقول ذلك لأن في عديد مرةٍ أشار علي بعض الإخوة الأصغر سنًا وأحيانًا هم ليسوا شعراء أصلًا بتغيير كلمة أو تبديلها ويكون رأيهم هو الأصوب .
    أما لماذا أسأل هنا فلإيضاح جوهر النقد وتحديدًا بهذه المواضيع التي لاتلزمها الأكاديمية إذ يعتمد على كثير من المقومات ليس بالضرورة أن يكون تفوق الناقد شعرًا أو شاعريةً أو علمًا شرطًا أساسيًا لتمام وجودها .
    نثقل عليك ولكنها فرصة نطمع باستثمارها كما ينبغي
    محبتي وتقديري

  4. #34
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    راق لي موضوع النقد ، ورأيته جامعا لكثير مما يجب أن يُعلم ،

    وكونه موجزا جعل منه محفّزا أو منطلقا لليحث،

    لمن يرغب بالتوسع أكثر في هذا الباب .

    الدكتور سمير العمري ،

    بارك الله فيك ودمت والعطاء .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  5. #35
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد عارف الرشيد مشاهدة المشاركة
    كلام جامع مفصل ... بارك الله بك أستاذنا الحبيب :
    الآن خطر ببالي سؤال وهو من محض تجارب شخصية وهو سؤال حساس ومهم على الأقل بالنسبة لي :
    هل يعني تحديد ناقد ما أو قارئ أو شاعر آخر لمواقع خلل في توظيف الكلمة في عمل شعري أن الناقد أو القارئ أفضل شاعريةً أو أكثر مراسًا وخبرةً ؟.. أم أن هناك حالات يكون بها المراقب الخارجي أقدر على الرؤيا الأدق أو أنها حالات متنوعة يمكن أن تأتي بتباين الخبرة والشاعرية ويمكن أن تأتي من شخص أقل شأنًا وقد يكون ليس شاعرًا أصلًا ؟؟؟؟
    طبعًا أقول ذلك لأن في عديد مرةٍ أشار علي بعض الإخوة الأصغر سنًا وأحيانًا هم ليسوا شعراء أصلًا بتغيير كلمة أو تبديلها ويكون رأيهم هو الأصوب .
    أما لماذا أسأل هنا فلإيضاح جوهر النقد وتحديدًا بهذه المواضيع التي لاتلزمها الأكاديمية إذ يعتمد على كثير من المقومات ليس بالضرورة أن يكون تفوق الناقد شعرًا أو شاعريةً أو علمًا شرطًا أساسيًا لتمام وجودها .
    نثقل عليك ولكنها فرصة نطمع باستثمارها كما ينبغي
    محبتي وتقديري
    أعتذر بداية لك أخي الحبيب وللجميع لظروف تأخري عن الرد والتي كانت خاصة وقسرية ، وأعود لأكمل معكم ما بدأت هنا قبل أن أعود ربما لغياب جديد قد يطول.

    أما ما تفضلت به من سؤال فهو مما أشيد به لأنه مما يستوجبه الحوار هنا في هذا السياق ، ولأنه يمنح الفرصة لتناول هذا الجانب المبهم أو المشوش في ذهن الكثير.

    أقول مستعينا بالله أنني لا أجد في انتقاد لفظة ما أو معنى ما ما يرفع درجة الناقد على صاحب النص المنتقد فالسهو والنسيان من طبيعة البشر وقد يغيب معنى ما أو لفظة ما عن خاطر أي أنسان في لحظة ما ولا يغيب عن بال آخر فيرد على خاطره أثناء قراءة النص ويعلم أنه المقصود من قول الشاعر وأنه كان في خاطره لكن اللفظة المناسبة غابت عنه لا جهلا ولكن سهوا ونسيانا ، وهذا يفسر أن لا أحد أوتي جوامع الكلم إلا الرسول الكريم لأنه لا ينطق عن الهوى وإنما من وحي يوحى ويراقب ، وليس قوله كقول البشر الذي قد يراوده الخطأ والخطل والسهو والنسيان "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا".

    هذا يعني أن الناقد قد يكون بقدرات أقل من الشاعر أو أكثر سيان. المهم هنا هو معيار القياس في قوله أكان صوابا أو خطأ ، ولذا يجدر بالحوار أن يتجاوز دائما الشخوص وأن يتناول فقط النصوص ويكون المعيار بمقدار الصواب والأصوب والمناسب والأنسب ناهيك الصواب والخطأ.

    ولا يخفى على كرام مثلكم ما أشرت إليه في رد سابق من أن النقد ليس سلاحا للطعان والضراب يشهره من شاء انتقاما أو أراد إيلاما فيقبح الجمال أو يجمل القبح أو يقلب الحقائق فيقول كلمة حق يراد بها باطل أو يقول كلمة باطل يزعم بها الحق ، وتناول النقد يجب أن يكون بناء على ما أشرنا إليه من التجرد والنزاهة والموضوعية ويقاس على مقدار مقاربته للحق وللعقل والمنطق وفق منهج علمي نزيه وبعيدا عن التناول الشخصي للأمور. وليس كل ما يقال من ناقد بات حقا فالناقد في النهاية بشر يجري عليه ما يجري أساسا على الشاعر من سهو وخطأ ونسيان أو عدم إلمام بالشيء ، ولذا ليس كل نقد يعتد به ويصبح حقفيقة مجردة بل يتم التعامل معها في نطاق الحوار وآدابه بنقاش موضوعي وبأدلة وقياسات واجتهادت معتمدة للوصول إلى أفضل خيار ممكن.

    والنقد أخي كما شرحت له مستويات وأساليب ، وجله يكون تقديرا برؤية نقدية وذائقة أدبية خصوصا في المستوى العالي للنص وللنقد وليس من شاكلة خطأ وصواب إلا فيما ندر ، والصواب درجات والحق حالات فليس في الأمر ابيض واسود او صواب وخطأ في هذا المستوى بل كما قلنا مرارا صواب وأصوب ومناسب وأنسب. وهذا الأمر لا يصل بحال لمصادرة حق الشاعر فيما يقول أو في لغته ولكن هذا لا يعني أن نقر لغة قد تكون قصرت في معنى هنا أو تركيب هناك ، ورب ناقد لا يستطيع أن ينظم بيتا واحدا من الشعر ولكنه يمتلك العلم أو الرأي بما يفيد النص ويثري جوانبه بالثناء على ما يستحق والتحفظ على ما يستحق.

    باختصار الرؤية النقدية حق لكل متلق للنص تماما كحق صاحب النص في أن يكتب ما شاء وهي ليست ممارسة استاذية أو إظهار تفوق في صراع أو نزاع أو قدر أو قدرة ، وإنما هي حق يمارس لرؤية أو لرأي أو لرغبة في قراءة الأفضل بحوار هادف يرتكز على النص بموضوعية وبمنهج علمي وفوق كل ذي علم عليم.


    تحياتي

  6. #36
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مكي النزال مشاهدة المشاركة
    أحبتي
    لست بنزاع مع الأخ سمير على شيء
    وتمنيت عليكم بدل (الفزعة) أن تقرأوا مليًا
    وأن تفندوا ما قلت
    فلربما كان لي بعض الحق ولو في نقطة واحدة!
    هو أميركم وأخي ولا ارى ما يستوجب (الاعتذار) من أحد فأنتم أحرار بمواقفكم وهي ليست معركة
    بورك الوفاء ودامت المحبة

    .
    هو ما قلت أخي الحبيب مكي ، فليس لك عندي إلا الخير ولا حرب بيننا بل حب وود واحترام ، وأما ما كان منك تجاهي فإني أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولك وأن يجنبنا نزغات شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.

    والأمر أيها الحبيب ليس فزعة فما رأيته منهم أسئلة تصيبني بأكثر مما تصيبك وأنا أتفهم ذلك وأعذره ، وأنا سأستجيب لك فأفند ما يتعلق بالنص تقديرا وسأغض عن تفنيد ما تناولت به شخصي إجلالا وحرصا ، وأعدك أن أعطيك الحق في أية نقطة لك فيها حق وسأعتذر لك عن اي خطأ أصبناك به ولو بغير قصد وأمام الجميع.

    ونحن هنا أخي الكريم ليس بيننا ولا فينا ما تقول فنحن عباد الله إخوانا يرحم بعضنا بعضا ويحترم بعضنا بعضا وينصح بعضنا بعضا ، وأنت أخ كريم نحرص عليه ونرجو أن تزول الغمة التي أغمته وأن ينظر للأمر بزاوية الإخاء والود وليس بلغة الطرابيش والفزعات فهذا مما لا نتقنه ولا نعمل به.

    سأتناول النص بشيء من التوضيح في ردود قليلة قادمة راجيا أن يكون فيها ما يمسح على قلبك الكريم ويبعد عنك نزغات الشياطين فإني والله ما أردت من كل هذا إلا تأكيد الود وتقريب المسافات وتوثيق العلاقة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


    تحياتي

  7. #37
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي


    أحب بداية أن نبدأ حيث بدأنا هناك في النقد الذي استجبنا به لطلب المكرم الأستاذ مكي النزال من تعميم الفائدة وتحديد مواضع النقد الذي أشرنا له تلميحا فنشير بداية لمواضع الألق الشعري في النص ليتضح فيها أهمية توظيف المفردة ودقة ذلك في منح النص حياة وامتدادا عميقا في المعاني وفي المباني وفي الشعور.

    ذرفتني السماء نجمةَ شعرٍ = لمّتِ الضوءَ من بقايا زوالِ
    أرى أن هذا البيت هو أجمل ما جاء في القصيدة إن لم يكن بيت القصيد ففيه اعتداد بالنفس وشعور بالتميز والتفوق فجاء التألق على متسوى المبنى والمعنى والصورة والجرس بما يؤكد على شاعرية الأستاذ مكي واستحقاقه لوصفه هذا هنا.
    وأجدني سأسهب قليلا في شرح هذا البيت من الجانب البنائي ثم مناسبة التوظيف والصور للمعنى المراد بدقة مبهرة تجعل من هذا البيت في ميزان الشعر قصيدة بل خريدة لوحده.

    يقول الشاعر:
    ذرفتني السماء نجمة شعر.
    الذرف يكون للدموع ولا يكون الذرف يوما إلا من الأعلى للأسفل ويكون غالبا معبرا عن الحزن الذي وجدته في سياق النص كله بما يجعل هذه اللفظة موفقة جدا في التعبير عن الحالة الشعورية معنى وعن الصورة المصاحبة وصفا.
    وحين تذرف السماء يكون ذرفها المطر وهو الخير الذي تحيا به الأرض وتنتظره بشغف وترقب كي يبث فيها من كل زوج بهيج ، وهذا توظيف مركب للصورة يزيد من هيبة المعنى والتركيب هنا ويجعل من هذه المعاني المركبة والمتعددة تأثيرا في النفس رهيفا ورهيبا.
    والذرف حين يكون من الأعلى إلى الأسفل إنما يمثل ما يريد الشاعر من معنى أنه يرى نفسه في أعلى مكان فلا صعود بعده وأنه يتنزل بشعره كما المطر غيثا يبهج الأرض من كل زوج ويطرب الأذواق بكل عزف حتى وإن كان حزينا.

    السماء هنا جاءت أيضا بتوظيف رائع ومبهر من حيث تحديد المكانة التي يريدها الشاعر لنفسه من جانب ثم مواءمة الحقيقة الراسخة بأن الشعر هو موهبة السماء وليس علما يعلم أو حرفة تدرس من جانب ثان ، ولأن السماء هي مكان النجوم من جانب ثالث. فالشاعر هنا يرى نفسه في أعلى مكان يمتد إليه بصر الخلق باعتباره نجما محلقا في الأعالي، وفي نفس الوقت يعيد هذا كله لفضل الله تعالى باعتبار أن الفضل لله يؤتيه من يشاء.
    طيب ماذا لو قال الشاعر:
    ذرفتني الحروف نجمة شعر
    أو:
    ذرفتني الصروف نجمة شعر
    أو:
    ذرفتني الأيام نجمة شعر
    أو:
    ذرفتني الحياة نجمة شعر
    أو أي شيء آخر مما يمكن أن يصلح أو يكون جيدا بدرجات متفاوتة ، ولكن لا شيء أفضل من لفظة السماء في هذا المقام وهذا مما يلخص ما نقول من أهمية التوظيف الدقيق والصور المركبة باعتبار أن هذا هو ما يميز الشاعر عن الشاعر والمبدع عن المبدع.

    نجمة شعر ... هي صورة جميلة من حيث ذرف السماء للشعر نجمة شعر ، وفيها أيضا دحض لاستكبار الشاعر فأدرك أنه ليس أكثر من نجمة لها مدارها نعم ، ولكنه في سماء فيها نجوم بمدارات مختلفة تتفاوت في مداراتها وأقدارها وتأثيرها وهذا معنى جميل يكمل المعنى ككل بصور متداخلة تخدم الصورة وتحقق المعنى المطلوب بشكل راقي ومبهر ومبدع.

    لمت الضوء عن بقايا زوال
    المعنى العام هنا مبهر وإبداعي ودقيق جدا باعتبار أن ما قصده الشاعر هو رصد للواقع الشعري الحالي في زمن هانت فيه اللغة وتلاشى أو ضعف فيه دور الشعر وتأثيره وبات المتشاعرون أكثر من الهم على القلب كما يقال ، ثم هو اعتداد بالأصالة وأن الإبداع إنما يكون بالاتباع والابتداع معا. نجمة الشعر إذًا قد لمت بقايا الضوء الماثل للزوال بعد أمجاد الشعر العربي على مدى العصور ليكون لها وهجها الساطع قبيل الزوال فكأن الشاعر يقول: أنا آخر الشعراء النجوم وقد لمت نجمتي الشعرية كل بقايا الضوء الشعري قبل زواله عن الدنيا.
    وهنا نلاحظ بلا شرح طويل أن كل لفظة جاءت في توظيف دقيق ومهم يخدم المعنى ويؤكد الصورة خصوصا لفظة زوال التي حملت الكثير من المعاني العميقة ، لو كانت مثلا خيال أو جمال أو غيرها لما كانت بذات القدر في التأثير الشعري والشعوري.

    طبعا لو تأملنا الجرس عموما والتوزيع الموسيقي الداخلي والخارجي فسيبدو أيضا روعة هذا الجانب وأكتفي هنا بالإشارة إلى الزحافات العروضية التي خدمت الاحتدام الشعوري بتسارع النفس من خلال الاستغناء عن الصوامت في أكثر التفعيلات فأثرت في النفس تأثيرا قويا.


    حين يهمي الظلامُ مُزنَةَ شوْقٍ = أنزوي خلفَ أحرفي وابتهالي
    هنا بيت أيضا مبهر في صوره المميزة التي تخدم المعنى بتصوير الظلام يهمي مزنة شوق فتدفع الشاعر للتقوقع حزنا والانزواء خلف الأحرف والابتهال كحصون يحاول بها أن يدفع عن نفسه سهام الشوق المؤلمة في دجى الليل البهيم وقد أكله السهاد وأضناه الفراق.


    لن تنامي على أسرّةِ وَرْدٍ = إن زرعتِ الأشواكَ في أوصالي
    هنا يتجلى التوازن البنائي سواء بالربط والسبك بالشرطية بين الصدر والعجز أو بملائمة العلاقة بين الورد والشوك وبين الأثر والتأثير. والمعنى هنا جميل جدا ومنصف جدا فليس من العدل أن يزرع أحد الورد في القلب فراشا للحبيب يتكئ عليه وينام قريرا فيكون الجزاء شوك ونزف ، وأن المرء لا يحصد إلا ما يغرس فإما غرس الشوك فحصد الشوك وإما غرس الورد فجنى الورد وإما غرس الود فتنعم في الود.


    أقصِري عنْ لجاجةِ الشّكّ يا من = فيكِ أُنثى تضمّخَتْ بالجمالِ
    هنا تركيب عادي ولكن بهرني المعنى وراق لي ليس إلا ، وهو بحق معنى موفق ومناسب للسياق والإبداع هنا هو أنه قاله من خلال حس رقيق وابتهال حزين لمن يلج عليه بالشك ويخزه بالشوك ولكنه لا يزال يراها أنثى تضمخت بالجمال فالوصف هنا ليس وصف حالة بل وصف حال.


    دعْكِ منْ حُرقةِ اللظى في جنوبي = واسكني الثلجَ في أقاصي الشمالِ
    هنا أيضا راق لي التوازن البنائي بين الصدر والعجز والمقابلات بين اللظى والثلج وبين الجنوب والشمال وبين النهي والأمر ، وهذا السبك الذي يجعل البيت وحدة واحدة قوية ومتماسكة على غير العديد من الأبيات التي جاءت كما وصفنا من عدم الترابط الكافي. ولو كان لي رأي هنا لكنت جعلت "في اقاصي الشمال" "في اقاصي شمالي" لتوثيق العلاقة بين المفردتين ولتأكيد المعنى وتوثيق علاقته بالحس عند الشاعر.


    أشرعَ الدهرُ بابَهُ لرؤانا = لا تجوري عليْهِ بالأقفالِ
    هنا راق لي المعنى كثيرا فليس من العدل أن يسنح الدهر بساتحة ويفتح الباب للرؤى راضيا فيرفض ويصد ويفرط بهذه السانحة فنقفل الأبواب كبرا أو استنكافا أو نزقا يفضي لندم يوم لا ينفع الندم. أما من حيث التركيب والتوظيف فالبيت جاء عاديا وأرى في السبك والربط بين الصور والعجز بعض رخاوة سببها عدم وجود فاء العطف والتعقيب كأن نقول: أقررت لك بالحق فلا تجوري.


    سأتبع في رد قادم بعض ما في النص مما نجد فيه رأيا.


    تحياتي

  8. #38
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    أحيانا أسأل لماذا يقفز إلى ذهن المرء أول ما يستمع لكلمة " نقد "

    أن الأمر يتعلق بتعديد نواقص النص و معايبه ، و أن الناقد سيؤاخذ الكاتب و نصه

    على ماكان يجدر به أن يكتبه هنا أو هناك ؟؟

    بينما يغيب عنه أن النقد عملية شريفة ، مفترضة فيها الموضوعية ،

    تذكر ما للنص و ما عليه .

    و أن الناقد الحق ، من يملك أدواته و يعي دوره ،ما هو في الحقيقة إلا مرآة للعمل

    يخرج منه لؤلؤه ، مثلما يكشف عما هو دون ذلك ....

    قرأت اليوم لتوفيق الحكيم قوله :

    " أنفصل عن كتاباتي بمجرد أن تصل إلى المطبعة "

    وفهمت من هذا أن العمل الأدبي حين يخرج للوجود ، يكون معرضا للنقد

    من الجميع ، المختصون و غيرهم ، و لا يمكن أن تتوحد الرؤى حول النصوص

    مهما كانت واضحة ، فكيف و العمل الأدبي كثيرا ما تسكنه الرمزية و التأويل

    والتفسيرات المتعددة للكلمة الواحدة ، و القراءات المختلفة باختلاف مستوى

    إدراك القارئ وخياله وملكاته .

    لهذا كنت و مازلت أعتبر النقد الأدبي مسألة تطبعها النسبية في جوانبها

    غير الثابتة ( اللغة) ، و بالتالي فمن الحق الناقد أن يقول ما شاء ،

    كما من حق صاحب العمل أن يأخذ أو يترك من النقد ما شاء ،مقتنعا بأي اختيار منهما .

    وبعيدا عن طرفيْ العلاقة النقدية ،( الناقد و المنتقَد ) ،

    لا بدّ أن تقييم أي عمل أدبي ، يخدم دوره كمحرك و موجه أحيانا

    للإبداع ، لدى قاعدة كبيرة من الأقلام ، وربما يكون موجها - كما يحلم البعض -

    للعملية الإبداعية بصفة عامة ، يصفيها من كل ما علق بها من صيحات ضارة

    تؤذي تربة فنون الكتابة ،و تعكر صفاء سلسبيلها .

    كانت هذه خاطرة على هامش موضوع النقد ، أرجوأن تكون في محلها .

    بارك الله فيكم .

  9. #39
    الصورة الرمزية أحمد رامي مسؤول عام المدرسة الأدبية
    عضو اللجنة الإدارية
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الدولة : بين أفنان الشعر
    المشاركات : 6,190
    المواضيع : 45
    الردود : 6190
    المعدل اليومي : 1.30

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة
    أحيانا أسأل لماذا يقفز إلى ذهن المرء أول ما يستمع لكلمة " نقد "

    أن الأمر يتعلق بتعديد نواقص النص و معايبه ، و أن الناقد سيؤاخذ الكاتب و نصه

    على ماكان يجدر به أن يكتبه هنا أو هناك ؟؟

    بينما يغيب عنه أن النقد عملية شريفة ، مفترضة فيها الموضوعية ،

    تذكر ما للنص و ما عليه .

    و أن الناقد الحق ، من يملك أدواته و يعي دوره ،ما هو في الحقيقة إلا مرآة للعمل

    يخرج منه لؤلؤه ، مثلما يكشف عما هو دون ذلك ....


    بارك الله فيكم .
    كلنا نشاطرك الرأي هنا ..
    لكن ما دُرج عليه في المنتديات و لضيق الوقت ,
    أن يُذكر ما لفت النظر من أشياء تأخرت عن أخواتها في النص , أو أشياء قللت من ألق النص , وبالتالي فما سكت عنه فهو مقبول , ولو قمنا بتحليل كل قصيدة لاحتجنا أياما ؛
    ولهذا وجدت المشرحة في المنتدى .


    أعاننا الله جميعا وألف بين قلوبنا .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ذو العقل يشقى في النعيم بعقله .... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

  10. #40
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد رامي مشاهدة المشاركة
    كلنا نشاطرك الرأي هنا ..
    لكن ما دُرج عليه في المنتديات و لضيق الوقت ,
    أن يُذكر ما لفت النظر من أشياء تأخرت عن أخواتها في النص , أو أشياء قللت من ألق النص , وبالتالي فما سكت عنه فهو مقبول , ولو قمنا بتحليل كل قصيدة لاحتجنا أياما ؛
    ولهذا وجدت المشرحة في المنتدى .
    أعاننا الله جميعا وألف بين قلوبنا .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ========
    اللهم آمين ،

    الأخ الأديب أحمد رامي ،

    أشكر لك تفاعلك مع ما كتبت ، و في انتظار

    المزيد من ردودك و مشاركاتك المميزة والقيمة .

    دمت والواحة .

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. كَذَبَ الشعر!- مكي النزال
    بواسطة مكي النزال في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 66
    آخر مشاركة: 18-09-2012, 05:37 AM
  2. فاتناتٌ وكيدكنّ عظيم - قصيدة مكي النزال
    بواسطة مكي النزال في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 16-03-2012, 12:59 AM
  3. أيُعقَلُ هذا الصمت؟! - قصيدة مكي النزال
    بواسطة مكي النزال في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 10-03-2012, 07:50 PM
  4. أذّن فهذا الصبّ صاحِ .. قصيدة مكي النزال
    بواسطة مكي النزال في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 30-01-2012, 12:56 PM