أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 34

الموضوع: أيها الصديق

  1. #1
    الصورة الرمزية رشدي مصطفى الصاري أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : الرياض المملكة العربية السعودية
    العمر : 57
    المشاركات : 164
    المواضيع : 16
    الردود : 164
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي أيها الصديق

    أيها الصديق
    كان اليوم الأول.. لافتتاحي عيادتي بعد أن تخرجت من كلية طب الأسنان.
    وقد دام العناء شهرين من العمل لتجهيز هذه العيادة ،وأخيراً قررت أن أباشر عملي بها وذلك في الأول من أيلول عام اثنين وتسعين وتسعمائة وألف
    استيقظت في الصباح الباكر يحدوني الأمل الذي استسقيته من طموحاتي وأحلامي أثناء الدراسة ، أيام التعب والكد المريرين ولكم طاف في رؤياي سهر الليالي، ولكم تذكرت صوت المؤذن منادياً لصلاة الفجر..
    وانا لاأزال أتملى في هذه السطور محاولاً أن أستجديها علها تلتصق في ذاكرتي، وأعارك عيني اللتين تغلب عليهما النوم؛ فأصبحتا وكأنهما محملتان بمئات الأوزان الثقيلة التي لاحيلة لجفوني بمقاومتها فأوشكتا على الإنغلاق...
    كان ذلك لايزال يحاور مخيلتي عندما وصلت إلى باب العيادة أدرت المفتاح بالقفل وبالتفاتة صغيرة إلى يمناي ... أرسلت النظر بدون تكلف لأجد أمامي عينين جميلتين ترنوان إلي بابتسامة لطيفة.. قال صباح الخير يادكتور ... كان لوقعها في نفسي سحر خاص ،وقد خرجت من فم طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره..
    تقدم مني بكل ثقة قائلاً : أنا عبودة أسكن في المنزل المجاور وجدي صاحب هذه العيادة التي استأجرتها، تكلم بكل طلاقة وقال أي مساعدة يادكتور إن احتجت ثلجاً لتبريد الماء .. وجدتي تسلم عليك وتقول إذا احتجت أي شيء فاطلب دون خجل..
    أمام مدرسة الطفولة وهذه الثقة المطلقة وجدت نفسي محرجاً وكان من الواجب أن أدعو هذا الجار اللطيف ..
    فقلت: تفضل ياعبودة لزيارتي وتهنئتي
    ولا أنكر على نفسي بأنني بدأت أستخدم معه عبارات منمقة أحاول أن أجاري لباقته المدهشة..!
    أجابني سأمر بك بعد ساعة ... يكلمني وكأنه ابن الثلاثين..؟!
    دخلت إلى العيادة وفي نفسي طمأنينة غريبةاستبشرت خيرأ بهذا الوجه الملائكي ...
    وبعد ساعة دق الباب بهدوء واستاذن قائلاً:أتسمح يادكتور
    وإذ بعبودة يحمل قطعاً من الحلوى قال تفضل ومبارك إن شاء الله بداية خير..
    جلست وإياه أكثر من ساعة ودخلنا في أحاديث كثيرة شرح لي عن أسرته وعن والده ووالدته وكيف أنه يعيش الآن عند جده وجدته وعمته، وهو يحبهم كثيرأ لذلك فضل البقاء عندهم ريثما يحين قبوله في المدرسة فيذهب إلى والديه في دمشق ،وقد أعلمني أن عنده أخت تكبره بسنوات قليلة..
    وتتالت الأيام تمضي والصداقة تنمو بيني وبين هذا الفتى الغض..
    فكم أكلنا فطائر بالزعتر وشربنا الشاي ولكم جلسنا وتناقشنا ورسمنا المستقبل ؛فهو يريد أن يصبح طيارأ، وأنا اريد أن أبني منزلا وأشتري سيارة ( هذه سقف الطموحات لابن منطقة الشرق الأوسط أوبلدان العالم الثالث)..
    أحلام رسمناها في جلساتنا الطويلة حتى أصبح كممرضي الصغير.. اذا ازدحمت غرفة الإنتظار يسلي المرضى ويخدمهم ويلاطفهم ..وهكذا توثقت بيننا صداقة عميقة أحببته بكل جوارحي واعتبرته من أصدقائي القلائل في هذا الزمن..
    إلى أن بلغ سن دخول المدرسة وأبلغني أنه سيعود إلى والديه في دمشق.
    وبدأ يأتيني في كل صيف بهدية وبشوقه الحميم شوق الصداقة العزيزة ،نسترجع ماضيها ونطل على حاضرنا بتفاهم أكبر إذ بدأ ينطق بعبارات أبلغ وأعمق ،وينظر إلى ماحوله بتأمل أوسع..؟
    وفي هذه الاثناء أخذ العمر من جده صاحب العيادة الحدّ فكاد يفقد تركيزه ،وبدأ يتخبط ويثور لايعرف ماذا يريد ..؟ ويتصرف معي تصرفات غريبة..
    وسط هذه الضغوط قررت شراء عيادة ... وجاء الفرج واشتريت عيادة جديدة لاتبعد خطوات عن القديمة وانتقلت إليها بعد أن استغرقت إقامتي في العيادة سبع سنوات كان عبودة قد أصبح خلالها في الثالثة عشرة من عمره حيث بدأ الشباب يدب في طلعته ..
    إلى ذلك الصيف..؟ حين انتهاء المدارس قدم كالعادةإلى جده وكانا يجلسان في ساحة البلدة...
    يومها كان بيني وبين الجد خلاف كبير لأنه أساء إلي بالكلام ..مررت من أمامهما فلمحت عبودة بجانب جده، وشاهدني من بعيد كان جالساً فوقف وابتسم ابتسامة جميلة، ونظر إلي بإمعان وابتعدت عنهما محاولأ التجاهل ولم أشعر إلا وعبودة يتقدم مني قائلاً: مرحبا عمو هل نسيتني ..! فأجبته بخجل كيف حالك وفي أي صف أصبحت وأي الدرجات نلت هذه السنة..
    واسترسل بالحديث يريد أن يستجمع ماعمله خلال العام المنصرم ،ويفضه إلي بلحظات حتى أنه عرج في حديثه فأراد ان يعتذر عن سلوك جده لكنه لم يتوصل إلى طريقة مجدية فارتبك واحمرت وجنتاه حمرة طفيفة فقطعت الحديث عليه محاولاً إخراجه من هذا الإرتباك وقلت له عرّج علي ياصديقي في عيادتي الجديدة ألا تريد أن تراها وتهنئني بها فأجاب سأمر عندما يسمح لي جدي وودعته..
    بعدها سمعت أنه ذهب إلى حلب عند والدته التي كانت تزور أهلها
    إلى ذلك اليوم كان حرُّ الظهيرة يمقتني ويبعث في نفسي الملل والخمول بينما كنت أعالج ضرس إحدى المريضات ..
    عندما أطلق الشيخ يحيى إمام وشيخ البلدة العنان لصوته الرنان الذي يزرع في نفسي نبرات الرهبة والخشوع منبئاًعن مؤمن جديد رحل إلى وجهه تعالى ..
    كان ذلك أمرأ اعتاد عليه أهل البلدة وما إن انتهى من هذه التراتيل التي يمهد فيها حتى يعلن اسم الفقيد حتى قال عبودة بن محمد..؟!
    بالبداية اعتقدت أن الجد قد مات ولكن الذي جعلني أنتفض كالعصفور هو صوت الجد الذي راح يصرخ يالطيف..!!! سارعت إلى شرفة العيادة لأعلم بأن عبودة قد مات ..؟! قد احترق.. وبإهمال عديمي الإنسانية في المشافي من أطباء وممرضين قد أنتن جرحه وتجرثم دمه فمات...؟!
    آه أيها الصديق... آه أيها العزيز.. بلحظات تتخلى عن طموحاتك..! أم أنك سارعت بتحقيقها.. فأصبحت ذلك النسر الطيار الذي حلق ورحل إلى الأفق السحيق ..بلحظات تذبل تلك الإشراقة الجميلة التي تلفح وجهك..! أم تلك الإشعاعات البراقة التي تصدر عن عيونك... بدموع سخية كبرت أن تسقط إلا أمام موقف جلل .. سالت بسخاء علّها تغسل بصمة حزن أودعتها الأيام في أركان قلبي.
    عيناك شاردتان ماذا تبغيان هل تبحثان عن الأليف
    ياحلم عينيك ورؤياهما ماتا مع الانسان والزمن الشريف

  2. #2
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.15

    افتراضي

    جميل أن نجد لرحلة أحلامنا وطموحاتنا رفيق درب نسير معا نحو أهدافنا
    غير مشروط بسنٍ ولا نوع
    نلتقي على عهد .. ونفترق على وعد اللقاء
    أجدها توأمة روح لايفصلها إلا الموت
    نصك د. رشدي جميل سردا وفكرة ومؤلم خاتمة
    قرأته ربما حدث مر بشخصكم الكريم
    دمت مبدعا
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    أحزنني النص حدّ الاستسلام للدموع ،

    و تأثرتُ لموت ذلك اليافع بسبب إهمال الأطباء و الممرضين ،

    يافع كان يكبر قبل الأوان ،،، ليطير .

    قصة إنسانية معبّرة ، تشدّ القارئ حتى نهايتها ،

    ليقدّم العزاء في خشوع ، أمام انهمار دموع الكاتب .

    الأديب رشدي مصطفى الصاري ،

    دمتَ بكل خير .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  4. #4
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    جذبتني الأحداث حتّى النّهاية المفجعة بموت الصّبيّ حمودة
    جاءت القفلة غير متوقّعة، وزادت من قوّة الحبكة
    بوركت أخ رشدي
    تقديري وتحيّتي

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    نص قصصي جميل ومؤثر وسرد مشوّق
    ونهاية مباغتتة حققت صدمة مع أني لم أوفق في ربطها بموضوع القصة

    أهلا بك أيها الكريم

    تحيتي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  6. #6
    الصورة الرمزية فايدة حسن أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 2,014
    المواضيع : 115
    الردود : 2014
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    رافقت دموعي قراءة نهاية هذا النص الحزين
    وكانت القفلة الحزينة قمة في الإبداع وقمة في الوجع

  7. #7
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.40

    افتراضي

    أحببته وبكيته أيها المبدع
    ما أبهر نصك وأرقه ... ورطتني في سياق الحدث حتى لكأني انت
    مودتي وتقديري كما يليق

  8. #8
    الصورة الرمزية علي جاسم قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    المشاركات : 123
    المواضيع : 10
    الردود : 123
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    السلام عليكم

    قصة جميلة بلغتها الحكائية العذبة والسلسلة .

    فقط أتمنى التفريق بين همزة الوصل والقطع في بعض المفردات .

    تقديري

  9. #9
    الصورة الرمزية رشدي مصطفى الصاري أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : الرياض المملكة العربية السعودية
    العمر : 57
    المشاركات : 164
    المواضيع : 16
    الردود : 164
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    جميل أن نجد لرحلة أحلامنا وطموحاتنا رفيق درب نسير معا نحو أهدافنا
    غير مشروط بسنٍ ولا نوع
    نلتقي على عهد .. ونفترق على وعد اللقاء
    أجدها توأمة روح لايفصلها إلا الموت
    نصك د. رشدي جميل سردا وفكرة ومؤلم خاتمة
    قرأته ربما حدث مر بشخصكم الكريم
    دمت مبدعا
    تحاياي

    أختي الفاضلة آمال المصري

    الطفولة أصدق وأرق منهل للصداقة..
    لأنها لاتحتكم للمصالح والمجاملات ..بل هي بوح من الفلب إلى القلب
    أشكرك وأقدر لك هذه القراءة والمعايشة لأحداث هذه القصة التي تحمل
    ذكرى مؤلمة في نفسي
    يسعدني تواجدك البهي

  10. #10
    الصورة الرمزية رشدي مصطفى الصاري أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : الرياض المملكة العربية السعودية
    العمر : 57
    المشاركات : 164
    المواضيع : 16
    الردود : 164
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة
    أحزنني النص حدّ الاستسلام للدموع ،

    و تأثرتُ لموت ذلك اليافع بسبب إهمال الأطباء و الممرضين ،

    يافع كان يكبر قبل الأوان ،،، ليطير .

    قصة إنسانية معبّرة ، تشدّ القارئ حتى نهايتها ،

    ليقدّم العزاء في خشوع ، أمام انهمار دموع الكاتب .

    الأديب رشدي مصطفى الصاري ،

    دمتَ بكل خير .

    أختي الفاضلة نادية
    هناك لحظات ومواقف في هذه الحياة يظل أثرها ماثلاً في وجدان المرء وكيانه...
    لأن الإنسان .. لن يستطيع الخروج من انسانيته اذا كان يملك قلبأ لها
    وقلبك الرهيف عاش تلك اللحظة المؤثرة...
    قرأت في كلماتك رقة وانسانية أيتها الفاضلة

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الصديق والصداقة
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 09-10-2016, 09:42 PM
  2. المسك ( أيها الصديق)
    بواسطة هائل سعيد الصرمي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 29-06-2013, 11:44 PM
  3. أيها المنافق ...أيها المستحيل ...!!!
    بواسطة راضي الضميري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 10-05-2008, 12:54 AM
  4. د/ الصديق عمر الصديق .. في انتظاره معلما جديدا
    بواسطة أحمد حسن محمد في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-10-2006, 01:41 AM
  5. خطبة جامعة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-04-2005, 11:36 PM