|
شُكراً جَزِيلاً يا أَعِزّائِي |
شُكراً لأَرْمَلَتِي وأَبْنَائِي |
شُكراً لِمَن بِالصّمْتِ نَاصَرَنِي |
مِنْ كُلّ أَصْحَابِي وأَعْدَائِي |
يا أَوْلِيَاءَ النّفطِ مَعْذِرةً |
لِبَدَاوَتِي ولِفَرْطِ غَوْغَائِي |
لَولا مَحبّتُكم ونُصرَتُكُمْ |
لَسَقَطتُ من أَلِفِي إِلَى يَائِي |
لَولا حِمَايَتُكُم لَجَاهَدَنِي |
الأَعْدَاءُ عَنْ مِيْرَاثِ آبَائِي |
وتَدَخّلُوا فِي ضَخِّ أَورِدَتِي |
وتَوَغّلُوا في كُلّ أَحْشَائِي |
ولَزَاحَمُوا رِئَتِي عَلَى رِئَتِي |
ولأَفْسَدُوا فِي كُلّ أَنْحَائِي |
ولَسَجّلُوا ضِدّي مُخَالَفَةً |
إِنْ رُحْتُ أَشْكُرُ (حَاتِمَ الطّائِي) |
ولأَوقَدُوا بِدَمِي وَلِيْمَتَهُم |
فِي الصّبحِ واحتَفَلُوا بِإِطْفَائِي |
ولأَحْرَقُوا أَرشِيفَ ذَاكِرَتِي |
ولَزَيّفُوا هَمَزَاتِ إِيْحَائِي |
ولَهَدّمُوا رَأْسِي ولَمْ يَقِفُوا |
إِلا عَلَى أَطْرَافِ صَحْرَائِي |
ولَمَغْنَطُوا حَرَكَاتِ أُنْمُلَتِي |
وتَقَمّصُوا شَيْطَانَ إِغْوَائِي |
ولَبَدّلُوا غُضْرُوفَ حُنْجُرَتِي |
ولَسَفّهُوا إِعْجَابَ قُرّائِي |
ولَعَطّلُوا نَامُوسَ أَنْظِمَتِي |
بَعْدَ احْتِلالِ جَمِيعِ أَجْزَائي |
ولَبَاشَرُوا في الحَالِ بَرْمَجَتِي |
بِبطاقةٍ صُنِعَتْ لإِلْغَائِي |
واستَبْدَلُوا دُسْتُورَ مَمْلَكَتِي |
بِنِظَامِ تَوْرِيثٍ وإِفْتَاءِ |
ولَسَجّلُوا بِدَمِي مُبَايَعَةً |
مَخْتُومةً بِاسْمِي وإِمْضَائِي |
ولَقَامَ فِي أَقْصَايَ هَيْكَلُهُمْ |
ولَعَسْكَرُوا فِي طُورِ سَيْنَائِي |
لَوْلا جُهُودٌ مِنْ سَفَارَتِكُم |
لَتَبَخّرَتْ أَحْلامُ أَبْنَائِي |
ولَبِثْتُ فِي سِجْنِي إِلَى أَجَلٍ |
وحُرِمْتُ مِنْ أَغْلَى أَحِبّائِي |
لَوْلا مَسَاعٍ مِنْ جَلالَتِكُمْ |
ما كُنْتُ أَمْلِكُ بَعْضَ أَشْيَائِي |
ما عَادَ نِصفُ الّلاجِئِينَ إِلَى |
أَوطَانِهِمْ مِنْ غَيْرِ إِرجَاءِ |
أَنَا وَاحِدٌ مِنْ أَهْلِكُم سَلَفَتْ |
يَدُكُمْ عَلَيْهِ بِفَيْضِ أَنْدَاءِ |
فَجَمِيعُكُم أَصْحَابُ مَكْرُمةٍ |
في كُلّ سَرّاءٍ وضَرّاءِ |
وجَمِيعُكُم يَسْمُو بِنَخْوَتِهِ |
وجَمِيعُكُم يَسْعَى لإِرْضَائِي |
وبِرُغْمِ طَعْنِي في رُجُولَتِكُمْ |
تَتَجَاهَلُونَ سِجِلّ أَخْطَائِي |
أَدْرِي بِأَنّ وَرَاءَكُمْ دُوَلاً |
حُبلَى بِأَرزَاءٍ وأَدْوَاءِ |
ومَمَالكاً تُحْصِي مَثَالِبَهَا |
مَا بَيْنَ مُثْقَلَةٍ وعَرْجَاءِ |
وخُيولُكُمْ هَرِمَتْ مَفَاصِلُهَا |
مِنْ طُولِ ما رَكَضَتْ بِإِعْيَاءِ |
لا أَنْجَزَتْ فَتْحاً، ولا حَفِظَتْ |
سِلْماً، ولا فَاءَتْ بِأَفْيَاءِ |
أَدْرِي بِأَنّ لَكُم مَشَاكِلَكُمْ |
ولَكُمْ هُمُومٌ فَوقَ إِحْصَائِي |
وبِأَنّكُم أَسْرَى لِمَا مَلَكَتْ |
أَيْمَانُكُم .. أَسْرَى لأَهْوَاءِ |
ولَكُمْ طُمُوحٌ يَرتَقِي أُفُقاً |
ما بَيْنَ عَذراءٍ وشَقْرَاءِ |
ووَسَائِلُ الإعلامِ في يِدِكُمْ |
عَمْياءُ تَسْتَهْدِي بِعَمْيَاءِ |
أَدَوَاتُهَا الصّفْرَاءُ مَبْدَؤُهَا |
إِنْتَاجُ ثَرْثَرةٍ وضَوْضَاءِ |
أَخْبَارُهَا إِخْـ .. بَارُهَا قَذِرٌ .. |
آرَاؤُهَا مِنْ غَيرِ آرَاءِ |
أَنْبَاؤُها إِنـ.. بَاؤُهَا عَدَمٌ |
خَجَلاً تَقَلّدَ نُقْطَةَ البَاءِ |
إِعْـ...لامُهَا لامٌ ومِنْسَأةٌ |
ومُوَظّفٌ في بَيْتِ إِسْرَائِيْـ(...) |
شَاشَاتُ ترويجٍ مُخَصّصَةٌ |
لِعُرُوضِ أَجْسَادٍ وأَزْيَاءِ |
وتِجَارَةُ الإغْوَاءِ مُربِحَةٌ |
في عَصْرِكُمْ.. والحُكْمُ لِلرّائِي |
وبَرَامِجُ الأَطفَالِ يَكْتُبُهَا |
مُتَخَلّفٌ يُدْعَى أَخِصّائِي |
والصّحّةُ الأُخْرَى بَرَامِجُهَا |
تاجٌ عَلَى رَأْسِ الأَطِبّاءِ |
يا أَوْلِيَاءَ النّفْطِ حُجّتُكُم |
مَعَكُمْ .. كُفِيْتُمْ يا أَخِلّائِي! |
أَمّا أَنَا.. فَلَسَوفَ أُسْمِعُكُمْ |
خَبَرًا يُمَثّلُ بِكْرَ أَنْبَاءِ |
خَبَراً يَلِيقُ بِرَفْعِهِ سَلَفاً |
وبِكَونِهِ خَبَراً لِـ(لَوْلائِي) |
قَسَماً بِرُوحِ قَضِيّتِي قَسَماً |
بِصِفَاتِيَ العُظْمَى وأَسْمَائِي |
أَنّي سَأَقْدَحُ مِنْ عَصَا وَجَعِي |
بَأْسَ الجَبَابِرَةِ الأَشِدّاءِ |
سَأُعَلِّمُ الأَعْدَاءَ أنّ دَمِي |
مُرٌّ يَشُقّ حُلُوقَ أَعْدَائِي |
أَنّي إِذَا مُزِّقتُ أَو دُفِنَتْ |
بِتُرَابِ هَذِي الأَرْضِ أَعْضَائِي |
سَأَثُورُ مِن تَحْتِ الثّرَى حِمَماً |
وأَقُومُ مِن أَشْلاءِ أَشْلائِي |
قَدَرِي .. وهَذَا المَوتُ فَاتِحَتِي |
وطَرِيقَتِي الأَهْدَى لإِحْيَائِي |
ودَمِي فَمِي وبُرَاقُ أَلْوِيَتِي |
ومِدَادُ أخيلتي وحِنّائِي |
مِنْ أَيّ وَجْهٍ تُنْكِرُونَ (أَنَا)؟ |
وتُكَذّبُونَ بِأَيّ آلائِي؟! |
فَتَرَبّصُوا بِي فِي سَرَائِرِكُم |
قُولُوا سَفِيهٌ أو سَفُسْطَائِي |
وسَيَذْكُرُ التّأريخُ مُنْتَشِياً |
أَنّي كَسَرْتُ حُدُودَ ظَلْمَائِي |
أَنّي عَصَمْتُ عَنِ الطّعَامِ فَمِي |
وحَبَسْتُ أَصْوَاتِي وأَصْدَائِي |
أني حسمت قضيتي بيدي |
وهزمتكم بسلاح أمعائي |