أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: بلقيس * نزار قباني

  1. #1
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي بلقيس * نزار قباني





    بلقيس



    شكرا لكم..
    شكرا لكم..
    فحبيبتي قتلت.. وصار بوسعكم
    ان تشربو كأسا على قبر الشهيدة
    وقصيدتي اغتيلت..
    وهل من امةٍ في الأرض..
    -إلا نحن- نغتال القصيدة؟

    بلقـيس..
    كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل
    بلقيس.. كانت أطول النخلات في أرض العراق
    كانت إذا تمشي..
    ترافقها طواويس..
    وتتبعها أيائل..

    بلقيس.. يا وجعي..
    ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل
    هل يا ترى..
    من بعد شَعْرِكِ سوف ترتفع السنابل؟

    يا نينوى الخضراء..
    يا غجريتي الشقراء..
    يا أمواج دجلة..
    تلبسُ في الربيع بساقها
    أحلى الخلاخل..

    قتلوكِ يا بلقيسُ..
    أيةُ أمة عربية..
    تلكَ التي
    تغتال أصوات البلابل؟

    أين السموأل؟
    والمهلهل؟
    والغطاريف الأوائل؟
    فقبائلٌ أكلتْ قبائل..
    وثعالب قتلت ثعالب..
    وعناكب قتلت عناكب..

    قسماً بعينيك اللتين اليهما..
    تأوي ملايين الكواكب..
    سأقول، يا قمري، عن العرب العجائب
    فهل البطولة كذبة ٌ عربية ٌ؟
    أم مثلنا التاريخ كاذبْ؟.

    بلقيس
    لا تتغيبي عني
    فإن الشمـــس بعدكِ
    لا تضيءُ على السَـــــــــواحلْ..

    سأقول في التحقيق:
    إن اللصَّ يرتدي ثوب المقاتل
    وأقول في التحقيق:
    إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول..

    وأقول:
    إن حكاية الإشعاع، أسخف نكتة قيلت..
    فنحن قبيلة بين القبائل
    هذا هو التاريخ.. يا بلقيس..
    كيف يُفرق الإنسان..
    ما بين الحدائق والمزابل

    بلقيس..
    أيتها الشهيدة.. والقصيدة..
    والمطهرة النقية..
    سبأ تفتش عن مليكتها
    فردي للجماهير التحية..

    يا أعظم الملكات..
    يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور السومرية
    بلقيس..
    يا عصفورتي الأحلى..
    ويا أيقونتي الأغلى
    ويا دمعا تناثر فوق خد المجدلية

    أتراي ظلمتكِ إذ نقلتكِ
    ذات يوم ٍ.. من ضفاف الأعظميَّة
    بيروت.. تقتُلُ كلَّ يوم ٍ واحداً منا..
    وتبحث كلَّ يوم ٍ عن ضحية

    والموتُ.. في فنجان قهوتنا..
    وفي مفتاح شقتنا..
    وفي أزهار شُرفتنا..
    وفي ورق الجرائد..
    والحروف الأبجدية.

    ها نحن.. يا بلقيس..
    ندخل مرة ً أخرى لعصر الجاهلية..
    ها نحن ندخل في التوحش..
    والتخلف.. والبشاعة.. والوضاعة..
    ندخل مرة ً أخرى.. عصور البربرية..

    حيث الكتابة ُ رحلة ٌ
    بين الشظيةِ.. والشظية
    حيث اغتيال فَرَاشةٍ في حقلها..
    صار القضية..

    هل تعرفون حبيبتي بلقيس؟
    فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
    كانت مزيجاً رائعاً
    بين القطيفة والرخامْ..
    كان البنفسج بين عينيها
    ينام ولاينام..

    بلقيس..
    يا عطرا بذاكرتي..
    ويا قبراً يسافر في الغمام..
    قتلوك، في بيروت، مثل أي غزالةٍ
    من بعدما.. قتلوا الكلام..
    بلقيسُ..
    ليست هذه مرثيَّة ً
    لكنْ..
    على العرب السلام

    بلقيس..
    مشتاقون.. مشتاقون.. مشتاقون..
    والبيتُ الصغير..
    يسائل عن أميرته المعطَّرةِ الذيول
    نصغي إلى الأخبار.. وألأخبار غامضة ٌ
    ولا تروي فضول..
    بلقيسُ..
    مذبوحون حتى العظم..
    والأولاد لا يدرون ما يجري..
    ولا أدري أنا .. ماذا أقول؟

    هل تقرعين الباب بعد دقائق؟
    هل تخلعين المعطف الشتويَّ؟
    هل تأتين باسمة ً..
    وناضرة ً..
    ومشرقة ً كأزهار الحقول؟

    بلقيس..
    إن زُرُوعك الخضراء..
    مازالت على الحيطان باكية ً..
    ووجهك لم يزل متنقلاً..
    بين المرايا والستائر

    حتى سجارتك التي أشعلتها..
    لم تنطفئ..
    ودخانها
    مازال يرفضُ أ، يسافر

    بلقيس..
    مطعونون.. مطعونون في الأعماق..
    والأحداق يسكنها الذهول
    بلقيس..
    كيف أخذتِ أيامي.. وأحلامي..
    وألغيتِ الحدائِقَ والفصول..

    يا زوجتي..
    وحبيبتي.. وقصيديتي.. وضياء عيني..
    قد كنتِ عصفوري الجميل..
    فكيف هربتِ يا بلقيس مني؟..

    بلقيس..
    هذا موعد الشاي العراقيِّ المعطـَّرِ..
    والمعتّق كالسلافة..
    فمن الذي سيوزع الأقداح.. أيتها الزرافة؟
    ومن الذي نقل الفرات لبيتنا..
    وورود دجلة والرصافة؟

    بلقيس..
    إن الحزن يثقبني..
    وبيروت التي قتلتك.. لا تدري جريمتها
    وبيروت التي عشقتك..
    تجهل أنها قتلت عشيقتها..
    وأطفأت القمر..

    بلقيس..
    يا بلقيس..
    يا بلقيس..
    كل غمامةٍ تبكي عليك..
    فمن ترى يبكي عليَّ..
    بلقيس.. كيف رحلت صامتة ً
    ولم تضعي يديك.. على يديَّ؟

    بلقيس..
    كيف تركتنا في الريح..
    نرجفُ مثل أوراق الشجر؟
    وتركتنا نحن الثلاثة - ضائعين
    كريشة تحت المطر..
    أتراك ما فكَّرت بي؟
    وأنا الذي يحتاج حبك.. مثل (زينب) أو (عمر)

    بلقيس..
    يا كنزاً خرافياً..
    ويا رمحاً عراقياً..
    وغابة خيزران..
    يامن تحدَّيتِ النجوم ترفعاً..
    من أن=ين جئت بكل هذا العنفوان؟

    بلقيس..
    أيها الصديقة.. والرفيقة..
    والرقيقة مثل زهرة أقحوان..
    ضاقت بنا بيروت.. ضاق البحر..
    ضاق بنا المكان..
    بلقيس: ما أنت التي تتكررين..
    فما لبلقيس اثنتان..

    بلقيس..
    تذبحني التفاصيل الصغيرة في علاقتنا..
    وتجلدني الدقائق والثواني..
    فلكل دبوس ٍ صغير ٍ.. قصة ٌ
    ولكل عقد من عقودك قصّتان

    حتى ملاقط شعرك الذهبيّ..
    تغمرني، كعادتها، بأمطار الحنان
    ويعرش الصوت العراقيّ الجميل..
    على الستائر..
    وعلى المقاعد..
    والأواني..

    ومن المرايا تطلعين..
    من الخواتم تطلعين..
    من القصائد تطلعين..
    من الشموع..
    من الكؤوس..
    من النبيذ الأرجواني..

    بلقيس.. يا بلقيس..
    لو تدرين ما وجع المكان..
    في كل ركن ٍ.. أنت حائمة ٌ كعصفور ٍ..
    وعابقة ٌ كغابة بيلسان..

    فهناك.. كنتِ تدخِّنين..
    هناك.. كنتِ تطالعين..
    هناك.. كنتِ كنخلة ٍ تتمشـَّطين..
    وتدخلين على الضيوف..
    كأنك السيف اليماني..

    بلقيس..
    أين زجاجة (الغيرلان)؟
    والولَّاعة الزرقاء..
    أين زيجارة ُالـ (كنت) التي
    ما فارقت شفتيك؟
    أين (الهاشميُّ) مغنّياً..
    فوق القوام المهرجان..

    تتذكّر الأمشاط ماضيها..
    فيكرج دمعها..
    هل يا ترى الأمشاط من أشواقها أيضا تعاني؟
    بلقيس: صعبٌ أن أهاجر من دمي..
    وأنا المُحاصَرُ بين ألسنة اللهيب..
    وبين ألسنة الدخان..

    بلقيس: أيتها الأميرة
    ها أنت تحترقين.. في حرب العشيرة والعشيرة
    ماذا سأكتب عن رحيل مليكتي؟
    إن الكلام فضيحتي..

    ها نحن نبحث بين أكوام الضحايا..
    عن نجمةٍ سقطت..
    وعن جسد ٍ تناثر كالمرايا..
    ها نحن نسأل يا حبيبة..
    إن كان هذا القبرُ قبرك أنت
    أم قبرَ العروبة..

    بلقيس..
    يا صفصافة ً أرخت ضفائرها عليَّ..
    ويا زرافة كبرياء..
    بلقيس:
    إن قضاءنا العربي أن يغتالنا عربٌ..
    ويأكل لحمنا عربٌ..
    ويبقُر بطننا عربٌ..
    ويفتح قبرنا عربٌ..
    فكيف نفرّ من هذا القضاء؟

    فالخنجر العربيُّ.. ليس يقيم فرقا
    بين أعناق الرجال..
    وبين أعناق النساء..
    بلقيس:
    إن هم فجروك.. فعندنا
    كل الجنائز تبتدي في كربلاء..
    وتنتهي في كربلاء..

    لن أقرأ التاريخ بعد اليوم
    إنَّ أصابعي اشتعلت..
    وأثوابي تغطيها الدماء..
    ها نحن ندخل عصرنا الحجريَّ..
    نرجعُ كلَّ يوم ٍ، ألف عام للوراء..

    البحر في بيروت..
    بعد رحيل عينيك استقال..
    والشعر.. يسأل عن قصيدتة
    التي لم تكتمل كلماتها..
    ولا أحدٌ.. يجيب على السؤال

    الحزن يا بلقيس..
    يعصر مهجتي كالبرتقالة..
    الآن.. أعرف مأزق الكلمات
    أعرف ورطة اللغة المحالة..
    وأنا الذي اخترع الرسائل..
    لست أدري.. كيف أبتدئ الرسالة..

    السيف يدخل لحم خاصرتي
    وخاصرة العبارة..
    كلُّ الحضارة، أنت يا بلقيس، والأنثى حضارة..
    بلقيس: أنت بشارتي الكبرى..
    فمن سرق البشارة؟
    أنت الكتابة قبلما كانت كتابة..
    أنت الجزيرة والمنارة..

    بلقيس:
    يا قمري الذي طمروه ما بين الحجارة..
    الآن ترتفع الستارة..
    الآن ترتفع الستارة..

    سأقول في التحقيق..
    إني أعرف الأسماء.. والأشياء.. والسجناء..
    والشهداء.. والفقراء.. والمستضعفين..
    وأقول إني أعرف السيَّاف قاتل زوجتي..
    ووجوه كل المخبرين..

    وأقول: إن عفافنا عهرٌ..
    وتقوانا قذارة..
    وأقول: إنَّ نضالنا كذبٌ
    وأن لا فرق..
    ما بين السياسة والدعارة!!

    سأقول في التحقيق:
    إني قد عرفت القاتلين
    وأقول:
    إنَّ زماننا العربيّ مختصٌ بذبح الياسمين
    وبقتل كل الأنبياء..
    وقتل كلِّ المرسلين..

    حتى العيون الخضر..
    يأكلها العرب
    حتى الضفائر.. والخواتم
    والأساور.. والمرايا.. واللُّعب..
    حتى النجوم تخاف من وطني..
    ولا أدري السبب..

    حتى الطيور تفرُّ من وطني..
    ولا أدري السبب..
    حتى الكواكب.. والمراكب.. والسحب
    حتى الدفاتر.. والكتب..
    وجميع أشياء الجمال..
    جميعها.. ضدَّ العرب..

    لمَّا تناثر جسمك الضوئي
    يا بلقيس،
    لؤلؤة ً كريمة
    فكَّرت: هل قتل النساء هواية ٌ عربية ٌ
    أم أننا في الأصل، محترفو جريمة؟

    بلقيس..
    يا فرسي الجميلة.. إنني
    من كلّ تاريخي خجول
    هذي بلادٌ يقتلون بها الخيول..
    هذي بلادٌ يقتلون بها الخيول..

    من يوم أن نحروك..
    يا بلقيس..
    يا أحلى وطن..
    لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن..
    لا يعرف الإنسان كيف يموتُ في هذا الوطن..

    مازلت ادفع من دمي..
    أعلى جزاء
    كي أسعد الدنيا.. ولكن السماء
    شاءت بأن أبقى وحيداً..
    مثل أوراق الشتاء

    هل يولد الشعراء من رحم الشقاء؟
    وهل القصيدة طعنة ٌ
    في القلب.. ليس لها شفاء؟
    أم أنني وحدي الذي
    عيناه تختصران تاريخ البكاء؟

    سأقول في التحقيق:
    كيف غزالتي ماتت بسيف أبي لهب
    كيف اللصوص من الخليج إلى المحيط
    يدمرون.. ويحرقون..
    وينهبون.. ويرتشون..
    ويعتدون على النساء..
    كما يريد أبو لهب..

    كل الكلاب موظفون..
    ويأكلون..
    ويسكرون..
    على حساب أبي لهب..

    لا قمحة ٌ في الأرض..
    تنبت دون رأي أبي لهب
    لا طفل يولد عندنا
    إلا وزارت أمه يوما..
    فراش أبي لهب!!...

    لا سجن يفتح..
    دون رأي أبي لهب..
    لا رأس يقطع
    دون أمر أبي لهب..

    سأقول في التحقيق:
    كيف أميرتي اغتصبت
    وكيف تقاسموا فيروز عينيها
    وخاتم عرسها..
    وأقول كيف تخاطفوا الشَعر الذي
    يجري كأنهار الذهب..

    سأقول في التحقيق:
    كيف سطوا على آيات مصحفها الشريف
    وأضرمو فيه اللهب..
    سأقول كيف استنزفوا دمها..
    وكيف استملكوا فمها..
    فما تركوا به ورداً.. ولا تركوا عنب

    هل موت بلقيس..
    هو النصر الوحيد
    بكل تاريخ العرب؟؟...

    بلقيس..
    يا معشوقتي حتى الثمالة..
    الأنبياء الكاذبون..
    يُقرفصون..
    ويركبون على الشعوب
    ولا رسالة..

    لو أنهم حملوا إلينا..
    من فلسطين الحزينة..
    نجمة ً..
    أو برتقالة..

    لو أنهم حملوا إلينا
    من شواطئ غزَّةٍ
    حجراً صغيراً
    أو محارة..

    لو أنهم من ربع قرن حرَّروا..
    زيتونة ً..
    أو أرجعوا ليمونة ً
    ومحوا عن التاريخ عاره

    لشكرت من قتلوك.. يا بلقيس..
    يا معبودتي حتى الثمالة..
    لكنهم.. تركوا فلسطيناً
    ليغتالوا غزالة!!...

    ماذا يقول الشِعر، يا بلقيس..
    في هذا الزمان؟
    ماذا يقول الشعر؟
    في العصر الشعوبيِّ..
    المجوسيِّ..
    الجبان..

    والعالم العربي..
    مسحوقٌ.. ومقموعٌ..
    ومقطوع اللسان..
    نحن الجريمة في تفوقها
    فما (العقد الفريد).. وما (الآغاني)؟؟

    أخذوك أيتها الحبية من يدي..
    أخذوا القصيدة من فمي..
    أخذو الكتابة.. والقراءة..
    والطفولة.. والأماني

    بلقيس.. يا بلقيس..
    يا دمعاً ينقـِّط فوق أهداب الكمان..
    علَّمت من قتلوك أسرار الهوى
    لكنّهم.. قبل انتهاء الشوط
    قد قتلوا حصاني

    بلقيس:
    أسألك السماح، فربَّما
    كانت حياتك فدية ً لحياتي..
    إنّي لأعرف جيّداً..
    أن الذين تورطوا في القتل، كان مرادهم
    أن يقتلوا كلماتي!!!

    نامي بحفظ الله.. أيَّتها الجيلة
    فالشِعر بعدك مستحيلٌ..
    والأنوثة مستحيلة

    ستظلُّ أجيالٌ من الأطفال..
    تسأل عن ضفائرك الطويلة..
    وتظلُّ أجيالٌ من العشاق
    تقرأ عنك.. أيتها المعلـِّمة الأصيلة...

    وسيعرف الأعراب يوماً..
    أنهم قتلوا الرسولة..




    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  2. #2
  3. #3
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي

    حياة نزار قباني مع بلقيس


    يقول نزار:
    بلقيس هي كنز عظيم عثرت عليه مصادفه، حيث كنت اقدم امسية شعرية في بغداد عام 1962م ويضيف،
    قصتنا ككل قصص الحب في المدن العربية جوبهت ب(لا) كبيرة جداَ..
    كان الاعتراض الأقوى على تاريخي الشعري، وكانت مجموعاتي الغزلية وثائق أشهرها أهل بلقيس ضدي
    والقبائل العربية كما نعرف لاتزوج بناتها من اي شاعر تغزل بإحدى نساء القبيلة،
    ولما يئست من إقناع شيخ القبيلة بعدالة قضيتي..
    ركبت الطائرة وسافرت إلى أسبانيا لأعمل دبلوماسياَ فيها لمدة ثلاث سنوات،
    وخلال هذه السنوات الطويلة كنت أكتب لبلقيس، وكانت تكتب لي..
    رغم أن بريد القبيلة كان مراقباَ... وظل وضع نزار على هذا الحال حتى جاء عام 1969م،
    فيقول نزار ((في هذا العام ذهبت إلى بغداد بدعوة رسمية للاشتراك في مهرجان المربد..
    وهناك القيت قصيدة من أجمل قصائدي كانت (بلقيس الراوي) بطلتها الرئيسية :

    مرحباَ ياعراق، جئت اغنيك
    وبعض من الغناء بكاء
    أكل الحزن من حشاشة قلبي
    والبقايا تقاسمتها النساء


    بعد هذه القصيدة التي هزت بغداد في تلك الفترة، تعاطف الشعب العراقي مع قضية نزار
    وتولى خطبة بلقيس وفد ذهب إلى بيت الراوي في (حي الاعظمية) لطلب يد بلقيس،
    على رأسه وزير الشباب الشاعر الأستاذ شفيق الكمالي ووكيل وزارة الخارجية
    آنذاك الشاعر الأستاذ شاذل طاقة.




  4. #4
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.20

    افتراضي



    ظل نزار يعيش كطفل له (أمان) فائزة وبلقيس، حتى كانت اول أكبر صدمة في حياته حين توفت والدته عام 1976م،
    وقد اهتز وجدان الشاعر، فقد وصل ارتباطه بها إلى أقصى درجاته،
    فهي التي كتب لها قصيدة ((خمس رسائل إلى امي)) عندما كان يسافر بسب عمله في الحقل الدبلوماسي،
    وكان يصف حاله بدونها :

    .... لم أعثر
    على امرأة تمشط شعري الأشقر
    وتحمل في حقيبتها إليّ عرائس السكر
    وتكسوني إذا أعرى
    وتنشلني إذا أعثر
    ايا أمي أنا الولد الذي أبحر
    ولا زالت بخاطره
    تعيش عروسة السكر
    فكيف...فكيف... يا أمي
    غدوت اباَ... ولم أكبر


    تلك الابيات من ديوان الرسم بالكلمات الذي صدر عام 1966م

    ولم تمر سوى أعوام قليلة وتحديداَ في 1981/12/15م
    حتى يصدم نزار صدمته الثانية، وكانت في وفاة زوجته وأمه الثانية بلقيس الراوي،
    ماتت التي كانت تمثل له الكثير في حادث مأساوي تحت أنقاض السفارة العراقية في بيروت
    على إثر إنفجار هائل بالقنابل وقع بها
    ويصف نزار قباني هذه اللحظة قائلا

    (كنت في مكتبي بشارع الحمراء حين سمعت صوت انفجار زلزلني من الوريد إلى الوريد
    ولا أدري كيف نطقت ساعتها : ياساتر يارب.. بعدها جاء من ينعي إلي الخبر..
    السفارة العراقية نسفوها..
    قلت بتلقائية بلقيس راحت..
    شظايا الكلمات مازالت داخل جسدي..
    أحسست أن بلقيس سوف تحتجب عن الحياة إلى الابد،
    وتتركني في بيروت ومن حولي بقاياه، كانت بلقيس واحة حياتي وملاذي وهويتي وأقلامي.


    ويطلق الشاعر صرخة حزن مدوية، في قصيدة تعد من أطول القصائد المرثية التي نظمها نزار قباني،
    وهي قصيدة بلقيس
    بلقيس الراوي



  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    قرأت له الكثير الكثير ، ولم أتأسف على وقت ضاع مني في غير طائل كما أضعته مع هذا العاهر الزنديق ، قبحه الله ، وآخر كتاب قرأته له هذا الأسبوع ، اسمه قصتي مع الشعر ، سيرة ذاتية ، ويا هول ما قرأت ، أسأل الله أن يعامله بعدله ...
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    اسمحي أختي الشاعرة نادية أن أنقل هذه الأبيات لهذا المتجرئ على ديننا وربنا ورسولنا ...:
    هو القائل :
    " من أين ياتي الشعر يا قرطاجة .. والله مات وعادت الأنصاب "
    والقائل : " ماذا تشعرين الآن ؟ هل ضيعت إيمانك مثلي ، بجميع الآلهة "
    والقائل : " بلادي ترفض الحبّا .. بلادي تقتل الرب الذي أهدى لها الخصبا .. بلادي لم يزرها الرب منذ اغتالت الربّا "
    ويقول في (دفاتر فلسطينية) : " حين رأيت الله .. في عمان مذبوحا .. على أيدي رجال البادية " .
    ويقول في مجموعة (لا) في (خطاب شخصي إلى شهر حزيران) : " أطلق على الماضي الرصاص .. كن المسدس والجريمة .. من بعد موت الله ، مشنوقا على باب المدينة .. لم تبق للصلوات قيمة .. لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة " .
    ويقول في مدح الكفر : " يا طعم الثلج وطعم النار .. ونكهة كفري ويقيني "
    ويقول : " أريد البحث عن وطن .. جديد غير مسكون .. ورب لا يطاردني .. وأرض لا تعاديني " .
    ويقول هذا الزنديق : " لأنني أحبك ، يحدث شيء غير عادي ، في تقاليد السماء ، يصبح الملائكة أحرارا في ممارسة الحب ، ويتزوج الله حبيبته في السماء "
    ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا )
    ويقول هذا الملحد : " إله في معابدنا نصليه ونبتهل .. يغازلنا وحين يجوع يأكلنا .. إله لا نقاومه يعذبنا ونحتمل .. إله ما له عمر إله اسمه الرجل "
    ويقول : " الله يفتش في خارطة الجنة عن لبنان " .
    ويقول : " القلب الإنساني قمقم رماه الله على شاطئ هذه الأرض ، وأعتقد أن الله نفسه لا يعرف محتوى هذا القمقم ، ولا جنسية العفاريت التي ستنطلق منه ، والشعر واحد من هذه العفاريت "
    ويقول : " كل كلمة شعرية تتحول في النهاية إلى طقس من طقوس العبادة والكشف والتجلي .. كل شيء يتحول إلى ديانة .. حتى يصير الجنس دينا .. والغريب أنني أنظر دائما إلى شعري الجنسي بعين كاهن ، وأفترش وجه حبيبتي كما يفترش المؤمن سجادة صلاة ، أشعر كلما سافرت في جسد حبيبتي أني أشف وأتطهر وأدخل مملكة الخير والحق والوضوء .. وماذا يكون الشعر الصوفي سوى محاولة لإعطاء الله مدلولا جنسيا ؟ "
    ويقول : " يكون الله سعيدا في حجرته القمرية "
    ويقول : " حين وزع الله النساء على الرجال وأعطاني إياك .. شعرت أنه انحاز بصورة مكشوفة إلي .. وخالف كل الكتب السماوية التي ألفها .. فأعطاني النبيذ وأعطاهم الحنطة .. حين عرفني الله عليك ذهب إلى بيته .. فالله كما قالوا لي لا يستلم إلا رسائل الحب "
    ويقول : " عمر حزني ، مثل عمر الله ، أو عمر البحور "
    ويقول : " فلا تسافري مرة أخرى .. لأن الله منذ رحلت دخل في نوبة بكاء عصبية .. وأضرب عن الطعام "
    ويقول : " لا الله يأتينا ولا موزع البريد منذ سنة العشرين حتى سنة السبعين "
    ويقول : " ولماذا نكتب الشعر وقد نسي الله الكلام العربي "
    ويقول : " حين يصير الدمع في مدينة .. أكبر من مساحة الأجفان .. يسقط كل شيء .. الشمس والنجوم والجبال والوديان .. واليل والنهار والشطآن .. والله والإنسان "
    ويقول : " لا تخجلي مني فهذي فرصتي .. لأكون ربا أو أكون رسولا "
    ويقول : " وشجعت نهديك .. فاستكبروا على الله .. حتى فلم يسجدا "
    ويقول : " في شكل وجهك أقرأ شكل الإله الجميل "
    ويقول عن فم حبيبته : " وكيف فكرت بهذا الفم .. كم سنة ضيعت في نحته .. قل لي : ألم تتعب .. ؟ ألم تسأم ؟ "
    ويقول : وطن بدون نوافذ .. هربت شوارعه .. مآذنه .. كنائسه .. وفر الله مذعورا .. وفر جميع الأنبياء " .
    وإلهه هواه فيقول : " هو الهوى .. هو الهوى .. الملك القدوس والآخرين القادر "
    ويقول : " شكرا من الأعماق .. يا من جئت من كتب العبادة والصلاة "
    ويقول : " يا إلهى : إن كنت ربا حقيقيا .. فدعنا عاشقينا "
    ويقول : " شكرا لحبك .. فهو مروحة .. وغمامة وردية .. وهو المفاجأة التي قدر حار فيها الأنبياء "
    ويقول : " وكتبت شعرا .. لا يشابه سحره .. إلا كلام الله في التوراة "
    ويقول : " أنا أرفض الإحسان من يدي خالقي "
    ويقول : " قد كان ثغرك مرة ربي ، فأصبح خادمي "
    ويقول : " مارست ألف عبادة وعبادة .. فوجدت أفضلها عبادة ذاتي "
    [ويقول :] " أين غرور الله من غروري "
    ويجعل امرأته رسولة بعد سجاح فيقول : " وتظل أجيال من العشاق تقرأ عنك .. أيتها المعلمة الأصيلة ! .. وسيعرف الأعراف يوما .. أنهم قتلوا الرسولة ! "

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة
    لو أنهم حملوا إلينا..
    من فلسطين الحزينة..
    نجمة ً..
    أو برتقالة..

    لو أنهم حملوا إلينا
    من شواطئ غزَّةٍ
    حجراً صغيراً
    أو محارة..

    لو أنهم من ربع قرن حرَّروا..
    زيتونة ً..
    أو أرجعوا ليمونة ً
    ومحوا عن التاريخ عاره

    لشكرت من قتلوك.. يا بلقيس..
    يا معبودتي حتى الثمالة..
    لكنهم.. تركوا فلسطيناً
    ليغتالوا غزالة!!...

    قصيدة من مطولات نزار التي لا تملّ
    تحرر فيها تماما من الخصوصية وكتبها خاصة جدا
    فكانت مبهرة بحق

    أحسنت الاختيار

    تحيتي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #8
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 2,069
    المواضيع : 373
    الردود : 2069
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    سلام الله عليك أختي الفاضلة نادية
    أذكرتني بمن يقتل الحرائر في سورية الحبيبة
    وبالوحش الذي ينتهك أعراضهنّ ويسلبهنّ شرفهنّ
    وبالمجرم الذي يدمر فوقهنّ بيوتهنّ
    وبالعُتُلّ الجواظ الذي يستعبدهنّ ويدمي قلوبهنّ
    لهنّ الله
    فقد تآمر عليهن الشرق والغرب من عجمه وعربه ورومه ، وشرقه وغربه
    لكنّ الله تعالى الذي أطلق الثورة من عقالها سوف ينصرها ، شاء من شاء ، وأبى من أبى

  9. #9
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.39

    افتراضي

    من أجمل ما قال نزار فعلًا ... اختيار جميل وقصيدة رائعة أشكرك عليها
    مودتي وتقديري

  10. #10
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نزار قباني مع بلقيس
    بواسطة محمد حمود الحميري في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 18-05-2023, 10:56 PM
  2. السيف البتار في نحر الشيطان نزار ( رؤية شرعية لشعر نزار قباني)
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10-06-2009, 09:02 AM
  3. أنا مع الإرهاب . نزار قباني .
    بواسطة معاذ الديري في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 02-11-2005, 09:57 AM
  4. نزار قباني وادب حزيران
    بواسطة رائد ابو مغصيب في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-01-2005, 04:56 PM
  5. اطفال الحجاره / نزار قباني
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-12-2004, 08:48 PM