أحدث المشاركات
صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 12345
النتائج 41 إلى 42 من 42

الموضوع: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

  1. #41
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,141
    المواضيع : 318
    الردود : 21141
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم بيوم مشاهدة المشاركة

    01- من مواقف السلف وحياتهم
    "اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتنى على كثير من خلقت تفضيلا"
    "والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجرا، ممن يمشي في حاجة مثلك"
    "إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله عز و جل في السر والعلانية"


    أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي من عباد أهل البصرة وزهادهم حكى قصة موته عبد الله بن محمد فقال:
    خرجت الى ساحل البحر مرابطا، وكان رابطنا يومئد عريش مصر، قال: فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا ببطيحة، وفى البطيحة خيمة فيها رجل قد ذهب يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه وهو يقول: "اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلا".
    فقلت: والله لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنى له هذا الكلام: فهم أم علم أم إلهام ألهم؟ فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت: سمعتك وأنت تقول: "اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتنى على كثير من خلقت تفضيلا" فآى نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها، وأي فضيله تفضل بها عليك تشكره عليها؟
    قال: وما ترى ما صنع ربي والله! لو أرسل السماء علي نارا فأحرقتنى، وأمر الجبال فدمرتنى، وأمر البحار فغرقتنى، وأمر الأرض فبلعتنى، ما ازددت لربى إلا شكرا لما أنعم على من لساني هذا. ولكن يا عبد الله: إذ أتيتني، لي إليك حاجة، قد تراني على أي حالة أنا، أنا لست أقدر لنفسى على ضر ولا نفع، ولقد كان معي بني لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضيني، وإذا جعت أطعمني، وإذا عطشت سقاني، ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام فتحسسه لي رحمك الله،
    فقلت: والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجرا، ممن يمشي في حاجة مثلك
    فمضيت في طلب الغلام، فما مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل، فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبع وأكل لحمه، فاسترجعت وقلت: أنّى لي وجه رقيق آتى به الرجل، فبينما أنا مقبل نحوه إذ خطر على قلبي ذكر أيوب النبي صلى الله عليه و سلم.
    فلما أتيته سلمت عليه فرد على السلام،
    فقال: ألست بصاحبي؟
    قلت: بلى !
    قال: ما فعلت في حاجتي؟
    فقلت: أنت أكرم على الله أم أيوب النبي؟
    قال: بل أيوب النبي
    قلت: هل علمت ما صنع به ربه، أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟
    قال: بلى !
    قلت: فكيف وجده؟
    قال: وجده صابرا شاكرا حامدا،
    قلت: لم يرض منه ذلك حتى أوحش من أقربائه وأحبائه
    قال: نعم
    قلت: فكيف وجده ربه؟
    قال: وجده صابرا شاكرا حامدا
    قلت: فلم يرض منه بذلك حتى صيره عرضا لمار الطريق هل علمت؟
    قال: نعم
    قلت: فكيف وجده ربه؟
    قال: صابرا شاكرا حامدا، أوجز رحمك الله !
    قلت له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل وقد افترسه سبع فأكل لحمه فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر. فقال المبتلى: الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقا يعصيه فيعذبه بالنار. ثم استرجع وشهق شهقة فمات،
    فقلت: انا لله وانا اليه راجعون، عظمت مصيبتي، رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع وإن قعدت لم أقدر على ضر ولا نفع، فسجيته بشملة كانت عليه وقعدت عند رأسه باكيا،
    فبينما أنا قاعد إذ تهجم علي أربعة رجال فقالوا: يا عبد الله ! ما حالك وما قصتك؟
    فقصصت عليهم قصتي وقصته،
    فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه فعسى أن نعرفه،
    فكشفت عن وجهه فانكب القوم عليه يقبلون عينيه مرة ويديه أخرى ويقولون: بأبي عين طال ما غضت عن محارم الله وبأبي وجسمه طال ما كنت ساجدا والناس نيام،
    فقلت: من هذا يرحمكم الله؟
    فقالوا هذا أبو قلابة الجرمي صاحب بن عباس، لقد كان شديد الحب لله وللنبي صلى الله عليه و سلم،
    فغسلناه وكفناه بأثواب كانت معنا وصلينا عليه ودفناه. فانصرف القوم وانصرفت الى رباطى،
    فلما أن جن علي الليل وضعت رأسي فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة وعليه حلتان من حلل الجنة وهو يتلو الوحي {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}
    فقلت: ألست بصاحبي؟
    قال: بلى!
    قلت: أنى لك هذا؟
    قال: إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله عز و جل في السر والعلانية.


    الثقات لابن حبان (5/ 2و3و4و5)
    يالها من قصة اقشعر لها بدني كله
    بوركت وسلمت ـ ولك كل التقدير والاحترام.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #42
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,141
    المواضيع : 318
    الردود : 21141
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    فسحة رائعة أنارت قلبي وروحي بما أوردت من أقوال وأفعال أهل السلف
    رحمهم الله وهدانا الله لأن نمشي على هديهم، وبلغنا ما بلغوا من حب الله ورسوله
    صل الله عليه وسلم.
    جعل الله ما كتبت في ميزان حسناتك ، وجزاك بما كتبت الفردوس الأعلى من الجنان.
    ولك كل التقدير والأحترام.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 12345

المواضيع المتشابهه

  1. من حكم السلف وأمثالهم (متجدد)
    بواسطة عبد الرحيم بيوم في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 78
    آخر مشاركة: 14-03-2024, 11:04 AM
  2. (وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) وفـــــــاء (متجدد)
    بواسطة وفاء دوسر في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 14-04-2015, 02:19 PM
  3. مِن كُنوز سيّد قُطب (متجدّد)
    بواسطة ربيع بن المدني السملالي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 77
    آخر مشاركة: 10-07-2012, 01:08 AM
  4. العرش والمقام المحمود.. في فكر السلف بين الغلو والاعتدال.
    بواسطة عادل القطاوي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-03-2007, 11:52 AM
  5. نماذج من تأثر السلف الصالح بالقرآن....!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-04-2003, 12:06 AM