يتفق والدا أشلين بلوكير، إبنة الخامسة، مع معلميها على وصفها بالطريقة ذاتها: طفلة لا تعرف الخوف. ففقدانها إلى عامل الألم، يمنعها من إطلاق الصرخة البيولوجية التي تشير إلى حدوث أمر غير طبيعي. في ملعب المدرسة يراقبها المعلمون خفية، يشرفون على كل خطوة تقوم بها، لئلا تسقط وتصاب، فهي لن تبكي أبداً إذا ما حدث لها مكروه.
ظاهرة أشلين تـُعرف في القاموس الطبي بمرض CIPA الذي تعاني منه قلة من الناس في العالم، و CIPA هو خلل جيني نادر يجعل المصاب به لا يشعر بالألم حتى إذا تعرض إلى المعاناة.
كما أن هذا المرض يمنع أشلين وأمثالها من الشعور بدرجات الحرارة العالية، سواء كانت باردة أو ساخنة، الأمر الذي يمنع جسدها من تبريد نفسه بواسطة التعرق. أما بقية حواس أشلين فطبيعية جداً.
الخلل الجيني الذي يتسبب بمرض CIPA لا يمنع أشلين من الشعور بلمس الأشياء، كما أنها تشعر بالجوع، بل وتتوق إلى وجباتها المفضلة، ذلك لأن الخلل الجيني هذا يصيب الأعصاب المسؤولة عن الشعور بالألم، بالحرارة، أو ببرودة الدماغ.
جون وتارة بلوكر، من سكان بلدة بيترسون النائية في جنوب – شرق ولاية جورجيا الأميركية ، لم يسمعا بهذا المرض، إلا بعد قيامهما بنقل ابنتهما أشلين إلى العيادة لمعالجة انتفاخ في عينها استمر ثمانية أشهر. وقام الطبيب بقطر مادة في عين أشلين بهدف التخلص من أجسام غريبة عالقة داخلها، ورغم الجرح الكبير الذي ظهر على قرنية عينها، فقد واصلت أشلين الابتسام.
وسارع الأطباء إلى إجراء فحص جيني لأشلين، تبين منه أنها تعاني من هذا المرض. ويضطر والداها إلى التعايش مع مرض ابنتهما، لكنهما ما زالا يواجهان مفاجآت غير متوقعة من قبلها.
وتبين، مثلاً، أن أسنان أشلين تشكل مشكلة حادة بالنسبة لها، ذلك أنه بمقدورها عض شفتيها خلال النوم، حتى النزيف، أو عض لسانها خلال تناولها للطعام، بل وصل بها الأمر في احدى المرات، إلى ادخال إصبعها داخل فمها وانتزاع قطعة لحم منه.