الأسوار.. عنوان جميل ومثير للتأمل، لكننا لا ندرك أن المقصود بها هو أسوار العدل والحق وليس أسوار الطوب والحجارة ولاحتى الحديد.. تلك الأسوار التي اعتقد الحاكم أنها ستحميه لكنها لم تفعل، فقد فاته أن الحصن الحقيقي يكون من الداخل وليس من الخارج، تلك الاسوار التي يوطد الاعتماد عليها الرهبان/الحاشية التي تصور في ذهن الحاكم أنه الباني الفريد الذي يخلده التاريخ..
مسرحية جميلة سهلة التناول فيها إسقاط رائع على هذا الزمن، إسقاط بطعم ما يحدث الآن من ثورات حين اعتقد الحاكم في تونس وليبيا واليمن ومصر أن السور/الأداة الأمنية قادر على حمايته، حين كان الرهبان/الحكومات والحاشيات يوهمونه بأنه الحاكم الذي لا حاكم إلا هو..
نص مسرحي جميل بلغته الحوارية الانسيابية السليمة ساهمت حلاوته في توطيد شعورنا بقصره الذي بلغ أوجه في المشهد الثاني..
أحييك أخي الكاتب بهجت على هذا النص المسرحي الذي كسر قليلا رتابة القص في القسم، ونوع قليلا تجنيسه الأدبي.