أحدث المشاركات

نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ديوان الشاعر ميسر العقاد

  1. #1
    الصورة الرمزية ميسر العقاد شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    الدولة : وطني الإسلام لا أبغي سواه
    المشاركات : 451
    المواضيع : 33
    الردود : 451
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي ديوان الشاعر ميسر العقاد

    في ظلال المولد




    خبء السماء

    بمكّة أشرق وجه الحبيب
    شروقٌ وما بعده من غروب
    أيا شمس مكة طال الظلام
    وأعيى القوافلَ خبط ٌالدروب
    وفي الشام شمس علاها الكسوف
    تطوّقها ظلمات الغيوب
    وضاق على الأرض رحبُ الفضاء
    وقد أيقنتْ بالهلاك القريب
    وقد قارفتْ كلَّ ذنب عظيم
    فصدرُ السماء عليها غضوب
    وظُنَّ بأمر السماء الظنون
    وقد بلغت للحلوق القلوب
    طلعت َأيا رحمة العالمين
    ففرّجتَ بعد الإياس الكروب
    و أيقنتِ الأرض أن السماء
    أقالتْ لها عثراتِ الذنوب
    فيا أرض جاءك مسكُ الختام
    وأُغلق باب ُالسماء الرحيب
    حبتكِ بكنز الوجود القديم
    وقد كان خبئا ببحر الطيوب
    هوالخبء كم طال بحث الوجود
    ونفس السماء به لا تطيب
    فيا فرحة الأرض بعد الإياس
    بمولودها إذ ْغزاها المشيب
    أمكّةُ تنسينَ صوت الخليل
    وما زلتِ قفراً بواد كئيب
    وقد قطع المهلكاتِ القفار
    ليُطلعَ شمسَك ليس تغيب
    لمجْدكِ أودع بعض الفؤاد
    لديك وكاد حشاه يذوب
    لتَهوي إليكِ جميع القلوب
    وتفضي إليك جميع الدروب
    ومن بعد ذا كله تجحدين
    إذا طلعت شمس ذاك الحبيب
    ويا ليتها رضيت بالجحود
    فهبت لتطفئها لا تؤوب
    سوى ثلّة أنجبتها النجوم
    فشنّت على الظلمات الحروب
    وثابت إليه كطفل يتيم
    رأى أمّه بعد طول المغيب
    فأودع فيها بذار الضياء
    تصبّ عليه السماء الصُّيوب
    فشبَّت تشقُّ عنان الفضاء
    وما همّها للرياح هبوب
    وما ضرَّها لهبٌ أو حريق
    ففيها اخضرار الحياة القشيب
    فآتتْ سريعا عظيم َالثمار
    تََرَقُّبها الأرض بعد السُّغوب
    ومدّت بأغصانها في البلاد
    تُظِلُّ الشمال بها والجنوب
    فبوركتَ يا سيد الزارعين
    وحُيّيتَ تسقي بخير ذ َنوب
    جعلت الصحاري جنان النعيم
    يتيه بها كلُّ واد خصيب
    وفجّرت في الصخر نبع الحياة
    تدفّقَ ليس له من نضوب
    جعلت البداةَ رعاة الجمال
    رعاةً أساتذة ًللشعوب
    وأضحت خيامهم ُجامعات
    تحج ُّالعلوم إليها تثوب
    مفاتحَ أرواحهم أسلموك
    وكانت مغلّقةً لا تجيب
    فأسلمتَهم في السماء العروش
    وعرشَ البلاد وعرش القلوب
    ثلاثا وعشرين لا تستريح
    وترتاح عندك كلّ الخطوب
    وعاداك قومك والأقربون
    وكنت لديهم أعزّ حبيب
    وكنت الصدوق وكنت الرشيد
    فهاهم رموك بكل معيب
    ولو شئتَ قد أسلموك الرقاب
    وكنت المليك العظيم المهيب
    إذا ما ركنتَ قليلَ الركون
    إلى الأرض وهي الفتاة اللعوب
    فلم ترض غير حياة العبيد
    فعرش السماء لكم عن قريب
    وآذوك حتى بكتكَ السماء
    وهمّت بهم بالدمار الرهيب
    ولولا اصطبارك كانوا كعاد
    فما كنت إلا الرؤوف الطبيب
    وتدعوهم دائبا للنجاة
    وكلهم في أذاك دؤوب
    ومن أدّب الله كيف يكون
    وجبريل صاحبه والرقيب؟!
    فصبرا ففي القدس تنسى العناء
    إمام النبيين ثم الخطيب
    وبعد تعال لقدس السماء
    وجبريل عن ناظريك يغيب
    تناديه جبريل أين تروم
    وتتركني في المقام العصيب
    فحيّيت ربك مامن حجاب
    مقام الحبيب يناجي الحبيب
    وأهداك خير الهدايا الصلاة
    ليعرج مثلك كلُّ منيب
    أمكةُ أجدبتِ رغم السحاب
    روى منك كلَّ الذرى والسهوب
    وداعا وأنت أحب البقاع
    إليّ ولكنّ عَودي قريب
    سآتيك تسبقني العاديات
    فجُدِّي إنِِ اسطعت منّي الهروب
    لأفتح عينيك تأبى الضياء
    برغمك يا للعناد العجيب
    إلى المجد أدعوكِ ثمّ الجنان
    و تدعينني للردى والحروب
    تكاد تمزّقني الحسرات
    عليكِ وقلبي حزينٌ يذوب
    ستسلب يثربُ منك الضياء
    كذلك قد حدّثتني الغيوب
    هنالك أُسقى بماء العيون
    وأسكن بين سويدا القلوب
    هنالك أزرع خير النجوم
    لتخلفني إذ يحين المغيب
    هنالك أثوي قرير الفؤاد
    ونفسيَ عند الوداع تطيب

  2. #2
    الصورة الرمزية ميسر العقاد شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    الدولة : وطني الإسلام لا أبغي سواه
    المشاركات : 451
    المواضيع : 33
    الردود : 451
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي ديوان الشاعر ميسر العقاد

    تأملات في النبوة والنبي

    يتيمٌ يتَّم العالم


    نور السماء من التراب سما فهلا تعجبون

    قد كنتُ أحسب أن يكون البدر والده الحنون

    أو أن تكون الشمس أمّا والنجومُ له أخون

    لكنّه فضل التراب على الضياء أتعلمون

    *************

    وتهبّ من نوم طويل تحت أغطية القرون

    أرضٌ الحجاز على هتافٍ من سماوات الظنون

    قومي لتلبسك السما تاج العمالقة الثمين

    درّاته إيوان كسرى ثم جلّقَ تلبسين

    **************

    ألأنها غرقت ببحر الرمل أدركها السفين

    كرةٌ تٌقاذف بين كسرى ثم قيصرَ يلعبون

    في لجّة الظلمات لا تدري الشمال من اليمين

    نارٌ تؤرّثُها رياحُ الليل حينا بعد حين

    **************

    َأم أنها لمّا يكدّرْ ماءَها العذريّ طين

    ما بينما الغبراء والخضراء سدُّ من يقين

    والروح في الآفاق تسري لم تقيّدها السجون

    أم أن هاجرَ ما يزال من الخليل بها جنين

    *************

    أم أنها قيثارة الأشعار في بيد السكون

    طربتْ لها أذن السماء فحرّكت فيها الحنين

    بعثت رسولَ الحبّ بعد الهجر دهرا لا تلين

    يا أرض فرصتُك الأخيرة كم أقلتُك كلّ حين

    **************

    ما كنت إلا المبتدى فالآن جئتك بالخبر

    تمّ الكلام فدعك بعد اليوم من نصب وجر

    مدّي بساط الأنس طاب لنا لدى الوصل السهر

    لم تشربي إلا المياهَ وآنَ آن لكِ السكَََر

    *************

    وغدت ربوع الأرض تعجب إذ تناقلتِ الخبر

    بدوٌ ستغدو عن قريبِ من أساتذة البشر!

    وخيامهم ستكون مدرسة الحضارة والحضر!

    ربّاه ماذا خبّأ القدر العظيم من العبر!؟

    ******************

    فسفينة الإيمان سارت لا تبالي بالصور

    مخرتْ عباب البحر تبحث فيه عن أغلى الدرر

    من ظلمة المحّار تخرجه ومن قلب الحجر

    ولكم تفجّر من صلاد الصخر في الدنيا نهَر

    ****************

    صحراءُ أنى يبسٌق الدوحُ العظيم ولا مطر

    الشمسُ تحت ظلاله عمّا قريبٍ والقمر

    والفرسُ والأتراك والهنديّ يجنون الثمر

    والصين ما قطفت ولكنْ نالها عبَقُ الزهَر

    *************

    أرأيتَ سيلاً كالجبال من الجبال إذا انحدر

    أرأيت غيثاً كالسماء من السماء إذا انهمر

    أرأيت للبرق العظيم يكاد يذهب بالبصر

    فكذاك كان العُرب لمّا قادهم ذاك القمر

    *****************

    تبكي أباكَ و أنت أضحكتَ الملائكَ والبشر!

    تبكي أباك وأنت أضحكت البداوة والحضر!

    تبكي أباك وأنت أضحكت المعاني والصور!

    تبكي أباك وأنت أضحكت القضاء مع القدر!

    *******************

    فلتبكِ نزرا سوف تبكيك الخليقةُ أبحرا

    فلتبك يوما سوف تبكيك الخليقة أعصرا

    فلتبك والدك الحبيب لياليا أو أشهرا

    فلسوف تُبكى يا أبانا ما إلى بعث الورى






    توضيح:

    المقاطع الثالث والرابع والخامس تشير إلى بعض من الحكم وراء اختيار العرب للرسالة الأخيرة

    الثالث يشير إلى أن العرب كانوا في ذيل الأمم اجتماعا وسياسة واقتصادا وعلما فأصبحوا في مقدمة الأمم وهذا يبرز عظمة هذا الدين وصدقه

    الرابع يشير إلى عذرية و نظافة الجزيرة العربية من الفلسفات التي يمكن أن تشوش الفكر العربي وتصده عن الدين الحق


    الخامس يشير إلى اللغة العربية التي اختيرت لتكون وعاء القرآن العظيم وذلك لميزاتها العظيمة التي لا تدانيها لغة في العالم أجمع

  3. #3
    الصورة الرمزية ميسر العقاد شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    الدولة : وطني الإسلام لا أبغي سواه
    المشاركات : 451
    المواضيع : 33
    الردود : 451
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي ديوان الشاعر ميسر العقاد

    عليكِ سلامُ الله يا جذوةَ الصِّبا


    تمرُّ الليالي مثلما شِيم بارقُ
    كأنْ مسَّها من عائذ الجنِّ راهقُ
    بحلْكة شعري ينقلُ الشيبُ خطوَه
    كما انسلّ في جنح الحنادس سارق
    رمادٌ ولكنّ الشبابَ وَقودُهُ
    وهذي الليالي المُوضِعاتُ محارق!
    فيا أيها الإصباحُ لاحتْ خيوطُه
    فذرْني فإني مكثَ ليليَ وامق
    فليليَ شمسٌ ليسَ يخبو ضياؤها
    وشمسُكَ ليلٌ ليس فيه بوارق
    فلمّا علتْ تختالُ في كبد السما
    أتانيَ واغلٌ لبابيَ طارق
    فما ليَ والأيامِ في كلّ ليلةٍ
    تجشِّمُني ضيفاً و ما أنا رازق
    ليَطعمَ غصباً من شبابي كأنما
    غدا لهمُ نهباً إليه تسابقوا
    و ما هو ممّا ترتضي النفسُ بذلَه
    و لو أنّها الطائيُّ ما ذرَّ شارق
    فلو كان بحراً لم تَبِضَّ بقطرةٍ
    و ما رقَّ للصادي- توسّلَ -خافق
    و لو أنهم راموا سواه لربّما
    هشَشْتُ لهم وجهي و مُدَّتْ نمارق
    و أيُّ ضيوفٍ قد أقاموا وهيمنوا
    وليس تني تنثالُ منهم بوائق!
    و ما كان زجري وانتهاري بنافعي
    و لا شفعتْ عنّي دموعي الدوافق
    فلو أنما ضرب السيوف يردُّهم
    لكان لنا طعنٌ -و ربّي- صادق
    عليكِ سلامُ الله يا جذوةَ الصبا
    تَوَقَدُّ مثلَ الشمس والليلُ راهق
    كعلَّيق موسى إذ تلمّسَ نارَه
    تَوَقُّدِهِ و الغصنُ أخضرُ وارق
    لياليَ لا أخشاهمُ ولوانّما
    أتانيَ منهم في الحديد فيالق
    لياليَ إن راموا حمايَ رمتهمُ
    صواعقُ تترى إثرَهنّ صواعق
    إلى أنْ توخّاني الزمانُ فغالها
    رمادٌ _فغطّاها_ كئيبٌ و خانق
    رويدَكَ يا هذا الزمانُ فتحتَه
    تربَّصَ جمرٌ ليس يُطفأُ حارق
    إذا رُمتَ يوماً أنْ تُثيرَ فإنّما
    هو النار و البركان و هْو حرائق
    أقلَِبُ طرْفي لا أرى غيرَ غادةٍ
    تخطّفُ من كفَي و قلبيَ تائق
    أمانٍ أَلظَّتْ بالشباب فأصبحت
    تزاوَرُ عنّي في المشيب تفارق
    فيا ليت أني في الشباب طلبتُها
    بلِ انسقتُ أقفو راحتي و أساوق
    سأبكي أمانيَّ الحسانَ فإنّها
    لروحيَ أمّاتٌ وهنّ شقائق
    و ما ليَ لا أبكي حساناً أضعتُها
    فلمّا علاني الشيبُ رحْتُ أراهق
    فما العيشُ بين الشهد والنهد ناعماً
    و لكنّما العيشُ العلا والبيارق


    نيسان 1994
    الحنادس جمع حندس وهو الليل
    الموضعات المسرعات
    الوامق المحبّ
    الواغل الذي يدخل مجلس شرب القوم بغير دعوة والمقصود الموت
    البوائق الشرور
    عليق موسى هي الشجرة التي رآها موسى عليه السلام عندما كلمه ربه وكانت خضراء نضرة وتشتعل ناراً في آن معا وكذلك الشباب
    ألظّت لزمت ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام

    ملاحظة يرجى تنسيق القصيدة إذا أمكن


  4. #4
    الصورة الرمزية ميسر العقاد شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    الدولة : وطني الإسلام لا أبغي سواه
    المشاركات : 451
    المواضيع : 33
    الردود : 451
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي ديوان الشاعر ميسر العقاد

    تسري روح الفتى الأسير إلى حديقة بيتهم البعيد الجميل حيث الورد الذابل وقد غفلت عنه أمه المفجوعة به وبأخيه





    حديث الورد



    يا ورد ما لك فوق تربك ذابلا
    وسرى عبيرُك عن ربانا راحلا
    أتراه أقفر بيتنا من بعدنا
    وتُركتَ تذوي فوق غصنك مائلا
    أم يا ترى شُغلت كريمة دارنا
    مَنْ كنتَ دوما من يديها ناهلا
    يا وردُ فاعذُرها فإنّ مصابها
    قد هدّها وأناخ منها الكاهلا
    طيرانِ قد خُطفا وأضحى عشُّها
    قفرا وقد كان العشيّةََ آهلا
    زرعتْ بترب الأرض بعضَ فؤادها
    حتّى غدا شجرا وكان فسائلا
    لكنْ دهى البستانَ ريحٌ صرْصرٌ
    ليستْ تُردُّ فخلّفته قاحلا
    تركتْ كريمةَ دارنا في لوعة
    وتجيل في الأنحاء طرْفا ذاهلا
    أين الشجيراتُ التي قد أنفقتْ
    عمرا تُروّيها المعينَ سُلاسلا!
    أبُعيدَ أنْ آتتْ ثمارا أينعتْ
    و تهيّأت كي تجتنيها كاملا!
    أبعيد أنْ رقصت لها أحلامُها
    وبدت مناها للعيون مواثلا!
    لكنّها ترمي الخواطرَ جانبا
    كيما تسائل قلبَها وتجادلا
    أتُراه حُلْما في الكرى وسينقضي
    ويزول إمّا عاجلا أو آجلا
    فتروح تبحث في نواحي بيتنا
    وفؤادها يرجو لقانا آملا
    وتحوم أطياف الأحبة حولها
    فتهمّ تلثمها و لا لا طائلا
    فتلوذ بالأثواب تسكب دمعها
    لو سال شقّ على الأديم جداولا
    وتُزلزل المحرابَ في أسحارها
    تشكو إلى الرحمن ضرّاً نازلا
    والبدر ساهرها فنام ولم تنم
    كم ودّعتْ في الصبح نجما آفلا
    وفؤادُها قد همّ يهجر صدرها
    ويطير عنها للأحبة راحلا
    لكنْ تمانعه الضلوع مرامَه
    فيروح يبكي حين يرجع قافلا
    وتسير والأقدامُ تعثُر تارةً
    وتجرُّ عودا فوقها متحاملا
    وتكلّمُ الأطيار عن أحبابها
    هلاّ حملتِ لمن أحبّ رسائلا
    وشكتْ لها الأشجار مُرَّ شجونها
    مَنْ كان يقضي في الظلال أصائلا !
    والياسمينُ غدا يجدّد حزنها
    من كان يجنيهِ لها فيما خلا!
    يا لوعةََ القلب الذي يحيا بها
    ما كان يرقُبُ للزمان غوائلا!
    شقّتْ به الأحزانُ ُلُجّةَ بحرها
    أتراه ينزل للسعادة ساحلا!
    وأتتْ صغيرتُنا لتسأل أمَّها
    من ذا يحلُّ ليَ المساء مسائلا
    وتقول طال غيابُه فلترسلي
    من خلفه أمّي ليأتيَ عاجلا
    تاقت إليه يُفيض من تحنانه
    قد كان كلَّ القلب منها شاغلا
    لهفي عليك أخيّتي إن تعلمي
    أنّي أجرّ من الحديد سلاسلا
    فتجلّدي أمّاه ما طال النوَّى
    تفديكِ روحي والحياةُ وما غلا
    إنّي وإنْ أُلْقيتُ أجرعُ محنتي
    كأسا مريرا طاب لي متناوَلا
    وأخي الحبيب بعين قلبي قد أرى
    في لُجّة الأنواء نسرا باسلا
    فعزاؤنا أنّ المصابَ لقد غدا
    للّه كان لأجر كلٍّ كافلا
    إنّ الشتاءَ وإنْ أثار صواعقا
    يأتي على غُبْر الروابي غاسلا
    وهو البشيرُ إلى ربيعٍ قادمٍ
    يملا البطاحَ نضارةً وسنابلا
    ستعود يا أمّاه بهجةُ دارنا
    سأعود أجنيكِ الزهورَ جدائلا
    سنعود عند الفجر ينشُرُ جندَه
    والليلُ يُرْحِلُ للرحيل رواحلا
    ورياضُنا ترمي بغُبْر ثيابها
    كي ترتدي خضرَ الثياب وما حلا
    أمّا إذا سقطتْ نجومُكِ في الدُّجى
    فرأيتِهنّ عن السماء أوافلا
    فاللهَّ أرجو أنْ يلملمَ شملَنا
    و يُحِلَّنا غُرفَ الجنان منازلا

    نيسان 1986






    ُ

  5. #5
    الصورة الرمزية ميسر العقاد شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    الدولة : وطني الإسلام لا أبغي سواه
    المشاركات : 451
    المواضيع : 33
    الردود : 451
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي إني لأفقدُ قلبي

    إني لأفقدُ قلبي

    في أبحرالعلم والأنوار والحكم
    أبحرتَ يا قلبُ لم تَحْقِبْ سوى القلم
    وما تَعَجَّبُ من إثنين قد ركبا
    سفينةَ الشوق تجري مثلما العَلَم
    شوقٍ لمن قد حسبتُ البدرَ والدَه
    وأمَّّه الشمسَ ألقته على الظُلَم
    لكنه من أديم الأرض منبتُه
    وإنْ يكنْ نورُه كالشمس في العِظَم
    قد خبّأتْه سماءُ الغيب أزمنةً
    عن أرضنا إذْ رأته أعظمَ النعم
    جزيرةُ العُرْب أغفت تحت أغطيةٍ
    من القرون قرونِ الجهل والعدم
    فما أفاقت على أنوار مولده
    حتى غدتْ معدِنََ الأنوار والحِكم
    وأشرقتْ شمسها في الأرض قاطبةً
    وأمّةُ العرْب تعلو قمّةَ القمم
    ***
    بشراكِ مكّةُ قد جاء الخليلُ وفي
    يديه مجدُكِ فوق العرب والعجم
    كأنّما نسيتْ صوتَ الخليلِ و قد
    كانتْ يباباً بواد ٍغيرِ ذي سلم
    غداةَ يدعو لدى البيت العتيق به
    ربَاه فابعثْه يخرجْهم من الظُّلَم
    ألقى إليكِ بإسماعيلَ فلذتَه
    وأمَّه ثم ولّى مفعمَ الألم
    لتصبحي بعد ُرأسَ العرب أجمعهم
    أم َّالقرى ومثابَ الناس كلّهم
    تعاظم النورُ في الأصلاب أدهرَه
    فإذْغدا الشمسَ وافى سيّدُ الأمم
    ***
    لكنً مكّة َ لن ترضاكَ سيدَها
    فالكبرُ معبودُها في صورة الصنم
    حتى تراكَ بجيش النور تطرقُها
    وتقرعَ السنَّ من خوفٍ ومن ندم
    حتى ترى بعد ُخيل َالله جائلة ً
    في ساحها فوقها يختالُ كلُّ كمي

    جحدتِ شمسَكِ لمّا أشرقتْ حسدا
    بل رُمْتِ إطفاءها بالسيف والكلم
    سمّيتِهِ الصادقَ المأمونَ يا عجبا
    ما بالُه اليومَ يُرْمى أشنعَ التهم
    أعطيتِه الملكَ والدنيا وزخرفَها
    لعلّه يرتضي ما فيكِ من سقم
    *لو أنما الشمسُ أَسْوارٌ غدا بيدي
    وخاتمي البدرُ ما فرّطْتُ في قيمي*
    آذوه حتى بكى أهلُ السماء له
    واستأذنوا ليصبّوا عاجلَ النقم
    لولا تصبّرُه كانوا كأمثلةٍ
    تُتلى لمعتبرٍ عن عادَ أو إرَم
    ***
    ويومَ يرحلُ مكلومَ الفؤاد سقى
    بطاحَ مكّةَ دمعَ الشوق كالديم
    *لأنتِ حِبيَّ ما بدلْتُ يا وطني
    لولاهم أخرجوني عنكِ لم أَرِمِ*
    رويدَ تأتكِ خيلُ النور قائدُها
    مَنْ قد طردتِ ولكنْ غيرَمنتقم
    عشرين عاما على إيذائه دأبوا
    فما رأوا منه إلا واصلَ الرحم
    *فلتذهبوا أنتم الأحرارُ*يا عجبا
    ما قالها غيرُه للمجرم الخَصِم
    قد أطمع الصفحُ منه كلَّ مجترِمٍ
    لمّا رأَوا عنده الكبرى كما اللمم
    فذاكَ كعبٌ وسفيانٌ وعكرمةٌ
    وذاك وحشيُّ في جرمٍ كما العلَم
    وتاج كسرى لمن يبغيكَ جائزةَ
    فعاد يحسب أنْ قد كان في حُلُم
    ***
    يا أهلَ طيبةََ ما إن هلّ بدرُكمُ
    حتى غدا إضَمٌ في غير ما أَضَمِ
    فخزرجٌ قد غدَوا والأوسُ إخوتُهم
    من بعد دهرٍ بنار الثأر مضطرم
    فصغتَ في السنوات العشرِ أمتنا
    ودولةً ظفرتْ بالروم والعجم
    غصّت سما الدهر بالأقمار قد طلعتْ
    من فيض شمسكَ تمحو حالكَ الظُّلَم
    ما إنْ رأى كأبي بكرٍ ولا عمرْ
    ولا عليٍّ ولا عثمانَ ذي الكرم
    أو خالدٍ أو كسعدٍ أو كعائشةٍ
    ماذا أعدُّ ؟ ألوفٌ في ذرى القمم
    لولاك أحمدُ ما كانوا سوى همَلٍ
    في البيد تلهثُ خلف الشاء والنَّعَم
    ***
    يا أشجعَ الناس أسخاهم وأحلَمهم
    وكاملَ الخَلْق والأخلاق والشيم
    هذي حنينٌ فمن قد كان فارسَها
    إلاك أو أحدٌ مِن بعد منهَزَم؟
    مَن كان أقربَهم نحو العدو إذا
    يَحمى الوطيسُ ونارُ الحرب في ضَرَم
    وبعدها تهبُ الأعداءَ ما خسروا
    وتمنح الخصمَ وديانا من الغنم
    خلائقٌ أنت فيها الفرد ما اكتملت
    إلا لسيّد خلق الله كلِّهمِ
    كم من جمادٍ رأى من حسنها طرفا
    فقام يفعل فعلَ العاقل الفَهِم
    فاشّقق البدر شوقاً إذ أشرتَ له
    حتى غدا كلُّ شطرٍ جانب العلم
    لولم تسكِّنْ له روعا لكان لنا
    بدران لا واحدا للحبّ والحكم
    وتعتلي أُحداً والوجدُ يطربُه
    والجذعُ حنّ حنينََ الواجد الأَلِم
    يبكي الغمام إذا ناديتَه فَرَحا
    والشمسُ رُدّتْ لكم من بعد مُنْصَرَم
    كفّاكَ فيضُ سحابٍ أيّما لمستْ
    حلّ النماءُ وفاضت أنهرُ النِّعم
    هذا الجمادُ فما يلقاه ذو جسدٍ
    مثلي به الروحُ من لحمٍ غدا ودم
    إني لأفقدُ قلبي حين أرسله
    يمتاح من شمسكم نورا إلى قلمي
    ***
    ويوم ودّعتَ هذي الأرضَ باكيةً
    غادرتَ عالمنا في لجّة اليَتَم
    لكنّ سيرتَكم أضحتْ سفينتَنا
    في مظلم ٍمن عميق الموج ملتطِم
    هذي كليماتُ صبٍّ يرتجي وجِلا
    أن تقبلوه بها في جملة الخدم
    ولمّا أن تجهمني مرادي جريت مع الزمان كما أرادا

  6. #6
    الصورة الرمزية ميسر العقاد شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    الدولة : وطني الإسلام لا أبغي سواه
    المشاركات : 451
    المواضيع : 33
    الردود : 451
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي السّفر العربي
    تسري قد أضناكَ الوجدُ
    عن بدرٍغاب فلا يبدو
    في ليلٍ قد طال قرونا
    ودموعكَ نهرٌ يمتد
    هل ساءلْتَ البيدَ صباحا
    عن حادٍ كان لنا يحْدو
    في صُحبة فرسانٍ بيضٍ
    والمجدُ برفقتهم يعْدو
    لمعتْ أسْيافٌ في بدْرٍ
    ما لبثت أن برَقتْ هندُ
    وفرنسا تُطْرقُ في عجلٍ
    بصليلٍ كان لهُ رعْدُ
    وهرقْلُ يودّع محزوناً
    يا سوريةُ عزّ الفقدُ
    وأنو شرْوانَ على وجَلٍ
    سيصلّي في الأبيض سعْدُ
    والفاروقُ على ناقته
    في القدس فقد حان الوعد
    أطلقنا القرآن أسودا
    تَحْطِمُ شرْعَ الغاب تهدّ
    فجّرنا الإسلامُ عيونا
    ينبتُ أنّى نسري الورد
    أوقدَنا القرآنُ شموسا
    لظلام قرون يشتد
    نشعلُ في الظلمات سراجا
    ليرى من يعبدُه العبدُ
    أرسلنا الإسلامُ طيورا
    للحريّة دوما تشدو
    نفتحُ كلَّ سجون الدنيا
    كي يخرجَ منها مَنْ ودّوا
    لم يشْهرْنا سيفا إلا
    للباغي ليُقَوَّم أَوْد
    قد كان الكونُ لنا طِرْسا
    والشمسُ لريشتنا مدّ
    فكتبنا سِفرا عربيا
    لم يُكتبْ قبلُ ولابعد
    إني أقرأه فأراني
    في النجم لأنّ أبي معد
    مَنْ مثْلُ جدودي يبكيهم
    سيفُ الفتح جفاه الزند؟
    يبكيهم عدلٌ قد ساوى
    فيه مليكَ القوم العبد
    تبكيهم أخلاقٌ وهُمُ
    فيها المثلُ الأعلى الفرد
    بسَمَ الدهْرُ لنا أجْيالاً
    وصفا فيها منْه الودّ
    كم خسرالعالمُ إذ ألقى
    عنا التاجَ وحُلّ العقد
    يوم رآنا تحت ظلالٍ
    والراحُ تطوفُ بها الخَوْد
    قلْنا لا بأسَ بساعاتٍ
    تقضيها ترتاحُ الأُسْد
    قال فتلك أسودُ إجامٍ
    أنتم أسْدُ الله فشُدوا
    ناجانا دهرا ورجانا
    وتنحّى يبكينا المجد
    قلّدَه من بعدُ ضباعا
    من صخرٍ جلمودٍ قُدّوا
    فإذا الأرضُ بحور دماء
    وعليها ليلٌ ممتد
    نادتْنا ودماها تجري
    ندمتْ! لكنْ أنّى العَوْد ؟!
    والمنقذُ في غيهب جبّ
    والقيدُ بمعصمه طود
    علموا أن الشمسَ لدينا
    أنّا الفجرُ وأنا السَّعد
    وهمُ الليلُ فأنّى يُرْجى
    أن يأتلفَ الضدَّ الضد
    لكنْ سنعود فلا تبكي
    قسما يا أرضُ فذا وعد
    وعدُ المختار لنا يوماً
    بالفجر وما منه بدّ
    [/GASIDA][/GASIDA]
    1987 وعدّلت وأضيف إليها 2018
    الأبيض : قصر كسرى في المدائن
    الخود: المرأة الشابَّة الناعمة
    [/GASIDA]
    [/GASIDA]


المواضيع المتشابهه

  1. نحو فقه ميسر (متجدد)
    بواسطة عبد الرحيم بيوم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 57
    آخر مشاركة: 01-04-2013, 03:43 PM
  2. المجموعة الكاملة لعملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد (للتحميل)
    بواسطة إكرامي قورة في المنتدى المَكْتَبَةُ الأَدَبِيَّةُ واللغَوِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 24-04-2008, 05:32 PM
  3. مقابلة مع العقاد .. موضوع الحلقة ((القراءة))
    بواسطة خالد علي الناصر في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14-12-2006, 08:16 PM
  4. إغتيال ألإبداع في مصطفى العقاد . بقلم : جاسم الرصيف
    بواسطة جاسم الرصيف في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-11-2005, 08:55 AM