أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: التحسين والتقبيح بين العقل والشرع

  1. #1
    الصورة الرمزية فريد البيدق أديب ولغوي
    تاريخ التسجيل : Nov 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,698
    المواضيع : 1052
    الردود : 2698
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي التحسين والتقبيح بين العقل والشرع

    "فتاوى فكرية"، للعلامة الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، دار الأندلس الخضراء، ص80-83.
    ***
    اعتنى العلماء المسلمون بمسألة التحسين والتقبيح العقليين، وهي أهم إشكالية في أساس قانون القيم؛ فذهب المعتزلة إلى أن الحسن والقبح هما الأساس والمرجع للحكم على الشيء من الناحية الأخلاقية، وهما أيضا أساس الأمر والنهي الشرعيين، فجعلوا الشريعة تابعة ونابعة عن موقف العقل ومؤكدة له، وليس هذا إنكارا للوحي، بل يعني أن الوحي هو من عند الله تعالى والعقل هبة الله، فلا يمكن أن يجيء الأول بما يخالف الثاني. وهذه قريبة من عبارة ابن رشد الحفيد. وقد قال القاضي عبد الجبار المعتزلي: "إن قبح القبيح وحسن الحسن من العلوم الضرورية التي يخلقها الله في الإنسان".
    وقد قال ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أن الأفعال حسنة في نفسها أو قبيحة، وأن العقل يدرك هذا الحسن والقبح في بعضها دون الآخر. فقد قال ابن القيم في مدارج السالكين: "إن قوله تعالى: "يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ" [سورة الأعراف: الآية ( 157 )] يؤكد أن هذا الدين الذي جاء به يأمر بما تشهد العقول الصحيحة بحسنه وينهى عما تشهد بقبحه، وإلا فلو كان كونه معروفا ومنكرا وخبيثا وطيبا إنما هو لتعلق الأمر والنهي به لكان بمنزلة أن يقول: يأمرهم بما يأمرهم به وينهاهم عما ينهاهم عنه، وأي فائدة من هذا؟" وقال:
    "إن قبح الفواحش يدركه العقل إلا أن الشرع هو الذي يحدد العقاب". [مدارج السالكين 1\234 – 235].
    أما الأشاعرة فجعلوا التحسين والتقبيح بالشرع فقط، فما نهى عنه الشرع العزيز فهو قبيح، وما أمر به فهو حسن.
    وفي رأيي أن الأشاعرة لا ينفون الحسن والقبح العقليين، إلا أنهم لا يبنون عليهما حكما، وهم يعترفون بالملاءة في الحسن والمنافاة في القبح، وأن الحسن صفة كمال والقبح صفة نقص. [المواقف، ص 323 – 324، المحصول للرازي 1\159].
    ولعل عبارة ابن القيم في مدارج السالكين تكون توفيقية في قضية الحسن والقبح عندما يقول: "إن قبح الفواحش يدركه العقل إلا أن الشرع هو الذي يحدد العقاب".
    وقد عن الاختلاف حول التحسين والتقبيح الخلاف بين المالكية وغيرهم حول مفهوم الطيب والخبيث في قوله تعالى: "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ" [سورة الأعراف: الآية ( 157 )]. فذهب المالكية إلى الرجوع إلى النصوص الأخرى لتعيين الطيب والخبيث، فكل ما لم يحرمه الشرع فهو طيب، فأجاز أكل الحيات إذا أمن سمها، وخشاش الأرض والأوزاغ ونحوها. وحرم الشافعي ذلك قائلا: "إن الخبث هنا هو طبعي أي ما استخبثه الإنسان".
    واختار القول بالحسن والقبح العقليين الأحناف، وهو مروي عن أبي حنيفة نفسه، واختاره أبو الخطاب الكلوذاني وأبو الحسن التميمي من الحنابلة، ومن الشافعية أبو علي بن أبي هريرة وأبو بكر القفال الشاشي الكبير.
    واختار إمام الحرمين القول بالتحسين والتقبيح العقليين في أفعال العباد دون أفعال الله تعالى، وتبعه الغزالي. ويتداخل في نظرة المسلمين إلى حد كبير الحسن والخير.
    وبالجملة: فإن من يقول بالتحسين والتقبيح العقليين يجعل أساس القيم، وهو أمر مشترك بين الإنسانية جمعاء، فالعدل حسن والجور قبيح، إلى آخر قائمة القيم. فكما قال ديكارت: "إن العقل هو أحسن الأشياء توزعا بالتساوي بين البشر كلهم".
    احرص على أن تنادي أشياء حياتك الإيمان وشريعة الله تعالى!

  2. #2
    الصورة الرمزية عبد الرحيم بيوم أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 2,249
    المواضيع : 152
    الردود : 2249
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    الخطأ هو في دعوى استقلال العقل بالحكم على الشيء بانه حسن او قبيح
    اذ لا يبقى لنزول الوحي كنور دلالة وارشاد من معنى
    ولا تخلو كذلك نصوص الوحي وأحكامه من حكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها
    وللعقل مع النص في واقع الناس ثلاث حالات:
    1- اذا ورد النص بطل العقل
    2- اذا ورد النص حكم العقل
    3- اذا صح النقل شهد العقل
    الاول والثاني طرفي نقيض
    والثالث وسط وبه يستقيم الفهم
    وشكرا لنقلك ايها الكريم
    وتحياتي

  3. #3
  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    اعتنى العلماء المسلمون بمسألة التحسين والتقبيح العقليين، وهي أهم إشكالية في أساس قانون القيم؛
    فذهب المعتزلة إلى أن الحسن والقبح هما الأساس والمرجع للحكم على الشيء من الناحية الأخلاقية، وهما أيضا أساس الأمر والنهي الشرعيين
    وفي رأيي أن الأشاعرة لا ينفون الحسن والقبح العقليين، إلا أنهم لا يبنون عليهما حكما، وهم يعترفون بالملاءة في الحسن والمنافاة في القبح
    ذهب المالكية إلى الرجوع إلى النصوص الأخرى لتعيين الطيب والخبيث، فكل ما لم يحرمه الشرع فهو طيب.
    وحرم الشافعي ذلك قائلا: "إن الخبث هنا هو طبعي أي ما استخبثه الإنسان".
    واختار القول بالحسن والقبح العقليين الأحناف، وهو مروي عن أبي حنيفة نفسه
    واختار إمام الحرمين القول بالتحسين والتقبيح العقليين في أفعال العباد دون أفعال الله تعالى، وتبعه الغزالي.

    ليس مستغربا أن يعتني العلماء أو يختلفوا في هذا الأمر ، فهو إشكالي بدرجة كبيرة، ما لم يرد النص الصحيح القاطع يأمر العقل بالإسلام لمنطوقه ومضمونه، فإن استعصى فهم المضمون عدنا لدوامة التحسين والتقبيح، بما يكتنفها من اختلافات جوهرية أحيانا باختلاف البيئات والثقافات

    أما أن يستقل العقل بالحكم ففيه جنوح يبعدنا عن النهج مهما حاولنا إنكار ذلك

    موضوع قيم نشكر لك جهدك فيه أديبنا الكريم

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
  6. #6
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    العقل متحيز وسلطته محدودة ..
    ولغة النص قد تأول فيتعدد مدلولها اللفظي بتعدد قراءات المتلقين ...

    ولم نحسم الأمر لحد الساعة .

    بالغ تقديري للجميع .
    الإنسان : موقف

المواضيع المتشابهه

  1. قليلات العقل وكاملو العقل..
    بواسطة نبيل عودة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-08-2012, 06:44 PM
  2. بين العقل و العاطفة
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-06-2006, 05:16 PM
  3. حوار بين العقل و العاطفة .. !!
    بواسطة نور جمال الخضري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-01-2006, 08:59 PM
  4. حقوق الانسان في الفكر السياسي الغربي والشرع الإسلامي
    بواسطة محمد حافظ في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-01-2005, 05:27 AM
  5. حيرة العقل بين العادة والعبادة
    بواسطة عبدالله الخميس في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-11-2004, 01:16 PM