شهداء لم يوافق النصر عليهم
قلق جدا
فقدت القدرة على الوطن والكلام
أتلفت في التواريخ والجمل الناقصة الحجة
قلق
وحولي الشهداء ضمائر وصل وبنادق فاتنة
ولغة اختزال مرعبة
قلق
وهذا وطن نصفه محترق
ونصف فرّ إلى ضفاف الحلم
قال الشهداء
عشبتان لا تمسّهما جماليات الحروب ولا النعاس
عشبة الدين وعشبة الوطن
عندما ينسحب الشهداء من أحتفال الرصاص
يهبط الشعراء ليكنسوا أخطاء الشعوب
ثم يعرجوا الى جنات من غياب وشجر
يغلقوا متاهاتهم في قرى الأسئلة وعوارات الكتب
ليس الشعب أضاح مسعّرة للهزيمة ولا ذخائر حكمة
والدين لا يحرس الأخطاء ولا موديلات الصوم ولا الثورات المحايدة
الشهداء غمام يهطل بالأوطان
فلمَ توقفوا عن دمهم
لعل الثورات دخلت عروض الأزياء وتركت مفاتن الرصاص
لست حلا بهذا القلق
فمازالت جنابة الجبن تستوطن بندقيتي
كم من حجارة غلبت وهم الذئاب
ان سوريا واضحة وفلسطين من قبل وهذا العراق يشهد
ولكن قلبي ملوث بالحياة اليابسة
ملوث بالمساجد المتخمة بالعافية
قال الشهداء لي
لا تقلق ستجمع الرصاصة تواريخك في بسمة شامخة
فأعرضت عن لذتهم
وقلت في القصيدة متسع للتوبة ان صدقوا
وفي الأنثى متاع إلى صبح قريب
لكن البياض لم يحالفني يوم أودعت وقائعي في بنوك الكلام والوردة الخاطئة
لم تقطف الحروب يدي
لكنها توالت مرارا كي تتأكد من رصاصتي
تحالف ضدي وجه أمي والدمع المخبأ في مهج الأنبياء
فتماثلت للشهادة
وكان
جسدي منفى وحقول ثاكلة
جسدي
فهرس مقابر مزدهرة بحلوى الموت
انا وطن ممتد من طفولة مرقطة باليتم وحتى شهداء لم يوافق النصرعليهم
أولئك جراحي وأسمائي وأصابعي
أولئك على وجع مضوا
وأولئك هم النغم الحبيب
زرعوا اسماء الله في لهجة الفصول
ودقوا عيدهم با لأطفال مساميرا
لكنهم لم يتذوقوا الواو والطاء والنون
فوق الثرى سقطوا وفي خدهم خجل الموت
قلوبهم خجلى وعيونهم حسرى
كيف لم تنقفل على وطن لم ينتصر
انا ماء مراق فوق ظل نخل مقطوع العنوان
فمن يلمني في طاسة العافية
ويقطف
من جذع سقطت طبعة صبره
رطبا
جئت أحمل غروبي في شمالي
ويميني
أنفقتها خبزا في مجاعات المشارق
يشرق الوطن مرتين
في نصاعة الأطفال
وفي فصاحة الشهداء
من منكم رأى طفولتي
من منكم لمح الشهادة في دمي
ترى
هل تتسع القصيدة لمعجزتين ؟
اين أولي وجهي
اذا غلب المرايا نوم الحقيقة ؟
لعلها تستيقظ وقد خط المشيب فوات الصواب
قلت سأنجز حزني
كي أحظى ببئر
ورؤيا تهمس في العين احد عشر حلما تطارد الأنثى
باعتني الأيام الناعسة بنسيان وطن
لم يتجاوز قصيدة نثر
آه نسيت على البئر نسخة الحب الأصلية
هل أعود في التواريخ خلسة
أم أدعي أن السجن أحب إلي من نهديك الجميلين
قلت سأرسم فلسطين بدم العراق
كي أكون خاتم الشهداء
وأعيد للحسين أصبعه
كي يرفع الراية من كربلاء لغزة
قلت سأمشط الغياب أمام مراياك
واعد أشيائي
ذاكرة أرملة / تفاحة خاطئة / دمعة مدفوعة الوطن
وطفلة علقت في بلاغة السؤال
هل سأنجز كل هذا قبل مجيء الطير
أم أحمل فوق رأسي خبز الحضارات الأسود ؟
قلت معذرة يا أبتِ
في الثمر المتشابه تضيع حكمتي
فطالما وقفت مع الذين ينادونك من وراء الحداثة
وبعثرت فطرتي المغسولة جيدا بجنوبيتي
يا أبتِ
أني رأيت معمما يقلم الشعوب من الثورات
ويقضم تفاحة أركون
في حشد من الأولياء الأكاديميين
يا أبتِ
اني
مددت يدي استخرج العمر من المرايا
فجرحتني الانثى بالذكرى
كذلك أبتغي مغفرة الشجر
بسود العصافير
آآآآآآه يابيض العصافير
كيف خادعتك المرايا بالشجر العاقر
يا ابتِ
كلما ازهر الحب اصبعا زادني الله تفاحة كي انعم بالندم
يا أبت
الجرح نسختي المفضلة
وأحد عشر لوحا
خرجت عن وصايا القبائل
فألقيت على أصابعي
ملح الليالي
وقلت اني سميتكم ندما وقصائدا
لتعارفوا
قيل ..ان القبائل تعلم غيب البئر
بيد ان موبايلاتهم فقدت وعيها
فلبثت رسائلي في كذب البكاء
ولم تصل
ولحسن التصفح في كوكل النسوة
عرفت سر النون بعد سجن متأخر
ولفرط نبوتي
ركضت خلف سبع فراشات تحترق
ونسيت النون في إصبع زوليخا
فحملت مني بالمرايا
وضعت انا في الذكريات
يا أبتِ
اني رأيت وجهي في تعب العاشقات
وهنّ يدخرنّ الأنوثة لقميصي
ثم رأيت ذاكرتي تنتهب قرب بئر الأسف
والشمس والقمر
قد أفلا منذ نست زوليخا
شهية الأبواب
يندلق الليل حتى وردة متعبة
وأنا بجهد سنبلة وظل من تعب حلو
ارثي غفلتي عني
ست سنابل حبطت أعمارها
هن اسمي
وحاء الحب المطروح أرضا
والباء المصلوب على لحظة وجلة
يا أبت ِ
بئر عسل
هو زعل النسوة اللائي هجرن وجهي
على من سأقص فراشي
وحزنين طفلين
الحب والشعر وقد شربا السجن معي
الصباحات أتمت نحبها ... وما تبقى هو مراسيم رجل
يحتسي الأسود في مبررات المآتم
ويزاول حسن الجوار مع اسمه
في تمام الساعة التي وقفت
بكيت جدا
وسئلت ظلي ... ربما كان قد نسى
كيف السبيل الى أصابعي
وكيف تخرج الأوطان من اسماء الشهداء
وحنانا من قلبي وجراحا تصهل بلهجة مريرة
أشرب نخبهما
نخب الحنان
ونخب الصوت والأسماء
يا ابت
في أضابير الشجر
عصافير سيئة وثمار خاطئة
ونوايا خريف
وطرق قديمة للقيامة
يا أبت ِ
طرحتني الأيام ارضا
على الخد دمعة
وفي ضمأ الكف وردة
وبينهما احاديث رجل
اعني
م
ر
ا
س
ي
م
رجل
أصابعه عشر رسائل قيد التسليم
وشهداء لم يوافق النصر عليهم
حيدر الأديب