تَطابُق
تَرجل الرجُل البَدين من سيارتِه الفارهةِ. التى خرج منها بعد جهدٍ جهيد، دفع بكل كومة لحم بمُفردها حتى خلّص جسده المَحشور من داخل السيارة، هبط على الأرضِ حتى هبطت تحت ثِقله. وعندما مشى خطوتيّن تجاه متجِره زَلّت قدمه فطاح ... برّدلب اب....يا سَاتر..ياساتر يارب، آخر كلمات سمعها من العُمال الوافدين ـ الذين يعملون قرب مَتجره ـ وهو طريح الأرض.
تجمع العُمال ، وشمّروا عن سواعِدهم لرفعه داخل سيارة الإسعاف، يتصببون عَرقاً وهم يرفعونه فوق النقّالة التى أوشكت أن تتحطم. مع صرير صَافرة الإسعاف، وطقطقات سواعد المُسعفين، حُشر حَشرًا. عندما أفاق من غيبوبته التى شُخصت بإرتفاع الضغط. ذهب لمركز الشرطة وسجّل بلاغًا. قال فيه: أنه وفى أثناء سيره، زلّت قدمه عندما وطأت بُصاق أحد العُمال، الذين لايراعون نظافة سوق المدينة، التى فتحت لهم أبواب الرزق. يبصقون فى كل مكان. دفع ملبغا كبيرًا من المال لفحص البصاق الذى علق بحذائه أمام متجره، لمعرفة باصِقه ، لينال عقابه ويكون عِظة للبقية. استخدمت السلطات أجهزتها لتطابق( ال دى ان ايه) المُسجل للوافدين كبصمةٍ، مع( ال دى ان اى) الذى إختبرته المعامل من البُصَاق ـ العيّنة المأخوذة من حذاء الشاكى ـ شَغّلت السُلطات جهاز المُطابقة ..طق.ورورورووروررررر... عَشر ساعات حتى مرّت كل الأسماء، وأخيرا توقف الجهاز ززززززن... عند المطابقة؟! سُلمت النتيجة لمركز البلاغ. وجاء التاجر مسرورًا عندما استدعاه المركز. خرج من مركز البلاغ مُهرولا؟؟!! وجَسدهُ يهتزُ كراقصةٍ فقدت إيقاعِها فجاءًة. وشُطب البلاغ.