عَاصِمَةُ المَوْتِ

عاصمة الموت

د.نبيل قصاب باشي

هاهنا الموتُ فانتبهْ يا مُحَالُ هل يَطَالُ المُحـالَ إلا الرّجَالُ؟ نحنُ إنْ ناءَ بالمُحال مَنَالٌ فبِنَــا تُرْتجَى المُنى و المَنالُ نحنُ عَيْنُ المُحَالِ فاسـألْ إذا شــئـ ـتَ عُلانـــــــــَا تُنبئْكَ أنَّـا المُحَالُ لاترومي يا وَهْدَةَ السَّفْحِ شَأْواً ليسَ فوقَ السُّـفوح إلا الجبالُ هاهُنا كلُّ شَامخٍ قَدْ تَسَامَى ليسَ يُثني مَدَى عُلاهُ مَجَالُ هاهُنا هاهُنا مآلُ الأماني و إلينـــا ــ مهما تنــاءَ ى ــ المآلُ وبنا تُفْقَهُ الحياةُ فَتُرْجَى و بنــا يُفْقَهُ الرَّدَى و القتالُ وبنا تستجيرُ كلُّ السّجايا وتلوذُ الُمنى بنـــا و الخصالُ إنْ يمتْ في المُنى رجالُ المنايا فاسألِ الموتَ هلْ تموتُ الفعالُ؟ لم يمتْ عَمْرُوناالعديُّ فهذا عَمْرُو حمصٍ قدْ ضجَّ فيه النزالُ إنَّ " بابا عمروٍ " تحصّنَ بالمو تِ دُرُوعَاً صُدُوُرهَا الأبطالُ حمَحَمْاتُ التّكبيرِ تهدُر فيها فيموُر البُركَــانُ و الزّلزالُ كلُّ طفلٍ في حمْصَ قعقاعُ حربٍ فرجالُ الوَغَى هُمُ الأطفالُ علَّمَتـْنَاالأطفال كَيفَ نُضَحّي هلْ بغيرِ الأطفالِ تُبْنَى الرّجالُ؟ @@@ @@@ أيُّها الوالغونَ في دَمِ قَوْمي فيمَ هذا الـُّسعارُ و الأوْجَالٌ؟ أنتِ ياحمصُ في طُيوفيَ غابٌ أظلمتْ في غَمـامِهِ الأدغالُ فوحوشٌ قد كشرَّ الموتُ فيها وأفاعٍ فَحِيــحُهَا قتَّـــــالُ تَتَشظَّى الأطيافُ حولَ كوابيـ ـسـي فأصحو و في عُيوني اشْتعالُ يرجفُ الطيفُ في جفوني ارتجافاً فأصلّي وفي ارتجافي ابْتِهَالُ أيُّ حُزنٍ يُلَمْلِمُ الدَّمعَ في العيـ ـنِ فأشجَى و في شُجُوني اعْتلالُ أيُّ قَصْفٍ عمَّ الفضاءَ وعَصْفٍ عَجِزَ الوَصْفُ دونَهُ و الخيالُ يحجبُ الطيفَ عنْ رُؤاها المُدَّمى شَبَحٌ في ظَلامِــهَا خَتـَّالُ أيُّ أســطورةٍ تَبَاهَتْ بهـا العنـ ـقـاءُ جَذْلى وَ حَوْلها الأغْـوَالُ قدْ تمَاهَى بها خَيـــــــالُ الخُرا فاتِ جُنوناً أغرى بهِ الدّجَّالُ مسخَ الموتُ آيةَ الحسنِ فيها بعدَ أنْ جفَّ في ضُحاهَا الظلالُ يخجَلُ الفجرُ أنْ يطلَّ ندياً في حماهَا و تخجَلُ الآصالُ @@@@@ إيه يا حمصُ ألهميني سُؤَالي ألهميني..ماعدتُ أحسبُ حُزني وَجَعَاً ؛ بلْ عُتاهَةٌ و خَبَالُ ! ألهميني ..أعيا النواحُ صَهِيلِي أَوَ يُرْجَى منْ ميِّتٍ تَصْهَالُ؟ حرقَ الجفْنُ أدمعي فتلظَّى واكتواني هَديــرُه الهطَّالُ لستُ أَدري هلْ فجَّرَ النزفُ عيني أمْ تَرَامَى في جَفْنِهَا شلَّالُ ؟ يا"أبا الطيّبِ" الشجيَّ تلمَّسْ كمْ تَهَاوتْ على نصالي النِّصَالُ! لم يعدْ في الضُّلوعِ موضعُ طَعْنٍ أوْ صُدُوٌر تَصْطَفُّ فيها النِّبَالُ فأعرْني منَ الصُّدورِ ضُلوعاً قدْ دهتْني النِّصَالُ و الأغلالُ هاهُنا هاهُنا ضحايا وَ جرْحَى واعتقالٌ منْ حَوْلها و اغْتيالُ لست أدري ماذاأقول وشعري شَـهْقَةٌ في نشـيجِهَا إعْوَالُ وقوافيَّ نائـحاتٌ حَزَانَى كلُّ بـَوْح ٍ في نـَوْحِـهَا مَـوَّالُ كلُّ ألفاظِهَا العَرَايا حَيارَى عشَّشَتْ في حروفِهَا الأطلالُ قفْ بها وابكِ في حمِاهَا الأثافي فالغواني ظَعَائنٌ و ارتحالُ وقفَ الدربُ في خُطاهَاحزيناً ورماها الإدبارُ و الإقبالُ وَتسَاوَى في جِيدِها العِقْدُ و الـ ـقَيْدُ وَطَوْقُ الأَغْلالِ و الخَلْخَالُ @@@@@ إيهِ يا حمصُ ياعروسَ المنايا هلْ " حمَاةُ " الفداءِ تغْبِطُكِ العر سَ أمِ العرسَ في حمَاهَا اغْتَالُوا؟ كلُّ أعراسِنَا اليَتَامى شَظَايَا أَوْ سَبايَا تَزُفُّهَا الأغلالُ إيهِ ياجارةَ الفَجـَــائعِ و البـَلْـ ـوـَى كِلانـــــــــــا أخْنَتْ به الأهْوَالُ أيُّ نارٍ لمْ تَصْطَليكِ احْترَاقَاً ودمٍ لمْ تُطقْ مَـدَاهُ الرّمَالُ أَمِنَ النارِ قدْ خُلِقْتِ شُواظاً أمْ تشظَّى في نارِكِ الصَّلْصَالُ؟ @@@@@ يازمانَ الأحرارِ أيُّ زمانٍ صرخةٌ أسمعَتْ فضاءَ الــــــــــــــسمَا واتِ فأينَ الصّليبُ أينَ الهلالُ؟ نحنُ ما زالَ في حَناجرِنـا الجَـ ـمْرُ شَــظِيَّـاً يَؤُجُّـهُ الإعْوَالُ نحنُ مازالَ في صَدَانَا زئيرُ الـ ـموتِ تَشْـدُو بلَحنِـهِ الأشْبَالُ رَمَقُ الرُّوحِ في نجَاوى أَغانيـ ـنـَـــــــا تحدَّتْ حُدَاءَهُ الآجالُ هيَ حُرّيّةٌ عَزَفْنَـــا صَدَاهَا وَسَتمضِي في عَزفِهَا الأجيـالُ @@@ @@@

@@@@@@
@@@@
@
دبي 6/3/2012

خريدة بديعة ثائرة
تسامقت حروفها بكبرياء الأمل
وحلقت مشاعرها بخيلاء النصر الأكيد
لقد خلدت شاعرنا حقبة حريٌّ بنا أن نجهد أنفسنا لتخليدها
فأجدت رسم هذه اللوحة المباركة الصادقة
بورك بهاء وجميل حرفك الناصع
ولك مني وافر الاحترام
تحياتي

قصيدة قوية شامخة الحرف والمعاني
جرسها منساب وحسها هادر

أهلا بك شاعرنا

تحاياي

لقد ضجّت لها الأكوان و دوّت في آذانِ الطغاة واستبشرت بها قلوب المؤمنين الواثقين بنصر الله

بثّت الأمل واشعلت النفوس بصدقها وقوتها وجردت الطغاة من حُجج الزور و عباءة السياسات العميلة وأكدت ما نعهده في أبطال الشام من ثباتٍ وصمودٍ على الحق فنسال الله أن ينصرهم وأن يمدهم بجندٍ من عنده وأن يدحر الطغاة ويأخذهم اخذ عزيزٍ مقتدر

تحياتي لسمو نفسك شاعرنا الكبير والقصيدة للتثبيت تقديراً وإجلالا

إيهٍ أيها المتنبئ بالنصر المؤزر
نصّ من أقاصي الإدراك الشعري الفاتن
وحرقة من أقاصي الشعور النبيل
صولة فارس
وصرخة مثقف
ونشيد نصر
ردّ الله عن سوريا ما يسوء
ورزقها الحرية والكرامة
وأناشيد البهجة
دمت شاعرا لا ترتوي الفضاءات إلا بهطوله

الله أكبر ... الله أكبر ... ولله الحمد
بوركت شاعرنا الحر الأبي الشامخ ... وبورك الحرف الصادق الهادر الجميل
رحم الله شهداءنا وأيد أمتنا ونصرنا على الظالمين
لقلبك الياسمين أيها المبدع
محبتي وكثير تقديري وإكباري

د.نبيل قصاب
الشاعر الكبير
عصي على العقل أن يفقه عاصمة للموت ولكن حمص هذه الأيام تقرب للرائي والسامع والمتخيل هذا الأمر, إنها الحرية المتفجرة والمدوية في وجوه الوالغين في الدم الزكي بكل ما يشنع به الموت.
هاهُنـا هاهُنـا مـآلُ الأمانـي
و إلينا ـمهما تنـاءَ ى ـالمـآلُ
وبنـا تُفْقَـهُ الحيـاةُ فَتُـرْجَـى
و بنا يُفْقَـهُ الـرَّدَى و القتـالُ
وبنا تستجيـرُ كـلُّ السّجايـا
وتلوذُ الُمنـى بنـا و الخصـالُ
يشهد بذلك العالم بأسره الذي يقف مشدوها ها هنا .
كلُّ طفلٍ في حمْصَ قعقاعُ حـربٍ
فرجالُ الوَغَـى هُـمُ الأطفـالُ
شهد بذلك العدو قبل الصديق ولهم رعدة شديدة من ذلك.
يا"أبا الطيّبِ" الشجـيَّ تلمَّـسْ
كمْ تَهَاوتْ على نصالي النِّصَـالُ!
لم يعدْ في الضُّلوعِ موضعُ طَعْـنٍ
أوْ صُدُوٌر تَصْطَفُّ فيهـا النِّبَـالُ
فأعرْني مـنَ الصُّـدورِ ضُلوعـاً
قدْ دهتْني النِّصَـالُ و الأغـلالُ
جميل هنا التوظيف لبيان المنتهى في البلاء وشدة الخطب, وما أجمل "تلمس"هنا حيث تصعد بالتعبير الإخباري إلى تعبير إنشائي يزيد من بلاغية الأسلوب في تقرير المعنى , فاستحضار المتنبى واحضاره هنا من عمق التاريخ يتلمس معناه الذي ظن أنه بلغ الغاية فيه يعطي مدلولا أعمق وتعبيرا أبلغ للخطب الشديد والوقع الأليم.
أيُّ نارٍ لـمْ تَصْطَليـكِ احْترَاقَـاً
ودمٍ لـمْ تُطـقْ مَـدَاهُ الرّمَـالُ
أَمِنَ النارِ قـدْ خُلِقْـتِ شُواظـاً
أمْ تشظَّى في نـارِكِ الصَّلْصَـالُ؟
بديعان هذان البيتان اللذان آتيا رصدا لمشهد المنكوبة حمص حمص المتشظية خلقة أو من هول المصاب.
لم تصطليك أم لم تصطلِكِ؟ أم لم تُعملْ لمْ هنا ضرورةً؟
صرخةٌ أسمعَـتْ فضـاءَ السمَـا
واتِ فأينَ الصّليبُ أينَ الهـلالُ؟
لا تسلْ عمن ساهم في إذكاء هذه الصرخة التي أسمعت ما أسمعت.
هي قصيدة الحرية والموت بكل تفاصيلهما في حمص عاصمة الموت وأضيف عاصمة الحرية.

تحياتي د. نبيل

الشاعر الرائع د. نبيل قصاب..
قصيدة رائعة وبوح شجي , وهطول من معصرات الروح المثقلات بالأسى ..
كانت شآبيب الأمل مغدقة في أواخر صيبها..
حمى الله الشام وسائر بلاد المسلمين
ودمت والأحبة محفوفا بنسائم الرحمات ..

بوركت ايها الشاعر الكبير وبورك هذا النبض الشامخ
ذي رسم بالحروف دلالات معبرة مستبشرة بالنصر
سيدي الكريم
نص تجاوز الإبداع نسجا واحاسيسا وقوةوكبريا
اسعدني انني بين حروفك
خالص مودتي

قصيدة أمتعنا فيها الشعر ، وأسرتنا في بوحها المشاعر .

نسأل الله النصر لأحرار الأمة والتمكين لهم .

المتألق الدكتور نبيل قصاب باشي

كل التحية و التقدير لحرفك و إبداعك .