موسى ووادِ طُوى سطران في ورقي
والحُسنُ يوسفه كحلٌ على حدقي
ما زلتُ اسمع وقْعَ النعل حين خطا
فوق الجراح، كأني بالكليم رقي
والروح تبصِر صِدِّيق الهوى كلِفاً
بالله يعصمه من فاحش الخلق
آنستَ نارَكَ، فاستأذنتَ في قبس
تأتي به، ولعل الهَدْي في الحُرَق
واخترتَ سجنَكَ حتى لا تمُدَّ يداً
في غير ما ملكَت، درسا لكل تقي
موسى ويوسفُ.. يا مصرَ التي زُرِعَت
بالأنبياء نخيلا، بالدماء سقي
مني عليكِ سلام الله ما طلعت
نذرا بمغربها شمسٌ على أفُق
يا بعض جرحيَ، هذا الجرحُ بعضُكما
من ذا يُزيل أجاج الملح من عرقي
داريتُ حزنَكما سرّاً تكشَّفَ بي
حتى كأنكما مني ومن مزقي
يا ابن التي قذفت في اليمِّ غاليَها
والروح تغرق في خوف وفي قلق
وابن الذي عمِيَت عيناه من حَزَن
والحدس يُنْبئُه: بالدمع لا تثق
مصر التي مُلئت أحداقُها رمداً
تهدي سبيلَك فيها سورةُ الفلق
كادوا لها، فأبَت أن تنحني رهبا
والله حافظُها من شرِّ مسترِق
يا أمُّ صبركِ، يا يعقوبُ دُم مثلا
في ذكر ربكَ يُتلى ساعة الغسق