ذكرى محرقة تعز..
ذاكرة الضحى وأنين الرماد ..!!
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
سأقص في ذكراكِ أوجاعَ البلاد..
سأقصُّ ما..
وعليكِ ذاكرةُ الرماد..!
سأقص بالماضي أنينَ النازحينَ إلى الضياءِ..
إلى الصباحِ.. إلى بلادٍ سوف يحكمُها الرشاد..!
وإلى بلادٍ سوف تحيا حرَّةً وبلا فساد
سأقص في ذكراكِ..
أوجاعي.. وأحزاني.. وآلامي.. وآمالي.. وإلهامي.. وأفكار َالحروفِ..
وإن بنا تعبَ المداد.
سأقص فيكِ لموطني..
وأقص للتأريخِ.. عن نارِ الطغاةِ تساقطوا فيها على جشعِ المراد
أفعالُهم ترتد فيهم كم وكم..؟
كم عذبوا ؟
كم قتلوا ؟
كم أعلنوا قبلَ الجنائزِ من حداد ..!!
سأقص في ذكراكِ..
كيف أرى العمامةَ لعبةً رجعيةً..
والدينَ ملقى أفرغوه من العقيدةِ والخشوعِ وحرفوا دعوى الجهاد
سأقص في ذكراكِ..
أنَّ الدينَ للحكامِ أضحى مرتعاً بل ملعباً قد سيسوه
و حرفوه.. ولم يعد محرماً قتلُ العباد..!
سأقص في ذكراكِ.. عاماً كاملاً
وعروبةً مهزومةً
وهويةً مسروقةً
وحكومةً سلبيةً
صعدت على (نصبِ) الفتاوى كالجرادِ..
توافقت وتمرغت
وبلا ضحى نامت وحاصصتِ الظلامِ
وتحاصصت شهداءَنا.. أن الشيوخَ لها البقاء.
تضورت جوعاً على وطني فأحرقتِ السماء
يا ليلةَ الأخدودِ مذ عامٍ مضى
سأقص في ذكراكِ..
مقلةَ شاعرٍ.. (ابن المعافرِ مصطفى)
يا مصطفى
هذي الحروفُ تلم أشواقَ الحريقِ
تلم أناتِ الرصاصِ
تلم أشلاءَ الضحايا
والأمهاتُ هناك لم يفقدن أبناءً
سمعتك موطني يوماً تقول بأنهم
صبح مدائِنه خيام
يا مصطفى
في ليلةِ الأخدودِ.. من ذا فيكَ يرثي حالَنا..
ودموعَنا.. ووصالنا.. ونضالنا.. وخيامنا..
ورحيلنا.. وبقائَنا..؟؟!
يا مصطفى شرعوب.. من ذا قد يقول رثائَنا ..؟
ويقص للتأريخِ باكٍ بعدنا..!
يا مصطفى.. من ذا ؟!
ولاح يقول أنتَ لها.. وفيكَ ملامح الذكرى
وفيكَ تجددت أحداثنا..
ونور حدادِنا
فاكتب هناك على الضحى..
إنـَّا أقمنا في حروفك مأتمَ الماضي
ولا تحزن.. فإنـَّا هناك نصارع الآتي
وفي إقدامِنا نحو الضياءِ مدينَةٌ يمنيَّةٌ
تعزُ الصمود ستخلع الماضي دجاه
يا مصطفى
لله درك يا بن ذي تعزٍ
ها قد قرأت على مرادكَ من مرادي
ها قد نزفت ضحى دموعكَ في فؤادي
يا مصطفى ماذا أقولُ..
أنا هناك قرأت في عينيكَ آهات البلادِ
جميعها وجع الثكالى.. أمهاتٌ لا تنوح ومثلها نعشٌ
أطفا حروق القلبِ في ميلادِ سوءتِنا
يا مصطفى.. عامٌ مضى
شهداء محرقة الضحى
ما أحرقت أجسادَهم
ما مزقت أرواحَهم
ما أخمدت أناتَهم
شهدائُنا رحلوا هناك إلى ضياءٍ
أخجل الفردوس من إقدامِهم.. ونضالِهم.. وصمودِهم..
أرأيتَ ليلتها ضحى عليائِهم..
في وجهِ آلاتِ الجحيمِ تقدموا بصدورِهم..
وخيامُهم تلك التي اشتعلت دروباً للصباح
وتجدد التأريخُ في نزفِ الخيامْ
ودنت خيامُ الأنبياءِ تزف وحي دمائِهم
من بين أصواتِ القنابلِ والمدافعِ والبنادقِ والرصاصِ رصاصُ غدرٍ للجماجم والفدى !
أبطالُنا.. شهدائُنا..
في ليلةِ الأخدودِ لم يستسلموا..
وسطَ الجحيمِ تطهرت أجسادُهم !
يا مصطفى
أرأيتَ ثَمَّ رأيت ذاك النزفَ.. ذاك الحلمَ.. ذاك الصبحَ.. يسكب نفسه
أرأيتَ إبراهيمَ
ذاك اليوسفيَ.. المقطري.. السامعي.. الشرعبي.. العزعزي......
ذاك العتيدَ يضمدُ التأريخَ في هولٍ
ويذرفُ دمعَهُ الأزكى لأولِ مرةٍ
يبكي على أصحابهِ الشهداءِ والجرحى
هناك يقول.. ماذا قد يقول اليوسفي المقطري.. السامعي.. الشرعبي.. العزعزي...... ..؟!
يا مصطفى
سيقول للوطنِ الجريحِ وللبلادِ وللثكالى
والشبابِ وكلِ شيء قد بكى ..!!
يا أمَنا وجُروحَنا وبلادَنا
لا تحزني.. لا تأسفي.. لا تقلقي..
إنَّا فداكِ ..
فدى ترابَكِ..
والفدى لكِ يا بلادي.. لا لغيركِ !!
قالها قبلَ الرحيلِ.. مضى يشيع أمسنا
وبقيت أنتَ ومصطفى
وبقيت أنت ومصطفى والحلم باقٍ والأيادي المرجفات إلى الفناء
* الصورة بعدسة عصام الكمالي أثناء إلقاء القصيدة في منصة ساحة الحرية تعز