أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: حول القراءة ( قراءة التلقي ) ..

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 39
    المواضيع : 27
    الردود : 39
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي حول القراءة ( قراءة التلقي ) ..

    قراءة التلقـّي المستمرة آفة ، ولكن ليس هذا طلبٌ لعدم القراءة ، و لكن فكر ثم اقرأ ، أو اقرأ ثم فكر .


    الاكتفاء بالقراءة المستمرة أو المشاهدة المستمرة (كالأفلام) فقط ، يسبب الأدلجة . وأعتقد أن الذي يقرأ كثيراً سوف يفكر قليلاً ، و من يفكر كثيراً سوف يقرا قليلاً .. بحيث يكون التفكير هو المسيطر و ليست القراءة المسيطرة عليك ، ويكون الشخص سيد نفسه ..


    و مصداقاً لهذا الكلام لننظر إلى الأمم التي ألفت القراءة و أدمنتها يومياً ، كأمم الغرب على سبيل المثال، سوف نجد أن الناس أصبحوا هم الإعلام والإعلام هم الناس من كتب و تلفاز.. إلخ ، مع أنهم يدعون حرية التفكير .


    هذا التلقي الدائم ، يجعل الحس الذاتي والنقد العقلي يختفيان عن القيادة في الشخص و يتبلدان . و النتيجة : عملية غسل دماغ جماعي على نار هادئة من خلال الكتب و الصحافة و القنوات ..الخ ؛ لأنها غالباً مملوكة لأصحاب توجهات معينة .


    و كمثال على عمليات الغسل المستمرة و الناجحة التي يملكها عدد قليل تخدم مصالحه : أن تلك الشعوب التبست عليها أبسط الحقائق الواضحة، و أصبحت قضايا معقدة . فكيف يكون التلقي المستمر مغيـِّبا للحس الأخلاقي والنقدي إلى هذا الحد؟ مثل قضية الاستعمار والفصل العنصري ، رغم بساطة فكرتها ووضوح الظلم فيها ، إلا أن بشاعتها لم تتضح لهم إلا عندما أراد الإعلام ذلك ، تبعاً لتغير مصالح مُلاكه ، حينها عرفوها بوضوح .


    و مثل قضية الشعب الفلسطيني العادلة والواضحة ، أصبحت قضية شائكة و معقدة لدى المتلقي الغربي ، مع أنك لو عرضت القضية على شخص أمي ولا يعرف شيئا عن الحضارة لعرفها ببساطة : أفراد و جماعات تركوا جنسياتهم في بلادهم ، وتآمروا على شعب آمن وطردوه من أرضه وهدموا بيوته ، ليقيموا دولة لهم بعد أن مسحوا هوية ذلك الشعب و أسكنوه في الخيام وشوهوا سمعته في العالم ، وليس لهم أي مستند سوى أوراق دينية عمرها أكثر من 5000 سنة تستطيع كل أمة أن تقدم مستندات مثلها !! هذا مع المعاملة السيئة لأولئك الضحايا وعدم تعويضهم عن نهب بلدهم و منازلهم .


    تلك الأمم القارئة يومياً لا تستطيع أن تقرأ هذه الفكرة بوضوح رؤية ذلك الشخص الأمي!


    وحتى لا نصاب بمثل هذا المرض الإدراكي الخطير ، علينا ألا نمتدح القراءة و المتابعة وحدها ، لأنها تؤدي إلى غسيل الدماغ و الأدلجة .


    القارئ الحر من الأدلجة دائماً قراءته من نوع القراءة الناقدة، التي تعرف المحاسن والعيوب، وهذا القارئ هو من يستحق التشجيع على كثرة القراءة والاطلاع .


    من يقول لك: "اذهب واقرأ" ، فهو يريد لك هذه الغاية: التنويم المغناطيسي ، إن لم تكن ناقداً و مستقل الرأي .
    فلو قال لك: "اذهب فكر واقرأ" لكان ينصح لصالحك . أما من يقول : "اذهب واقرأ" فقط فهو يريد أن تتأدلج كما هو متأدلج من خلال القراءة غير الناقدة، القائمة على التعظيم والتقديس للكاتب والمكتوب .


    من يقرأ أكثر من أن يفكر هو شخص مُغيـّب وغير موجود .


    ولا يـُفهم من هذا أنني معادٍ للقراءة، بل أنا أحبها ، و لكني أحب العقل والتفكير أكثر . لأن التفكير يصنع الذاتية ، أما إدمان القراءة فقط يصنع المسخيـّة . التفكير يجعلنا نعي ما نقرأ و نتذكره في مواضعه ، ونولِّد منه أفكاراً جديدة ، فلا يضيع المجهود سدى .


    الشخص المدمن على القراءة أو المشاهدة أكثر من التفكير ، يتعرض للإحراج من الآخرين الذين يفكرون أكثر من كونهم يقرؤون ، وبالتالي يضطر إلى العزلة والابتعاد عن الحوار و رمي الناس بالجهل لأنهم لم يقرؤوا ما قرأ بنفس عينه المبجـِّلة ، و هذا باختصار هو وهم الثقافة و المعرفة ..


    وعلى هذا فلا يكون سبب عزلة بعض المثقفين أو إحجامهم عن النقاش أن مستواهم أعلى من غيرهم، فيضطرون إلى العزلة والبروج العاجية ،لا ، بل إن تعرضهم للإحراج من قـِبـَل من يفكرون أكثر مما يقرؤون هو السبب الحقيقي لعزلتهم ، أو ربما تهجمه أو اتهامه الآخرين بعدم القراءة والتثقف والجهل ، و يعتقدون أن مجتمعاتهم لا تستطيع أن تفهمهم ، مع أن الحقيقة هي أنه هو من لم يستطع أن يفهم و يوصِّل ما عنده للمجتمع ، خصوصاً إلى من يفكرون أكثر مما يقرؤون من أفراد المجتمع . إنهم هم المشكلة في طريق من يقرأ أكثر من كونه يفكر .


    و لأجل هذا تنتشر كلمة مشهورة : "اذهب و اقرأ قبل أن تجادلني" . أي: اغسل عقلك بماء الكتب والجرائد والإعلانات والدعايات ثم تعال جادلني !!


    وكثيراً ما يقال عن العرب إنهم لم يعرفوا كيف يوصلوا قضاياهم إعلامياً إلى الأمم الغربية القارئة المثقفة ، و العجب الذي يطرح نفسه : لماذا تكون القضية الواضحة جداً محتاجة إلى تفوق إعلامي وأساليب مبتكرة وكتب منتشرة ومنمقة ؟؟ لماذا لا يعرف الفرد الغربي بنفسه و بدون إعلام ، مثلاً أن الشعب الفلسطيني ضحية ، وان الاستعمار أمر خاطئ مشين في حق الشعوب التي لم تعتدي عليهم ؟!


    إن مثل هذا الوضع لا يشير إلى أن تلك الشعوب حرة في تفكيرها كما تزعم، إنها تنتظر الإعلام أن يقول لها أن قضية فلسطين عادلة، و إلا فلن تفهمها من نفسها. وهذا أكبر دليل على نجاح غسل الدماغ هناك ، و قراءاتهم الكثيرة لا قيمة لها حقيقية ما دام الشخص لا يستطيع أن يميز بين الحق والباطل إلى هذه الدرجة .


    و كيف تكون أمم بهذا الشكل هي القائد لبقية شعوب العالم ؟ و هي لا تستطيع أن تميز بين الحق و الباطل؟ ووصل بها عمى الألوان إلى هذا الحد بحيث يصبح المعتدي صاحب حق وصاحب الحق معتدي!


    إنهم يفخرون بأنهم يقرؤون حتى في المترو! حسناً : هل هم يتثقفون أم يتأدلجون حتى في المترو؟ لسنا ندري! ما دام أسهل الأمور المنطقية أصبحت أكثرها صعوبة و تحتاج إلى لوبي إعلامي ضخم لكي يوضحها .


    و هذا الإدمان المرضي يبدأ من منطلق خاطئ يـُراد نشره بين الناس ، وهو : "كل ما تقرأ أكثر كلما أصبحت ذكياً أكثر و قادراً أكثر و حراً أكثر" ، لكنهم لم يتكلموا بكلمة عن التقييم أو الحكم أو حتى التفكير بما نقرأ .

    شعارهم : "اقرأ و اقرأ ، تفهم تفهم" . والشعار الأنسب هو : "فكر اقرأ ، اقرأ فكر" . هذا الشعار هو الذي يجعلنا نستفيد مما نقرؤه ومن عقولنا أيضا . فهي أيضا تحتاج من يقرؤها ..



    (( كتبه الورّاق، وجزى الله خيراً من نقله دون اجتزاء مع ذكر المرجع "مدونة الورّاق" ))



    مدونة الورّاق http://alwarraq0.blogspot.com
    وعلى تويتر https://twitter.com/#!/alwarraq0

  2. #2
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    يقسم ابن خلدون في مقدمتة القراءة الى ثلاثة مستويات :

    1 ـ القراءة الأولية للتعرف على الفن الذي يقرأ فيه ، يقول :
    ( اعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيداً، إذا كان على التدريج، شيئاً فشيئاً وقليلاً قليلاً، يلقى عليه أولاً مسائل من كل باب من الفن هي أصول ذلك الباب. ويقرب له في شرحها على سبيل الإجمال ويراعى في ذلك قوة عقله واستعداده لقبول ما يورد عليه، حتى ينتهي إلي آخر الفن، وعند ذلك يحصل له ملكة في ذلك العلم، إلا أنها جزئية وضعيفة. وغايتها أنها هيأته لفهم الفن وتحصيل مسائله ) .

    2 ـ القراءة التي تخرج الانسان من التلقين الى مستوى اعلى ، حيث يبدأ بالاكتشاف وقراءة وفهم ما بين السطور ، يقول :
    ( ثم يرجع به إلى الفن ثانية، فيرفعه في التلقين عن تلك الرتبة إلى أعلى منها، ويستوفى الشرح والبيان، ويخرج عن الإجمال، ويذكر له ما هنالك من الخلاف ووجهه، إلى أن ينتهي إلى آخر الفن فتجود ملكته ) .

    3 ـ ثم ( يرجع به وقد شدا فلا يترك عويصاً ولا مبهماً ولا منغلقاً إلا وضحه وفتح له مقفله، فيخلص من الفن وقد استولى على ملكته. هذا وجه التعليم المفيد وهو كما رأيت إنما يحصل في ثلاث تكرارات. وقد يحصل للبعض في أقل من ذلك بحسب ما يخلق له ويتيسر عليه ) .

    انا شخصياً لا اكتفي بالقراءة ، بل أعقبها دائماً بالتحليل والنقد ..

    لأن القراءة الكثيرة مفيدة في جمع المعلومات ، لكن الاستفادة من هذه المعلومات تحتاج الى أكثر من مجرد القراءة ..


    الـورّاق


    تقبل مروري وخالص تحياتي ..



    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
    التعديل الأخير تم بواسطة بهجت عبدالغني ; 08-06-2012 الساعة 09:45 AM

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    اعذرني لكن من يقرأ ويأخذ كل ماهو مكتوب فهذا شخص غبي حقيقة
    أراه من البديهة أن ينتقي الشخص الآراء التي تقنعه في الكتاب وقد يعارض بعضها وينتقد بعضا من أفكار الكاتب
    وكلها وجهات نظر مختلفة
    لابد من التفكير وإلا لما ألف أجدادنا المسلمون الأوائل الكتب بينما كان الغرب في نوم وماستفادوا إلا ماخلفته أمتنا من علوم واسعة
    وبقينا نحن في غفوة عند جدراننا المتهدمة
    شكرا لوعيك أخي
    وطرحك لهذا الموضوع الراقي والمهم

  4. #4
    الصورة الرمزية عبد الرحيم بيوم أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 2,249
    المواضيع : 152
    الردود : 2249
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    اذا تاملت طريقة ابن خلدون التي ذكرها الاخ بهجت
    تلاحظ انه فرق بين الابتداء وما يليه
    وجعل ارتقاء الفكر مراتب يتلو وينبني بعضها على بعض
    وذلك لامر مهم وهو ان الوافد الجديد الى معرفة الشخص ايا كانت قناة وفوده يلزم عرضه على ما سبقه من خلفيات معرفية قد استقرت
    فيقارنه ويحلله بها
    وهنا يكون المنهج الذي دندن حوله الفاضل الوراق فلا بد لعملية التفكر من ارضية تنبني عليها وتنطلق من خلالها
    فلا يعود لمنهج اللبس والتزيين اثر على الفكر

    وتحياتي لك

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    لعل العنوان حمل رسالة المقالة الأهم
    فالقراءة اكتساب للمعلومة مهما اتسعت مساحتها وتضاخم حجمها ، شريطة أن لا يحيل القارىء نفسه لأداء امتصاص مجردة الإرادة لكل ما يبثه ما يقرأ ،فلا بد من التمعن وتدبر الفكر المطروح ومحاولة فهم مراميه الأبعد مما هو ظاهر، والتنويع في طبيعة ومصادر ما يقرأ لتحقيق مردود يعينه على المقارنة ويقيه الوقوع فريسة الاستلاب الفكري ..

    شكرا للموضوع الهام كاتبنا الكريم الوراق
    وللإضافة القيمة في تعقيب أديبنا الكريم بهجت الرشيد والتي أثرت الموضوع

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  6. #6
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    من يصنع المثقف ؟
    هل القراءة تسبق فعل التثقيف أم تفرز عنه ؟
    هل توجد قراءة تقتل الوعي ؟
    مامعنى القراءة النهضوية ؟

    هل تسهم المؤسسة التعليمية ( مدارس ، جامعات ... ) في جعل القارئ يحتضر؟

    /

    أخي الوراق : أنتظر جوابك أيها الأخ الفاضل .
    الإنسان : موقف

  7. #7
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    القراءة التي تستهلك الأفكار دون مناقشتها هي قراءة فارغة من محتواها الفعلي؛ لكل قارئ أهداف يحددها مسبقا شاء أم أبى وقد يظهر الهدف من خلال نوع المقروء أيضا؛ أما أن تكون القراءة مجرد فك شفرات الحروف وتهجيها فهذا لا يدخل في مفهوم القراءة وبالأحرى التلقي الذي يستند أساسا على عملية التفاعل بين الذات المنتجة والآخر المتلقي أو ما سماه ياوس بالتفاعل بين المؤلف والجمهور...
    ولعل أبسط ما يمكن استنتاجه من القراءة كونها عملية تقوم على تدبر المقروء واستيعابه بإعمال العقل الشيء الذي جعل بعضهم يسميها إعادة صياغة المقروء، أي أن القراءة رياضة ذهنية تستفز القارئ من خلال فلاشات تعيد مساءلة المقروء على ضوء مبادئه واعتقاداته وكذا معارفه الثابتة والمكتسبة وإلا فهي ليست قراءة ما دامت مجرد فسحة للعين المارة على الحروف دون الوصول إلى الإدراك والوعي بمعاني الكلم وما بين السطور أو ما تخفيه... ولتكون القراءة صحيحة لا بد أن تكون كما يقول آيزر "عملية جدلية تبادلية مستمرة ذات اتجاهين:من القارئ إلى النص ومن النص إلى القارئ"
    أما عن بعض الأمثلة المثارة هنا فليس لأن هؤلاء لا يدركون ما يقرأون وإنما لأن ذلك يلائم أهواءهم ومعتقداتهم....
    ومع أن القراءة في الغرب متقدمة جدا مقارنة بها في العالم العربي - وذلك لأسباب عدة – إلا أنها في الأغلب قراءة ترويحية بالدرجة الأولى.
    ولعل أهم ما يميز القراءة هو تحديد الغاية منها قبل الإقدام عليها، فالقارئ الذي يحدد هدفه هو القارئ المثالي الساعي إلى اكتساب المعرفة وترويض فكره على استغلال المعلومة بعد عرضها على العقل والموروث، ولا يمكن لمنتج أدب أو فكر أن يستغني عن القراءة التي تساعده في مناقشة المقروء ونقده وتكوين رؤية موضوعية حوله...
    وأختم بقول الجاحظ في ذكر مزايا الكتاب والقراءة: "ولا أعلم نتاجاً في حداثة سنه، وقرب ميلاده، وإمكان وجوده، يجمع من التدابير العجيبة، والعلوم الغريبة، ومن آثار العقول الصحيحة، ومحمود الأذهان اللطيفة، ومن الحكم الرفيعة، والمذاهب القويمة، والتجارب الحكيمة... ما يجمع لك الكتاب" كتاب الحيوان 1/42

    شكرا على هذا الموضوع القيم.
    تقديري
    {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}

  8. #8
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    المشاركات : 39
    المواضيع : 27
    الردود : 39
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    السلام عليكم ..
    أعتذر عن تأخري الشديد في الرد ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    من يصنع المثقف ؟
    هل القراءة تسبق فعل التثقيف أم تفرز عنه ؟
    هل توجد قراءة تقتل الوعي ؟
    مامعنى القراءة النهضوية ؟

    هل تسهم المؤسسة التعليمية ( مدارس ، جامعات ... ) في جعل القارئ يحتضر؟

    /

    أخي الوراق : أنتظر جوابك أيها الأخ الفاضل .


    من يصنع المثقف ؟
    أي مثقف تقصد؟ المثقف الواعي أو المصنوع؟ هناك مثقف مصنوع وهناك مثقف صانع ، الثقافة مضرة إن لم تكن مفرداتها مبنية على حقائق وليست مجرد متح لكل ما ينضح به الإعلام وما تلفظه دور الطباعة!
    المثقف الواعي هو الذي يعي ما يأخذ ويعي ما يترك، المثقف الحقيقي هو الذي يملك محوراً ثابتاً يدور حوله ولا يكون تحت رحمة التيارات، ولا شيء أثبت من عروة الله الوثقى، إذن هي التي تصنع المثقف وتصنع العاقل والعبقري أيضاً، لأن من كان عبداً لله صار حراً من غيره.
    وبدون هذا الثابت تأتينا ظاهرة تقلب المثقف المعروفة فيكون مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة وتغزل غزلاً جديداً. المحور هو الذي يصنع دافعاً للثقافة فإذا كان محورك "الله" فسيكون دافعك البحث عن الحقيقة والخير والجمال في كل شيء ، فمن الله تبدأ الأمور ، الكثيرون يتجهون للثقافة بدوافع أخرى كطلب الشهرة أو المنصب أو مهاجمة أيديولوجية أخرى إلى غير ذلك من الدوافع، كل شيء يعود إلى مبدئه وكل سعي ليس لله فهو متبر وخاسر في الآخرة .



    هل القراءة تسبق فعل التثقيف أم تفرز عنه ؟
    الأصل هو التفكير الذي يدفع للقراءة وغير القراءة من مصادر المعرفة ، والقراءة تفتح مجالات جديدة للتفكير وتفتح إلى قراءات جديدة، المثقف الحقيقي هو المفكر الحقيقي، ولا مفكر حقيقي بدون دافع حقيقي ودائم وثابت، وهذا لا يكون إلا بالارتباط بالله وليس بالمصالح والأهواء، أكثر من غشنا هم المثقفون مع الأسف، والعالم يعاني من جرائمهم في حق التاريخ والفكر والأديان. غش البائعين لا يقارن بغش المثقفين بالعالم إلا من رحم الله! فكم من حقائق كذبت وكم من تزوير اشتهر وكم من تاريخ حُرِّف بل ودين ونصوص.
    اجتمع على العالم قوة المال والأقلام المأجورة فرسموه بغير صورته، ولم يسلم حتى العلم والدين . نحن بحاجة للمثقف الحقيقي ليزيل الأصباغ عن الوجه الحقيقي للإنسان والحياة، وهو الذي يستطيع أن يجعلنا نفهم ولا نحفظ بدون فهم، ويقدم لنا رؤية متكاملة من خارج فقاعة الواقع وحمق اللحظة .



    هل توجد قراءة تقتل الوعي ؟
    نعم توجد قراءة تقتل الوعي، إنها قراءة التلقي، فالمثقف الحقيقي هو من يقرأ قراءة الناقد لا قراءة الشارب المتلقي ، القراءة المفيدة هي التي لا تلغي شخصيتنا وتذوبنا في الكاتب، القراءة المفيدة هي قراءة من لا يثق بسهولة وألا يقع ضحية الأدلجة والتغييب، نصيحتي لكل من أراد أن يتثقف ألا يصدق كا ما يقال ويكتب حتى يقتنع بجو حر، لأن لهم أساليبهم يأخذونك من خلال المعلومة إلى الوجهة ، أنت خذ المعلومة بعد أن تتأكد منها ودع الوجهة، إلا إن كانت وجهة ترضي إحساسك وعقلك وهذا قليل، أكثر الناس يقرؤون للكاتب ولا يقرؤون للمعلومة بدليل أنهم يتناقلون أسماء كتاب ومحاضرين ، إنهم يقرؤون الشخص أكثر من قراءتهم للمعلومة وبعد المحاضرة يتكلمون عن المحاضر وليس عن المعلومات! كأنهم يبحثون عن القدوة الحقيقي، والتركيز على الشخص يفتح الباب لأخذ كل من اعنده حتى توجهاته وهنا الخطورة ، بما أن الإنسان محتاج لقدوة فعليه البيحث عن القدوة غير معتمد على ثناء الآخرين أو الإعلام بل على إحساسه هو .



    مامعنى القراءة النهضوية ؟
    ربما يقصد بهذا المصطلح القراءة التي تدور حول النهضة والتنمية والثورة على القديم والرجعية والتي تستشهد بتجارب الأمم الناهضة وهكذا ..



    هل تسهم المؤسسة التعليمية ( مدارس ، جامعات ... ) في جعل القارئ يحتضر؟
    دور المدارس والجامعات في تشجيع القراءة أعتقد أنه دور سلبي تجعل الكثير من الطلاب يكرهون منظر الكتب لأنها ملزمة بوقت محدد بفترة معينة لكنها لا تخلو من فائدة.

    الخلاصة: لا مثقف بدون تفكير شمولي يريد معرفة مترابطة..

    وشكراً لك وشكراً على المتابعة وأرجو زيارة مدونتي وستجد في الفهرس أكثر من موضوع عن الثقافة إن أحببت .



  9. #9
  10. #10
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    طرح رائع أستاذي لقضيّة شائكة يقع الكثير من المثقّفون والأدباء ضحيّتها

    لكي نبرمج عقولنا على التفكّر بما نقرأ علينا أن نتلقّى الأسس لهذه النّوعيّة من القراءة الواعية في بيوتنا في المراحل الأولى من حياتنا

    وهنا تقع مسؤوليّة الأهل والمربّين في تهيأة عقول أطفالهم لهذه التّقنيّات الرّائعة.

    علينا أن ندرّب أطفالنا على تناول المعطيات التي يتلقّونها بفكر ناقد وبتمعّن بما شملت فحواه

    وعلينا أن نكثر من طرح الأسئلة عليهم حول العمل الذي يتناولونه

    هذا الطّفل الذي يعتاد التمعّن والتفكّر والاستفهام والت!حليل منذ صغره سيتّخذ من هذه الآليات منهجا في حياته ولن يتقوقع في فكر غيره

    سعيدة بمتابعة هذا الطّرح الرّائع أستاذنا

    صفو مودّتي

    فاتن

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. السطو على مصادر التلقي وأصول الاستدلال
    بواسطة سامية الحربي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 14-03-2013, 05:50 PM
  2. إصدار جديد للباحث محمد بنلحسن "التلقي لدى حازم القرطاجني من خلال منهاج البلغاء وسراج
    بواسطة د.محمد بنلحسن في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23-11-2010, 01:49 AM
  3. مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 11-11-2008, 07:36 AM
  4. قراءة الممكن وإمكانية القراءة ( قراءة لقصيدة لي ما يبرر وحشتي للشاعر يحيى السماوي )
    بواسطة هشام مصطفى في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-06-2008, 08:46 PM
  5. طريقة قراءة أي كتاب واستيعابه في خمس دقائق ( القراءة التصويرية )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى الإِعْلامُ والتَّعلِيمُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-01-2008, 09:42 AM