هكذا يدفق يا مطر من موتك حزني
سأبيت الليلة السوداء
مصلوباً على سور الزمان النائح
فغناء الناس مبقور الحشا
يهتك الطاعون أنغام المغنين
ويستبقي لنا
عنوة صوت مغن نابح
يا مطر
طاش سهم فأصاب القلب
أضحت مدن الأشواق قبحى
من تراب
وأناديك أتصحو؟
فابصر الآن شرودي واغترابي
يا مطر
كسر الريح مصابيحي وبابي
شحب الطير فأمسى ريشه
من سخام الحجر
نغم من ألمي أردده
كيف غمّضت أهداب المطر؟
لا قميص بغيتي
شكراً بني يعقوب
لكن
ولماذا بصري؟
كيوسف المغدور مدفون بعيداً عن مدى عيني تحت الشجر
كان زهراً
غاب عنه الماء فاستبقى الأريج
مات المطر
انظروا من بعده
الأثواب لا لون لها
والثريات بها
طعم الحريق